سفر النشيد حديث بين عشيقين

يقولون أن السفر هو حديث بين عشيق وعشيقته، فكيف يكون هذا وحيا من الله؟.

الرد

الواقع أن السفر لم يتخذ تشبيها لعلاقة الله بالكنيسة من حديث بين عشيق وعشيقته، بل التشبيه المجازي مأخوذ من أحاديث بين عريس وعرسه. أي بين إثنين تربطهما علاقةُ حبٍ شرعيةٌ مقدسة. نعم نحن نؤمن أن المسيح في علاقته الحبية بالكنيسة التي هي جماعةُ المؤمنين تُشبَه بعلاقة الحب والارتباط التي بين العريس وعروسه. فقد قال يوحنا المعمدان “من له العروس فهو العريس أما صديق العريس فيفرح” (يو3: 29) لقد شبه المسيحَ بالعريس والكنيسة بالعروس وشبه نفسه بصديق العريس. وتشبيه المسيح بالعريس والكنيسة التي هي جماعة المؤمنين بالعروس، ورد في أماكن أخرى كثيرة في الكتاب المقدس، لا يتسع المجالُ لسردها.

والمعنى الروحي وراء هذا التشبيه المجازي هو توضيح الرباط الحبي المقدس الذي يربط المسيح بكنيسته التي هي شعبُه إذ يقول لها “محبةً أبدية أحببتك من أجل ذلك أدمت لك الرحمة” (ار31: 3) ويقول الكتاب “أيها الرجال أحبوا نساءكم كما أحب المسيح أيضا الكنيسة وأسلم نفسه لأجلها” (أف5: 25) إنها ليست محبة جنسية شهوانية بل هى محبة باذلة مضحية “كما بذل المسيح وأسلم نفسه من أجلها”.

فهل في ذلك أيةُ غضاضة أو ابتذال فاضح؟!!

 

لمَ لمْ يسأل المعترض نفسه: كيف يمكن أن يخلق رب العالمين الجنس ذاته في الإنسان (رغم أن تعبيرات نشيد الأناشيد ليست جنسية أساسا)؟ ولماذا أوجد الله في الإنسان الميل الطبيعي إلى الجنس الآخر؟ ولماذا شرع الزواج والعلاقة الزوجية وما يحدث فيها من متعة جسدية؟ ألا يذكر سيادته ما شرعه الدين الحنيف عن زواج المتعة في (سورة النساء آية24) التي تقول: “… فما استمتعتم به منهن فآتوهن أجورَهن فريضةً، ولا جناح عليكم فيما تراضيتم به من بعد الفريضة إن الله كان عليما حكيما”. هل يمكن وصف ذلك بما قاله سيادته أنه غزل مفضوح مبتذل وليد طبيعةٍ مهتاجة بالشهوة البهيمية؟ هل يجرؤ إنسان أن يقول عما يتم بين الزوج وزوجته من كلمات الحب المخلصة أنها غزل فاضح ومبتذل؟

هل تبحث عن  هوت روحى كلمة منفعة 10

ألا يذكر المعترض أيضا ما جاء:

· في سورة (الطور الآية 19): عن متعة المؤمنين في الآخرة بحوريات الجنة إذ تقول الآية الكريمة “وزوجناهم بحور العين..”

· وأيضا بسورة (الواقعة 2227): إذ تقول “وحور عين كأمثال اللؤلؤ المكنون جزاءَ بما كانوا يعملون (إلى أن يقول) إنا أنشأناهن إنشاءً فجعلناهن أبكاراً”

 وقد علق على ذلك بعض علماء المسلمين الأفاضل، نورد بعض تلك التعليقات فيما يلي:

· الأستاذ محمد جلال كشك: قائلا: “إنه ثابت بنص القرآن أن حور العين هن للاستمتاع الجنسي” (خواطر مسلم في المسألة الجنسية ص 202)

· ويقول الشيخ الغزالي: في كتاب إحياء علوم الدين “والجنة مزينة بالحور العين من الحسان، كأنهن الياقوتُ والمرجان، لم يطمثهن (أي لم يجامعهن) إنس قبلهم ولا جان، يمشين في درجات الجِنان، إذا اختالت إحداهن في مشيها حمل أعطافَها (أي رداءها) سبعون ألفا من الولدان، غانجات، (أي مدللات) عطرات، آمنات، من الهرم”

· ويعلق الأستاذ محمد جلال كشك: على هذه اللذة والمتعة قائلا: “لا مجال لأي خجل أو استخذاء من ناحية المطالب الحسية للجسد” ويكمل قائلا: “فليس في الجسد عيب أو قباحة، ولا في تلبية احتياجاته وشهواته المشروعة في هذه الدنيا، ولا في التطلع لمتعة الجسد بلا حد في الآخرة”)

(خواطر مسلم في المسألة الجنسية ص211)

هل يجرؤ أحد أن يقول إن هذا كلام فاضح ومبتذل؟!! فلماذا يتجرأ المعترض على كلمات نشيد الأناشيد وهي لم تصل في كل تعبيراتها إلى مثقالِ ذرةٍ من هذا الكلام؟!

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي