خاتمة


إنجيل


مرقس بين النقد ودحض النقد


فادى


أليكساندر

 


أكبر مرجع عربى علمى مُوثّق حول خاتمة الإنجيل الثانى فى إثبات قانونيتها


لأول مرة فى الأوساط العلمية المحلية والعالمية إثبات صحة نسب الخاتمة الى مرقس


 


“الغالبية العظمى من المخطوطات تحتوى على ما يُسمى بالخاتمة الطويلة”

كارسون ودوجلاس





[1]




 

الفهرس

علم النقد النصى

مقدمة حول خاتمة مرقس

البرهان الخارجى

اولا: المخطوطات

المخطوطة السكندرية

A – 02

المخطوطة بيزا

D- 05

مخطوطة واشنطن

W – 016

المخطوطة 2346

المخطوطة

L – 019

المخطوطة 1432

المخطوطة 2444

المخطوطة 2445

المخطوطة 2446

المخطوطة 2754

المخطوطة 2755

المخطوطة 2756

المخطوطة 1682

المخطوطة 2137

المخطوطة 2208

المخطوطة 676

المخطوطة 274

المخطوطة 604

المخطوطة

Montfortianus

والمخطوطات 56، 58، 39

الفلجات اللاتينية

St.


Chad

اول ترجمة للفلجات

البشيتا السيريانية

Khaburis

اللاتينية القديمة

Pv

اللاتينية القديمة

Corbeiensis

القبطية الصعيدية

تحليل الفاتيكانية والسينائية

الخاتمة فى المخطوطات الأرمينية

العدد العشرين فى المخطوطات اليونانية

الخاتمة فى مخطوطات الكتب الكنسية

نسخ واقوال علماء النقد النصى

ثانيا: قراءات خاتمة مرقس

ثالثا: شهادة الآباء والكتب الأبوكريفية لخاتمة مرقس

رابعا: الترجمات

الترجمات القديمة

الترجمات الحديثة

البرهان الداخلى

نقد المصدر وخاتمة مرقس

نقد الشكل وخاتمة مرقس

كاتب الخاتمة

مرقس كاتب الخاتمة

أريستون كاتب الخاتمة

الله صاحب الخاتمة

القمص متى المسكين وخاتمة مرقس

تفسير الخاتمة

التفسير الآبائى

التفسير العقيدى

التحليل اللغوى

مُلخص البحث

خاتمة

المراجع

 

بحث فى إثبات اصالة خاتمة انجيل مرقس
(مرقس 16: 9 – 20)

فى المخطوطات القديمة وكتابات الأباء مع تفسير غياب الخاتمة فى السينائية والفاتيكانية وشرح اسباب وجود الخاتمة القصيرة وبيان عدم منطقية إنتهاء انجيل مرقس بالعدد الثامن بالأدلة العلمية

 


علم النقد النصى

النقد النصي او طريقة نقد النص (باليونانية
κρίνω krínō
، اختر، انتقى، انتخب) هي الطريقة الوحيدة التي تمكننا من قراءة المخطوطات او النصوص الاولى الاصلية وتمكننا من اعادة طباعتها. وهي تعتبر بدورها واحدة من أسس وفقه الطباعة وجزء من علم الادب والفقه اللغوي
Philology
. الغرض من هذه الطريقة في اعادة الكتابة، عادةً، هو تحديد أخطاء نصوص المخطوطات وإزالتها، والتي ينبغي قراءتها رغم كل التغيرات التي احاطت بها. النقد النصي لا يهتم كثيرا بتفسير النص، ولكن يعطي أهمية كبرى بتسلم المواد الاصلية، ومن ثم يأتي التأويل او التفسير وبعد ذلك يتم تحليله.

 

اساسيات

أساس النقد النصي هو مقارنة نسخ متعددة (مكتوبة بخط اليد او مطبوعة) من هذا النص. يتم مقارنة هذه النصوص تبعا للترتيب الزمني في كتابتها- اذا أمكن ذلك – وبعد ذلك يتم بشكل دقيق مقارنة كل كلمة بمثيلتها،و الجمله بالجمله. ويتم بناء النص الجديد وفقا للنص الاصلي بحيث يكون مطابق له تماما مع مراعاة التوافق مع معطيات النص الاصلي بدون اي تغيير أو مضاربة في المعنى وتسمى هذه بنظرية (الاصل).

 

اذا كانت النسخة الكاملة الاصلية للنص أو المخطوطة مفقودة، عندها ترتكز مهمة النقد النصي على البحث وتجميع كل المعلومات من النسخ الاصلية الاخرى المماثلة عبر الحقبة الزمنية التي كتب بها هذا النص واعادة بناء نسخة تقليدية مطابقة تماما للاصل وتعد مرجعا اساسيا مهما ونعتمد عليه كالاصل.

 

الخطوات الاساسية للنقد النصي هي كما يلي:

1- تجميع كافة المعلومات والشهادات التي وردت في النص وتجميع معلومات من مخطوطات أو مطبوعات ثانوية متعلقة بهذا النص وايضا التحقق من كل الاصدارات والشواهد في السجلات التاريخية المقتبسة والمتعلقة بهذا النص الوارد والتي تم حفظها على مدى الازمنة السابقة أو التي سجلت وقت لاحق من قبل المؤلفين أو علماء التاريخ وفقه اللغة.

 

2- عملية الترتيب والتصنيف: أو استخدام مايسمى فقه اللغة المقارن
Philology
حيث نعتمد في هذه الطريقة على التحليل التاريخي المقارن للغة، بدراسة النصوص المكتوبة، واكتشاف عناصر التشابه بين لغة وأخرى، وملاحظة التغيرات التي تطرأ على اللغة عبر الزمن، ومقارنة التغيرات التاريخية بين اللغات المتشابهة. وتتم هذه العملية عن طريق مقارنة لغة النص الحالي مع السجلات التاريخية السابقة واختيار أو تحديد الشكل النهائي له.

 

3- يتم تحليل العوامل التي تأثر بها النص على مرور الازمنة، وبخاصه فيما يتعلق بظهوره. هذا التحليل يتبع ملف أو رسم بياني لتاريخ النص يمكن أن نشبهه بما يسمى (بشجرة العائلة (
stemma
)). وهو عبارة عن هيكل يوضح كل التغيرات والعوامل التي أثرت على كتابة هذا النص على مدى عصور التاريخ.من خلال تطبيق هذه الخطوات يمكننا ان نحسّن من الشكل الاصلي مع مراعاة مايلي:

 

• وجود علامات مميزة (خطوط مزدوجة او كلمات، جملة أو كلمة مفقودة، استخدام حروف مماثلة).

• تبسيط الصيغة المكتوبة للنص الى شكل مفهوم ومتطابق مع اللغة المعاصرة.

• اتمام واضافة الجمل الناقصة أو المفقودة للنص.

 

4- تحديد جميع النصوص الاصلية، كما يتم تحديد نوعية المخطوطات وكل المعلومات التاريخية والبيئية التي أحاطت بها وكل احتمالات الخطأ المعتبرة في الكتابة والنظر بحذر ما ان كان قد اضيف اليها أي أدلة أخرى أو نصوص أو حذف منها اي تعليق هامشي ومن أي مصدر تم استلامها.

 

معايير هامة في عملية بناء النقد النصي

• الصيغة الاولى (الخيار الاول) التي يُعتمد عليها في تفسير النص يجب ان تكون مفعمة بالادلة الفعلية والمشروعة ومتطابقة من حيث المبدأ مع الفترة أو الحقبة الزمنية والتاريخية التي كتبت أو وجدت فيها. هذا المبدأ يمكن تشبيهه أو مقارنته بمبدأ علم البيولوجيا (عندما يتم تحديد التاريخ العرقي للكائنات الحية).

• اذا اتبعنا مبدأ
lectio difficilior
(القراءة الأصعب هى القراءة الأقوى) وهو عبارة عن نهج معترف به دوليا في الدراسات التوراتيه، وكل ما يتعلق في الدراسات الجنسانيه. ينص هذا المبدأ على ان النصوص الاكثر قدما والاكثر تعقيدا هي الافضل والامثل، والاصح أن نفسرها بشكل دقيق ونبسطها ونجعلها قريبة من لغتنا المعاصرة. وفي الوقت نفسه يجب الاخذ بعين الاعتبار مخاطر تطبيق هذا المبدأ من تفسير وتبسيط النص المطلوب لدرجة أن يفقد ماهيته ومعناه بالكامل، فيجب ان نكون دقيقيين وحذرين جدا في استخدامه. ويجب ان نراعي ونحافظ على البداهة الادبية العالية الجودة ومستوى الاقدمية.

• مع الاخذ من ناحية أخرى انه كلما كان النص قديما كلما كثرة أخطائه الطباعية او الاملائية.

 

أنواع مختلفة للنقد النصي

كما ذكرنا سابقا أنه توجد قواعد أساسية متبعة للنقد النصي لجميع انواع النصوص، رغم ذلك، هناك أنواع مختلفة وصيغ مختلفة منها تتطلب اساليب مختلفة جزئيا او رئيسيا في صياغتها النقدية.

 

النصوص الكلاسيكيه من العصور القديمة

اذا كانت النصوص مكتوبة في عصور قديمة جدا، فعندها المشكلة في النقد النصي تكمن في كثير من الاحيان ان هناك فقط عدد قليل من الشواهد النصية أو لقرون كثيرة اصغر من النص الأصلي. وأفضل مثال على ذلك: هوميروس
Homer
مع 700 شاهد للنص وهوميروس شاعر اغريقي شهير وهو كاتب الملحمتين: الإلياذة والأوديسا قام بتخليد حرب طروادة شعرا بدقة متناهية التي يعتقد حدوثها العام 1250 ق.م،. ولم يكتف بذلك حتى أنجز ملحمة شعرية أخرى تروي مغامرات أوديسيوس وهو عائد لوطنه بعد سقوط طروادة في القرن الثالث عشر قبل الميلاد. امتازت الإلياذة بسلاسة واضحة، وبلاغة لغوية راقية، وكان دقة رسم الملامح من أهم خصائصها، إلى جانب حسن استخدام تقنية التصوير والتشبيه، التي أحصيت – بحسب المترجمين – إلى أكثر من مئة وثمانين تشبيها، تعكس الفعل الملحمي بدقة مفصلة.

 

العهد الجديد

العهد الجديد هو حالة خاصة من النص النقدي من خلال عدد من الشهود للنص. وهناك اكثر من 5000 شواهد نصية في اليونانيه (بعضها غير كامل)، وحوالي 10000ترجمات في اللغة اللاتينية و10000 أوأكثر ترجمات الى لغات اخرى. النقد النصي للعهد الجديد استطاع بسهولة التخلص من كثير من المشاكل التي واجهته عن طريق تجميع الشواهد النصية أو المخطوطات في مجموعات وتسمية كل نص بشكل معين أو نمط، واختيار نموذج محدد انتقائي لكل نص. من هذه الانواع الرئيسية: هي النص السكندري، النص الغربي والنص البيزنطي.

 

نصوص من العصر الحديث

في الادب الحديث يمكن تطبيق النقد النصي باستخدام صيغ مختلفة أو اختيارات متعددة يتم من خلالها نقد النص نفسه (وجهات نظر مختلفة)،وخصوصا عند توفر عدة مخطوطات من أعمار ومتغيرات مختلفة.

 

تاريخ النقد النصي

بالفعل كانت هناك طبعات من النصوص في العصور القديمة التي حاول الكتّاب بقدر المستطاع تقريبها الى النص الاصلي. وأكبر مثال لنا هو مكتبة الاسكندرية بوصفها مكانا لانتاج العديد من الأعمال الكلاسيكيه اليونانيه. في العصور الوسطى وخصوصا في عهد الامبراطوريه البيزنطيه كان يتم دائما المحافظة على الانواع الكلاسيكيه القديمة وعزلها عن النسخ السيئة أو الرديئة. في يومنا المعاصر نجد ان طريقة النقد النصي هي استمرار لما كانت عليه في القرن التاسع عشر وخصوصا في ما يسمى اعادة البناء اى إعادة بناء النص. وهذا ما نلاحظه في مطبوعات العالم اللغوي فريدريك اغسطس ولف، كارل لاشمان وف. د.شلاير ماخر.

 

نقد النقد النصي

طريقه النقد النصي وخصوصا انشاء نظام أو هيكل العائلة
Stemmata

(شجرة العائلة):

 

• يفترض ان يؤخذ كل شاهد نصي من الشاهد الذي سبقه.

• الطريقة تفترض أيضا ان الخطأ الجديد يمكن ان يكون في النسخة الجديدة فقط، وليس من أخطاء السلف. واذا حدث ذلك، فإن هذا يعني أن النص مكرر.

• طريقة شجرةألعائلة
Stemmata
تؤمن أن الاخطاء الاملائيه في المخطوطات مرتبة حسب السليم منها، وهذا ما أدى الى مهاجمة هذه النظرية أو الطريقة بعنف مثال:
Joseph Bédier
و
Bernard Cerquiglini
.

 

يقول العالم بنجامين وارفيلد





[2]





: ” حينما نحاول ان نحدد كمية التغير الذى حدث للعهد الجديد فى انتقاله خلال ألفيتين، فإننا نادراً سنصل الى نتيجة مُدركة. الأكثر تطرفاً، احصوها فى بضع مئات وثمانين، او فى مائتى الف “قراءة متنوعة”، هذا هو التبايت فى القراءة الموجودة فى الوثائق الموجودة. هذه (القراءات) هى بالتأكيد نتيجة التغير وهى بالفعل مقياس التغير. ولكننا هنا يجب ان نحترس من التضلل بهذه العبارة المُضللة!!! انها لا تعنى ان هناك تقريبا مائتى الف مكان فى العهد الجديد يوجد به تباين القراءات، ولكن فقط هناك مائتى الف قراءة مُتباينة بالإجمال، وفى عدة حالات الوثائق تختلف عن بعضها فى كلمة واحدة. كل وثيقة تُقارن مع القراءة الثابتة
Standard
، ورقم الإختلاف يتم التحقق منه، ثم يتم إضافة هذه المجاميع معاً والنتيجة تُعطى على انها الرقم من التباينات الملاحظة. من الواضح ان كل مكان حيث يحدث التباين يتم احتسابه مرات اخرى اضافية. ليس فقط كتباين مُميز يحدث فيه، بل ايضا التباين المُشابه الموجود فى المخطوطات المختلفة. هذا المجموع يتضمن، ايضا، كل التباينات من جميع الانواع وفى جميع المصادر (يقصد مصادر العهد الجديد)، حتى تلك (التباينات) الوحيدة فى وثيقة واحدة التى تُمثل وزناً ضئيلا (اى مخطوطة ليست ذات اهمية كبيرة) كشاهد (شاهد للنص محل التباين)، بل وحتى تلك التى تُؤثر فى اشياء بسيطة جدا مثل استهجاء الكلمة. الدكتور عزرا ابوت اعتاد على ان يقول ان 19/20 منهم (اى من القراءات) لها دعم صغير جدا (اى دعم من المخطوطات التى تضع القراءات)، رغم انهم قراءات متباينة، لا احد يظن انها قراءات مُنافسة (اى القراءات الغير سليمة لا تقدر على منافسة القراءات الصحيحة فى ميزان النقد)، و19 / 20 من البقية اهميتها صغيرة جدا (اى ليست ذى اهمية بل اخطاء عارضة)، حتى ان الشك بهم او رفضهم لا يُمكن إدراكه فى المقاطع التى يقعون بها (اى ان الشك او رفض القراءة لا فى هذه الكمية الضئيلة من القراءات لا يُؤثر مُطلقاً على سياق المقاطع الموجود بها هذه القراءات). طريقة دكتور هورت فى التحديد (تحديد رقم المجموع لخلاف واحد فى عدة مخطوطات) هى كلمة واحدة فى كل ثمانية قراءات موجودة مُدعمة بدليل كافى يدعونا للتوقف والنظر إليه، فى هذا عن كلمة واحدة فى ستون (شاهد) بها قراءات مُتباينة، فقرارنا يكون لطيف وصعب، ولكن الكثير من هذه القراءات تفاهة والتى عن كلمة واحدة فى كل الف (ألف شاهد مخطوطى) اعتماداً على تباين واقعى كمثل هذا دليل، ذلك بجهد الناقد فى التقرير بين القراءات.

 

الكتلة الأعظم من العهد الجديد، فى كلمات اخرى، انتقل لنا بلا قراءات، وحتى فى الشكل الأكثر تغيرا (للعهد الجديد) والذى لم يظهر للوجود ابداً (اى ان العهد الجديد لم يطرأ عليه اى تغير)، لنقول ما قاله ريتشارد بينتلى “النص الحقيقى للكُتّاب المقدسين هو بالكامل موجود…. ليس مقالا واحدا للإيمان ولا قاعدة أخلاقية فاسدة او ضاعت، اختر كما تفعل بخطورة، اختر الأسوأ فى التنظيم، خارج الأغلبية من القراءات (اى ان اى قراءة خطيرة او سيئة هى ليس لها وجود فى قراءات العهد الجديد”.

 

امسك بكتابك ايها المسيحى، وردد مع برو ميتزجر فى رده على سؤال لى ستروبل





[3]





: “كل عقود السنين هذه من الثقافة، والدراسة، وتأليف الكتب الدراسية، والتنقيب فى التفاصيل الدقيقة لنصوص العهد الجديد، ماذا كان تأثير كل هذا على إيمانك الشخصى؟”

 

فأجابه بروس ميتزجر قائلا: “آه، لقد زاد اساس إيمانى الشخصى ان ارى الحزم الذى أوصل هذه الكتب إلينا، بأعداد وفيرة من النُسخ، التى بعضها تُعتبر قديمة جدا، جداً.”

 

من ضمن هذه المشكلات النصية، خاتمة إنجيل مرقس، نرجو للمزيد حول علم النقد النصى راجع كتابنا “المدخل الى علم النقد النصى” إذ ان المجال هنا لا يتسع الا لوضع مقدمة فقط، ولكننا شرحنا الأمر بالتفصيل فى كتابنا الاخير المُشار إليها سابقاً، والآن لنتعرف بعمق عن المشكلة النصية الخاصة بخاتمة مرقس…

 


مقدمة

حول خاتمة مرقس

خاتمة إنجيل مرقس، قد يكون الموضوع الوحيد الذى طرحه المسلمون نقلا عن النقاد المتحررين الذى اخذ منى وقتا طويلا فى اعداده فيما يقرب من السبعة شهور الى عشرة شهور من الدراسة والتحقيق، الأخذ بحياد من جميع الاطراف، فبينما يؤمن المسيحيين جميعا فى شتى المسكونة بنهاية أنجيل مرقس وقانونيتها، يؤمن فريقا اخر من النقاد الزاعمون بعدم قانونية هذه الخاتمة، وفى الوقت تكثر الاراء حول كاتب هذه النهاية – وليس قانونيتها – فهل هو مرقس الرسول ام اريستون الرسول؟ وفى هذه الدراسة سنثبت بما لا يدع مجالا للشك ان هذه الخاتمة هى قانونية فى انجيل مرقس الرسول من عصر الكنيسة الأولى، وبعد هذا سأعرض اراء القائلين بأن اريستون هو الكاتب والقائلين بأن مرقس هو الكاتب دون التحيز الى اى من الفريقين، ثم سأشرح نظريتى الخاصة للموضوع.

 

و لكن ظهر فى الشرق عدة اتجاهات تهاجم هذا النص الرسولى المقدس الذى تسلمته الكنيسة كما تسلمت كل اجزاء اسفار الكتاب المقدس. فهذا يقول نهاية مرقس غير اصيلة فى المخطوطات وذاك يقول لم يكتبها مرقس ولا اريستون دون بحث وتمحيص، فيكون بهذا هو جهل، او بعلم ودراية بالشىء فيكون هنا تدليس. ان الباحث فى شأن هذا الموضوع محل النقاش يكاد يتيقن من اصالة هذه النهاية الطويلة فى انجيل مرقس، فنظرة واحدة على اقوال العلماء حولها كافية لجعل الانسان يثق تمام الثقة من أصالة رسولية هذه الأعداد وصحة وحيها!

 

خاتمة أنجيل مرقس كما نؤمن بها هى الاعداد من 9 الى 20 من الاصحاح الاخير فى أنجيل مرقس، وهذا هو نصها بحسب ترجمة سميث فانديك وعالى كرنيليوس وبطرس البستانى:

 

 وَبَعْدَمَا قَامَ بَاكِراً فِي أَوَّلِ الأُسْبُوعِ ظَهَرَ أَوَّلاً لِمَرْيَمَ الْمَجْدَلِيَّةِ الَّتِي كَانَ قَدْ أَخْرَجَ مِنْهَا سَبْعَةَ شَيَاطِينَ. فَذَهَبَتْ هَذِهِ وَأَخْبَرَتِ الَّذِينَ كَانُوا مَعَهُ وَهُمْ يَنُوحُونَ وَيَبْكُونَ. فَلَمَّا سَمِعَ أُولَئِكَ أَنَّهُ حَيٌّ وَقَدْ نَظَرَتْهُ لَمْ يُصَدِّقُوا. وَبَعْدَ ذَلِكَ ظَهَرَ بِهَيْئَةٍ أُخْرَى لاِثْنَيْنِ مِنْهُمْ وَهُمَا يَمْشِيَانِ مُنْطَلِقَيْنِ إِلَى الْبَرِّيَّةِ. وَذَهَبَ هَذَانِ وَأَخْبَرَا الْبَاقِينَ فَلَمْ يُصَدِّقُوا وَلاَ هَذَيْنِ. أَخِيراً ظَهَرَ لِلأَحَدَ عَشَرَ وَهُمْ مُتَّكِئُونَ وَوَبَّخَ عَدَمَ إِيمَانِهِمْ وَقَسَاوَةَ قُلُوبِهِمْ لأَنَّهُمْ لَمْ يُصَدِّقُوا الَّذِينَ نَظَرُوهُ قَدْ قَامَ. وَقَالَ لَهُمُ: «اذْهَبُوا إِلَى الْعَالَمِ أَجْمَعَ وَاكْرِزُوا بِالإِنْجِيلِ لِلْخَلِيقَةِ كُلِّهَا. مَنْ آمَنَ وَاعْتَمَدَ خَلَصَ وَمَنْ لَمْ يُؤْمِنْ يُدَنْ. وَهَذِهِ الآيَاتُ تَتْبَعُ الْمُؤْمِنِينَ: يُخْرِجُونَ الشَّيَاطِينَ بِاسْمِي وَيَتَكَلَّمُونَ بِأَلْسِنَةٍ جَدِيدَةٍ. يَحْمِلُونَ حَيَّاتٍ وَإِنْ شَرِبُوا شَيْئاً مُمِيتاً لاَ يَضُرُّهُمْ وَيَضَعُونَ أَيْدِيَهُمْ عَلَى الْمَرْضَى فَيَبْرَأُونَ». ثُمَّ إِنَّ الرَّبَّ بَعْدَمَا كَلَّمَهُمُ ارْتَفَعَ إِلَى السَّمَاءِ وَجَلَسَ عَنْ يَمِينِ اللَّهِ.وَأَمَّا هُمْ فَخَرَجُوا وَكَرَزُوا فِي كُلِّ مَكَانٍ وَالرَّبُّ يَعْمَلُ مَعَهُمْ وَيُثَبِّتُ الْكَلاَمَ بِالآيَاتِ التَّابِعَةِ. آمِينَ.

 

و هذا نصه اليونانى بحسب نسخة نيستل اّلاند:

 


ναστ

ς δ

πρω

πρ

τ

σαββ

του

φ

νη πρ

τον Μαρ
ίᾳ
τ

Μαγδαλην

, παρ’

ς

κβεβλ

κει

πτ

δαιμ

νια.

κε

νη πορευθε

σα

π

γγειλεν το

ς μετ’ α

το

γενομ

νοις πενθο

σι κα

κλα

ουσιν· κ

κε

νοι

κο

σαντες

τι ζ

κα


θε

θη

π’ α

τ

ς

π

στησαν. Μετ

δ

τα

τα δυσ

ν

ξ α

τ

ν περιπατο

σιν

φανερ

θη

ν

τ

ρ

μορφ

πορευομ

νοις ε

ς

γρ

ν· κ

κε

νοι

πελθ

ντες

π

γγειλαν το

ς λοιπο

ς· ο

δ


κε

νοις

π

στευσαν.

στερον δ


νακειμ

νοις α

το

ς το

ς

νδεκα

φανερ

θη, κα


νε

δισεν τ

ν

πιστ

αν α

τ

ν κα

σκληροκαρδ

αν

τι το

ς θεασαμ

νοις α

τ

ν

γηγερμ

νον ο

κ

π

στευσαν. κα

ε

πεν α

το

ς, Πορευθ

ντες ε

ς τ

ν κ

σμον

παντα κηρ

ξατε τ

ε

αγγ

λιον π

σ

τ

κτ

σει.

πιστε

σας κα

βαπτισθε

ς σωθ

σεται,

δ


πιστ

σας κατακριθ

σεται. σημε

α δ

το

ς πιστε

σασιν τα

τα παρακολουθ

σει·

ν τ


ν

ματ

μου δαιμ

νια

κβαλο

σιν, γλ

σσαις λαλ

σουσιν καινα

ς, κα


ν τα

ς χερσ

ν

φεις

ρο

σιν, κ

ν θαν

σιμ

ν τι π

ωσιν ο

μ

α

το

ς βλ

ψ

,

π


ρρ

στους χε

ρας

πιθ

σουσιν κα

καλ

ς

ξουσιν.

μ

ν ο

ν κ

ριος

ησο

ς μετ

τ

λαλ

σαι α

το

ς

νελ

μφθη ε

ς τ

ν ο

ραν

ν κα


κ

θισεν

κ δεξι

ν το

θεο

.

κε

νοι δ


ξελθ

ντες

κ

ρυξαν πανταχο

, το

κυρ

ου συνεργο

ντος κα

τ

ν λ

γον βεβαιο

ντος δι

τ

ν

πακολουθο

ντων σημε

ων.

 

تُسمى هذه النهاية عند الأكاديميين
Long Ending
اى النهاية الطويلة ودائما ما يختصرها العلماء فى الحديث عنها الى
LE
، ذلك لأن هناك نهاية أخرى غير هذه النهاية موجودة فى بعض المخطوطات أصغر من هذه النهاية وقد تكون عددا واحدا تُسمى
Short Ending
وتُختصر الى
SE
،و نصها كالتالى:

Π

ντα δ

τ

παρηγγελμ

να το

ς περ

τ

ν Π

τρον συντ

μως

ξ

γγειλαν. Μετ

δ

τα

τα κα

α

τ

ς


ησο

ς

π


νατολ

ς κα


χρι δ

σεως

ξαπ

στειλεν δι’ α

τ

ν τ


ερ

ν κα


φθαρτον κ

ρυγμα τ

ς α

ων

ου σωτηρ

ας.

μ

ν.

 

و ترجمتها حرفيا الى الأنجليزية:

But they reported briefly to Peter [and] those around [him] all that they had been told. And after this, Jesus himself also sent out through them, from east even to west, the sacred and imperishable preached message of eternal salvation. Amen

و نصها بالعربية:

“أما هنّ
فأعلنّ بإيجاز للذين كانوا مع بطرس كل ما أمرن به. بعد هذا، ظهر يسوع لهم أيضاً
وأرسل بواسطتهم، من المشرق إلى المغرب، الإعلان المقدّس وغير الفاسد للخلاص
الأبدي. آمين”

 

أدلة الإدعاء:

1-
         


إختفاء خاتمة مرقس من المخطوطة السينائية

2-
         


إختفاء خاتمة مرقس من المخطوطة الفاتيكانية

3-
         


اختفاء خاتمة مرقس من قوانين يوسابيوس القيصرى

4-
         


وجود خاتمة اخرى قصيرة فى بعض المخطوطات

5-
         


عدد لا بأس به من المخطوطات الارمينية لا يحتوى على الخاتمة

6-
         


رفض القمص متى المسكين تفسير خاتمة إنجيل مرقس

 

فهل أدلة الإدعاء هذه صحيحة؟ وهل تُمثل وزناً ثقيلاً فى نقد خاتمة مرقس؟ أى النهاتين هى الصحيحة؟ الطويلة ام القصيرة؟ ام ان الصحيح هو ان مرقس انهى انجيله بقوله “كن خائفات”؟؟؟ هل يُعقل ان ينهى مرقس أنجيله بهذا القول؟؟؟ هل جناب الأب القمص متى المسكين انكر بالفعل قانونية خاتمة مرقس ورسوليتها؟؟ ايمانا منا بحرية التفكير والتعبير عن الاعتقاد، سنسلك معا منهج الرأى والرأى الاّخر فى دراستنا، نأخذ من هذا ونرد لذاك بمنهج محايد دون اى تأثير عاطفى او وصولى!

و لنبدأ معا دراستنا!





[1]


An Introduction To The New Testament
،By D. A. Carson & Douglas J. Moo
،P. 97




[2]


An Introduction To The Textual Criticism Of The New Testament
،First Edition (London 1846)
،By Benjamin B. Warfield
،P. 13 – 14





[3]




القضية للمسيح، لى ستروبل، ترجمة: سعد مقارى، إصدار مكتبة دار الكلمة 2007، ص 91

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي