الآب أرسل الابن إلى العالم

(يوحنا
5:
37): «
الآب أرسل الابن»

لا تعني على الإطلاق أن الابن في مركز المحدودية والتحيز بمكان, ولا يعني أنه قد تحرك من مكان إلى مكان, بل مجرد ظهوره في العالم بهيئة مرئية, لأن اللاهوت منزه عن التحيز بمكان وعن الانتقال من مكان إلى مكان. ثم إن مجيء الابن إلى العالم لم يكن بإرادة الآب بالاستقلال عن إرادته الشخصية كأقنوم الابن, بل جاء بإرادتهما وإرادة الروح القدس معا. وذلك كوحدة في الجوهر.

فقال الابن له كل المجد «
من عند الآب خرجت» (يوحنا

16: 27
)أي خرجت بإرادتي وفي (فيليبي
2: 7
) يقول «
الذي إذ كان في صورة الله لم يحسب خلسة أن يكون معادلا لله لكنه أخلى نفسه آخذا صورةعبد»أي إنه أخلى نفسه آخذا صورة عبد بمحض إرادته وعن مجيئه بإرادة الآب والروح القدس معا قال له المجد على لسان إشعياء النبي: «
والآن السيد الرب أرسلني وروحه» (إشعياء

48: 12-15
).

ولذلك فإرسال الآب للابن لا يدل على وجود أي تفاوت بينهما, بل بالعكس يدل على توافقهما وتوافق الروح القدس معهما في الاهتمام بالبشر والعطف عليهم أما السبب في ظهور الابن وإرساله دون الأقنومين الآخرين, فيرجع إلى أنه هو الذي يعلن الله ويظهره.

هل تبحث عن  هوت طقسى علم التقويم القبطى وحساب الأبقطى 15

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي