ثانيا: المخطوطات الغير موجود بها القصة

 

قصة المرأة الزانية، غير موجودة فى ثمان مخطوطات قديمة هم: البردية 66، البردية 75، البردية 45، السينائية، الفاتيكانية، السكندرية، الافرايمية، واشنطن.

 

و بنعمة الله فى هذا الجزأ من البحث سنقوم بتفنيد هذه المخطوطات وسنثبت بأدلة علمية ومنطقية ونقلية وعقلية اسباب عدم وجود القصة فى هذه المخطوطات بمعونة الرب.

 

1-) البردية 66



 



 



 

و تحتوى هذه البردية على اجزاء من انجيل يوحنا وهى: 1: 1-6: 11; 6: 35-14: 26, 29-30; 15: 2-26; 16: 2-4, 6-7; 16: 10-20: 20, 22-23; 20: 25-21: 9, 12, 17.

 

و هى تعود لنهاية القرن الثانى وبالتحديد الى عام 180 م، وقبل ان نبدأ فى تحليل البردية نقول، ان قصة المرأة الزانية غير موجودة بها ولكننا نقول ان هذه البردية التى لا تحتوى عليها تثبت اصالتها فى الكتاب لأسباب سنوضحها تباعا.

 

هذه البردية بالاساس، تعود الى عائلة النص البيزنطى وانا اؤمن ان هذا النص البيزنطى هو النص الاصلى للعهد الجديد وان كتبة الاسفار كتبوا ما فى النص البيزنطى وليس فى النص السكندرى.

 

يقول العالمين
P.W. Comfort and D.P. Barrett
فى تحليلهما لهذه البردية، انها تعرضت لتغييرات طفيفة وبالذات فى الاصحاح 13 وذلك اثناء التجهيز للقراءة فى الكنيسة، والقارىء منها كان دائما يقوم بوضع بعض علامات الترقيم وما مثل هذا فى اثناء التحضير للقراءة. وهنا يجب ان ننوه الى ان هذه البردية تمت مراجعتها اكثر من مرة على النص السكندرى الذى كان سائدا فى مصر فى هذا الوقت وبالتالى كان من الوارد حدوث بعض الاخطاء فى المخطوطات (9).

 

لو نظرنا الى صورة البردية 66 فى النص محل النقاش:



 

و لكى نرى بتدقيق، انظر الصورة التالية للعدد الاول من الاصحاح:

 



 



 

لاحظ وجود نقطة فى منتصف النص، وهى نقطة ليس لها اى معنى، فلو كان هذا هو النص الطبيعى لما كان للنقطة وجود لأن لا معنى لها ولا للجنلة السابقة لها او التى بعدها. سوف نقوم بتحليل هذا الامر جيدا الان حين ننظر الى جميع النقاط فى النص:

 



 

لاحظ الهالات ذات اللون الازرق الفاتح حول النقاط، ان كل هذه النقاط هى طبيعية لأنها تنهى النص بنهاية طبيعية، واما الهالة الاولى فلا معنى لها على الاطلاق، لذا يتحتم علينا ان نقر بأنها ليست اصلية.

 

و دعونا نقارن بين هذه النقاط وبين الفراغات فى البردية نفسها والتى نرى منها ان هناك فرق بين جميع النقاط والفراغات وبين النقطة فى السطر الثانى من البردية

 



 

لو نظرت الى المجموعة الاولى ستجد ان النص متوافق مع وضع النقطة، ذلك ان انهاء النص هو وضع طبيعى، ولكن ان نظرت الى المجموعة الثانية ستجد نقاط عجيبة تتوسط النصوص ولا معنى لوجودها على الاطلاق.

 

كمثال نقول، انظر الى العدد السابع عشر وهو يحتوى على الكلمة “

oudena

” ستجد ان هناك نقطة تفصل بين شقى الكلمة ذاتها، فلا معنى لوجود هذه النقاط لو قلنا ان هذا هو النص الطبيعى، بل وجود هذه النقاط هو نتيجة ما قدمناه من قول العلماء بأن هذه البردية كان يتم التحضير منها قبل قرائتها فى الكنائس!

 

انظر معى الى نص السطر الثانى عشر فى هذا الرق من البردية والذى يقول:


kan egw marturw peri emautou alhqhV estin h marturia





mou oti oida poqen hlqon kai pou upagw

 

و ترجمته حرفيا:

Even though I witness of Myself my witness is true since I know where I came from and where I go

 

الا ان النص فى البردية يضع نقطة بين كلمة

mou

وكلمة

oti

فالنص يكون فى البردية هكذا:


kan egw marturw peri emautou alhqhV estin h marturia





mou

(dot)

oti oida poqen hlqon kai pou upagw

.

و هذا لا معنى له على الاطلاق.

 

فى السطر السابع عشر يجب ان يكون نص الاية هكذا:


umeiV kata thn sarka krinetai. egw ou krinw oudena





kai ean krinw de egw h krisiV h emh alhqhV estin oti

 

و ترجمته حرفيا:

You judge according to the flesh I don’t judge anyone, but if I were to judge my judgement would be true, since…”

 

الا ان النص يضع نقطة فى النص بين كلمة

oudena

وكلمة

kai

وهذا يستحيل، فكيف تنتهى الجملة بقوله: انا لا احاكم احدا، ثم يضع كلمة

kai

والتى تترجم
But
فكيف يمكن هذا ادبيا يا اصحاب العقول؟

 

اذن نستخلص مما عرضناه:

النقطة الاولى حذفت قصة المرأة.

النقطة الثانية وضعت نقطة بعد قوله المسيح “شاهدى حق”.

النقطة الثالثة وضعت نقطة بعد قول المسيح “انا لا احاكم احدا”.

النقطة الرابعة “قصمت الكلمة

oudena

الى شقين.

 

ان ناسخ البردية يود ان يخبرنا انه يعلم بقصة المرأة الزانية، وبهذا ننتهى من الرد على شبهة عدم وجود القصة فى هذه البردية.

 

2-) البردية 75

 



 

و هى تحتوى على الاجزاء التالية من بشارتى لوقا ويوحنا:

Luke 3: 18-22, 3: 33-4: 2, 4: 34-5: 10, 5: 37-6: 4, 6: 10-7: 32, 7: 35-39, 41-43, 7: 46-9: 2, 9: 4-17: 15, 17: 19-18: 18, 22: 4-end, John 1: 1-11: 45, 11: 48-57, 12: 3-13: 10, 14: 8-15: 10

 

و هى محفوظة الان فى مكتبة بودمر فى السويد وتعود لعام 175 م ومكونة من 36 رقا، متوسط كل سطر من 25 الى 36 حرفا.

 

يقول البعض ان البردية 75 هى تُعتبر نفس نص المخطوطة
B
، وعنه اخذ النقاد بأن قصة المرأة الزانية غير موجودة بالمخطوطة
B
نسبة الى البردية 75. الا ان هذه البردية تختلف اختلافا جزريا عن المخطوطة
B
والتى لا اؤمن بأنها كلام الله!

 

يُقر العالمان
P.W. Comfort and D.P. Barrett
بأن ناسخ هذه المخطوطة هو ناسخ ومُعبر محترف، ويظهر ذلك من خط اليد والتحكم الرهيب فى النسخ. خط هذه البردية يسميه علماء المخطوطات “
the common angular type of the late 2
ndto early 3
rdcentury

” وهو نفس نوعية خط بردية
Oxyrhynchus
التى كنا قد عرضنا نصها فى مقالنا “بعض برديات الانجيل”. (10)

 

يمكننا ان نعرف اصالة مسيحية الناسخ لهذه البردية ابا عن جد من خلال طريقة كتاباته لكلمة “صليب” – “
stauros
” والتى كانت تُكتب بطريقة لا يكتب بها الا المسيحيين فقط. غير ان سياق البردية يؤكد انها كانت تُقرأ فى اجتماعات المسيحيين وفى الكنائس.

 

اذن نحن الان امام مخطوطة، كتبها مسيحى ومن اجل اخوته المسيحيين، فهل يُعقل عدم وجود نص قصة المرأة الزانية فى البردية؟

لنرى…

 

دعونا نقوم تحليل نص الرق الخاص بقصة المرأة الزانية فى البردية 75 ونورده هنا من الرق 57 ب من البردية:

 

Verse

Text

Notes

7: 49-50

aparatoi eisin legei nei
k
o
d
hmoV

err.

e

paratoi

line 02

proV autouV o elqwn pr
oV
a
uton

 

7: 51

 wn ex aut proteron eiV
w
n

 mh 

 

line 04

 t o nomoV hmwn krinei
o
n a
non

= (
anqrwpon
)

line 05

ean mh akoush prw
ton p
ar au
tou

 

7: 52

kai gnw ti
p
o
ie
i

 a 
p
ekriqhsan

 

line 07

kai eipan autw m
h
 kai su  
e
k t
h
V

 

line 08

galilaiaV ei e
ra
unhson kai
ide o
ti

 

line 09

ek thV galila
iaV o pro
f
h
t
h
V ou
k e

– def.art. uncertain

8: 12

geiretai

  pa
lin oun autoiV el
alh

 

line 11

sen o IV legwn e
gw eimi to fwV t
ou

= ( IhsouV)

line 12

ko
sm
o
u
o akolo
u
qwn m
oi ou mh
pe

 

line 13

ripath
s
h en th sko
ti
 a  all exei

 

8: 13

to fwV thV
z
whV

eip 
o
n oun autw

 

line 15

oi farisaioi su peri seautou martu

 

line 16

reiV h marturia sou ouk estin alh

 

8: 14

q
hV

 apekriqh  IV kai eipen autoiV

 

line 18

k
a
n egw mart
u
rw peri emautou h

 

line 19

marturia m
ou
a
l
hq
h
V estin oti

 

line 20

oida poqen
hl
qon
ka
i pou upagw

 

line 21

de o umeiV
u
k o
ida
t
e
p
o
q
en e
rco

 

8: 15

 ka  upagw umeiV   pou  mai h
t
a

 

line 23

thn sarka krinete

egw de ou kri
n
w

 

8: 16

ou
dena

 kai ean krinw de egw h k 
ri

 

line 25

siV h emh alhqinh estin

 oti monoV 

 

line 26

ouk

eimi a
l
l egw kai o pemyaV mepa

 

8: 17

thr kai en
t
w
nom
w de tw umete

 

line 28

rw gegra
p
tai o
t
b i
  a 
nwn h mar

= (
anqrwpwn
)

8: 18

turia est
in
al
hq
hV
e
gw eimi o mar

 

line 30

turwn p
e
ri emautou kai


peri emou

(corrected skip)

line 31

marturei peri emou o pemyaV me

 

8: 19

pathr


e
legon oun autw pou estin

 

line 33

o pathr s
o
u apek
ri
q
h
IV oude eme

corr.
ou
te

line 34

oidate oute ton pra mou ei eme h

= (
patera
)

line 35

dei
te k
ai
ton p
at
era
m
ou

an hdeite

 

8: 20

tauta ta r
hmata
elal
hsen en tw

 

line 37

gazofu
lakiw
dida
s
kwn en tw

 

line 38

ierw k
a
i oudeiV
epi
asen au
t
on o

 

8: 21

ti oupw
elhlu
qei
h wra autou ei

 

line 40

pen ou
n
palin
au
t
oiV

 egw upagw 

 

line 41

kai zh
thsete
m
e
k
ai en th amartia

 

line 42

umwn
ap
oqane
i
s
qe
opou
e
gw upa

 

8: 22

gw umeiV ou duna
sqe
elqein

  ele

 

line 44

gon ou
n oi
iouda
ioi mhti apokte

 

 

فى هذا الرق بالتحديد يجمع العلماء على ان هناك شخصا اخر غير الناسخ الاصلى كتب وتدخل فى عصر متقدم فى نص البردية. ويظهر ذلك واضحا حينما نجد ان نص الرق كله من الاحرف الصغيرة ثم نجد ان هناك سطرا مكتوبا بالخط الكبير وهو نوع من النسخ فى العصور المتقدمة، وايضا مكتوب معكوسا طوليا كالآتى:

tonuon wV [
k]urio[
n], apo thV t[
ra]pez[
hV]

 

كما ان جميع الاحرف المُلونة بالرمادى فى الجدول بالاعلى هى غير واضحة فى نص البردية ولكن تم استنباطها من النصوص التى حولها. وهذا لم يحدث فى كل البردية عدا هذا الرق!

 

هذا الرق بالتحديد هو الوحيد التالف من عدة اوجه، من الناحية اليمين العليا نجد حدث قطع فى الرق تسبب فى فقدان تسبب فى فقدان عمود من الرق بطول هذا القطع.

 

من الناحية السفلى اليسارية، ركن المخطوطة مقطوع والذى يسميه علماء المخطوطات
The Verso
نتيجة الطى والاستخدام الكثير لهذا الرق بالتحديد!

 

فى منتصف الرق من الاسفل والى ناحية اليميين قليلا يوجد قطع اخر نتيجة الطى
flexing
تسبب هذا فى فقدان اخر سطر فى الرق!

 

كما ان هناك عدة كلمات مفقودة بالكامل من السطور 6، 14، 38، 42

 

اننا لدينا فى هذا الرق 70 سطر مقسمين على خمسة سطور، بكل سطر 14 حرف. مفقود منهم ثلاثة اسطر اى نحو 3% من نص الرق معظمهم مفقود من ناحية يمين الرق بالاسفل,,,الذى هو المكان المفترض لأنهاء الاصحاح!

 

اذن ان كان النص السفلى مفقود نتيجة القطع، فلماذا القطع الاعلى بالرق؟

 

هناك عملية تُسمى
erasure
وهى عملية المسح فى نص المخطوطة، كان الناسخ اذا اراد ان يمسح شيئا من النص كتبه خطأ وانتبه اليه يقوم بأستخدام مادة ماسحة يمسح بها
abrasive
مثل الرمل الممزوج بالماء او الخل او ممزوج بسائل خضرى لجعل الرمل متماسك فيقوم بالمسح.

 

اذا ازدادت سرعة اليد فى اثناء تحريك هذا الرمل على نص المخطوطة فأنه كفيل بسهولة ان يقطع ورق البردى الخفيف، وهذا هو الرأى السائد بين علماء النقد النصى للمخطوطات فى سبب قطع الجزأ العلوى من الرق.

 

نستخلص من هذا ان نص القصة غير موجود بسبب التعرض لعدة انواع من القطع فى المخطوطة وترتكز كلها فى الركن الاسفل من المخطوطة والذى لا يمكن بأى حال من الاحوال ان يكون قطع من المسح نظرا لشكل ونوعية القطع، فتكون نهاية الاصحاح السابع والاصحاح الثامن بأكمله غير موجود نتيجة هذا القطع.

 

3-) البردية 45

و هى تتكون من اربعة رقوق خاصة ببشارة يوحنا، وها هم:

 



 



 



 



 

يدعى النقاد ان هذه البردية تهاجم قصة المرأة الزانية، وللأسف ان هذا كلام غير علمى على الاطلاق. لأن هذه البردية مفقود منها اول تسعة اصحاحات من بشارة القديس يوحنا ماعدا جزأ صغير جدا موجود من الاصحاح الخامس والرابع.

 

البردية 45، من برديات مجموعة تشيستر بيتى محفوظة فى متحف دبلن فى ايرلندا، وموجودة بالكتالوج التالى:

 

Dublin
,
Chester
Beatty Library, P. Chester Beatty I;
Vienna
, Austrian National Library, Pap. Vindob. G. 31974 (one leaf, containing Matt. 25: 41-26: 39)

 

علماء المخطوطات يقرون بأن حال هذه المخطوطة
سىء، فالمُفترض انها تصل الى اكثر من مائتى رق والموجود منها الان هو ثلاثون فقط. ولهذا يؤكد العلماء على ان هذه المخطوطة تعرضت لعوامل قاسية جدا من الطبيعة، لذا تهتكت كثيرا وفُقد منها الكثير اذ ان الموجود منها الان يُمثل 20% من اجمالى حجم البردية المُفترض.

 

تحتوى هذه البردية على النصوص التالية:

Matt. 20: 24-32,
21: 13
-19, 25: 41-26: 39
;

Mark 4: 36-40, 5: 15-26, 5: 38-6: 3, 6: 16-25, 36-50, 7: 3-15, 7: 25-8: 1, 8: 10-26, 8: 34-9: 8, 9: 18-31, 11: 27-12: 1, 12: 5-8, 13-19, 24-28
;

 
Luke 6: 31-41, 6: 45-7: 7, 9: 26-41, 9: 45-10: 1, 10: 6-22, 10: 26-11: 1, 11: 6-25, 28-46, 11: 50-12: 12, 12: 18-37, 12: 42-13: 1, 13: 6-24, 13: 29-14: 10, 14: 17-33
;

John….

4: 51

, 54,
5: 21
, 24
,….10: 7-25,
10: 31-11: 10
, 11: 18-36, 43-57
;

Acts 4: 27-36, 5: 10-20, 30-39, 6: 7-7: 2, 7: 10-21, 32-41, 7: 52-8: 1, 8: 14-25, 8: 34-9: 6, 9: 16-27, 9: 35-10: 2, 10: 10-23, 31-41, 11: 2-14, 11: 24-12: 5, 12: 13-22, 13: 6-16, 25-36, 13: 46-14: 3, 14: 15-23, 15: 2-7, 19-26, 15: 38-16: 4, 16: 15-21, 16: 32-40, 17: 9-17
.

 

لاحظ ان الموجود من انجيل يوحنا فى العشر اصحاحات الاولى من البردية هو 6 اعداد فقط، فكيف يأتى ناقد ليقول لنا ان القصة غير اصيلة فى الأنجيل اعتمادا على بردية مفقود منها 99% من اول عشر اصحاحات منها؟ وقد ايدنا قولنا هذا بوضع صور فوتوغرافية لبعض الرقوق هذه البردية بالاعلى وهى الخاصة ببشارة القديس يوحنا، فأنظر اليها وقارن بنفسك.

 

بل وانها معلومة مُسلم بها ان جميع البرديات فى تشيستر بيتى وغيرها، تحتوى على رسائل بولس، وقد أكد العلماء على ان جميع مخطوطات القرنين الثانى والثالث تحتويان على رسائل العظيم بولس، الا نادرا مثل فى هذه الحالة، والتى يؤكد الجميع على ان الرسائل قد تلفت منها، من هؤلاء العلماء(11):

 

Frederic G. Kenyon, Chester Beatty Biblical Papyri (Part II, The Gospels and Acts, in two fascicles)

 

(Gerstinger, Merk, Zuntz)

Philip Comfort & David Barrett, The Text of the Earliest NT Greek Manuscripts, (Tyndale 2001)

 

و أكد ما قلناه حول هذه البردية بأكثر دقة العالم:

Larry W. Hurtado in Text-Critical Methodology and the Pre-Caesarean Text: Codex W in the Gospel of Mark
.

 

فبعد هذا كيف يأتى ناقد لينتقد القصة فى بردية لا تحتوى اول عشرة اصحاحات من البشارة عدا اعداد بسيطة؟؟؟

 

نترك لعقلك الجواب…

 

4-) المخطوطة السينائية،
Alpha



 

المخطوطة السينائية او الفا، وجدت فى دير سانت كاترين فى صحراء سيناء. محفوظة فى لندن فى المتحف البريطانى
British Museum Add. 43725
وبعض رقوق العهد القديم محفوظة فى ليبزيج
Leipzig
وقطع صغيرة منها مازالت موجودة فى دير سانت كاترين بسيناء.

 

العهد الجديد بأكمله فى لندن مُكون من 148 رق او 196 صفحة فى النسخ المُصورة المطبوعة. والعهد القديم مُكون من 250 رق من أصل 550 رق. مكتشفها تشيندروف قرر ان هذه المخطوطة عمل بها اربعة نُساخ اسماهم
A
،
B
،
C & D
. اعتمد تشيندروف فى قوله هذا على وجود اختلاف فى اسلوب الكتابة فى الاسفار الشعرية فى العهد القديم، فبدلا من ان يكون بكل رق اربعة اعمدة، هناك عمودين فقط فى كل رق من رقوق الاسفار الشعرية. الا ان العلماء اقروا بأن هذا يرجع الى طبيعة الرقوق المُستخدمة فى الاسفار الشعرية وليس فى اختلاف اسلوب الكتابة، فالخط واحد فى جميع الاسفار ولكن الورق المستخدم فى الاسفار الشعرية مختلف عن الباقية. فيكون نُساخ هذه المخطوطة هم
A
،
B & D
فقط.

 

يجمع دارسى هذه المخطوطة
Scholars
على ان الناسخ الذى يحمل الرمز
D
هو امهرهم، وهو صاحب اقل اخطاء نسخية فى المخطوطة بأكملها ويأتى بعده الناسخ الذى يحمل الرمز
A
والاسوأ بهم هو حامل الرمز
B
.

 

العهد الجديد كتبه النُساخ
A & B
ولا نرى تدخلاً من الناسخ
D
الا قليلا، فخطه فى الكتابة لا يظهر الا فى ايات بسيطة جدا.

 

المخطوطة السينائية نُسخت املائيا وليس نقلا عن نسخة اخرى، ذلك ان الاخطاء بها هى اخطاء سمعية وليست اخطاء بصرية. تمت مراجعتها على مخطوطة اخرى، وذلك يبدو واضحا بالتحديد فى العهد الجديد اذ واضح التصحيحات فى الحروف الخطأ، ويجمع العلماء على ان العهد الجديد تم نسخه عن اخرى وليس سمعيا. تشيندروف مكتشف المخطوطة احصى نحو 14800 خطأ فى السينائية، هذه الاخطاء متنوعة ومثيرة فقام تشيندروف بتقسيمها الى خمسة مجموعات
A
،
B
،
C
،
D & E
ليسهل تفنيد كل خطأ والوصول الى اصله بطريقة سهلة.

 

البعض أقر ان المجموعتين
A & B
هما من النُساخ الاصليين ومنهم
Milne & Skeat
، والبعض الاخر لم يقل بهذا وقال ان المجموعتين
A & B
يرجعوا الى القرن السادس.

 

اما مجموعة المصحيين
C
فهى اكثر المجموعات اخطاءً واكثرهم سرعة وتعود هذه المجموعة الى القرن السابع، ويسموا
“C.A”
،
“C.B” & “C.PAMPH”
، المصحح
C.A
هو اكثر الجميع سرعة، فكان يقوم بتصحيح اّلاف الاخطاء دفعة واحدة. المصحح
C.PAMPH
كان اقلهم عملا، فيبدو انه لم يعمل الا على تصحيح سفرين فقط هم استير واسدارس الثانى.

 

اما مجموعة المصحيين
D & E
فهى مجموعة متأخرة جائت فى القرن الثانى عشر، ولم يضيفوا كثيرا على تصحيحات المجموعات السابقة، بيد ان الجميع على ثقة ان المجموعة
D
لم تتدخل فى اى شىء فى العهد الجديد فى السينائية.

 

و اود ان اشير الى ان نسخة نيستل الاند
Nestle-Aland
الاصدار 26 اعتمدت هذه التصحيحات فى حواشيها وقامت بدمج
A & B
تحت اسم المجموعة 1، ومجموعة المصحيين
C
تحت اسم المجموعة 2، واخيرا المجموعة
E
تجت اسم المجوعة
C
.

 

كان الهدف من طرحنا لهذه المقدمة عن السينائية هو بيان ما تعرضت له هذه المخطوطة على مر السنين، اننا رأينا ان الناسخ
D
لم يتدخل مطلقا فى العهد الجديد. هذا الناسخ هو افضل النساخ جميعا وحتى المجموعة المصححة
Correctors
التى تحمل الرمز
D
لا نرى لها اى اثر فى العهد الجديد،

 

بعد هذه المقدمة الهامة التى كان يجب طرحها فى البداية، دعونا الان نلقى نظرة على الرق الذى يحتوى الاصحاح الثامن من بشارة انجيل يوحنا فى السينائية:

 



 

لاحظ عند السهم الاحمر فى الصورة ستجد هالة تحيط شيئين، نقطة وفراغ تشير الى حذف 7: 53 الى 8: 11

 

ليس من الطبيعى ان يكون هناك فراغ بين الكلمات، ولا حتى بين الجمل فى المخطوطات، وسوف نُفصل بعض الشىء حول وجود النقط والفراغات فى المخطوطات.

 

دائما ما تشير النقاط فى المخطوطات وبالذات فى القرنين الثانى والثالث ومنتصف القرن الرابع الى القرائات المختلفة، وعلامة على ان هناك شيئا ما محذوف، ولا توضع النقاط هذه فى المخطوطات الا فى حالات مجدودة منها اللهجات، او الملاحظات او الترقيم. (راجع ما قلناه بالاعلى حول البردية66)

 

فى الصورة هذه ايضا تظهر بعض النقاط، مثل التى فى السطر الحادى عشر من العمود الثانى، ولكن هذه النقاط أضيفت فى قرون متأخرة من مصححين المخطوطة كما هو مؤكد نتيجة لأختلاف الخط، او على الاقل انها اُضيفت بيد اخرى وليس بيد النُساخ
A
،
B & D
.

 

الا ان النقطة فى السطر الحادى عشر من العمود الاول، هى بيد النسأخ الاصليين للمخطوطة ولا يوجد اختلاف فى الخط بها، الذى يؤكد ان النقطة وٌضعت لتشير الى ان هناك شىء ناقص هو وجود الفراغ الذى يلى النقطة. اننى لست اعنى بأن الناسخ كان يعرف بأمر قصة المرأة الزانية ام لا، فهذا يستحيل معرفته لأن نُساخ العهد الجديد هما
A & B
، ولكن ما اريد ان اصل اليه هو ان النقطة والفراغ منسوخين من المخطوطة التى نُسخ منها العهد الجديد فى السينائية، فكما قلت سابقا ان العهد القديم منسوخ سمعيا، واما العهد الجديد منسوخ من مخطوطة اخرى.

 

تشيندروف وعى هذا جيدا، ولم تكن هذه النقطة بالنسبة له امرا سهوا وانما فهم تماما الى ماذا ترمى ولهذا وضعها فى نسخته وهذه صورة لها:

 



 

لاحظ وجود النقطة كما هى تماما فى نسخة تشيندروف
facsimile edition
، وليس هذا اعتباطا لأن هذه النُسخ هى التى تُباع للجمهور فما معنى ان ينقل تشيندروف النقطة وهى ليست ذات معنى؟

 

انظر معى لهذه الصورة من المخطوطة السينائية من يوحنا الاصحاح التاسع

 



 

هذا هو العدد 29 من الاصحاح التاسع فى بشارة يوحنا، انظر الى الثلاث نقاط الموجودة. النقطة الأولى والثانية لم يتوصل العلماء لكاتبها، ولكن النقطة الثالثة، تأكد للعلماء انها بيد مصحح اخر لأختلاف الخط ووجود كلمة فوق النقطة وهى
palin
والتى اضيفت بيد المصحح فوق النقطة.

 

و الان، اضع بين يديك نص يوحنا 7: 52 الى 8: 41 لترى كم النقاط الموجودة بهذا المقطع فقط:

 



 



 

تشيندروف وضع هذه النقاط بأكملها فى نسخته التى نشرها
Facsimile
Edition
وامامك صور نسخته، قارنها بصور المخطوطة لترى بعينيك:





 

 

فهل يأتى بعد هذا جاهل ليقول لنا، قصة المرأة التى امسكت فى ذات الفعل غير اصيلة فى السينائية بعد كل ما رأى من أدلة؟!

 

5-) المخطوطة الفاتيكانية
B

 



 

المخطوطة الفاتيكانية، تحتوى على العهد القديم والجديد كاملا، لا تحتوى على كتب المكابيين او صلاة منسى. اغلب سفر التكوين غير موجود بها حتى الاصحاح 46 والعدد 28، ولا تحتوى على المزامير من 105 الى 137.

 

نهاية الرسالة الى العبرانيين مفقودة بها، وتنتهى ب 9: 14. البعض يشير الى ان مصدر الفاتيكانية فى العهد الجديد هو البردية 46، نظرا للتشابه الكبير بينهم.

 

المخطوطة الفاتيكانية تعود للقرن الرابع، محفوظة فى الفاتيكان
Vatican Library, Greek 1209
.
تحت اسم
Codex Vaticanus
.

 

قام بنسخ العهد القديم فى الفاتيكانية ناسخين، وناسخ واحد هو الذى نسخ العهد الجديد، كان هناك مصحيين اثنين فقط للمخطوطة، يصعب تحديد زمنهما وان كان الجميع يرجح ان الاول يعود الى القرن السادس والثانى يعود الى القرن الثانى عشر.

 

فى علم المخطوطات
Codexes
يوجد شىء يُسمى
umlauts
وهى عبارة عن زوجين من النقاط عموديين فوق بعض، تشير الى القراءات المتنوعة فى زمن نسخ المخطوطة، فكان الناسخ حينما يعلم بوجود قراءة اخرى موجودة فى مخطوطات اخرى، ان نوى عدم وضعه فى المخطوطة التى ينسخها يضع ال
umlauts
ليعلم القارىء بأن هناك قراءات لهذا الجزأ. اول عالم توصل الى هذا الاكتشاف العظيم فى علم المخطوطات هو
Philip. B Payne
واكتشفه فى رسالة القديس بولس الاولى الى اهل كورنثوس الاصحاح الرابع عشر.

 

هذه النقاط كما قال
Payne
تكون هكذا:

 



 

و قد قام
Payne

فى عمل له اسمه “

The Originality of Text-Critical Symbols in Codex Vaticanus
” بعمل رسم بيانى لوجود ال
umlauts
فى الفاتيكانية، ووصل عددهم فى الفاتيكانية الى 44 زوج من النقاط، فكانت نتيجة هذه الدراسة هى الرسم التالى:

 



 

و هذه هى اماكن وجود النقاط فى الفاتيكانية كما وضعها باين:

Mt 1237 A 1 L

Mt 1256 B 21 L

Mt 1258 C 5

Mt 1262 C 6 L

Mt 1266 B 18 L

Mt 1270 A 31 L

Mt 1275 B 31 L

Mk 1278 A 39 L

Mk 1281 A 26 L

Mk 1281 C 6 L

Mk 1287 A 15 L

Mk 1289 A 10 L

Mk 1296 A 33 L

Lk 1309 A 22 L

Lk 1310 C 39 L

Lk 1315 A 15 L

Lk 1337 A 39 R

Lk 1345 B 11 L

Lk 1358 C 25 L

Jo 1358 C 32 L

Jo 1365 A 8 L

Act 1386 A 35 L

Act 1387 A 24 R

Act 1396 B 39 R

Act 1401 C 38 R

Act 1408 B 25 R

Act 1410 B 17 L

Act 1415 C 40 R

Act 1417 C 38 R

Act 1423 C 7 R

1
Jo 1439 B 34 R

Rö 1446 A 22 L

Rö 1450 A 7 L

Rö 1455 B 31 L

Rö 1456 A 25 L

1
Co 1473 B 2 L

1
Co 1475 C 30 R

2
Co 1487 B 4 L

Gal 1491 A 2 L

Col
1506 A 25 L

2
Th 1510 B 39 L

Hebr 1514 A 32 L

Hebr 1515 C 11 R

Hebr 1517 C 36 L

 

دعونا الان نرى ماذا تقول الفاتيكانية فى النص محال النقاش:



 

لاحظ وجود الزوج من النقاط او ال
umlauts
فى الصورة، والتى تشير الى علم الناسخ بوجود قصة المرأة الزانية فى اول الاصحاح الثامن.

 

6-) المخطوطة السكندرية

 



 

المخطوطة السكندرية، الاناجيل الاربعة بها تنتمى الى عائلة النص البيزنطى، وباقية المخطوطة تنتمى الى عائلة النص السكندرى.

 

محفوظة بأكملها فى المتحف البريطانى، تعود لمنتصف القرن الخامس. تحتوى على اسفار العهدين القديم والجديد والرسائل الكليمنتية والمكابين الثالث والرابع والمزمور الواحد والخمسون.

 

مفقود منها، متى 1: 1 الى متى 25: 6، يوحنا 6: 50 الى 8: 52، 2 كو 4: 13 الى 14: 16، كما تنتهى رسالة اكليمندس الثانية ب 12: 4، بالاضافة الى بعض الاجزاء من العهد القديم.

فريدريك كينيون
Kenyon
يُقر بأن عدد نُساخ هذه المخطوطة هم خمسة، ولكن ميلن وسكيت
Milne and Skeat
يُقران بأن النُساخ اثنين، او ثلاثة على الاكثر. الذى دعا البعض لأن يقول انهم ثلاثة هو ان الخط من بداية بشارة لوقا والى 1 كو 10: 8 هو خط مختلف عن ما قبله وما بعده. البعض يرى ان الخط فى هذا الجزأ من المخطوطة يميل الى الخط القبطى.

 

تحتوى على عدد من التصحيحات بيد الناسخ الاصلى ومصحيين متأخرين، ولكن التصحيحات بها ليست بالكما الهائل الموجود فى المخطوطة الفاتيكانية او بيزا
D
(سياتى الحديث بها لاحقا) او المخطوطة السينائية.

 

البشارات فى المخطوطة السكندرية، هى اقدم مخطوطة يونانية للنص البيزنطى (يوجد البشيتا قبلها ولكنها ليست يونانية). تنتمى البشارات فى السكندرية الى مجموعة
K
x

والكثير من العلماء أكدوا على وجود علاقة بين هذه المجموعة وبين العائلة
P
(
Von Soden’s I
k

)
. غير ان هؤلاء العلماء وغيرهم أكدوا ان السكندرية ليست من عائلة
Π
او على الاقل ليست خالصة لها. وعليه قال العلماء بأن نص البشارات فى المخطوطة السكندرية هو مزيجا من العائلتين.

 

و على ما قلناه بالاعلى، بنى العلماء ارائهم فى ان البشارات فى السكندرية قد نُسخت بيزنطياً، ثم تمت مراجعتها وتصحيحها سكندرياً وذلك لأنه يستحيل الجمع بين العائلتين
K
x

و
P
(
Von Soden’s I
k

)
، فالاولى بيزنطية والثانية سكندرية فوجود علاقة بين الاثنين فى نص البشارات ليس له اى تفسير اخر غير ان البشارات نُسخت بيزنطيا وروجعت سكندرياً.

 

اما باقية نص العهد الجديد، فهو سكندريا خالصا وان كان يحتوى على بعض القراءات القليلة البيزنطية، ولكنه يُنظر له على انه سكندريا كما يُنظر الى البشارات على انها بيزنطية خالصة.

 

مجموعة نسخة نيستل الاند يصنفونها على انها تنتمى الى المجموعة
I
،
Category I
والاناجيل تُصنف
Category III
،
اما العالم
Von Soden
فيسميها
H
عدا البشارات الاربعة يسميها
I
ka

.

 

فى سفر الاعمال، لا نجد اى اشارة قريبة او بعيدة لتقارب السينائية مع السكندرية، فى حين اننا نجد تقاربا كبيرا فى الاسلوب والخط مع البردية 74،
P
74

.

 

اما فى رسائل القديس بولس فنجد العكس، اذ نجد تقاربا بين بين السكندرية والسينائية
Alpha & A
، بعكس ما نجد اى تقارب بينها وبين البردية 46 او الفاتيكانية
B
وكان اول من لاحظ هذا هو العالم
Zuntz
ثم تبعه الجميع.

 

اما الحال فى الرسائل الجامعة، فمعقد بعض الشىء فالنص السكندرى ليس له الاتساع الشامل بها كما فى باقية الاجزاء السكندرية الاخرى، ويراه العلماء على انه مزيج من نص المخطوطة السكندرية الاصلى والمخطوطة 33. يوجد هذا المزيج فى عدة مخطوطات اخرى مثل
Ψ
، 81 و436. التعقيد الذى يراه العلماء فى فهم نصوص الرسائل الكاثوليكية فى السكندرية هو ان هذا النوع من النص غير موجود فى المخطوطتين السينائية والفاتيكانية، التفسير الوحيد الذى يجدع العلماء لهذا الحال هو انه هناك عدة انواع متفرعة من النص السكندرى، ولكن هذا لم يثبت بعد!

 

اما فى سفر الرؤيا، نجد مرة اخرى تقاربا بين السينائية، والسكندرية. تبعا لما يقوله العالم
Schmid
فأن السينائية قريبة جدا من البردية 47 وبعض النصوص بها موجودة كما بالبردية تماما!

 

قلنا من قبل ان النصوص يوحنا 6: 50 الى 8: 52، مفقودة فى المخطوطة السكندرية، هذا التخريب المُتعمد تم فى قرون متأخرة.

 

ينتهى الشق الاول من النص فى السكندرية فى الرق محل النقاش ب
katabainon
والتى تقع اخر كلمة فى العدد 50 من الاصحاح السادس، ثم يبدأ مباشرة بقوله
legeiV
والتى تقع اول كلمة فى العدد 52 من الاصحاح الثامن.

 

قام العالم برجون
Burgon
بمحاولة لتقدير الحروف التى فى هذين الرقين بين رق الاصحاح السادس وبين رق الاصحاح الثامن، فوصل الى ان اقل تقدير للحروف الموجودة بينهم هو 8805، ثم قام برجون بأحصاء الحروف بين المقطعين فوجدهم، 4337 بجانب 4303، فيكون المجموع 8640، فيكون الباقى 165 حرف وهذا كافى ليحتوى على القصة. (12)



 

انظر بتدقيق اكثر الى اعلى الصورة على اليميين، ستجد ان هناك سطرين مضافين على النص الاصلى:

 



 

هذين السطرين خطهما لا علاقة له بالخط الاصلى للرق، وهذا يؤكده الكثير من العلماء، فهذا التصحيح يعود للمرحلة الثالثة من التصحيح للمخطوطة. وهذين هما السطرين هما العدد 51 من الاصحاح الثامن الذي اضيفا بعد ذلك الى المخطوطة. وعن تكرار نفس العدد دون وضع العدد 52 يقول
W. Willker
والذى رأى المخطوطة السكندرية بعينيه ودرسها جيدا: يجب ان نشير الى ان حذف العدد 52 يعود الى ما يُسمى
homoioteleuton
. (13)

 

ال
homoioteleuton
هو النهايات المتشابهة بين الاعداد، فيرى الناسخ نهاية النص المتشابه فيهيأ له انه كتبه، فى حين انه لم يكتبه.

 

و لنرى ذلك بوضوح، نهاية العدد 51 هى
eiV ton aiwna
ونهاية العدد 52 هى ايضا
eiV ton aiwna
، ولهذا تم تكرار نفس النص مرتين.

 

بهذا نصل الى ان المخطوطة لا تحتوى على عدة رقوق من الاصحاح السادس الى نهاية الاصحاح الثامن، قام العلماء بتقدير الحروف الناقصة فى الرقين فكانت نتيجة الارقام تسمح بوجود القصة، العدد 51 تمت اضافته مرتين بخط مختلف عن الخط الاصلى، كل هذا يؤكد لنا ان النص كان موجودا بالسكندرية ولكنه فُقد لأمر ما.

 

7-) المخطوطة الافرايمية
C



 

المخطوطة الافرايمية، محفوظة فى المكتبة الوطنية بباريس، 9 اليونانية،
Paris, National Library Greek 9
، بليوجرافيا تعود الى القرن الخامس.

 

ينقص منها النصوص التالية:

Matt. 1: 1-2, 5: 15-7: 5, 17: 26-18: 28, 22: 21-23: 17, 24: 10-45, 25: 30-26: 22, 27: 11-46, 28: 15-end

Mark 1: 1-17,
6: 32
-8: 5,
12: 30-13: 19

Luke 1: 1-2, 2: 5-42, 3: 21-4: 5, 6: 4-36, 7: 17-8: 28, 12: 4-19: 42, 20: 28-21: 20, 22: 19-23: 25, 24: 7-45

John 1: 1-3,
1: 41-3: 33
,
5: 17-6: 38
, 7: 3-8: 34
،
9: 11
-11: 7,
11: 47
-13: 8, 14: 8-16: 21,
18: 36-20: 25

Acts 1: 1-2, 4: 3-5: 34, 6: 8, 10: 43-13: 1, 16: 37-20: 10, 21: 31-22: 20, 23: 18-24: 15, 26: 19-27: 16, 28: 5-end

Romans 1: 1-2, 2: 5-3: 21, 9: 6-10: 15,
11: 31-13: 10

1
Corinthians 1: 1-2, 7: 18-9: 16, 13: 8-15: 40

2
Corinthians 1: 1-2, 10: 8-end

 
Galatians 1: 1-20

 
Ephesians 1: 1-2: 18,
4: 17
-end

Philippians 1: 1-22, 3: 5-end

 
Colossians 1: 1-2

1
Thessalonians 1: 1, 2: 9-end

2
Thessalonians (entire book)

1
Timothy 1: 1-3: 9, 5: 20-end

2
Timothy 1: 1-2

Titus 1: 1-2

Philemon 1-2

Hebrews 1: 1-2: 4,
7: 26-9: 15
,
10: 24-12: 15

James 1: 1-2, 4: 2-end

1
Peter 1: 1-2, 4: 5-end

2
Peter 1: 1

1
John 1: 1-2, 4: 3-end

2
John (entire book)

3
John 1-2

Jude 1-2

Revelation 1: 1-2,
3: 20-5: 14
,
7: 14
-17, 8: 5-9: 16,
10: 10
-11: 3,
16: 13
-18: 2, 19: 5-end

 

تم تصحيح هذه المخطوطة ومراجعتها من قبل مصحيين اثنين، يعطيهم العلماء الرموز
C2 (Cb)
،
C3 (Cc)
، اما المصحح
C1
فهو المصحح الاصلى غير انه غير مذكور فى نسخة نيستل الاند.المصحح
C2
يعود للقرن السادس والمصحح الثالث
C3
يعود للقرن التاسع.

 

المخطوطة الافرايمية
C
يوجد بها مزيج من النصين السكندرى والبيزنطى، واصحاب نسخة نيستل الاند يضعونها فى التصنيف الثانى
Category II
، فيعطونها طابع خاص بين المخطوطات مثل السكندرية لكونها تحتوى على مزيجا من النص السكندرى والنص البيزنطى. فى حين يضعها فون سودين
Von Soden
تحت مجوعة
H
اى المجموعة السكندرية طبقا له.

 

اكبر عالم دارس للمخطوطة الافرايمية وهو
Gerben Kollenstaart
، نشر عملا له اسمه

 

An Examination of the Textual Character of Codex Ephraemi Syri Rescriptus (C, 04) in the Four Gospels (unpublished Dissertation, Southwestern Baptist Theological Seminary 1990)

 

قال فيه، ان النص البيزنطى ضعيف فى انجيل متى بها، النص السكندرى ضعيف بأنجيل مرقس، وانجيل يوحنا نص سكندرى قوى فى المخطوطة، اما انجيل لوقا فمزيج بين الاثنين بطرقة نصية مُعقدة بعض الشىء (14)

 

هذه المخطوطة بالتحديد، تعرضت الى عملية اعادة هيكلة لكتابة نصوصها مرة اخرى، مما تسبب فى فقدان الكثير من نصوصها ومنهم الرقوق التى تحتوى على قصة المرأة الزانية.

 

😎 مخطوطة واشنطن



 

مخطوطة واشنطن، تعود للقرن الخامس وتحتوى على الاناجيل الاربعة فقط. تُسمى واشنطن لأنها محفوظة بواشنطن

Washington
,
D.C.
, Freer Gallery of Art 06.274 (Smithsonian Institution)

 

ينقصها يو 14: 27 الى 16: 7، مر 15: 13 – 38. ترتيب البشارات بها مختلف، فيأتى انجيل متى فى البداية ثم يليه انجيل يوحنا ثم انجيل لوقا وبالنهاية انجيل مرقس.

 

هذه المخطوطة، كما يجمع العلماء، يغلب عليها الطابع الاكسليوجيكال
ecclesiastical
، اى الطابع الكنسى. فكانت تُقرا فى الكنائس والمواسم الكنسية والاصوام والاعياد ولذلك، حدث بها نفس ما حدث فى البردية 66.

 

انظر للصورة التالية



 

ستلاحظ وجود فراغ ليس له معنى فى السطر الاخير. وكما قلنا قبلا ان الفراغات هذه او النقاط التى توضع فى المخطوطات بلا معنى، تفيد علم الناسخ بالنص الذى يجب ان يوضع فى مكانها، خاصة وان هذه المخطوطة كانت تُقرأ كثيرا فى عيد القيامة
Easter
ولذا فلم يضع الناسخ هذه القصة.

 

ثالثا: مقارنة بين تواريخ المخطوطات واقتباسات الاباء

و هذه اخرى نقطة سنناقشها فى بحثنا هذا، فكما رأينا ان تواريخ اغلب المخطوطات الغير موجود بها النص تعود للقرنين الرابع والخامس والسادس، وفى الحقيقة اننا اذا قارنا بين تواريخ هذه المخطوطات وبين تواريخ اقتباسات الاباء سنجد حقيقة مذهلة جدا!

 

فلو نظرنا الى السينائية كمثال، وهى تعود للقرن الرابع وغير موجود بها النص، نجد اننا لدينا القديس ديدموس الضرير وقد عاش فى القرن الرابع، وايضا القديس جيروم والقديس امبروسيوس، فكل هؤلاء عاشوا فى زمن نسخ المخطوطة السينائية، ومع ذلك فأنهم اكدوا مرارا وتكرار على وجود هذا النص وقد اقتبسوه كثيرا ومنهم من كرر الاقتباس فى اكثر من موضع.

 

و لو اخذنا الفاتيكانية والتى تعود للقرن الرابع، سنجد اننا نطبق نفس الامر عليها بل واننا سنجد اب مثل رفينيوس عاش قبل ان توجد الفاتيكانية من الاساس ودون قصة المرأة الزانية قبل ان تُنسخ الفاتيكانية من الاساس.

 

و لو نظرنا الى مخطوطة واشنطن والافرايمية، سنجد اننا لدينا اباء كثيريين عاشوا قبلهم بسنين طويلة قد اقتبسوا هذا النص مثل الاب باكين الذى عاش قبل ان توجد هاتين المخطوطتين بنحو قرن ونصف من الزمان.

 

و مثلهم جميعهم تأتى السكندرية التى تعود للقرن الخامس فقد اكد على وجود هذه القصة فى الكتاب المقدس واصالتها قبل ان توجد السكندرية بنحو ثلاثين عاما من الزمان كاملة.

 

كانت هذه اخر نقطة فى بحثنا احببت ان الفت نظر القارىء اليها ليعى خطورتها واهميتها لنكون بأنهائها نسفنا الشبهة نسفاً، فيستد كل فم متجرأ على كتاب الله المقدس.

 

خاتمة

بهذا نكون انتهينا من عرض الثمان مخطوطات القدامى التى لا تحتوى على قصة المرأة الزانية، وبينا بأسباب منطقية وعلمية معنى عدم وجودها ليستد كل فم تسول له نفسه فى التجرؤ على كلمة الله مرة ثانية،,,

 

(1)
Didymos der Blinde. Kommentar zum Ecclesiastes (Tura-Papyrus). Teil IV (Komm. zu Eccl. Kap. 7-8,8), edd. J. Kramer and B. Krebber, PTA 16 (
Bonn
1972), p. 88 (fol. 223, lines 7-13
)

 

(2)
Contra Tractatus Novatianorum XX.2 (cited here after Pacien de Barcelone. Ecrits, ed. C. Granado, et al., SC 410 [Paris 1995], p. 254 [the text is also available in Migne, PL 13, col. 1077A
])

 

(3)
Ambrose, Apologia David altera I.1.1-3 (S. Ambrosii opera, pars 2, ed. C. Schenkl, CSEL 32 [Pragae/Vindobonae/Lipsiae 1897], pp. 359-360
)

 

(4)
Jerome, adv. Pelag. II.17 (ed. Migne, PL 23, col. 579AB
).

 

(5)
Th. Mommsen’s edition of the Latin translation (Die lateinische UUbersetzung des Rufinus), published in Eusebius Werke II. Die Kirchengeschichte I, ed. E. Schwartz, GCS 9: 1 (
Leipzig
1903), p. 293

 

(6)
Augustine, De adulterinis coniugiis, VII.6 (Sancti Avreli Augustini, Sec. V. Pars III, ed.
I.
Zycha, CSEL 41 [Prague/Vindobonae/Lipsiae 1900], pp. 387-388
)

 

(7)
Historia ecclesiastica. Zachariae Rhetori vulgo adscrita, II, ed. E. W. Brooks, Syriac text in CSCO 84 [Syri 39] [Parisiis 1921; repr. Louvian n.d. (probably 1974)], pp. 86 [line 24]-87 [line 20], and Latin translation in CSCO 88 [Syri 42] [Lovanii 1924; repr.
Louvain
1965], pp. 59-60

 

(8)
Kitab al-‘unvan. Histoire universelle ecrite par Agapius (Mahboub) de Menbidj, ed. A. Vasiliev,
PO
tome 7. pars 4 (
Paris
1909), pp. 504-505 (Arabic text and French transl.) & La date de la Didascalie des Apotres,” RHE 424 (1947), pp. 315-351

 

(9)
The Text of the Earliest NT Greek Manuscripts, Edit. P.W. Comfort and D.P. Barrett, 2001, pg 376-387

 

(10)
The Text of the Earliest NT Greek Manuscripts, Edit. P.W. Comfort and D.P. Barrett, 2001, pg 501-506 P75
،
See also Colwell, “Method in Evaluating Scribal Habits: A Study of P45, P66, P75,” pp. 196-124

 

(11)
E. C. Colwell, “Method in Evaluating Scribal Habits: A Study of P45, P66, P75” (1965; pp. 106-124 in Colwell’s Studies in Methodology in Textual Criticism of the New Testament
).

 

(12)
Burgon, The Pericope de Adultera, Ed. Fuller, pg 142-144

 

(13)
W.Willker, Textual Commentary, Vol 4b The Pericope de Adultera, 3rd ed. 2005

 

(14)
An Examination of the Textual Character of Codex Ephraemi Syri Rescriptus (C, 04) in the Four Gospels (unpublished Dissertation, Southwestern Baptist Theological Seminary 1990) & The New Testament Text of Gregory of Nyssa, p. 60, footnote 1)

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي