بكر كل خليقة

ما معنى الآية: ” بكر كل خليقة ” (كولوسى 1: 15)؟

اَلَّذِي هُوَ صُورَةُ اللهِ غَيْرِ الْمَنْظُورِ، بِكْرُ كُلِّ خَلِيقَةٍ.

الجواب:

* بالرجوع إلى أقوى المراجع اللغوية للغة اليونانية أتضح مايلى:

– إن ترجة كلمة (بروتوتوكوس
οςκτωοτωρπ
) التى ترجمت فى الترجمة العربي البيروتية (بكر) هى ترجمة غير دقيقة، لأن كلمة بروتوتوكوس كلمة مركبة من كلمتين هما:

– الفعل
ωκκιτ
بمعنى يلد.


ςοτωρπ
وهى صيغة مبالغة التفضيل من
ορπ
التى تعنى (قبل – سابق – متفوق) من حيث الزمان والمكان والمنزلة والترتيب والأهمية.

* وبالتالى يصير معنى العبارة:

– كائن قبل كل الخليقة:
Existing before all creation
.

– أو متفوق على (أعلى وأسمى من) كل الخليقة:
Superior to all creation
.

– أو متميز بتفوق على كل الخليقة
Preeminent over all creation
.

* وهذا المعنى هو الذى أجتمعت عليه أحدث وأقوى ترجمات الكتاب المقدس التى يصدرها الاتحاد العالمى لجميعات الكتاب
U. B. S
.
باللغتين الإنجليزية والفرنسية.

 

المسيح بكر كل خليقة

هل هو مخلوق؟

أو هل المسيح مخلوق وانه اول المخلوقات؟

الاجابة موجودة في الفقرة الكتابية عند قراءتها كاملة، والفقرة تتكلم عن السيد يسوع المسيح فتقول انه:

كولوسى 1

15 اَلَّذِي هُوَ صُورَةُ اللهِ غَيْرِ الْمَنْظُورِ، بِكْرُ كُلِّ خَلِيقَةٍ.

16 فَإِنَّهُ فِيهِ خُلِقَ الْكُلُّ: مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا عَلَى الأَرْضِ، مَا يُرَى وَمَا لاَ يُرَى، سَوَاءٌ كَانَ عُرُوشاً امْ سِيَادَاتٍ امْ رِيَاسَاتٍ امْ سَلاَطِينَ. الْكُلُّ بِهِ وَلَهُ قَدْ خُلِقَ.

17 اَلَّذِي هُوَ قَبْلَ كُلِّ شَيْءٍ، وَفِيهِ يَقُومُ الْكُلُّ

18 وَهُوَ رَأْسُ الْجَسَدِ: الْكَنِيسَةِ. الَّذِي هُوَ الْبَدَاءَةُ، بِكْرٌ مِنَ الأَمْوَاتِ، لِكَيْ يَكُونَ هُوَ مُتَقَدِّماً فِي كُلِّ شَيْءٍ.

 

فكما نقرأ ان المسيح بكر كل خليقة وايضا انه بكر القائمين من الاموات ليكون متقدما في كل شيء، فمعنى البكورية هنا ليس الاول ترتيبا زمنيا ولكنه الاول مقاما، فالمسيح لم يكن اول القائمين من الاموات (سجل الكتاب معجزات قيامة الاموات في العهد القديم والجديد ايضا قبل قيامة المسيح)

ويشير الكتاب الى يعقوب بوصفه (اسرائيل ابني البكر) (خروج 4: 22) في حين ان البكر ولادة هو عيسو

اذا فالبكورية هنا هي المقام وليس الترتيب الزمني

وايضا (لان يهوذا اعتزّ على اخوته ومنه الرئيس واما البكورية فليوسف) (1 اخبار 5: 2)

والمعروف ان يوسف لم يكن الابن البكر ليعقوب، بل كان الابن الحادي عشر في الترتيب (الأصغر والاخير كان شقيقه بنيامين)، فالبكورية المقصودة هنا ليست انه اول المولودين ليعقوب زمنيا، ولكنه الاول مقاما

 

وايضا في ارميا 31: 9 يقول لاني صرت لاسرائيل ابا وافرايم هو بكري

ولكن بالرجوع الى سفر التكوين 49: 17-20

حيث نجد قصة مباركة يعقوب لابناء يوسف فانه وضع يده اليمني على رأس افرايم وليس على منسى (الابن البكر) وحينما اراد يوسف لفت انتباه ابوه يعقوب، اجابه انه يعلم ترتيب بكورية الولادة ولكنه في هذه البركة اعطى (البكورية) لافرايم، وكما يقول الكتاب: فقدم افرايم على منسى، لان الاخ الاصغر يكون اكبر منه (مقاما)، ونفهم من هذا النص ان البكورية هنا هي ترتيب المقام وليس ترتيب الولادة

 

ويقول يعقوب الرسول (شاء فولدنا بكلمة الحق لكي نكون باكورة من خلائقه) (يعقوب 1: 18)

ومن هذه الفقرة يتضح اننا نكون باكورة – اي بكرا – من خلائقة، بالولادة الثانية، فهل هذا معناه ان ترتيب ولادتنا يتغير ام معناه اننا نصبح في مقام البكورية؟

حيث يقول ايضا عن المؤمنين بالمسيح انهم (كنيسة ابكار) (عبرانيين 12: 23)

اي ان كل منّا يصبح في مقام الابن البكر لدى الله، وهذا يؤكد فهمنا ان البكورية هنا هي للمقام وليس لترتيب الولادة او الخلق

الخلاصة ان (البكورية)

لها معنيان ويجب التمييز من سياق الكلام اي معنى هو المقصود

والنتيجة ان المسيح بكر كل خليقة كما انه في نفس السياق هو بكر القائمين من الاموات

هذه بكورية او اولوية المقام: لكي يكون هو متقدما في كل شيء، الكتاب المقدس يعلن بوضوح ان السيد المسيح هو (الله الظاهر في الجسد) (1 تيموثاوس 3: 16)

وكما يقول الرسول بولس (الكائن على الكل الها مباركا الى الآبد) (روميه 9: 4)

ويقول الرب يسوع عن نفسه في سفر الرؤيا (بداءة خليقة الله) (رؤيا 3: 14)

بمعنى انه (كل شيء به كان وبغيره لم يكن شيئا مما كان) (يوحنا 1: 3)

فكل شيء تكّون بالمسيح – كلمة الله (لان منه وبه وله كل الاشياء. له المجد الى الابد.آمين) (روميه 11: 36)

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي