هوذا العذراء تحبل وتلد إبنا


المرأة العذراء أم يسوع

+
(متى 1: 23)
«هُوَذَا الْعَذْرَاءُ
(بارثينوس)
تَحْبَلُ وَتَلِدُ ابْناً وَيَدْعُونَ اسْمَهُ عِمَّانُوئِيلَ»

العذراء لقب وحيد لم يطلق إلا على والدة الإلة القديسة العذراء مريم أم الله المتجسد.

مريم كيف تكون عذراء وإمرأة فى نفس الوقت؟


 


الرد:


معنى كلمة عذراء:


(أ) عذراء مخطوبة (عوَلْما) بالعبرية:


almâh


(


העלמה


(

هى
فتاة ناضجة
عذراء
مخطوبة لرجل
و
لم تنجب أولاد.

– في اليونانية (نيانيس
neanis
)

– فى الإنجليزية
damsel, maid, virgin

وقد تكررت كلمة فتاة عذراء (عولما) فى الكتاب المقدس عدة مرات:

+
(تكوين 24: 14) فَلْيَكُنْ انَّ الْفَتَاةَ الَّتِي اقُولُ لَهَا: امِيلِي جَرَّتَكِ لاشْرَبَ فَتَقُولَ: اشْرَبْ وَانَا اسْقِي جِمَالَكَ ايْضا هِيَ الَّتِي عَيَّنْتَهَا لِعَبْدِكَ اسْحَاقَ. وَبِهَا اعْلَمُ انَّكَ صَنَعْتَ لُطْفا الَى سَيِّدِي».

والفتاه المقصوده هنا عذراء غير متزوجه وهى رفقة التى ستكون عروس لإسحق.

+
(خروج 2: 8) فَقَالَتْ لَهَا ابْنَةُ فِرْعَوْنَ: «اذْهَبِي». فَذَهَبَتِ الْفَتَاةُ وَدَعَتْ امَّ الْوَلَدِ.

+
(مزمور 68: 25) مِنْ قُدَّامٍ الْمُغَنُّونَ. مِنْ وَرَاءٍ ضَارِبُو الأَوْتَارِ. فِي الْوَسَطِ فَتَيَاتٌ ضَارِبَاتُ الدُّفُوفِ.

المقصود بهن العذارى أو الفتيات غير المتزوجات.

+
(أمثال 30: 19) وَطَرِيقَ رَجُلٍ بِفَتَاةٍ.

المقصود بها العروس التى حضرت تواً ولم يدخل بها العريس، أى ما زالت عذراء.

+
(نشيد الأنشاد 1: 3) لِرَائِحَةِ أَدْهَانِكَ الطَّيِّبَةِ. اسْمُكَ دُهْنٌ مُهْرَاقٌ لِذَلِكَ أَحَبَّتْكَ الْعَذَارَى.

+
(نشيد الأنشاد 5: 8) أُحَلِّفُكُنَّ يَا بَنَاتِ أُورُشَلِيمَ إِنْ وَجَدْتُنَّ حَبِيبِي أَنْ تُخْبِرْنَهُ بِأَنِّي مَرِيضَةٌ حُبّاً.

+
(أشعياء 7: 14) وَلَكِنْ يُعْطِيكُمُ السَّيِّدُ نَفْسُهُ آيَةً: هَا الْعَذْرَاءُ تَحْبَلُ وَتَلِدُ ابْناً وَتَدْعُو اسْمَهُ «عِمَّانُوئِيلَ».

وكلمة العذراء فى نبؤة أشعياء النبى، تعنى فتاة عذراء فى سن النضوج والزواج ولكنها غير متزوجة بمفهوم (العلاقة الجسدية)، مثل رفقة عروس إسحق وعذارى سفر النشيد وأخت موسى العذراء التى لم تكن قد تزوجت بعد وعروس النشيد وضاربات الدفوف فى المزامير فى فريق التسبيح للرب.

+
(تثنية 22: 23) فَتَاةٌ عَذْرَاءُ مَخْطُوبَةً لِرَجُلٍ

ولو قلنا أن ولادة المؤمنين من الله هى من أسرار الله:

+
(يوحنا 1: 13) اَلَّذِينَ وُلِدُوا لَيْسَ مِنْ دَمٍ وَلاَ مِنْ مَشِيئَةِ جَسَدٍ وَلاَ مِنْ مَشِيئَةِ رَجُلٍ بَلْ مِنَ اللَّهِ.

وحتى الولادة الثانية بالمعمودية هى أيضاً من الأسرار:

+
(يوحنا 3: 3-6) 3فَقَالَ يَسُوعُ: «الْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكَ: إِنْ كَانَ أَحَدٌ لاَ يُولَدُ مِنْ فَوْقُ لاَ يَقْدِرُ أَنْ يَرَى مَلَكُوتَ اللَّهِ». 4قَالَ لَهُ نِيقُودِيمُوسُ: «كَيْفَ يُمْكِنُ الإِنْسَانَ أَنْ يُولَدَ وَهُوَ شَيْخٌ؟ أَلَعَلَّهُ يَقْدِرُ أَنْ يَدْخُلَ بَطْنَ أُمِّهِ ثَانِيَةً وَيُولَدَ؟» 5أَجَابَ يَسُوعُ: «الْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكَ: إِنْ كَانَ أَحَدٌ لاَ يُولَدُ مِنَ الْمَاءِ وَالرُّوحِ لاَ يَقْدِرُ أَنْ يَدْخُلَ مَلَكُوتَ اللَّهِ. 6اَلْمَوْلُودُ مِنَ الْجَسَدِ جَسَدٌ هُوَ وَالْمَوْلُودُ مِنَ الرُّوحِ هُوَ رُوحٌ.

إلا أنها تتكرر كل يوم ومع أشخاص كثيرين يقبلون الله، وينالون المعمودية، أما
ولادة السيد المسيح من العذراء فهو حدث عجيب وفريد ووحيد خاص بالسيد المسيح والعذراء مريم وحدهما، فلم يحدث من قبل ولن يتكرر مرة أخرى.


(ب) عذراء بتول – (بارثينوس) باليونانية


Parthenos


(παρθένος)

هى فتاة عذراء بتول عفيفة لا تعرف رجلاً
و
لم تنجب أولاد

يمكن أن تكون مخطوبة لرجل).

+
(تكوين 24: 16) وَكَانَتِ الْفَتَاةُ حَسَنَةَ الْمَنْظَرِ جِدّا وَعَذْرَاءَ لَمْ يَعْرِفْهَا رَجُلٌ.

+
(خروج 22: 16)
عَذْرَاءَ لَمْ تُخْطَبْ

+
(لاويين 21: 13) هَذَا يَاخُذُ امْرَاةً عَذْرَاءَ.

+
(تثنية 22: 28) فَتَاةً عَذْرَاءَ غَيْرَ مَخْطُوبَةٍ

وقد وصف الرسول بولس الكنيسة بأنها عذراء عفيفة مخطوبة لرجل واحد هو المسيح

+
(كورنثوس الأولى 11: 2) لأَنِّي خَطَبْتُكُمْ لِرَجُلٍ وَاحِدٍ، لأُقَدِّمَ عَذْرَاءَ عَفِيفَةً
(

Parthenos
)
لِلْمَسِيحِ.

 

فى العهد القديم وصف أشعياء النبى مريم العذراء
بكلمة
(عوَلْما):
“عذراء مخطوبة”

+
(أشعياء 7: 14) هَا الْعَذْرَاءُ

(عوَلْما)
تَحْبَلُ وَتَلِدُ ابْناً وَتَدْعُو اسْمَهُ «عِمَّانُوئِيلَ».

 

بينما وصف العهد الجديد مريم العذراء بكلمة
(بارثينوس):“عذراء لا تعرف رجلاً”:

حيث إقتبس إنجيل متى نبؤة أشعياء وكتبها هكذا:

+
(متى 1: 23)
«هُوَذَا الْعَذْرَاءُ
(بارثينوس)
تَحْبَلُ وَتَلِدُ ابْناً وَيَدْعُونَ اسْمَهُ عِمَّانُوئِيلَ»

وإنجيل لوقا كتب العذراء
(بارثينوس):

+
(لوقا 1: 27)
عَذْرَاءَ
(بارثينوس)
مَخْطُوبَةٍ لِرَجُلٍ مِنْ بَيْتِ دَاوُدَ اسْمُهُ يُوسُفُ. وَاسْمُ الْعَذْرَاءِ
(بارثينوس)
مَرْيَمُ.

والعجيب هنا أن أشعياء إستخدم في نبؤته لفظة
(عَولْما)، (“عذراء مخطوبة”) وهنا كان إختياره للكلمة أكثر ضمان للمعنى النبوي وأكثر إعجازاً من حيث وصف حقيقة ما سيتم بالفعل من أن مريم ستكون عذراء ومخطوبة لرجل (يوسف النجار). وهكذا إختار الوحى كلمة
(عَولْما)للعذراء مريم فى سفر أشعياء للدلاله على أنها ستكون فتاة ناضجة وفى سن الزواج، كما إنها ستكون تحت وصاية خطيب لها، وذلك حسب الترتيب الإلهى لحمايتها عند الحمل والولادة وعدم إتهامها بالزنى.

وشاء إلهام الوحى الإلهى فى الترجمة السبعينية من العبرية إلى اليونانية أن يتم ترجمة آية أشعياء النبى “
هَا الْعَذْرَاءُ
(عوَلْما)
” بالعبرية إلى
“هَا الْعَذْرَاءُ
(بارثينوس)

باليونانية، بمعنى عذراء بتول بكر عفيفة لم تعرف رجلاً قط (أى عدم وجود علاقة جنسية)، ولم يتم ترجمها إلى
(نيانيس

neanis
)
وهو المرادف اليونانى لكلمة
(عوَلْما)العبرية.

وذلك للدلاله على أنها ستكون عذراء دائماً ولن تعرف رجلاً قط لأن محتوى الآية يدل ويؤكد على هذا المعنى وأن الفتاة المقصودة وإن كانت ستكون ناضجة ومخطوبة وتحت وصايا خطيب إلا أنها ستكون عذراء لم ولن تعرف رجلاً قط
(بارثينوس)رغم خطبتها ليوسف.

ولقد كان جميع الناس فى العهد القديم منتظرين ذلك المولود من نسل المرأة الذى سيأتى ويسحق رأس الحية ويكون بكراً مولود من فتاة عذراء
(عوَلْما)، أى بحسب مفهومهم سيولد من عذراء تزوجت ثم أنجبت وليس من أرملة أو مطلقة عرفت رجلاً قبل ذلك.

لأنه من الطبيعى فى ضوء العادات والتقاليد أن الفتاة المخطوبة
(عوَلْما)مصيرها فى النهاية هو الزواج، فهل تخطب الفتاة لكى تظل مخطوبة دائماً؟ بالطبع لا تخطب الفتاة وتظل هكذا مخطوبة، بل حتماً تنتهى مرحلة الخطوبة بالزواج.

أما فى العهد الجديد عند ولادة السيد المسيح وبعد إتمام خلاص العالم بصلب السيد المسيح، كشف لنا الوحى الإلهى فى الأناجيل إعلان تلك الحقيقة وفك رموز سر التجسد الإلهى العظيم:

+
(تيموثاؤس الأولى 3: 16) عَظِيمٌ هُوَ سِرُّ التَّقْوَى: اللهُ ظَهَرَ فِي الْجَسَدِ

فقد تبين لنا أن مريم العذراء
(عوَلْما)كانت بالفعل مخطوبة، وظلت مخطوبة بدون زواج ولم تعرف رجلاً قط، ولكنها حبلت بالسيد المسيح بدون زرع بشر وبدون أن تعرف رجلاً قط، لأن الروح القدس حل عليها وقوة العلي ظللتها فكان القدوس المولود منها هو إبن الله، فإنطبق عليها لقب العذراء البتول
(بارثينوس).

وهكذا جمعت العذراء بطريقة معجزية بين الكلمة العبرية العذراء المخطوبة
(عوَلْما)، والكلمة اليونانية العذراء البتول
(بارثينوس)!!! فكانت العذراء البتول المخطوبة.

والنقطة الهامة فى هذا الموضوع هو من ستحبل به هذه العذراء وتلده، إنه “عمانوئيل” أى “الله معنا” أى أن الذى ستحبل به العذراء هو “إيل الله” الذى إتحد بالناسوت داخل أحشائها، إنها ستلد الإله المتجسد، الله الظاهر فى الجسد، ستلد الناسوت المتحد باللاهوت “الذى فيه يحل كل ملء اللاهوت جسدياً” ولذلك كان لابد أن تكون عذراء وتظل عذراء لأنها لم تلد مجرد مخلوق بل ولدت الإله المتجسد الذى حل فى أحشائها تسعة أشهر وإتخذ جسداً داخل احشائها (عبرانيين 10: 5)، وتغذى على غذائها فكان لابد أن تحبل وهى عذراء وتظل عذراء وتلد وتظل عذراء، فالمولود هو الخالق ذاته.

هل تبحث عن  تفسير الكتاب المقدس تفاسير أخرى عهد قديم سفر اللاويين ترجوم نيوفيتى لسفر اللاويين 07

ولقد لقب أباء الكنيسة القديسة مريم بالعذراء
(بارثينوس)والدائمة البتولية
(إيبارثينوس).

 


لقب العذراء فى الإنجيل:

كما سبق وأوضحنا أن العذراء جمعت بطريقة معجزية بين الكلمة العبرية العذراء المخطوبة
(عوَلْما)، وهى قبل ولادة يسوع بصفتها خطيبة يوسف النجار، والكلمة اليونانية العذراء البتول
(بارثينوس)! وهى بعد ولادة يسوع وصارت والدة الإله أم يسوع وأم ربى.


1- لقب العذراء قبل ولادة يسوع (خطيبة يوسف النجار)

يكشف إنجيل متى قبل ولادة يسوع أن يوسف النجار ومريم العذراء كانا خطيبان، فهما زوجان وفق العادات اليهودية القديمة تم عقد زواجهما في وقت سابق ولم تنتقل مريم بعد إلى بيت يوسف، وهذا ما تعنيه كلمة الملاك المشجّعة ليوسف القلِق بشأن حبلها: “لا تَخَفْ أن تأخذ مريم إمرأتك”، أى لا تبطئ وتتردد بنقلها إلى بيتك “لأن الذي حُبِل به فيها هو من الروح القدس” (متى 1: 20).

وهكذا كان لقب العذراء قبل ولادة يسوع أنها إمرأة يوسف النجار

+
(لوقا 1: 27) عَذْرَاءَ مَخْطُوبَةٍ لِرَجُلٍ مِنْ بَيْتِ دَاوُدَ اسْمُهُ يُوسُفُ. وَاسْمُ الْعَذْرَاءِ مَرْيَمُ.

+
(لوقا 2: 5) لِيُكْتَتَبَ مَعَ مَرْيَمَ امْرَأَتِهِ الْمَخْطُوبَةِ وَهِيَ حُبْلَى.

+
(متى 1: 16) وَيَعْقُوبُ وَلَدَ يُوسُفَ رَجُلَ مَرْيَمَ الَّتِي وُلِدَ مِنْهَا يَسُوعُ الَّذِي يُدْعَى الْمَسِيحَ.

+
(متى 1: 19) فَيُوسُفُ رَجُلُهَا إِذْ كَانَ بَارّاً وَلَمْ يَشَأْ أَنْ يُشْهِرَهَا أَرَادَ تَخْلِيَتَهَا سِرّاً.

+
(متى 1: 20) يَا يُوسُفُ ابْنَ دَاوُدَ لاَ تَخَفْ أَنْ تَأْخُذَ مَرْيَمَ امْرَأَتَكَ

+
(متى 1: 24) فَلَمَّا اسْتَيْقَظَ يُوسُفُ مِنَ النَّوْمِ فَعَلَ كَمَا أَمَرَهُ مَلاَكُ الرَّبِّ وَأَخَذَ امْرَأَتَهُ.

وقد يتساءل البعض عما إذا كان قد وجد بين القديسة مريم والقديس يوسف علاقة جسدية، بعد إتمام الخطوبة ومراسم الزواج. العذراء بنفسها أجابت للملاك “كيف يكون لي هذا وأنا لا أعرف رجلا” (لوقا 1: 34)، وقد قال أوغسطينوس في تعليقه على سؤال القديسة مريم للملاك: بالتأكيد ما كانت تنطق بهذا ويوجد نذر مسبق بأن تقدم بتوليتها لله، وقد وضعت في قلبها أن تحققه.


2- لقب العذراء أثناء الحبل بيسوع (أم ربى “والدة الإله”)

تم الحبل الإلهى بالسيد المسيح منذ اللحظة التى قالت فيها العذراء للملاك ليكن لى كقولك، وبمجرد إعلان موافقتها، حينئذ تجسد الله الكلمة فى بطنها، ومضى من عندها الملاك.
ونظراً لأن الله يقدِّس الحريّة الإنسانيّة، فيرى اللاهوتيون أنه فى اللحظة التي قدَّمت مريم الطاعة لله والخضوع له تم التجسُّد، إذ لم يكن ممكناً أن يتم التجسّد بغير إرادتها ورغماً عنها.

+
(لوقا 1: 36-38) 36وَهُوَذَا أَلِيصَابَاتُ نَسِيبَتُكِ هِيَ أَيْضاً حُبْلَى بِابْنٍ فِي شَيْخُوخَتِهَا وَهَذَا هُوَ الشَّهْرُ السَّادِسُ لِتِلْكَ الْمَدْعُوَّةِ عَاقِراً. 37لأَنَّهُ لَيْسَ شَيْءٌ غَيْرَ مُمْكِنٍ لَدَى اللهِ». 38فَقَالَتْ مَرْيَمُ: «هُوَذَا أَنَا أَمَةُ الرَّبِّ. لِيَكُنْ لِي كَقَوْلِكَ». فَمَضَى مِنْ عِنْدِهَا الْمَلاَكُ.

نستدل على أن التجسد الإلهى تم فى اللحظة التى قالت فيها العذراء للملاك ليكن لى كقولك، أن أليصابات كانت حبلى فى الشهر السادس، و
لما ذهبت العذراء فى تلك الأيام لزيارة أليصابات نسيبتها فى يهوذا ودخلت بيت زكريا وسلمت على أليصابات. فلما سمعت أليصابات سلام مريم ارتكض الجنين في بطنها وامتلأت من الروح القدس وصرخت بصوت عظيم وقالت: «مباركة أنت في النساء ومباركة هي ثمرة بطنك! فمن أين لي هذا أن تأتي أم ربي إلي؟

+
(لوقا 1: 39-43) 39فَقَامَتْ مَرْيَمُ فِي تِلْكَ الأَيَّامِ وَذَهَبَتْ بِسُرْعَةٍ إِلَى الْجِبَالِ إِلَى مَدِينَةِ يَهُوذَا. 40وَدَخَلَتْ بَيْتَ زَكَرِيَّا وَسَلَّمَتْ عَلَى أَلِيصَابَاتَ. 41فَلَمَّا سَمِعَتْ أَلِيصَابَاتُ سَلاَمَ مَرْيَمَ ارْتَكَضَ الْجَنِينُ فِي بَطْنِهَا وَامْتَلَأَتْ أَلِيصَابَاتُ مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ. 42وَصَرَخَتْ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ وَقَالَتْ: «مُبَارَكَةٌ أَنْتِ فِي النِّسَاءِ وَمُبَارَكَةٌ هِيَ ثَمَرَةُ بَطْنِكِ! 43
فَمِنْ أَيْنَ لِي هَذَا أَنْ تَأْتِيَ أُمُّ رَبِّي إِلَيَّ
؟

وكا سبق القول أن أيصابات كانت حبلى فى الشهر السادس، ولما زارتها مريم مكثت عندها نحو ثلاثة شهور ثم ولدت أليصابات فى شهرها التاسع يوحنا المعمدان:

+
(لوقا 1: 56-57) 56فَمَكَثَتْ مَرْيَمُ عِنْدَهَا نَحْوَ ثَلاَثَةِ أَشْهُرٍ ثُمَّ رَجَعَتْ إِلَى بَيْتِهَا. 57وَأَمَّا أَلِيصَابَاتُ فَتَمَّ زَمَانُهَا لِتَلِدَ فَوَلَدَتِ ابْناً.

وهذا يدعم القول أن التجسد الإلهى تم فى اللحظة التى قالت فيها العذراء للملاك ليكن لى كقولك.


3- لقب العذراء بعد ولادة يسوع (أم يسوع “والدة الإله”):

لقد نفى
متى البشير بأسلوب رائع إمكانية قيام أية علاقة جسدية بين يوسف ومريم خارج نطاق الدور الذي أُوكل إليه من قبل الله أن يتممه، وهو أن يعطي يوسف الأبوة الشرعيةً باتخاذه يسوع إبنا له ويحافظ على “الصبي وأمه”. وبعد ولادة يسوع نلاحظ أن متى لا يعود يربط بين يوسف ومريم، فلا يطلق على يوسف زوج مريم، ولا على مريم إمرأة يوسف، إنما أُبرز حصراً دوره الجديد فى رعاية الصبى وأمة. وأطلق على السيدة العذراء “أم الصبى”:

+
(متى 2: 11) وَأَتَوْا إِلَى الْبَيْتِ وَرَأَوُا الصَّبِيَّ مَعَ مَرْيَمَ أُمِّهِ فَخَرُّوا وَسَجَدُوا لَهُ

+
(متى 2: 13) قُمْ وَخُذِ الصَّبِيَّ وَأُمَّهُ وَاهْرُبْ إِلَى مِصْرَ

+
(متى 2: 14) فَقَامَ وَأَخَذَ الصَّبِيَّ وَأُمَّهُ لَيْلاً وَانْصَرَفَ إِلَى مِصْرَ

+
(متى 2:
20)
قُمْ وَخُذِ الصَّبِيَّ وَأُمَّهُ وَاذْهَبْ إِلَى أَرْضِ إِسْرَائِيلَ

+
(متى 2: 21) فَقَامَ وَأَخَذَ الصَّبِيَّ وَأُمَّهُ وَجَاءَ إِلَى أَرْضِ إِسْرَائِيلَ.

+
(يوحنا 2: 3) وَلَمَّا فَرَغَتِ الْخَمْرُ قَالَتْ أُمُّ يَسُوعَ لَهُ: «لَيْسَ لَهُمْ خَمْرٌ».

+
(يوحنا 19: 25) وَكَانَتْ وَاقِفَاتٍ عِنْدَ صَلِيبِ يَسُوعَ أُمُّهُ وَأُخْتُ أُمِّهِ مَرْيَمُ زَوْجَةُ كِلُوبَا وَمَرْيَمُ الْمَجْدَلِيَّةُ.

+
(أعمال الرسل 1: 14) هَؤُلاَءِ كُلُّهُمْ كَانُوا يُواظِبُونَ بِنَفْسٍ وَاحِدَةٍ عَلَى الصَّلاَةِ وَالطِّلْبَةِ مَعَ النِّسَاءِ وَمَرْيَمَ أُمِّ يَسُوعَ وَمَعَ إِخْوَتِهِ.

 

وهكذا أعطى متى البشير صورة أخرى عن هذه بتولية مريم العذراء، فقد كان الملاك يقول ليوسف النجار
“قم وخذ الصبى وأمه” (وليس قم وخذ الصبى وزوجتك)، مما يدل ويؤكد انه لم يصبح زوجاً فعلياً لها بعد ميلاد يسوع، ولم يكن له أى صله زواجية بها وإلا لكان قال له “خذ الصبى وزوجتك” وليس “الصبى وأمه”. ولكن قول الملاك هذا وتأكيد متى الإنجيلى يؤكدان أن مهمة يوسف كخطيب وزوج قد نجحت فى حماية العذراء من إتهامها بالزنا وكانت مهمة شرعية وظاهرية أمام الناس ولإخفاء سر التجسد والفداء عن الشيطان.

ولذلك كان فى الظاهر أمام بنى إسرائيل أن يسوع هو إبن يوسف، وكان يوسف فى الظاهر أمام الناس هو أبيه بالإضافة إلى حرفة النجارة ولذلك قيل عن (يسوع) على ما كان يظن إبن يوسف”، ويسوع إبن يوسف الذى من الناصرة، وأليس هذا هو يسوع ابن يوسف الذى نحن عارفون بأبية وأمه”، وأليس هذا إبن النجار.

ولقد إستشهد متى بما جاء فى سفر أشعياء النبى عن بتولية مريم الدائمة:

“هوذا العذراء تحبل وتلد ابنا ويدعون اسمه عِمانوئيل الذي تفسيره الله معنا”:

+
(متى 1: 23) «هُوَذَا الْعَذْرَاءُ تَحْبَلُ وَتَلِدُ ابْناً وَيَدْعُونَ اسْمَهُ عِمَّانُوئِيلَ» (الَّذِي تَفْسِيرُهُ: اَللَّهُ مَعَنَا).

+
(أشعياء 7: 14) وَلَكِنْ يُعْطِيكُمُ السَّيِّدُ نَفْسُهُ آيَةً: هَا الْعَذْرَاءُ تَحْبَلُ وَتَلِدُ ابْناً وَتَدْعُو اسْمَهُ «عِمَّانُوئِيلَ».

قال أشعياء النبى العذراء تحديداً، وليس عذراء، وإذ به يوضح أن العذراء هو لقب مقصود بالتحديد لتلك التى ستلد عمانوئيل، فهى ليست عذراء لحين بل عذراء كل حين (العذراء). لأنه من الطبيعى أن أى فتاة بكر تتزوج كانت فى الأصل عذراء، وقد تكون متزوجة (ليست عذراء) ولا تحبل، ولكن أشعياء هنا أكد أن تلك العذراء آية السيد الرب ستحبل وتظل عذراء وتلد وتظل عذراء، لأن لقبها العذراء.

هل تبحث عن  الكتاب المقدس يسوعية كاثوليكية عهد قديم سفر الخروج 39

ولوحظ أن الاصل العبري في سفر إشعيا يُبرز معنى أن كلمة “العذراء” جاءت معرفة بحرفى الألف واللام، كصفة نوعية مستديمة ولقب دائم لأم عِمانوئيل، إذ عُرّفت ب “ال”: “هوذا العذراء” وليس “هوذا عذراء” للربط بين دوام البتولية وحقيقة التجسد.

ولقد كان فى إمكان أشعياء أن يقول: ها عذراء تحبل وتلد إبناً

ولكن هذه الآيه تنطبق على كل النساء العاديات ويمكن القول عنهنّ: “ها إنّ عذراء حبلت وولدت” وبذلك لن تبقى عذراء بسبب زوال بكارتها بمجرد الزواج والحمل.

أما هنا فإن القديسان متى وأشعياء يُصرّان على أنّ والدة السيد المسيح هي العذراء المقصودة بالنبؤة وحدها وقد ولدت السيد المسيح له المجد وظلّت عذراء.

وهكذا إتفق
أشعياء النبي ومتى الرسول على إطلاق لقب “العذراء” على مريم، ومع العلم بأنّ الطبيعة تنفي أن تكون الوالدة (الأم) عذراء. إلا أن وصف مريم بأنها “العذراء” يعني دوام بتوليتها وهذا اللقب خاص بها وحدها من دون نساء العالم من قبل ومن بعد والتأكيد على أنه حدث واحد وحيد حدث ولن يتكرر إلى الأبد.

وقيل فى قصة سمعان الشيخ الذى حمل السيد المسيح وهو طفل على زراعية وباركة (لوقا 2: 25-35)، أنه كان أحد الإثنين وسبعين شيخًا من اليهود الذي طلب منهم بطليموس إبن لاجيس الملقب بالغالب حوالي سنة 269 قبل الميلاد ترجمة التوراة من العبرية إلى اليونانيّة وإيداعها فى مكتبة الإسكندرية، والتي سُمِّيت بعد ذلك بالترجمة السبعينيّة.

وقيل أنه لما وصل إلى أية “هَا الْعَذْرَاءُ تَحْبَلُ وَتَلِدُ ابْناً وَتَدْعُو اسْمَهُ «عِمَّانُوئِيلَ»” (أشعياء 7: 14)، أنه أراد حذف أداة التعريف (أل) من كلمة (العذراء) لتصبح (عذراء) أو إستبدال كلمة العذراء بكلمة فتاة وهى تعنى عذراء أو إمرأة تخوفاً من سخرية الملك من ذلك، فظهر له ملاك الرب وأكّد له أن يكتب ما يقرأ (العذراء) وأنه لن يرى الموت حتى يعاين مولود هذه العذراء. وقد تم ذلك وعاش هذا البار نحو 300 سنة حتى ولد السسد المسيح. وكان قد كف بصره، وعند قدوم الطفل يسوع إلى الهيكل أتى بالروح إلى الهيكل وحمل الطفل يسوع على يديه وانفتح لسانه بالتسبيح، مشتهيًا أن ينطلق من هذا العالم بعد معاينته بالروح خلاص جميع الشعوب والأمم، ويقال أنه تنيح فى اليوم التالى مباشرة.


 


دلائل دوام بتولية مريم العذراء

مريم العذراء هي “أمّ وبتول معًا”. وهي، بحسب إيماننا المسيحي، “الدائمة البتوليّة”. ويؤكّد اللاهوت والليترجيّا أنّ مريم هي بتول قبل الولادة وفي الولادة وبعد الولادة. أي إنّها حبلت بيسوع المسيح دون مباشرة رجل: تلك هي بتوليّة مريم قبل ولادتها ابنها يسوع؛ ثمّ إنّها ولدته وبقيت بتولاً: تلك هي البتولية في الولادة؛ وبعد أن ولدته لم يكن لها علاقة مع أيّ رجل: تلك هي البتوليّة بعد الولادة. إنّ ما تكرز به المسيحيّة قد يبّدو مناقضاً للعقل. ولكن ليس من أمر يستحيل على الله. فالذي في البدء وضع نواميس الحبل والولادة لدى البشر يغيّرها الآن في الحبل به وولادته، جامعًا في أمّه أروع مفخرتين تعتزّ بهما كلّ النساء: البتوليّة والأمومة.

إنّ المسيحيّة، بتأكيدها حبل مريم البتولي، تهدف أوّلاً إلى إعلان إيمانها بأنّ يسوع المسيح هو أوّلاً وآخرًا “ابن الله”. هذا ما يعنيه القول الأوّل من قانون الإيمان: “وتجسّد من الروح القدس”. أمّا القول الثاني “ومن مريم العذراء” فيؤكّد الدور الذي تحتلّه البشريّة في سرّ التجسّد. فذكر بتوليّة مريم في قانون الإيمان هو للإشارة إلى أنّ الدور الذي أدّته البشريّة في التجسّد هو قبول عطيّة الله وليس أكثر. فباسّم البشريّة قبلته مريم دعوة الله وقالت: “ها أنا ذا أمة الربّ، فليكن لي بحسب قولك” (لوقا 1: 38). فقانون الإيمان يؤكّد إذن أمرين: أوّلاً إنّ حياة المسيح على الأرض لم تستمدّ معينها إلاّ من الله وحده، وثانيًا إنّ مريم أسهمت في هذا الحدث بقبولها عطيّة الله.


(أولاً) بتولية مريم العذراء قبل الولادة:

أوضح الوحى الإلهى أن مريم كانت عذراء قبل ولادة السيد المسيح:

+
(متى 1: 18) أَمَّا وِلاَدَةُ يَسُوعَ الْمَسِيحِ فَكَانَتْ هَكَذَا: لَمَّا كَانَتْ مَرْيَمُ أُمُّهُ مَخْطُوبَةً لِيُوسُفَ قَبْلَ أَنْ يَجْتَمِعَا وُجِدَتْ حُبْلَى مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ

+
(لوقا 1: 26-28) 26وَفِي الشَّهْرِ السَّادِسِ أُرْسِلَ جِبْرَائِيلُ الْمَلاَكُ مِنَ اللهِ إِلَى مَدِينَةٍ مِنَ الْجَلِيلِ اسْمُهَا نَاصِرَةُ. 27إِلَى عَذْرَاءَ مَخْطُوبَةٍ لِرَجُلٍ مِنْ بَيْتِ دَاوُدَ اسْمُهُ يُوسُفُ. وَاسْمُ الْعَذْرَاءِ مَرْيَمُ.

+
(متى 1: 20) وَلَكِنْ فِيمَا هُوَ مُتَفَكِّرٌ فِي هَذِهِ الأُمُورِ إِذَا مَلاَكُ الرَّبِّ قَدْ ظَهَرَ لَهُ فِي حُلْمٍ قَائِلاً: «يَا يُوسُفُ ابْنَ دَاوُدَ لاَ تَخَفْ أَنْ تَأْخُذَ مَرْيَمَ امْرَأَتَكَ لأَنَّ الَّذِي حُبِلَ بِهِ فِيهَا هُوَ مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ.

وعندما قال الملاك لمريم العذراء: ها أنت ستحبلين وتلدين إبنا وتسمينه يسوع. فقالت مريم للملاك كيف يكون هذا وأنا لست أعرف رجلاً (أي أنا عذراء)”

+
(لوقا 1: 31-34) 31وَهَا أَنْتِ سَتَحْبَلِينَ وَتَلِدِينَ ابْناً وَتُسَمِّينَهُ يَسُوعَ. 32هَذَا يَكُونُ عَظِيماً وَابْنَ الْعَلِيِّ يُدْعَى وَيُعْطِيهِ الرَّبُّ الإِلَهُ كُرْسِيَّ دَاوُدَ أَبِيهِ. 33وَيَمْلِكُ عَلَى بَيْتِ يَعْقُوبَ إِلَى الأَبَدِ وَلاَ يَكُونُ لِمُلْكِهِ نِهَايَةٌ». 34فَقَالَتْ مَرْيَمُ لِلْمَلاَكِ: «كَيْفَ يَكُونُ هَذَا وَأَنَا لَسْتُ أَعْرِفُ رَجُلاً؟»


(ثانياً) بتولية مريم العذراء أثناء الولادة:

جاء فى الليترجيا البيزنطيّة: لقد تمّ اليوم عَجَب عظيم مُستغرَب: فإنّ بتولاً تلد وتبقى عذراء كما كانت. الكلمة يصير طفلاً ومن الآب لا ينفصل. الإله الكلّيّ الكمال يصير طفلاً والطفل يولد دون أن يزيل بتوليّة أمّه”.

وقال القدّيس إيرونيموس، وهو من أعاظم من كتب في الكتاب المقدّس:

“مريم هي أمّ وبتول: بتول قبل الولادة وبتول بعد الولادة. الدهشة تغمرني: كيف من هو بتول يولد من البتول؟ وكيف بعد ولادته تبقى أمّه بتولاً؟ أتريد أن تعرف كيف ولد من عذراء وبقيت أمّه عذراء بعد الولادة؟ عندما دخل يسوع على تلاميذه من بعد قيامته “كانت الأبواب مغلقة” (يو 20: 19). لا تعرف كيف حدث ذلك لكنّك تقول: هذه قدرة الله. وكذلك عندما تعلم أنّ يسوع وُلد من عذراء وبقيت أمّه عذراء بعد الولادة قل: هذا عمل قدرة الله”. لمّا خرج الطفل الإلهي من أحشاء أمّه لم ينتزع عنها صفاء مشاعرها البتوليّة، بل بالحريّ أضفى على قواها الحياتية مزيداً من الفخر والبهجة، وعلى معنى أمومتها مزيداً من الجلال والعظمة. لقد اجتمعت في مريم مشاعر البتوليّة ومشاعر الأمومة.

ويهتف القدّيس غريغوريوس أسقف نيصص:

“يا لَلْمعجزة الرائعة: العذراء تصير أمًّا وتبقى عذراء. لا البتوليّة حالت دون الولادة ولا الولادة أزالت البتوليّة. ولقد كان من الملائم أنّ الذي صار إنساناً لينقذ البشريّة من الفساد، يستهلّ عمله بتلك التي ولدته فيحفظها من الفساد”. ثمّ يتابع قائلاً: “هذا ما سبق موسى فرآه في النار التي ألهبت العلّيقة دون أن تحرقها. فكما أنّ العلّيقة كانت ملتهبة لم تحترق، كذلك ولدت البتول النور دون أن يعتريها الفساد”.

فمن يقول أن مريم فقدت بتوليتها وغشاء بكارتها أثناء ولادة السيد المسيح، بدون أن يشعر هو يحد من الله غير المحود، فالله موجود فى كل مكان ولا يحده مكان والقادر على كل شىء فى إمكانه أن يخرج من رحم العذراء كما دخل دون أن يفض بكارتها، وأن يولد منها وتظل بتوليتها مختومة وهذا ما حدث فعلاً فكانت عذراء قبل الحبل وإستمرت عذراء بعد الحبل وظلت عذراء بعد الولادة. ومن ثم لقبتها الكنيسة “العذراء إلى الأبد” و “الدائمة البتولية”. وكان هذا الإيمان هو إيمان الكنيسة الأولى، إيمان الرسل وخلفائهم وكان إيماناً مبنياً على الكتاب المقدس المسلم مرة للكنيسة.

هل تبحث عن  الكتاب المقدس أخبار سارة عربية مشتركة عهد قديم سفر حزقيال 23

لقد كانت مريم العذراء بتولاً قبل أن تحمل بالسيد المسيح وأثناء الحمل بل وأثناء الولادة نفسها، وهنا أشار أشعياء النبى أن ولادة المسيح تمت بدون ألم، فقبل أن تأتى آلام الولادة للعذراء ولدت، ومن غير أن تتألم ولدت ذكراً.

+
(أشعياء 66: 7) قَبْلَ أَنْ يَأْخُذَهَا الطَّلْقُ وَلَدَتْ. قَبْلَ أَنْ يَأْتِيَ عَلَيْهَا الْمَخَاضُ وَلَدَتْ ذَكَراً.

وبولادة المسيح تحقق الفرح الذى تنبأ به أشعياء النبى لجميع الشعب

+
(أشعياء 66: 10) افْرَحُوا مَعَ أُورُشَلِيمَ وَابْتَهِجُوا مَعَهَا يَا جَمِيعَ مُحِبِّيهَا.

+
(لوقا 2: 10) فَقَالَ لَهُمُ الْمَلاَكُ: «لاَ تَخَافُوا. فَهَا أَنَا أُبَشِّرُكُمْ بِفَرَحٍ عَظِيمٍ يَكُونُ لِجَمِيعِ الشَّعْبِ:

وفى القرن الثانى ذكر القديس إيرنياؤس نبؤة (أشعياء 66: 6-8) حيث تنبأ عن عودة الشعب الى أورشليم بطريقة ملحوظة خلال آلام صهيون مفسراً ذلك أن النبؤة تشير إلى العذراء مريم التى ولدت إبناً ذكراً بطريقة فريدة بغير آلام المخاض أى لم تفقد بتوليتها إذ يقول النبى قبل ان يأخذها الطلق ولدت قبل أن يأتى عليها المخاض ولدت ذكراً، ويعلن القديس بأن النبى قد أعلن بهذا من المنظورات، أى ميلاد الطفل من العذراء بطريقة فريدة، وبهذا يؤكد القديس بتولية القديسة مريم العذراء.

والبرهان على أن العذراء كانت بتولاً أثناء الولادة هو نبؤة حزقيال النبى العظيم:

+
(حزقيال 44: 2) فَقَالَ لِيَ الرَّبُّ: [هَذَا الْبَابُ يَكُونُ مُغْلَقاً, لاَ يُفْتَحُ وَلاَ يَدْخُلُ مِنْهُ إِنْسَانٌ, لأَنَّ الرَّبَّ إِلَهَ إِسْرَائِيلَ دَخَلَ مِنْهُ فَيَكُونُ مُغْلَقاً.

وقال القديس جيروم: مع أن الباب كان مغلق، دخل يسوع إلى مريم، القبر الجديد المنحوت فى الصخر الذى لم يرقد فية من قبل ولا بعدة، هى من تنبأ سليمان الحكيم فى سفر النشيد عن بتوليتها الدائمة فهى مثل الجنة المغلقة والينبوع المختوم:

+
(نشيد الأنشاد 4: 12) أُخْتِي الْعَرُوسُ جَنَّةٌ مُغْلَقَةٌ عَيْنٌ مُقْفَلَةٌ يَنْبُوعٌ مَخْتُومٌ.

فكما خرج السيد المسيح من القبر عند قيامتة وهو مغلق، وكما دخل المسيح العلية على التلاميذ بعد قيامتة والأبواب مغلقة، وكما خرجت حواء من جنب آدم، وكما جرت المياه من الصخرة، وكما يمر النور من زجاجة مليئة بالماء وينفذ إلى الجهة الأخرة دون أن يثقب الزجاجة وبدون أن يسيل الماء من الزجاجة، هكذا تمت ولادة المسيح الذى خرج من رحم العذراء مريم دون أن تفقد بكارتها وظلت عذراء.


(ثالثاً) بتولية مريم العذراء بعد الولادة:

1- من ينكر بتولية مريم العذراء بعد ولادة السيد المسيح، هو بالتالى ينكر نبؤة حزقيال النبى بدوام بتولية السيدة مريم العذراء، فالرب الذى دخل من رحم العذراء، وظل مغلقا لا يدخله ابن آخر لها، وحسب نص النبؤة فإن الرئيس الرئيس (تكررت مرتين للتأكيد) وحده (المسيح)، هو يجلس فى أحشاء العذراء ليأكل في محضر الله. فيدخل من مدخله ويخرج من نفس الطريق (رحم العذراء) والباب يكون مغلق لا يدخل ولا يخرج منه إنسان لأن المسيح وحدة هو الذى دخل فيه فيكون مغلقاً.

+
(حزقيال 44: 1-3) “ثُمَّ أَرْجَعَنِي إِلَى طَرِيقِ بَابِ الْمَقْدِسِ الْخَارِجِيِّ الْمُتَّجِهِ لِلْمَشْرِقِ وَهُوَ مُغْلَقٌ. 2فَقَالَ لِيَ الرَّبُّ: [هَذَا الْبَابُ يَكُونُ مُغْلَقاً, لاَ يُفْتَحُ وَلاَ يَدْخُلُ مِنْهُ إِنْسَانٌ, لأَنَّ الرَّبَّ إِلَهَ إِسْرَائِيلَ دَخَلَ مِنْهُ فَيَكُونُ مُغْلَقاً. 3اَلرَّئِيسُ الرَّئِيسُ هُوَ يَجْلِسُ فِيهِ لِيَأْكُلَ خُبْزاً أَمَامَ الرَّبِّ. مِنْ طَرِيقِ رِوَاقِ الْبَابِ يَدْخُلُ, وَمِنْ طَرِيقِهِ يَخْرُجُ»

2- عند هروب يوسف ومريم إلى مصر كان يسوع آنذاك قد قارب على السنتين، وعند الرجوع من مصر كان يسوع قد قارب على سن الخمس سنوات، ولم يذكر إسم أى إبن لمريم غير يسوع فقط، وهذا ينفى القول بان يوسف قد عرف مريم وتزوجها وأنجب منها أولاد وبنات عد ولادة يسوع:

+
(متى 2: 14) فَقَامَ وَأَخَذَ الصَّبِيَّ وَأُمَّهُ لَيْلاً وَانْصَرَفَ إِلَى مِصْرَ

+
(متى 2: 20) قُمْ وَخُذِ الصَّبِيَّ وَأُمَّهُ وَاذْهَبْ إِلَى أَرْضِ إِسْرَائِيلَ لأَنَّهُ قَدْ مَاتَ الَّذِينَ كَانُوا يَطْلُبُونَ نَفْسَ الصَّبِيِّ». 21فَقَامَ وَأَخَذَ الصَّبِيَّ وَأُمَّهُ وَجَاءَ إِلَى أَرْضِ إِسْرَائِيلَ.

3- لم يذكر الإنجيل وجود أى إخوة للمسيح حتى بلوغه 12 سنة من عمرة، أى أنه على الرغم من مكث العذراء فى بيت يوسف النجار 12 سنة، ولكن لم تنجب منه أبناء، وهذا ينفى القول بان يوسف قد عرف مريم وتزوجها وأنجب منها بعد ولادة يسوع:

+
(لوقا 2: 42-43) 42وَلَمَّا كَانَتْ لَهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ سَنَةً صَعِدُوا إِلَى أُورُشَلِيمَ كَعَادَةِ الْعِيدِ. 43وَبَعْدَمَا أَكْمَلُوا الأَيَّامَ بَقِيَ عِنْدَ رُجُوعِهِمَا الصَّبِيُّ يَسُوعُ فِي أُورُشَلِيمَ وَيُوسُفُ وَأُمُّهُ لَمْ يَعْلَمَا.

4- لم يذكر الإنجيل هؤلاء الإخوة والأقارب إلا عندما ذهب المسيح المسيح لوطنة فى بلدة الناصرة.

5- إخوة الرب هم أبناء مريم زوجة كلوبا وهى الأخت الصغيرة للسيدة مريم العذراء وكانت واقفة عند الصليب مع مريم العذراء، وبالتالى كانت أمهم على قيد الحياة وليس صحيح أنهم أولاد يوسف من زواج سابق من زوجتة المتوفية أو حتى من مريم العذراء:

+
(يوحنا 19: 25) “وَكَانَتْ وَاقِفَاتٍ عِنْدَ صَلِيبِ يَسُوعَ، أُمُّهُ، وَأُخْتُ أُمِّهِ مَرْيَمُ زَوْجَةُ كِلُوبَا، وَمَرْيَمُ الْمَجْدَلِيَّةُ”.

6- من المرجح أن جملة أَلَيْسَتْ أُمُّهُ تُدْعَى مَرْيَمَ” الواردة فى (متى 13: 55)، (مرقس 6: 3) يقصد بها مريم خالتة أخت أمة مريم العذراء وبالتالى فإن أبنائها بالتبعية هم يَعْقُوبَ وَيُوسِي وَسِمْعَانَ وَيَهُوذَا، لأن الخالة والعمة فى التقليد اليهودى هى أم أيضاً.

7- من غير المعقول أن يكون لمريم العذراء كل هذا العدد من الأولاد والبنات ثم يعهد بها السيد المسيح وهو على الصليب إلى يوحنا الحبيب (يوحنا 19: 25-27)، فلاشك أن أولادها كانوا أولى بها لو كان لها اولاد!! وهى أمهم بالفعل. وقد يقول البعض معترضاً أن إخوتة لم يكونوا قد أمنوا به بعد، ولكن نرد ونقول ما علاقة هذا بذاك، فمن حيث المبدأ المقصود بإخوتة هنا هم أقرباؤة، وحتى على إفتراض زعم المعترض أنهم إخوة يسوع فعلا وأشقاؤة (حاشاً) ولم يؤمنوا به، فهل أيضا لم يؤمنوا بأمهم؟ حتى يتركوها تعيش فى منزل رجل غريب حتى وإن كان هو التلميذ الذى يحبه يسوع، هل أيضاً لم يؤمنوا بقول الله “أكرم أباك وأمك”؟ ويكسروا وصية الرب بإكرام الآب والأم، هل كان سيقبل هؤلاء الرجال الأربعة وبناتها هذا العار فى نظر الآخرين؟ بتركهم أمهم تسكن فى بيت رجل آخر!!:

8- كان يوسف خطيب مريم نجار يعمل فى مهنة النجارة: أَلَيْسَ هَذَا ابْنَ النَّجَّارِ؟ (متى 13: 55)، وجاء عن السيد المسيح أيضاً أنه كان نجار: أَلَيْسَ هَذَا هُوَ النَّجَّارَ ابْنَ مَرْيَمَ (مرقس 6: 3)، ويذكر التقليد أن يوسف مات وكان عمر السيد المسيح يتراوح ما بين (16-19) سنة، ولا شك أن يوسف النجار علم السيد المسيح تلك المهنة ليتكسب منها قوت يومة وينفق على العذراء أمة لتغطية إحتياجات الحياة بعد ذلك، وتنفيذاً للوصية الإلهية “بِعَرَقِ وَجْهِكَ تَاكُلُ خُبْزا”، وبالتالى لاشك أيضاً أن يسوع وأمة كانا يسكنان فى منزل يوسف النجار وبة مكان العمل الذى يحتوى على أدوات النجارة، وهذا دليل ضمنى على أن العذراء لم تتزوج بشخص آخر بعد وفاة يوسف بل لم تفارق منزل يوسف النجار.

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي