تشبيه المسيح بالخروف

(رؤيا 6: 16) يقولون للجبال والصخور اسقطي علينا واخفينا عن وجه الجالس على العرش وعن غضب الخروف

(رؤيا 6: 16) وهم يقولون للجبال والصخور اسقطي علينا واخفينا عن وجه الجالس على العرش وعن غضب الخروف

(رؤيا 7: 10) وهم يصرخون بصوت عظيم قائلين الخلاص لالهنا الجالس على العرش وللخروف

(رؤيا 7: 17) لان الخروف الذي في وسط العرش يرعاهم ويقتادهم الى ينابيع ماءحيّة

(رؤيا 22: 3) وعرش الله والخروف يكون فيها وعبيده يخدمونه.

يقول المعترض: هل يجوز تشبيه الله بالخروف؟

 

الرد:

هذا تشبيه يرمز للعمل الفدائي, وليس مساواة بين المشبه والمشبه به, لأنه كما يقدم هذا كذبيحة اضحية بلا عيب, قدم السيد المسيح ذاته اضحية لفداء كل البشرية ايصا بلا عيب اذ “لم يعرف خطية” (2كو 5: 21), كما ان التشبيه ليس مساواة بالطبع, فعندما نقول كان الجندي كالأسد فنحن لا نقصد فيه بهيمية ووحشية الأسد, بل الجرأة والشجاعة والقوة, يفهم العاقل من التشبيه نقاط التشابه المراد توضيحها ويتجاهل ما غير ذلك, بالمثل في تشبيه الكتاب لعمل المسيح الفدائي, انه كان كالحمل الذي سُفك دمه كفارة عن الشعب اذ “لنا فيه الفداء بدمه غفران الخطايا” (كو 1: 14), اذ سبق وتنبأ عنه اشعيا النبي قائلا “مجروح لاجل معاصينا مسحوق لاجل اثامنا تاديب سلامنا عليه وبحبره شفينا. كلنا كغنم ضللنا ملنا كل واحد الى طريقه والرب وضع عليه اثم جميعنا. ظلم اما هو فتذلل ولم يفتح فاه كشاة تساق الى الذبح وكنعجة صامتة امام جازيها فلم يفتح فاه.” (اش 53: 5-7), وهذا ما اعتاده الشعب اليهودي بتقديم اضحية كفارية عن ذنوبهم, كانوا يقدمونها جهلا, دون ان يفهموا وحتي الآن بعض الديانات تقدم اضحية متبعة نفس الجهل دون ان تفهم او تفكر الي ماذا يرمز هذا العمل, ان كان تقديم الأضحية هو الرمز ففداء المسيا الذي قدم نفسه كخروف بلاعيب هو شرح لغز النبوة وفك الرمز الذي من أجله سبقت الشريعة واعلنت عن هذا المرموز حتي متي جاء هذا الذي بلا عيب يكون فك رموزها جليا وتتضح وحدة العهدين معا لأن منبعهم واحد, ومركزهم شخص السيد المسيح له كل المجد. “يسوع المسيح الشاهد الامين البكر من الاموات ورئيس ملوك الارض الذي احبنا وقد غسلنا من خطايانا بدمه” (رؤ 1: 5)

 

والمسيح شبه نفسه بالخروف لكونه ذبيحنا الذى نخلص بدمه من الموت والهلاك.

وقد شهد له يوحنا عندما نظره ماشيا عند نهر الأردن بقوله هو ذا حمل الله الذى يرفع خطية العالم.

 فالمسيح هو كبشنا الذى صار هو نفسه ذبيحة خطية لأجلنا ليأخذ مالنا أى الخطية والموت ويعطينا ما له أى الحياة فنحيا به.

 لهذا شبه الله نفسه بالحمل المذبوح (رؤيا 5: 13) ليشير إلى حقيقة كونه كبش المحرقة الأبدية الذى يحمل خطايانا ويكفر بدمه عن دمانا بالموت عنا.

 وكانت الشريعة الموسوية تشترط فى ذبيحة المحرقة الدائمة التى يمثلها المسيح أن تكون خروف حولى صحيح أى بلا عيب ليقدم كمحرقة رائحة سرور للرب (لاويين 8: 18 – 21) وهكذا اسلم المسيح نفسه لأجلنا قربانا وذبيحة لله رائحة سرور (أفسس 5: 2).

 وفى هذا يقول بطرس الرسول ” عالمين أنكم أفتديم لا بأشياء تفنى بفضة أو ذهب.. بل بدم كريم كما من حمل (خروف أو كبش) بلا عيب ولا دنس دم المسيح معروفا سابقا قبل تأسيس العالم ولكن قد أظهر فى الأيام الأخيرة من أجلكم (بطرس الأولى 1: 18 – 20).

 وكما شبه المسيح نفسه بالخروف من حيث تقديم دمه كحمل بلا عيب هكذا شبه نفسه أيضا بالأسد الذى من سبط يهوذا (رؤيا 5: 5) أى بالملك الذى من سبط يهوذا.

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي