إذهب عنى يا شيطان

(متى 16: 21-23) 21مِنْ ذَلِكَ الْوَقْتِ ابْتَدَأَ يَسُوعُ يُظْهِرُ لِتَلاَمِيذِهِ أَنَّهُ يَنْبَغِي أَنْ يَذْهَبَ إِلَى أُورُشَلِيمَ وَيَتَأَلَّمَ كَثِيراً مِنَ الشُّيُوخِ وَرُؤَسَاءِ الْكَهَنَةِ وَالْكَتَبَةِ وَيُقْتَلَ وَفِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ يَقُومَ. 22 فَأَخَذَهُ بُطْرُسُ إِلَيْهِ وَابْتَدَأَ يَنْتَهِرُهُ قَائِلاً: «حَاشَاكَ يَا رَبُّ! لاَ يَكُونُ لَكَ هَذَا!» 23 فَالْتَفَتَ وَقَالَ لِبُطْرُسَ: «اذْهَبْ عَنِّي يَا شَيْطَانُ. أَنْتَ مَعْثَرَةٌ لِي لأَنَّكَ لاَ تَهْتَمُّ بِمَا لِلَّهِ لَكِنْ بِمَا لِلنَّاسِ».

هل صليب السيد يسوع المسيح فكرة من الشيطان تم وضعها في عقول المؤمنين، فتوهموا ان الصليب حقيقة واقعة؟

ام العكس هو الصحيح ان الصليب هو خطة الله للفداء، والشيطان اراد ان ينزعها من ان تصل الى الناس لكي يؤمنوا فتكون لهم فداء ومغفرة وحياة.

 

الرد:

الشيطان والصليب

ماذا يريد الله او يقول لنا وماذا يريد الشيطان ان يقول لنا بخصوص الصليب؟؟

منذ بداية خدمة سيدنا الرب يسوع المسيح، والشيطان لا يهدأ ولا يكل عن ان يحبط اعمال الله، هذا هو همه الاول وشغله الشاغل.فجاء للرب في بداية خدمته وصومه (نيابة عنا) ليجربه: 5″ ثم اصعده ابليس الى جبل عال وأراه جميع ممالك المسكونة في لحظة من الزمان.6 وقال له ابليس لك اعطي هذا السلطان كله ومجدهنّ لانه اليّ قد دفع وانا اعطيه لمن اريد.7 فان سجدت امامي يكون لك الجميع.8 فاجابه يسوع وقال اذهب يا شيطان انه مكتوب للرب الهك تسجد واياه وحده تعبد ” (لوقا 4: 5 – 8) هذه كانت الخطوة الاولى، يحاول ان يثني الرب عن طريق الآلام الذي كان عليه ان يسير فيه نيابة عنا، لكي يسترد مجد الانسان المفقود، فقال له الشيطان، لا داعي للألم والصليب، تعال واسجد لي واعطيك كل ممالك العالم فتصبح سيدا على العالم بطريق غير طريق الصليب.

 

ولما رأي الشيطان ان هذه الطريقة لا تفلح القى على لسان بطرس ان يراجع المسيح في اعلانه عن الفداء بالصليب: ” 21 من ذلك الوقت ابتدأ يسوع يظهر لتلاميذه انه ينبغي ان يذهب الى اورشليم ويتألم كثيرا من الشيوخ ورؤساء الكهنة والكتبة ويقتل وفي اليوم الثالث يقوم.22 فأخذه بطرس اليه وابتدأ ينتهره قائلا حاشاك يا رب.لا يكون لك هذا.23 فالتفت وقال لبطرس اذهب عني يا شيطان.انت معثرة لي لانك لا تهتم بما لله لكن بما للناس” (متى 16: 21 – 23)

هل تبحث عن  م الأخرويات الله والشر والمصير 04

 

ولما رأي الشيطان ان الصليب هو ضرورة حتمية للسيد، بدأ يهيج الناس للسخرية منه ومن الصليب؟

(متى 27: 39 – 43)

“39 وكان المجتازون يجدفون عليه وهم يهزون رؤوسهم40 قائلين يا ناقض الهيكل وبانيه في ثلاثة ايام خلّص نفسك. ان كنت ابن الله فانزل عن الصليب.41 وكذلك رؤساء الكهنة ايضا وهم يستهزئون مع الكتبة والشيوخ قالوا42 خلّص آخرين واما نفسه فما يقدر ان يخلّصها. ان كان هو ملك اسرائيل فلينزل الآن عن الصليب فنؤمن به. 43 قد اتكل على الله فلينقذه الآن ان اراده. لانه قال انا ابن الله.

 

هل اذا نزل المسيح عن الصليب سوف يثبت انه ابن الله؟

ام اذا بقى على الصليب الذي وجه نظره اليه منذ بداية خدمته؟

ولما تم الصليب والفداء، واصبح بالايمان به يكون غفران الخطايا والانفكاك من فخ ابليس. بدأ ابليس يروج لطريقة اخرى، ان يقول ان كلمة الصليب هي جهالة.” فان كلمة الصليب عند الهالكين جهالة واما عندنا نحن المخلّصين فهي قوة الله.” (كورنثوس الاولى 1: 18)

ولكن هيهات ثم هيهات، فهذا فقط للجاهلين الهالكين، غير العارفين لخطة الله ومشيئته منذ تأسيس العالم “18 عالمين انكم افتديتم لا باشياء تفنى بفضة او ذهب من سيرتكم الباطلة التي تقلدتموها من الآباء19 بل بدم كريم كما من حمل بلا عيب ولا دنس دم المسيح20 معروفا سابقا قبل تأسيس العالم ولكن قد أظهر في الازمنة الاخيرة من اجلكم.” (بطرس الاولى 1: 18 – 20)

 

والان ماذا تعتقد الخطوة التالية للشيطان بالنسبة لصليب المسيح بعد ان اصبح الصليب امرا واقعا بالنسبة له، لا يمكن تغييره؟

اليس ان يحاول ان يوهم البعض ان ما حدث لم يكن حقيقة ولكنه شبه لهم؟؟قال السيد الرب عن ابليس: ” ذاك كان قتالا للناس من البدء ولم يثبت في الحق لانه ليس فيه حق. متى تكلم بالكذب فانما يتكلم مما له لانه كذاب وابو الكذاب (يوحنا 8: 44)

هل تبحث عن  هوت روحى كلمة منفعة 77

 

 

آية (23): فالتفت وقال لبطرس اذهب عني يا شيطان أنت معثرة لي لأنك لا تهتم بما لله لكن بما للناس.

رفض بطرس للصليب نابع من ذاته

أماّ إعترافه بأن السيد هو المسيح إبن الله الحى فهو من الله الآب الذى فى السموات.

(متى 16: 16-17) 16فَأَجَابَ سِمْعَانُ بُطْرُسُ: «أَنْتَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ الْحَيِّ». 17فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: «طُوبَى لَكَ يَا سِمْعَانُ بْنَ يُونَا إِنَّ لَحْماً وَدَماً لَمْ يُعْلِنْ لَكَ لَكِنَّ أَبِي الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ.

 

 إذهب عنى ياشيطان= بطرس ليس شيطاناً ولكن يردد ما وسوس به الشيطان لهُ، فالشيطان دائماً يصور لنا رفض الصليب الموضوع علينا. ويبدو أن بطرس كان رافضاً لفكرة الصليب حتى النهاية، لذلك حين سألهُ السيد أتحبنى.. أتحبنى.. أتحبنى صرح له السيد بعد ذلك انه سيموت مصلوباً، ولعلم السيد أن بطرس رافض لفكرة الصليب كرر له كلمة إتبعنى = أى لا ترفض الصليب إن كنت حقيقة تحبنى (يو 15: 21-22). ويقال أن نيرون حين أراد قتل بطرس اقنعه المؤمنون فى روما بالهرب، فهرب بطرس، وعلى أبواب روما رأى السيد المسيح متجهاً لروما فسأله إلى أين؟ فقال أنا ذاهب لأصلب بدلاً منك. فعاد بطرس وسلم نفسه وطلب أن يصلب منكس الرأس.

 

ولاحظ ما قاله المسيح أنت معثرة لى.. إذهب عنى يا شيطان.. لأنك لا تهتم بما لله لكن بما للناس.

فالسيد جاء ليقيم مملكته خلال صليبه وطلب ممن يريد أن يكون له تلميذاً أن يحمل صليبه ويتبعه، فمن يرفض الصليب يرفض الفكر الإلهى

آية (24). معثرة = تعمل على تعطيل الصليب والفداء.

شيطان = ولا يوجد من يهتم بتعطيل الفداء سو الشيطان

 لا تهتم بما لله = الترجمة الحرفية لكلمة تهتم، أن عندك وجهة نظر معينة فهناك من لهم وجهة نظر لا تتفق مع وجهة نظر الله (مثل بطرس هنا) وهى أننا نقبل أن نسير مع المسيح فى الصحة والمجد العالمى والغنى المادى.. الخ أما لو وُجِدَ صليب نرفض المسيح ونتصادم معهُ ويكون هذا بإيعاز من الشيطان. لذلك قال السيد لبطرس إذهب عنى يا شيطان، لأن بطرس كان يكرر فكر الشيطان. والشيطان الخبيث دائماً يسعى لأن يقنع أولاد الله بأنه لو أن الله يحبهم لأعطاهم خيرات زمنية (مال وعظمة وقوة وسلطان..)ولكن لنعلم أنه كرئيس لهذا العالم (يو 30: 14) يغرينا بما تحت يديه، لكن أولاد الله يرفضون العالم بما فيه حتى الصليب، ويقبلون من يد أبيهم السماوى ما يسمح به سواء خيرات زمنية أو صليب، فما يسمح به أبوهم السماوى فيه حياتهم الأبدية، ولكن شرط الشيطان أن يعطينا من خيرات العالم أن نخر ونسجد لهُ (مت 9: 4). والمسيح اعطانا مثلاً حتى نفهم هذا فقال متسائلاً هل لو سأل إبن أباه أن يعطيه خبزاً فهل يعطيه أبوه حجراً … فإن كنتم تعرفون أن تعطوا أولادكم عطايا صالحه فكم وكم أبو كم السماوى. من هنا نعلم أن ما يسمح به الله سواء خيرات زمنية (مال / صحة..) أو ما يسمح به من تأديبات، هو لصالح أولاده، هو لخلاص نفوسهم (رو28: 8) + (1كو 21: 3،22) + مرض أيوب وتجربته كانت لخلاص نفسه وكذلك مرض بولس.

هل تبحث عن  الكتاب المقدس الكتاب الشريف عهد قديم سفر التثنية 27

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي