تناقض حدث التجلى


متى حدث التجلى بعد 6 أيام أم بعد 8 أيام من وعد المسيح للتلاميذ؟

هناك تناقض بين إنجيل (متى 17: 1-3) وإنجيل (مرقس 9: 2-4) حيث يذكران أن التجلى حدث بعد 6 أيام بينما إنجيل (لوقا 9: 28) يذكر أن التجلى حدث بعد 8 أيام، وذلك من وعد المسيح لتلاميذه بأنهم لا يذوقون الموت حتى يروه آتيا فى ملكوته (التجلى).

+(لوقا 9: 28)
28وَبَعْدَ هَذَا الْكَلاَمِ
بِنَحْوِ
ثَمَانِيَةِ أَيَّامٍ أَخَذَ بُطْرُسَ وَيُوحَنَّا وَيَعْقُوبَ وَصَعِدَ إِلَى جَبَلٍ لِيُصَلِّيَ. 29وَفِيمَا هُوَ يُصَلِّي صَارَتْ هَيْئَةُ وَجْهِهِ مُتَغَيِّرَةً وَلِبَاسُهُ مُبْيَضّاً لاَمِعاً. 30وَإِذَا رَجُلاَنِ يَتَكَلَّمَانِ مَعَهُ وَهُمَا مُوسَى وَإِيلِيَّا.

+(متى 17: 1-3)
1وَبَعْدَ سِتَّةِ أَيَّامٍ أَخَذَ يَسُوعُ بُطْرُسَ وَيَعْقُوبَ وَيُوحَنَّا أَخَاهُ وَصَعِدَ بِهِمْ إِلَى جَبَلٍ عَالٍ مُنْفَرِدِينَ. 2وَتَغَيَّرَتْ هَيْئَتُهُ قُدَّامَهُمْ وَأَضَاءَ وَجْهُهُ كَالشَّمْسِ وَصَارَتْ ثِيَابُهُ بَيْضَاءَ كَالنُّورِ. 3وَإِذَا مُوسَى وَإِيلِيَّا قَدْ ظَهَرَا لَهُمْ يَتَكَلَّمَانِ مَعَهُ.

+(مرقس 9: 2-4)
2وَبَعْدَ سِتَّةِ أَيَّامٍ أَخَذَ يَسُوعُ بُطْرُسَ وَيَعْقُوبَ وَيُوحَنَّا وَصَعِدَ بِهِمْ إِلَى جَبَلٍ عَالٍ مُنْفَرِدِينَ وَحْدَهُمْ. وَتَغَيَّرَتْ هَيْئَتُهُ قُدَّامَهُمْ. 3وَصَارَتْ ثِيَابُهُ تَلْمَعُ بَيْضَاءَ جِدّاً كَالثَّلْجِ لاَ يَقْدِرُ قَصَّارٌ عَلَى الأَرْضِ أَنْ يُبَيِّضَ مِثْلَ ذَلِكَ. 4وَظَهَرَ لَهُمْ إِيلِيَّا مَعَ مُوسَى وَكَانَا يَتَكَلَّمَانِ مَعَ يَسُوعَ.


 


الرد:

السيد المسيح قبل التجلى فى إنجيل (متى 16: 28) وعد بعض تلاميذه بأنهم لا يذوقون الموت حتى يروه آتيا فى ملكوته وقصد به ان يروه متجليا على الجبل بمجده مع موسى وايليا.

+(متى 16: 28)
اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ إِنَّ مِنَ الْقِيَامِ هَهُنَا قَوْماً لاَ يَذُوقُونَ الْمَوْتَ حَتَّى يَرَوُا ابْنَ الإِنْسَانِ آتِياً فِي مَلَكُوتِهِ.

– فقول متى ومرقس (
بعد سته أيام) يعنى بعد مرور سته أيام بالكامل من هذا الوعد، وهذه الايام كانت كامله، فالأيام الستة هى الفرق بين يوم الوعد ويوم التجلي.

هل تبحث عن  02

– أما قول لوقا (
بنحو ثمانيه أيام) لأنه أحصى يوم الوعد “الذى فيه أعلن المسيح وعده” ويوم التجلى فى حساب الأيام وحسب جزء اليوم كالاصطلاح العام، ولكن متى ومرقس حسبا الايام المتوسطه بينهما فقط.

إذن متى ومرقس يحددان المدة بالضبط، أما لوقا فيقول
نحوثمانية أيام لأنه أضاف إلى الأيام الستة اليوم الذي كان المسيح يتكلم فيه ويوم التجلي نفسه الذى لم ينتهى بعد.

وهكذا يؤرِّخ متّى حادثة التجلّي “بعد ستّة أيام” من وعد السيّد المسيح لتلاميذه أن منهم قومًا لا يذوقون الموت حتى يروا ابن الإنسان آتيًا في ملكوته (متى 16: 28). بينما يؤرِّخه القدّيس لوقا باليوم الثامن من هذا الوعد. ليس في هذا تناقض، وإنما اتفاق وسرّ روحي عجيب.

وقد أحصى لوقا الإنجيلي اليوم الذي فيه أعلن الرب وعده ويوم التجلّي ذاته، أمّا معلّمنا متّى فتحدّث عن الأيام الستّة ما بين اليوم الذي أعلن فيه وعده واليوم الذي تمّ فيه التجلّي. ولم يحدث هذا بلا هدف، وإنما كشف متّى البشير حقيقة يكمّلها لوقا البشير. فإن التجلّي هو إعلان ملكوت المسيّا المخلّص، الذي يتحقّق بعد الزمان أي يتمّ في اليوم الثامن الذي يُشير إلى الأبديّة بكونه اليوم الذي يلي نهاية الأسبوع “7”.

ورقم 8 يشير كرمزٍ للحياة الأخرويّة المُقامة.

أمّا رقم 6 الذي أورده متّى فيحمل معانِ كثيرة منها:

1- نحن نعلم أن رقم 6 يُشير إلى النقص، لهذا فإن اسم الوحش عدده 666 أي ناقص إلى النهاية، وفي نفس الوقت يُشير إلى كمال عمل الإنسان على الأرض حيث يعمل ستّة أيام ويبقى ناقصًا حتى يتمّ براحته في اليوم السابع أو السبت. هذا الكمال البشري مهما بلغ فهو ناقص، لأننا إن فعلنا كل البرّ نقول أننا عبيد بطّالون. وكأن لمحات التجلّي المُبهجة توهَب للنفس المجاهدة في الرب، الحاملة الصليب كل أيامها الستة، والتي تحسب كاملة في جهادها ناقصة في عينيّ نفسها. حينما يدخل الإنسان إلى حياة الجهاد القانوني بالروح القدس يعترف الإنسان بنقصه، أمّا الله فيراه بارًا، مشرقًا عليه بتجلٍّ خفي في القلب كهبة إلهيّة تسنده وتلهبه لجهاد أعظم، مشتهيًا التمتّع بالتجلّي لا على جبل تابور، وإنما في الأعالي على العرش الإلهي.

هل تبحث عن  الكتاب المقدس أخبار سارة عربية مشتركة عهد قديم سفر إشعياء 48

2- وجود رقم 6، ورقم 8 له معنى فرقم 6 هو رقم النقص الإنساني، فالإنسان خلق فى اليوم السادس ورقم 8 هو رقم الأبدية. لذلك نجد أن رقم الوحش 666 ورقم إسم يسوع 888. والمعنى أن الإنسان الناقص صار له بالمسيح مجد أبدى وما بين اليوم السادس واليوم الثامن يوم الأبدية المجيد يأتى اليوم السابع يوم الراحة. فمن ينتقل الآن يذهب للراحة فى إنتظار المجد. ولكن يمكننا أيضاً أن نقول أن رقم 6 التصق بالمسيح الذى صلب فى اليوم السادس والساعة السادسة وكانت البشارة به فى الشهر السادس، فهو الذى بلا خطية صار خطية لأجلنا. هو الذى له كل المجد (8) صار له جسد إنسان (6). هو الحى الأبدى (8) صار له جسد ليموت (6).

3- يرى العلاّمة أوريجينوس أن المؤمن لا يقدر أن يرتفع مع السيّد على جبل تابور لينعم بالتجلّي ما لم يعبّر الأيام الستّة للعمل وخلقه العالم المنظور، أي يتعدّى المنظورات وينطلق خارج محبّة العالم، إذ يقول: “خلق العالم في ستّة أيام، أي العدد الكامل (للعمل)… لهذا أظن أن من يتخطّى كل أمور العالم غير ناظر إلى المنظورات لأنها وقتيّة، إنّما يتطلّع إلى غير المنظورات وحدها بكونها أبديّة، يتمّ فيه القول: “بعد ستّة أيام أخذ يسوع…” أشخاصًا معيّنين. فمن يرغب في أن يأخذه يسوع، ويصعد به إلى جبلٍ عال، ويتأهّل لرؤية تجلِّيه منفردًا، يلزمه أن يجتاز الأيّام الستّة، فلا يرى المنظورات ولا يحب العالم ولا الأشياء التي فيه (1 يو 2: 15)، ولا يرغب في شهواته التي هي شهوات الجسد، ولا يطلب غنى الجسد ومجده، الأمور التي تشتِّت الذهن وتسحبه عن الأمور الإلهيّة الصالحة، وتنحدر به إلى أسفل، وتخدعه بأمور هذه الحياة من غنى ومجد وراحة في الشهوات، التي هي أعداء الحق. من يعبر الأيام الستّة كما قلنا إنّما يحفظ سبتًا جديدًا، ويفرح على جبل عالِ، إذ يرى يسوع متجلِّيًا قدّامه، لأن الكلمة يحمل أشكالاً متعدّدة، فيظهر لكل واحد قدر احتماله، ولا يُعلن عن نفسه أكثر من قُدرة ناظره”.

هل تبحث عن  قاموس الكتاب المقدس معجم الكتاب المقدس ر ريكابيّون ن

4- يرى القدّيس أمبروسيوس في هذا إشارة إلى انقضاء الدهر إذ يقول: [نستطيع أن نقول أنه بعد ستّة آلاف سنة، لأن ألف سنة عند الرب كيوم (مز 89: 4)… إذ خلق العالم في ستّة أيام. بهذا يكشف لنا عن القيامة التي تحدُث عند نهاية زمن العالم. بمعنى آخر من يرتفع فوق العالم، فوق أزمنة الدهر، ويثبت في الأعالي يتطلّع إلى ثمار الأبديّة التي للقيامة العتيدة. إذن فلنتخطّى أعمال الحياة حتى نستطيع أن نرى الله وجهًا لوجه].

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي