عقاب الخنازير بدون ذنب

(متى 8 : 28-32) 28وَلَمَّا جَاءَ إِلَى الْعَبْرِ إِلَى كُورَةِ الْجِرْجَسِيِّينَ،اسْتَقْبَلَهُ مَجْنُونَانِ خَارِجَانِ مِنَ الْقُبُورِ هَائِجَانِ جِدَّاً، حَتَّى لَمْ يَكُنْ أَحَدٌ يَقْدِرُ أَنْ يَجْتَازَ مِنْ تِلْكَ الطَّرِيقِ. 29وَإِذَا هُمَا قَدْ صَرَخَا قَائِلَيْنِ: «مَا لَنَا وَلَكَ يَا يَسُوعُ ابْنَ اللَّهِ؟ أَجِئْتَ إِلَى هُنَا قَبْلَ الْوَقْتِ لِتُعَذِّبَنَا؟» 30وَكَانَ بَعِيداً مِنْهُمْ قَطِيعُ خَنَازِيرَ كَثِيرَةٍ تَرْعَى.
31فَالشَّيَاطِينُ طَلَبُوا إِلَيْهِ قَائِلِينَ: «إِنْ كُنْتَ تُخْرِجُنَا، فَأْذَنْ لَنَا أَنْ نَذْهَبَ إِلَى قَطِيعِ الْخَنَازِيرِ». 32فَقَالَ لَهُمُ: «امْضُوا». فَخَرَجُوا وَمَضَوْا إِلَى قَطِيعِ الْخَنَازِيرِ، وَإِذَا قَطِيعُ الْخَنَازِيرِ كُلُّهُ قَدِ انْدَفَعَ مِنْ عَلَى الْجُرُفِ إِلَى الْبَحْرِ وَمَاتَ فِي الْمِيَاهِ. 33أَمَّا الرُّعَاةُ فَهَرَبُوا وَمَضَوْا إِلَى الْمَدِينَةِ، وَأَخْبَرُوا عَنْ كُلِّ شَيْءٍ، وَعَنْ أَمْرِ الْمَجْنُونَيْنِ. 34فَإِذَا كُلُّ الْمَدِينَةِ قَدْ خَرَجَتْ لِمُلاَقَاةِ يَسُوعَ. وَلَمَّا أَبْصَرُوهُ طَلَبُوا أَنْ يَنْصَرِفَ عَنْ تُخُومِهِمْ.


هل من المنطقي أن يعاقب يسوع الخنازير بدون ذنب؟


ولماذا عدم رحمة المسيح بخنازير كرة الجدريين (متى 8: 29-32)


ألم يكن من الأفضل ليسوع أن يخرج الشياطين لتذهب لحالها بدون أن تدخل في الخنازير؟


وكيف يقوم المسيح له كل المجد بتنفيذ طلب الشياطين؟

 

الرد:

يجب أن نتذكّر حقيقتين رئيسيّتين حتى نتمكن من فهم عمل الرب هذا.

أولاً، أنّ الشياطين يتجنّبون حالة التحرّر من الأجساد، فهم يريدون أن يسكنوا في الناس، أو إذا تعذّر ذلك، يسكنون في الحيوانات أو أيّ من المخلوقات الأخرى.

ثانيًا، غرض الشياطين هو التخريب بلا استثناء، فلو أنّ يسوع أخرجهم من المسكونين فقط، لشكّلوا خطرًا على الناس الذين في تلك المنطقة.

لكنّ الرب بسماحة لهم أن يدخلوا في الخنازير، منع دخولهم في الرجال والنساء، قاصرًا قوّتهم التخريبيّة على الحيوانات فقط. فإنّ الوقت للقضاء عليهم (الشياطين) نهائيًا من قِبل الرب لم يكن قد أتى بعد بل أنه سيأتي في يوم الدينونة.

هل تبحث عن  م الأباء أثنياغوروس 32

وطبعا هذا لا يلغي رحمة المسيح بالخنازير فالمسيح لم يقتل الخنازير بل الشياطين هى التى عندما انتقلت إلى الخنازير، إذا قطيع الخنازير كلّه قد اندفع من على الجرف إلى البحر ومات في المياه.

إنّ هذه الحادثة تُظهر أنّ الهدف للشياطين هو التخريب، وتبيّن كذلك أنّه يمكن لرجلين أن يسكنهما عدد من الشياطين يكفي لإهلاك ألفي رأس من الخنازير (مر5: 13). يا لها من حقيقة مرعبة!

أما من جهة رد فعل الرعاة وسكان تلك المنطقة:

“33 أَمَّا الرُّعَاةُ فَهَرَبُوا وَمَضَوْا إِلَى الْمَدِينَةِ وَأَخْبَرُوا عَنْ كُلِّ شَيْءٍ وَعَنْ أَمْرِ الْمَجْنُونَيْنِ. 34فَإِذَا كُلُّ الْمَدِينَةِ قَدْ خَرَجَتْ لِمُلاَقَاةِ يَسُوعَ. وَلَمَّا أَبْصَرُوهُ طَلَبُوا أَنْ يَنْصَرِفَ عَنْ تُخُومِهِمْ”

انتشر الخبر سريعًا في جميع أرجاء هذه المقاطعة. ولدى احتشاد جمع غفير في المكان، شاهدوا ذلك الرجل الذي كان مسكونًا قبلاً بالشياطين، وقد استعاد الآن عقله وحشمته. فاغتاظ جمهور كورة الجدريين جدًّا ممّا حصل، حتى إنهم طلبوا إلى الربّ يسوع أن يرحل عنهم. كان اهتمامهم بالخنازير يفوق اهتمامهم بالمخلِّص أو بخير نفوسهم الخالدة. و نرى فى المعنى الروحى لهذا السياق ما يلي: ترغب جماهير كثيرة أن يبقى المسيح بعيدًا عنها خشية أن تسبّب شركته معهم خسارة اجتماعيّة أو ماديّة أو شخصيّة. وفي سعيهم للحفاظ على ممتلكاتهم، يخسرون نفوسهم ويخسرون الحياة الابدية.

وإضافة أخرى توضح حقيقة ان الشياطين تتجنب حالة التحرر من الاجساد

+(متي 12: 43-45) “”43 إِذَا خَرَجَ الرُّوحُ النَّجِسُ مِنَ الإِنْسَانِ يَجْتَازُ فِي أَمَاكِنَ لَيْسَ فِيهَا مَاءٌ يَطْلُبُ رَاحَةً وَلاَ يَجِدُ. 44ثُمَّ يَقُولُ: أَرْجِعُ إِلَى بَيْتِي الَّذِي خَرَجْتُ مِنْهُ. فَيَأْتِي وَيَجِدُهُ فَارِغاً مَكْنُوساً مُزَيَّناً. 45 ثُمَّ يَذْهَبُ وَيَأْخُذُ مَعَهُ سَبْعَةَ أَرْوَاحٍ أُخَرَ أَشَرَّ مِنْهُ فَتَدْخُلُ وَتَسْكُنُ هُنَاكَ فَتَصِيرُ أَوَاخِرُ ذَلِكَ الإِنْسَانِ أَشَرَّ مِنْ أَوَائِلِهِ. هَكَذَا يَكُونُ أَيْضاً لِهَذَا الْجِيلِ الشَّرِّيرِ».

هل تبحث عن  تفسير الكتاب المقدس القس أنطونيوس فكرى عهد قديم سفر اللاويين 10

+ (لوقا 11: 24-26) “24مَتَى خَرَجَ الرُّوحُ النَّجِسُ مِنَ الإِنْسَانِ يَجْتَازُ فِي أَمَاكِنَ لَيْسَ فِيهَا مَاءٌ يَطْلُبُ رَاحَةً وَإِذْ لاَ يَجِدُ يَقُولُ: أَرْجِعُ إِلَى بَيْتِي الَّذِي خَرَجْتُ مِنْهُ. 25 فَيَأْتِي وَيَجِدُهُ مَكْنُوساً مُزَيَّناً. 26ثُمَّ يَذْهَبُ وَيَأْخُذُ سَبْعَةَ أَرْوَاحٍ أُخَرَ أَشَرَّ مِنْهُ فَتَدْخُلُ وَتَسْكُنُ هُنَاكَ فَتَصِيرُ أَوَاخِرُ ذَلِكَ الإِنْسَانِ أَشَرَّ مِنْ أَوَائِلِهِ!».

 

وقد يقول المعترض:

– وهل الشياطين لاتستطيع التخريب الا أذا كانت ساكنة فى انسان او حيوان؟

نقول: الشياطين تتجنب الخروج من الانسان بأى وسيلة

– وماذا استفادت الشياطين من موت الخنازير؟

نقول: لم تستفد شئ بل وماذا إستفادت الشياطين أصلا من إضلال البشر والخراب والتمدير، ولكن هذا هو الشيطان بطبيعته مضل ومخرب.

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي