رِسَالَةُ بُولُسَ الرَّسُولِ الثَّانِيةُ إِلَى أَهْلِ كُورِنْثُوسَ


قال المعترض:

»
جاء في 2كورنثوس 5: 20
»
لأنه (الله) جعل الذي لم يعرف خطية (المسيح) خطيةً لأجلنا، لنصير نحن برَّ الله فيه
«
وجاء في غلاطية 3: 13
»
المسيح افتدانا من لعنة الناموس إذ صار لعنةً لأجلنا، لأنه مكتوب: ملعون من عُلِّق على خشبة
«
. وبولس هنا يلعن المسيح ويدعوه خطية، فكيف يكون ربَّه؟
«
.


وللرد نقول:

المسيح هو البار المبارك، لكنه رضي أن يصير خطيةً لأجلنا لأن الله أرسله
»
في شِبه جسد الخطية
«
(رومية 8: 3)، ووضع عليه إثم جميعنا (إشعياء 53: 6)، فحمل خطية غيره، وعومل معاملة الخاطئ، وأُدين ليتبرَّر كل من يؤمن به ولا يُدان. وبهذا يعامل الله الذين يقبلون خلاص المسيح معاملة الأبرار رغم خطيتهم، لأنه حسب المسيح خطية مع أنه بريء منها. وفي الأصحاح الثالث من رسالة غلاطية يذكر الرسول بولس لعنتين، الأولى في آية 10
»
ملعون من لا يثبت في جميع ما هو مكتوب في أعمال الناموس ليعمل به
«
وهي لعنة عمَّت الجنس البشري كله بسبب سقوطه في الخطية، فكلنا خطاؤون. أما اللعنة في آية 13 فهي اللعنة التي احتملها المسيح ليفدينا من اللعنة الأولى. فاللعنة الأولى لعنة الذنب، والثانية لعنة عقاب المسيح حتى يرفع الذنب، فصار خطيةً لأجلنا نحن الخطاة، ليصير كل من يؤمن به برَّ الله في المسيح. وهذا البر هو الذي برَّرنا المسيح به، والفداء الذي دبَّره بأن فدانا واشترانا ودفع الثمن الذي طالبت به الشريعة. واقتبس الرسول بولس جزءاً من تثنية 21: 23 والذي يقول
»
المعلَّق ملعون من الله
«
ولم يورد
»
من الله
«
لأن المسيح لم يكن ملعوناً من الله حقيقة، بل عامله الله كأنه كذلك، ليوجد لنا الفداء، ولهذا قيل:
»
أحبنا المسيح وأسلم نفسه لأجلنا قرباناً وذبيحة لله رائحة طيبة
«
(أفسس 5: 20)

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي