ملحق


دفاع القمص متى المسكين عن قصة الزانية

 

كلام القمص متى المسكين فى شرحه لإنجيل يوحنا حول قصة المرأة الزانية فى انجيل يوحنا الإصحاح الثامن


[1]

:

 

“يفتتح ق. يوحنا الإصحاح الثامن بحادثة المرأة الزانية التى أُمسكت وهى تخطىء،و يبدو أن القصة فى ظاهرها لا تتمشى مع سياق احاديث المسيح فى الهيكل، ويعترض العلماء على وضع هذه القصة هنا فى هذا الموقع من إنجيل يوحنا، كما يعترض البعض الآخر على خروج هذه القصة – من حيث صياغة الكلمات اليونانية والظروف المحيطة بالحديث – عن أسلوب ق. يوحنا، وخاصة لورود إسم “الكتبة” مع الفريسيين، وهو لقب لم يستخدمه ق. يوحنا فى إنجيله قط، وكذلك ورود “جبل الزيتون” وذكر الرب انه كان يعلم وهو جالس… إلخ.

 

و لقد انقسم الآباء الأوائل ما بين مؤكد لصحة الرواية ولورودها فى مكانها الصحيح أمثال: القديسيين “جيروم” و”أغسطين” و”امبروسيوس” وكثير من آباء الكنيسة الغربية، على أساس ورود القصة بوضعها فى نسخة الفولجاتا، وهى النسخة اللاتينية التى تقول انها وُجدت فى كثير من المخطوطات اليونانية وأنها تُقرأ فى عيد القديسة بيلاجية فى 8 أكتوبر من كل عام.

 

و يكشف هؤلاء الآباء عن سبب غياب هذه القصة فى المخطوطات الاخرى، وهو خوف الآباء الأوائل من إستخدام هذه القصة كمشجع للإنحلال الخُلقى مما حدا بهم إلى حذفها من نُسخ بعض المخطوطات (أغسطين، ضد بيلاجيوس، 2: 17).

 

و قد وُجدت هذه القصة فى المخطوطات الأكثر قدما وهى النسخة الممفيسية
Memphitic Version
والنسخة الحبشية والنسخ الارمينية. ويقرر العالم جرايزباخ
Greisbach
أنه وجدها بحالها فى مائة مخطوطة، ويعود العالم ألفورد
Alford
ويقول إنه وجدها فى ثلثمائة مخطوطة وخاصة النُسخ اللاتينية، وهى التى لجأ إليها فى الشرح كل من أمبروسيوس وأغسطين وجيروم.

 

و يُلاحظ الباحث أن الآباء الشرقيين كانوا هم الأكثر تحفظاً وامتناعا، بل وحضاً للإمتناع عن الخوض فى شرح هذه القصة أو الرجوع إليها او حتى ذكرها بالمرة، بل وقد لجأ البعض الى جحد صحة هذه القصة برمتها سواء بسبب اعتراضات خارجية فى القصة او اعتراضات جوهرية أخلاقية. والذين جحدوا هذه القصة أو صمتوا إزائها هم: أوريجانيوس ويوحنا ذهبى الفم وكبريانوس. ومعروف أن اوريجانيوس كان مُحارباً جنسيا الى الدرجة التى فيها خصى نفسه بنفسه، لذلك فإن حذفها من شرحه لإنجيل يوحنا له ما يبرره من ظروفه الخاصة. ويوحنا ذهبى الفم كان مضطهدا على مستوى اضطهاد المعمدان بسبب التعليق على خطية الزنا، لذلك فإن حذف هذه القصة من تفسيراته يتمشى مع ظروف حياته وخدمته أيضاً.

 

و لكن الذى يقطع بصحة هذه القصة وورودها بحالها فى الإنجيل هو ورودها فى كتاب تعاليم الرسل
Apost. Const. 2: 24
، وذلك فى سياق صحة وضرورة قبول عودة الخطاة التائبين الى الكنيسة، الأمر الذى كان بعض المتعصبين وضيقى العقل يعلمون ضد ذلك، مما كان يُمكن أن يؤدى الى تفكك الكنيسة كلها، وقد أورد كتاب “تعاليم الرسل” القصة بكلماتها.”

 


الخاتمة

بهذا نكون انتهينا من ردنا على هذه التى اسماها اصحابها انتقادات، بالحجة العلمية وبالمنطق العقلى، لا بانتقادات املائية او استهجائية،,,,

اذا واجهك اى سؤال او استصعب عليك امراً ما فلا تتردد بمراسلتى، وارحب بإنتقادات عقلاء المسلمين على الا تكون مثل هذا العبث الذى اُجبرنا على الرد عليه لأجل اخوتنا البُسطاء…

و مازالت الزانية تتحدى…و ستظل تتحدى!




[1]


شرح إنجيل يوحنا , الجزء الأول , القمص متى المسكين , إصدار دير ابو مقار , ص 509 – 510

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي