من قال كلمة على إبن الإنسان يغفر له

إن كان المسيح هو أقنوم الله الابن المساوي للآب والروح القدس, وله الأمجاد الإلهية, فلماذا قيل في (متى 32: 12) «
من قال كلمة على ابن الإنسان يغفر له وأما من قال على الروح القدس فلن يغفر له لا في هذا العالم ولا في الآتي»
أليس هذا اعترافا منه هو بنفسه أنه إنسان كسائر الناس ولذا يكرر القول عن نفسه«
ابن الإنسان».

 

الرد:

إن كلمات هذه الآية لا تلقي أية شبهة على لاهوت المسيح, بل كان الغرض الحقيقي منها هو أن يعلن المسيح لسامعيه أن الذين لم يؤمنوا بلاهوته من الناس الذين كانوا في عهده والذين لم يروه كالله الذي لا حد لمجده أو جلاله بل رأوه كإنسان محدود يلتمس لهم بعض العذر, أما الذين منهم أنكروا قوة الروح القدس التي كان يعمل بها معجزاته وإسنادها إلى الشيطان فليس لهم عذر على الإطلاق لأن قوة الروح القدس كانت ظاهرة بدرجة لا تدع مجالا للشك في أنها قوة الله نفسه.

كما أن هذه الآية تؤكد أن الروح القدس أقنوم إلهي هو الله ذاته, وليس مجرد تأثير كما يقول المضادون وأن الذي يجدف عليه فلا غفران له إلى الأبد. لأن هذا إنكار لشخصيته وحط من مكانته وهذا التصرف هو رفض متعمد لله وأعماله وإصرار على عدم الطاعة لسلطانه.

وأما السبب الذي لأجله يغفر لمن يقول كلمة على «ابن الإنسان» ولا يغفر لمن يجدف على الروح القدس, ليس هو عدم المساواة بين المسيح ابن الله والروح القدس, أو إن الروح القدس أفضل مقاما من أقنوم الابن, بل إنه بصفته «ابن الإنسان» كان يبدو كأحد الناس. ولذلك كان من المحتمل أن يشك في شخصيته الذين لم يكن لديهم علم بما هو مكتوب عنه في التوراة. ومما يدل على هذا قوله «
من قال كلمة على ابن الإنسان يغفر له» ولم يقل «
من قال كلمة على ابن الله يغفر له» لأن أقنوم الابن الأزلي معادل للآب وللروح القدس.
أما بصفته ابن الإنسان بالتجسد فشكهم فيه له عذره.
فكان من الجائز أن يغفر لهم, لو أنهم لم يشاهدوا معجزاته التي كان يعملها بقوة الروح القدس.

هل تبحث عن  قاموس الكتاب المقدس معجم الكتاب المقدس س سَراب ب

كما أنه بصفته ابن الإنسان جاء لخلاص الناس كما هو مكتوب «
لأن ابن الإنسان قد جاء لكي يطلب ويخلص ما قد هلك» (لوقا10: 19).

لذلك طلب وهو على الصليب الغفران لصالبيه والمجدفين عليه قائلا: «
يا أبتاه اغفر لهم لأنهم لا يعلمون ماذا يفعلون» (لوقا34: 23).

ولأن الروح القدس من عمله أن يعلن المسيح المخلص للنفس الهالكة ويقدمه بصفته الرب «وليس
أحد يقدر أن يقول يسوع رب إلا بالروح القدس» (1كورنثوس13: 12) , وهو أيضا «
الذي يبكت العالم على خطية وعلى بر وعلى دينونة» (يوحنا8: 16).

لذلك فإن من يجدف عليه فلا غفران له إلى الأبد. بمعني أن الذي ينسب العمل المبارك الذي يعمله الروح القدس إلى الشيطان ويرفض بعناد توسلات الروح القدس وتبكيته لإرجاعه إلى الرب ويتقسى قلبه تماما كما حدث مع الفريسيين الذين أسندوا معجزات الرب يسوع إلى «
بعلزبول» ورفضوا الرجوع إلى الله هكذا ح رموا من نتائج عمله وبالتالي ح رموا من الغفران إلى الأبد, يتم فيه القول «
فلن يغفر له لا في هذا العالم ولا في الآتي».

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي