تنين بسبعة رؤوس وعشرة قرون

يقول المعترض:

جاء فى سفر الرؤيا:

(رؤيا 12: 3-4) 3وَظَهَرَتْ آيَةٌ أُخْرَى فِي السَّمَاءِ: هُوَذَا تِنِّينٌ عَظِيمٌ أَحْمَرُ لَهُ سَبْعَةُ رُؤُوسٍ وَعَشَرَةُ قُرُونٍ، وَعَلَى رُؤُوسِهِ سَبْعَةُ تِيجَانٍ. 4وَذَنَبُهُ يَجُرُّ ثُلْثَ نُجُومِ السَّمَاءِ فَطَرَحَهَا إِلَى الأَرْضِ. وَالتِّنِّينُ وَقَفَ أَمَامَ الْمَرْأَةِ الْعَتِيدَةِ أَنْ تَلِدَ حَتَّى يَبْتَلِعَ وَلَدَهَا مَتَى وَلَدَتْ.

ويرى المعترض أن ما جاء فى سفر الرؤيا هو أساطير وخرافات أبعد عن أن تكون كلمة الله وأن هذه الكتابات برهان تحريف الكتاب المقدس.

 

الرد

الواقع أن ما يظنه المعترض أساطير هى فى حقيقتها نبوات رمزية ولو أنه قرأ سفر الرؤيا بفهم لأدرك أن التنين العظيم الأحمر يرمز إلى الشيطان الذى يرمز لونه إلى دمويته.

 أما ثلث نجوم السماء الذين طرحوا مع التنين إلى الأرض فهم ثلث الملائكة الذين سقطوا مع إبليس وفى هذا يقول يوحنا الرائى:

 وحدثت حرب في السماء: ميخائيل وملائكته حاربوا التنين، وحارب التنين وملائكته ولم يقووا، فلم يوجد مكانهم بعد ذلك في السماء فطرح التنين العظيم، الحية القديمة المدعو إبليس والشيطان، الذي يضل العالم كله، طرح إلى الأرض، وطرحت معه ملائكته (رؤيا 12: 7 – 10).

 ولو أن له معرفة بالكتاب المقدس وبتاريخ الممالك التى رأست العالم لأدرك أيضا أن السبعة الرؤوس تشير إلى سبع إمبراطوريات عظمى رأست العالم بدءا من الرأس الأول مصر ثم الرأس الثانى أشور والثالث بابل والرابع فارس والخامس اليونان والسادس الرومان التى انقسمت إلى قسمين القسم الغربى تحت السيطرة الرومانية والقسم الشرقى تحت سيطرة الأتراك العثمانيين الذين استولوا على القسطنطينية سنة 1453 للميلاد ثم ما لبثت أن أحتلت جميع ممالك القسم الشرقى من الإمبراطورية الرومانية فتكونت بذلك الإمبراطورية السابعة التى لم تلبث إلا قليلا حتى دبت فيها عوامل الإنحلال منذ سنة 1805 حتى سقطت رسميا بإعلان آتاتورك سقوط الخلافة وقيام الجمهورية عام 1924 للميلاد.

 أما القرون العشرة فهم عشرة ملوك يقومون على أنقاض هذه الإمبراطوريات ويملكون مع الوحش الذى يرمز للقرن الصغير أى المؤسس الثانى للإمبراطوية اليونانية التى ستعود فى زمن النهاية وفقا لنبوة دانيال النبى (دانيال 11: 40 – 45 + 12: 1 – 4).

 وما ذكرته ليس من تفسير خاص بل هذا ما أعلنه الملاك ليوحنا الرائى بالقول:

 ثم قال لي الملاك لماذا تعجبت؟ أنا أقول لك سر المرأة والوحش الحامل لها الذي له السبعة الرؤوس والعشرة القرون. الوحش الذي رأيت (الإمبراطورية اليونانية) كان وليس الآن وهو عتيد أن يصعد من الهاوية ويمضي إلى الهلاك, وسيتعجب الساكنون على الأرض الذين ليست أسماؤهم مكتوبة في سفر الحياة منذ تأسيس العالم حينما يرون الوحش (الإمبراطورية اليونانية) أنه كان وليس الآن مع أنه كائن. هنا الذهن الذي له حكمة. السبعة الرؤوس هي سبعة جبال (إمبراطوريات) عليها المرأة (مدينة صور التى سيملك عليها الدجال) جالسة, وسبعة ملوك: خمسة سقطوا، وواحد موجود، والآخر لم يأت بعد, ومتى أتى ينبغي أن يبقى قليلا, والوحش (الإمبراطوية اليونانية) الذي كان وليس الآن فهو ثامن، وهو من السبعة، ويمضي إلى الهلاك, والعشرة القرون التي رأيت. هي عشرة ملوك لم يأخذوا ملكا بعد. لكنهم يأخذون سلطانهم كملوك ساعة واحدة مع الوحش (أى مع الإمبراطورية اليونانية) هؤلاء لهم رأي واحد، ويعطون الوحش قدرتهم وسلطانهم. هؤلاء سيحاربون الخروف (أى المسيح حمل الله الحامل خطية العالم) والخروف يغلبهم. لأنه رب الأرباب وملك الملوك (رؤيا 17: 7 – 14).

 

رُؤْيَا يُوحَنَّا اللاَّهُوتِيِّ

اَلأَصْحَاحُ الثَّانِي عَشَرَ

3وَظَهَرَتْ آيَةٌ أُخْرَى فِي السَّمَاءِ: هُوَذَا تِنِّينٌ عَظِيمٌ أَحْمَرُ لَهُ سَبْعَةُ رُؤُوسٍ وَعَشَرَةُ قُرُونٍ، وَعَلَى رُؤُوسِهِ سَبْعَةُ تِيجَانٍ. 4وَذَنَبُهُ يَجُرُّ ثُلْثَ نُجُومِ السَّمَاءِ فَطَرَحَهَا إِلَى الأَرْضِ. وَالتِّنِّينُ وَقَفَ أَمَامَ الْمَرْأَةِ الْعَتِيدَةِ أَنْ تَلِدَ حَتَّى يَبْتَلِعَ وَلَدَهَا مَتَى وَلَدَتْ.

 

هذه العبارة النبوية تفسر بمقارنتها بغيرها من أقوال الكتاب المقدس، فهي تفسر بعضها بعضاً, ومن مقارنتها يتضح أن المراد بالمرأة شعب الله، أي الشعب القديم التي تُشبَّه الإمرأة، والمسيح أتى من نسلها حسب الجسد, وهي متوشحة شمس برّ ربنا يسوع المسيح، وتضيء بأشعته, فيُنسب إليها بِرُّ المسيح بالإيمان به,

(2) المراد بقوله والقمر تحت رجليها العالم، فهي تقف عليه ولكنها فوقه، يعني أن آمالها وأعمالها رفيعة سماوية وليست أرضية فانية,

(3) أما قوله وعلى رأسها إكليل من 12 كوكباً فيرمز إلى الأسباط الإثني عشر

(4) أما قوله تصرخ متمخّضة فيعني أنها متألمة وهذا هو ضيق يعقوب وسيولد منها البقية التقية من الشعب القديم

(5) عدو المرأة، وهو مملكة الشيطان،ورئيسها إبليس الحية القديمة

(6) والمراد بقوله له سبعة رؤوس مدينة روما الوثنية، فإنها مبنية على سبعة جبال,

(7) والمراد بقوله عشرة قرون عشرة ملوك،

(8) والمراد بقوله وعلى رؤوسه سبعة تيجان هو سبعة ملوك، وقد فسر الرسول ذلك كما في (17: 10),

(9) والمراد بقوله وذَنَبه يجر ثُلث نجوم السماء فطرحها إلى الأرض هو ثلث الملائكة الذين وقفوا إلى جانب الشيطان في ثورته

(10) والمراد بقوله وقف أمام المرأة العتيدة أن تلد حتى يبتلع ولدها متى ولدت هو أنه بذل الجهد في قتل المسيح الذي أتى من هذه الأمة، بل حاول استئصالها,

(11) ولدت ابناً ذكراً (آية 5): هو المسيح له المجد الذي سيرعى الأمم بعصا من حديد كما في المزمور الثاني,

(12) حصلت عناية بهذا الولد، فإنه اختُطِف إلى الله وإلى عرشه يرمز إلى إنتصار المسيح وصعوده

(13) والمراد بقوله والمرأة هربت إلى البرية حيث لها موضع مُعَدّ من الله لكي يعولوها هناك هو أن الله حفظ البقية التقية وقت اضطهاداتها، وتكفّل بسلامتها، وكانت شدائدها هذه لمدة من الزمن, 1260 يوم إلى الضيقة العظيمة

 

وظهرت آية عظيمة في السماء، امرأة متسربلة بالشمس، والقمر تحت رجليها، وعلى رأسها إكليل من اثني عشر كوكباً

لا يقال إن المرأة في السماء، بل إننا هنا نرى فقط تقدير السماء لهذه المرأة. أو بعبارة أخرى نرى هنا الأمة في نظر السماء، وكما سترى في أمجادها المستقبلة (إش60: 1). على أن وقت البركة لم يحن بعد، لذا فنفس المرأة تُري في مشهد ألم وضيق «وهي حبلى متمخضة ومتوجعة لتلد» – نحن نعرف أن آلام المخاض هي نتيجة لخطية المرأة (تك 3: 16)، وهكذا هنا الأمة أيضاً ستجتاز في الضيقة العظيمة المشبهة بالمخاض بسبب خطيتها. ثم إن آلام المخاض تعقبها أفراح الولادة (يو16: 21)، وهذا ما سوف يحدث مع الأمة في أفراح الملك الألفي (انظر مي 5: 1-4، إش 66: 7-12).

المنظر الثالث: إن كان المنظر الأول قدم لنا المسيح، نسل المرأة، والمنظر الثاني قدم لنا الأمة اليهودية التي منها ولد المسيح حسب الجسد (المرأة نفسها)، فإن هذا المنظر يقدم لنا عدو المسيح وعدو الأمة (قارن مع تك3: 15). يقول الرائي «وظهرت آية أخرى في السماء. هوذا تنين عظيم أحمر له سبعة رؤوس وعشرة قرون وعلى رؤوسه سبعة تيجان وذنبه يجر ثلث نجوم السماء»، وممكن أن نعتبره يمثل لنا -الثالوث الأنجس؛ الشيطان والوحش والنبي الكذاب.

فالتنين: هو إبليس (ع9).

ورؤوس التنين السبعة وقرونة العشرة: تذكرنا بالوحش الطالع من البحر؛ زعيم الإمبراطورية العائدة إلى الحياة (أصحاح 13: 1).

والذنب: يذكرنا بالنبي الكذاب (إش9: 15).

وأصحاح 12 يركز الكلام على التنين. ثم أصحاح 13 يكلمنا عن الوحش أصحاح 12، 13 يقدمان لنا سبع شخصيات مختلفة:

المرأة: الأمة الإسرائيلية

التنين: الشيطان

الابن الذكر: المسيح

ميخائيل: الملاك القائم من الله لبني إسرائيل (دا12)

باقي نسلها: البقية التقية

الوحش الطالع من البحر: زعيم روما

الوحش الطالع من الأرض: النبي الكذاب.

والنبي الكذاب. إنه يبدأ بالعدو الأصلي، لأن هناك عداوة دفينة في قلب الشيطان نحو المرأة من أيام السقوط في الجنة لما قال الله للحية «أضع عداوة بينك وبين المرأة وبين نسلك ونسلها» (تك3: 15). وهنا نرى العداوة بين الشيطان وبين الأمة التي منها أتي المسيح. والعداء في حقيقته موجه إلى المسيح ذاته «والتنين وقف أمام المرأة العتيدة أن تلد حتى يبتلع ولدها متي ولدت».

لكنها ولدت الابن الذكر؛ ربنا يسوع المسيح. ولم يقو الشيطان عليه رغم أنه أهاج العالم ضده وأصدر الحكم بموته. ولكن كان في هذا إبادة للشيطان نفسه. ثم «اختطف ولدها إلى الله وإلى عرشه». فمَنْ يبقي إذاً أمام التنين الغاضب الهائج؟ لم يبق سوي المرأة ذاتها.

ثم يتحدث بعد هذا العرض السريع عن تفصيل ما سيحدث فيذكر أنه بعد فترة مبتدأ الأوجاع ستحدث معركة في دائرة غير المنظور لمزيد من التفاصيل عن الحروب في دائرة غير المنظور، وعن مراحل سقطات الشيطان الخمس سابقاً ولاحقاً، انظر كتاب “الشيطان” للمؤلف. لاسيما الفصل 22 بين ميخائيل والملاك ميخائيل معني اسمه «من مثل الله؟» ها هو يحارب الشخص الذي أغوى حواء بقوله «يوم تأكلان منه.. تكونان كالله» (تك 3: 5). إنه يحارب إبليس الذي أراد أن يرفع كرسيه ويصير «مثل العلى » (إش 14: 14).* وملائكته وبين إبليس وملائكته، ستكون نتيجتها أن يُطرد الشيطان من السماء وستتم عندئذ النبوة الني نطق بها ربنا «رأيت الشيطان ساقطاً مثل البرق من السماء» (لو10: 18).

عند اختطاف الابن الذكر إلى السماء , طُرح الشيطان من السماء. وبصدد نزولنا مع المسيح إلى الأرض (أصحاح19: 11-20: 3) سيُربط الشيطان ويُطرح في الهاوية!

ويذكر الرائي هنا أربعة أسماء للشيطان مرتبطة بأنشطته المختلفة، فيقول:

تنين: وحش دموي، بالنسبة للمسيح إذ كان يريد أن يبتلعه.

وحية: أي الماكر، بالنسبة للعالم الذي يُضل الساكنين فيه.

ثم إبليس: أي المشتكي أو الواشي، بالنسبة للمؤمنين.

وأخيراً الشيطان: أي المضطهد، بالنسبة للشهود على الأرض.

فالمسيحيون يقارنون أقوال الكتاب ببعضه ويفسرونها, ولا ينكر أن سفر الرؤيا استعمل في أقوال النبوات استعارات وتشبيهات، غير أنها مفسَّرة في الكتاب المقدس، كما قلنا إن سفر الرؤيا 404 آية، 275 آية منها مقتبسة من العهد القديم

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي