دفن المسيح ثلاثة أيام وثلاث ليالى


ما هى مدة دفن المسيح فى


القبر


؟

(متى 12
: 40)
لأَنَّهُ كَمَا كَانَ يُونَانُ فِي بَطْنِ الْحُوتِ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ وَثَلاَثَ لَيَال، هكَذَا يَكُونُ ابْنُ الإِنْسَانِ فِي قَلْب الأَرْضِ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ وَثَلاَثَ لَيَال
.

هل بقي السيد المسيح له كل المجد في القبر ثلاثة
أ
يام وثلاث ليالي
أى 72 ساعة؟

 

الرد:

من قال أن المسيح يجب أن يكون مدفوناً ثلاثة أيام كاملة (72 ساعة)؟ وما هو المصدر؟

المفهوم لدى الكثيرين خاطئ فقد صرح السيد المسيح أنه سوف يقوم أثناء اليوم الثالث

ولذلك الأمر المحتوم تماماً فى الكتاب المقدس بقول
السيد المسيح
نفسه
مرارا
ً
وتكرارا
ً
إنه سوف يقوم (
في اليوم الثالث)

جاء في إنجيل متي:

(متى 16: 21)
مِنْ ذَلِكَ الْوَقْتِ ابْتَدَأَ يَسُوعُ يُظْهِرُ لِتَلاَمِيذِهِ أَنَّهُ يَنْبَغِي أَنْ يَذْهَبَ إِلَى أُورُشَلِيمَ وَيَتَأَلَّمَ كَثِيراً مِنَ الشُّيُوخِ وَرُؤَسَاءِ الْكَهَنَةِ وَالْكَتَبَةِ وَيُقْتَلَ
وَفِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ يَقُومَ
.

(متى 17: 22-23)
وَفِيمَا هُمْ يَتَرَدَّدُونَ فِي الْجَلِيلِ قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «ابْنُ الإِنْسَانِ سَوْفَ يُسَلَّمُ إِلَى أَيْدِي النَّاسِ
،
فَيَقْتُلُونَهُ
وَفِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ يَقُومُ
».

جاء في إنجيل مرقس:

(مرقس 9: 31)
لأَنَّهُ كَانَ يُعَلِّمُ تَلاَمِيذَهُ وَيَقُولُ لَهُمْ إِنَّ ابْنَ الإِنْسَانِ يُسَلَّمُ إِلَى أَيْدِي النَّاسِ فَيَقْتُلُونَهُ وَبَعْدَ أَنْ يُقْتَلَ
يَقُومُ فِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ
.

جاء في إنجيل لوقا:

(لوقا 9: 22)
قَائِلاً: «إِنَّهُ يَنْبَغِي أَنَّ ابْنَ الإِنْسَانِ يَتَأَلَّمُ كَثِيراً وَيُرْفَضُ مِنَ الشُّيُوخِ وَرُؤَسَاءِ الْكَهَنَةِ وَالْكَتَبَةِ وَيُقْتَلُ
وَفِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ يَقُومُ
».

اذن فقد بقي السيد المسيح له المجد في باطن الارض ثلاثة أيام وفي اليوم الثالث قام من بين الاموات

الحقيقة واحده لا تعارض ولا تناقض فيها.

فإن قيامته له المجد في اليوم لثالث لا تنفي أنه ظل في باطن الارض ثلاثة ايام.

وهذا ينفي نفيا جازما احتساب الثلاثة أيام كاملة
أى إنها =
72
ساعة.

لأنه لو كان بقاء المخلص في باطن الارض ثلاثة أيام كاملة (72ساعة) لكانت قيامته تصير في
بداية
اليوم الرابع،
وليس فى
اليوم الثالث:

إذن فموت المسيح ووضعه في القبر كان في مدة:

الجمعة قبل الغروب (يوم)، وبعده في المساء (ليلة)

السبت كامل (يوم + ليلة)

الأحد فجراً (يوم)

أو بطريقة أخرى، المسيح بقى في القبر:

1-
جزء من الجمعة

2-
السبت كاملاً

3-
جزء من الأحد

إذا قلنا هذا، فالمسيح بقى في القبر ثلاثة أيام وليلتين، وليس ثلاث ليالي!

إذا قلنا هذا، فالمسيح بقى في القبر ثلاثة أيام وليلتين، وليس ثلاث ليالي!

إذن
أين الليلة الثالثة؟!

1-
الكتاب لم يقل
أن
يونان قضى في جوف الحوت ثلاثة أيام وثلاث ليال‏ (‏كاملة‏) (‏يونان‏1: 17).‏

2- آية يونان متعلقة بالحدث نفسة وليس بعدد الساعات، بمعنى أن السيد المسيح قصد من قوله لليهود أنه كما أن الحوت إبتلع يونان وخرج منع حيا بعد ثلاثة أيام وثلاث ليال، هكذا المسيح أيضا سوف يموت ويقوم فى اليوم الثالث.

واليهود قد فهموا ذلك بدليل

ذات مرة سألوا المسيح عن آية:

(يوحنا 2 : 18-22) 18فَسَأَلَهُ الْيَهُودُ: «أَيَّةَ آيَةٍ تُرِينَا حَتَّى تَفْعَلَ هَذَا؟» 19أَجَابَ يَسُوعُ: «انْقُضُوا هَذَا الْهَيْكَلَ وَفِي ثلاَثَةِ أَيَّامٍ أُقِيمُهُ». 20فَقَالَ الْيَهُودُ: «فِي سِتٍّ وَأَرْبَعِينَ سَنَةً بُنِيَ هَذَا الْهَيْكَلُ أَفَأَنْتَ فِي ثلاَثَةِ أَيَّامٍ تُقِيمُهُ؟» 21
وَأَمَّا هُوَ فَكَانَ يَقُولُ عَنْ هَيْكَلِ جَسَدِهِ. 22 فَلَمَّا قَامَ مِنَ الأَمْوَاتِ تَذَكَّرَ تلاَمِيذُهُ أَنَّهُ قَالَ هَذَا فَآمَنُوا بِالْكِتَابِ وَالْكلاَمِ الَّذِي قَالَهُ يَسُوعُ.

وهذا ما دفعهم إلى الذهاب لبيلاطس أن يختم القبر:

(متى 27 : 62-64) 62 وَفِي الْغَدِ الَّذِي بَعْدَ الاِسْتِعْدَادِ اجْتَمَعَ رُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ وَالْفَرِّيسِيُّونَ إِلَى بِيلاَطُسَ. 63قَائِلِينَ: «
يَا سَيِّدُ قَدْ تَذَكَّرْنَا أَنَّ ذَلِكَ الْمُضِلَّ قَالَ وَهُوَ حَيٌّ: إِنِّي بَعْدَ ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ أَقُومُ. 64 فَمُرْ بِضَبْطِ الْقَبْرِ إِلَى الْيَوْمِ الثَّالِثِ لِئَلَّا يَأْتِيَ تَلاَمِيذُهُ لَيْلاً وَيَسْرِقُوهُ وَيَقُولُوا لِلشَّعْبِ إِنَّهُ قَامَ مِنَ الأَمْوَاتِ فَتَكُونَ الضَّلاَلَةُ الأَخِيرَةُ أَشَرَّ مِنَ الأُولَى!»

 

ويقول المتنيح
الانبا غريغوريوس اسقف عام البحث العلمي والدراسات العليا اللاهوتية

لقد ذهب بعض المفسرين إلي احتساب مساء خميس العهد وهي ليلة الجمعة التي تألم فيها المسيح الفادي وعاني الحزن والاكتئاب, من بين الثلاثة الليالي ولأن فيها صنع العشاء الرباني, وأعطي تلاميذه سر المائدة الربانية.

 

وجاء في كتاب الدسقولية باللغة السريانية ما يفيد احتساب يوم الجمعة الذي صلب فيه المخلص حتي الساعة السادسة من النهار (الثانية عشرة ظهراٌ) يوما كاملاًَ, زمن الساعة التاسعة (الثالثة بعد الظهر) إذ اشرقت الشمس إلي مساء الجمعة (6مساء) يوماًَ ثانيا، ثم يوم السبت يوما ثالثا.

 

أما الليالي الثلاثة فيمكن أن تحتسب علي النحو الآتي:

1-
من الساعة السادسة (الثانية عشرة ظهرا) إلي التاسعة (الثالثة بعد الظهر) ليلة أولي

حيث (صارت ظلمة علي الارض كلها) (متي45: 27)، (مرقس33: 15)، (لوقا44: 23)

2-
من غروب الشمس مساء الجمعة إلي نهار السبت ليلة ثانية

3- من
مساء السبت حتي صباح الأحد باكرا ليلة ثالثة

وعلي هذا النحو يكون حساب الثلاثة أيام والثلاث ليالٍ.

 

لا تحسب مدة بقاء المخلص في باطن الارض 72 ساعة (علي اساس 3
x
24 = 72).

فهذا قول الجهلاء والبعيدين كل البعد عن النصوص وسياقها وماذا تقول هذا قول شخص لا يتكلم عن حدث وإنما يتكلم عن مسألة رياضية إذا سئل فيها ثلاثة ايام بالتدقيق كم ساعة تكون اما اللغة فتقول غير ذلك.

فلأن أي جزء من اليوم هو اليوم كله وهذه حقيقة مقررة في جميع اللغات. وذلك مرده إلي تداخل النهار في الليل والليل في النهار بحيث يصعب الفصل بينمها وتحديد الحد الفاصل بينهما. وعلي ذلك فقد يقول القائل (قابلت اليوم صديقي في المدينة، فاليوم هنا هو أي جزء من اليوم حتي لو كان ساعة واحدة. وكذلك اذا قال قائل منذ ثلاثة أيام حدث هذا الحادث أو ذلك، فلا نتطلب في حساب هذه الأيام الثلاثة أن تكون علي الدقة 72ساعة.

منذ لك ما ورد بالكتاب المقدس في مواضيع متفرقة:

جاء في سفر أخبار الأيام الثاني:

إن رحبعام الملك ابن الملك سليمان قال ليربعام ابن نباط وشعب بني اسرائيل (
فَقَالَ لَهُمُ: ارْجِعُوا إِلَيَّ
بَعْدَ ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ
. فَذَهَبَ الشَّعْبُ
)
(2اخبارالايام 5: 10)

ثم يقول في العدد الثاني عشر

(
فَجَاءَ يَرُبْعَامُ وَجَمِيعُ الشَّعْبِ إِلَى رَحُبْعَامَ فِي
الْيَوْمِ الثَّالِثِ
كَمَا أَمَرَ الْمَلِكُ: ارْجِعُوا إِلَيَّ فِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ
)

وهذا معناه أن عبارة
بعد ثلاثة ايام
فهمت لا علي أنها ثلاثة أيام كاملة أي72 ساعة وإنما في مدي ثلاثة أيام بحيث أن اليوم الثالث منها يقع في نظاق الثلاثة أيام.

جاء ايضا في سفر استير

أنها قالت لمردخاي (
اذْهَبِ اجْمَعْ جَمِيعَ الْيَهُودِ الْمَوْجُودِينَ فِي شُوشَنَ وَصُومُوا مِنْ جِهَتِي وَلاَ تَأْكُلُوا وَلاَ تَشْرَبُوا
ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ لَيْلاً وَنَهَاراً
. وَأَنَا أَيْضاً وَجَوَارِيَّ نَصُومُ كَذَلِكَ. وَهَكَذَا أَدْخُلُ إِلَى
)

ثم يقول في العدد الاول من الاصحاح
الخامس
(
وَفِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ
لَبِسَتْ أَسْتِيرُ ثِيَاباً مَلَكِيَّةً وَوَقَفَتْ فِي دَارِ بَيْتِ الْمَلِكِ الدَّاخِلِيَّةِ مُقَابَِلَ بَيْتِ الْمَلِكِ وَالْمَلِكُ جَالِسٌ عَلَى كُرْسِيِّ مُلْكِهِ فِي بَيْتِ الْمُلْكِ مُقَابَِلَ مَدْخَلِ الْبَيْتِ.

)
وإذن كان
اليوم الثالث
الذي دخلت فيه استير علي الملك أحشويروش من بينالأيام الثلاثة
التي صامت فيها وكل اليهود معها ولم تكون خارجها أو بعدها.

 

ولقد
تمت النبؤة تماما كما قالها السيد يسوع المسيح
:

(متى 12: 39–40)
39فَأَجابَ وَقَالَ لَهُمْ: «جِيلٌ شِرِّيرٌ وَفَاسِقٌ يَطْلُبُ آيَةً، وَلاَ تُعْطَى لَهُ آيَةٌ إِلاَّ آيَةَ يُونَانَ النَّبِيِّ. 40لأَنَّهُ كَمَا كَانَ يُونَانُ فِي بَطْنِ الْحُوتِ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ وَثَلاَثَ لَيَال، هكَذَا يَكُونُ ابْنُ الإِنْسَانِ فِي قَلْب الأَرْضِ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ وَثَلاَثَ لَيَال
.

(يونان 1: 17) وَأَمَّا الرَّبُّ فَأَعَدَّ حُوتاً عَظِيماً لِيَبْتَلِعَ يُونَانَ. فَكَانَ يُونَانُ فِي جَوْفِ الْحُوتِ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ وَثَلاَثَ لَيَالٍ.

هل تبحث عن  م الله مدخل إلى العقيدة المسيحية 06

 

ولاختلاف التوقيت اليهودي – العبري (الذي سجل به الانجيل احداثه) عن التوقيت الروماني الذي نتبعه الآن، فيجب على الدارس ان يفهم الفارق بينهما لكي يتم ترجمة الحساب بطريقة صحيحة، فسنحاول في هذه الدراسة الاجابة على هذه الاسئلة:

 

 (1) توقيتات اليهود في حساب بداية اليوم ونهايته، وكيف يحسب اليهود ثلاثة أيام وثلاث ليال

 (2) تعريف ما هو المقصود ب (السبت) في العرف اليهودي كيوم او كعيد (لتحديد اليوم التالي للصلب) حيث قيل انه كان سبتا عظيما.

(3) أسم اليوم الذي تم فيه الصلب (وسنستخدم الحسابات الفلكية).

(4) كيف سارت الاحداث في الاسبوع الأخير الذي تم فيه الصلب متزامنة مع عيد الفصح.

 

اولا: توقيتات اليهود في حساب بداية اليوم ونهايته.

 (1) بالنسبة لبدايات ونهايات الايام تحسب كالاتي: اليهود يتبعون التقويم القمري، ولكن بالنسبة لتحديد بداية اليوم فهو يبدأ من غروب الشمس، اي ان يوم السبت يبدأ من غروب الجمعة وينتهي بغروب السبت حيث يسمي بداية يوم الاحد وهكذا، وذلك لانه جاء في التوراة (وكان مساء وكان صباح يوما واحدا) (تكوين 1: 5) فاعتبروا بداية اليوم هو المساء. (راجع ايضا دائرة المعارف اليهودية)


http://jewishencyclopedia.com/view.jsp?artid=44&letter=C&search=day%20and%20night

وايضا هذا الرابط:


http://webexhibits.org/calendars/calendar-jewish.html#SECTION00410000000000000000

(2) بالنسبة لساعات النهار وترقيمها:

بالطبع فان ساعات النهار تختلف ايضا، بناء على اختلاف بداية اليوم، فكانوا يقسمون النهار الى اثنتي عشر (جزء) أو ساعة، بداية من شروق الشمس (السادسة صباحا)

فالساعة الثالثة من النهار عندهم تعادل التاسعة صباحا عندنا، والتاسعة مثلا عندهم تعادل الثالثة مساءاً بتوقيتنا الحالي (وللتسهيل يوجد 6 ساعات فرق عن نظامنا الحالي)، وذلك للتوضيح أن تسجيل الساعات وقت الصلب في الانجيل تم بالحساب اليهودي.

(3) السبت عند اليهود: وهنا ارجو الاهتمام والتركيز لانه يحدث خلطا كبيرا، فالسبت لدي اليهود ليس فقط
Saturday
، (ليس بالضرورة اليوم الواقع بين الجمعة والاحد)، السبت يطلق على يوم الراحة الاسبوعي، وايضا أيام الاعياد الدينية (وتسمى ايضا محفلا مقدسا)، بل يطلق ايضا على الاسابيع والسنين فتسمى (سبتا)، ولا يسمح لهم بالعمل خلال راحة السبت (
Sabbath
)، لذلك لا يجب ان نخلط بين يوم السبت في لغتنا العربية (وهي قريبة النطق من اللغة العبرية اليهودية) وبين السبت اليهودي (
Sabbath
)، ربما الترجمة الانجليزية تفيد في هذا الشأن لانها لا تترجم (السبت) الى (
Saturday
) حتى لايتم الخلط مع توقيتاتنا الحالية، وسنناقش هذه الجزئية بتفصيل اكثر لاحقا.

 

(4) مفهوم اليهود لمقولة ثلاثة أيام وثلاث ليال:

وهذه نقطة هامة يجب الالتفات اليها لكي نفهم قصد السيد المسيح من قوله (ثلاثة ايام وثلاث ليال) وكيف فهمها اليهود، فقد جرى العرف عند اليهود على اطلاق تسمية اليوم على اليوم الكامل او على الجزء منه، (راجع ايضا دائرة المعارف اليهودية، تعريف اليوم والليلة)


http://jewishencyclopedia.com/view.jsp?artid=167&letter=D

 

وهذه بعض الامثلة من الكتاب المقدس لتوضيح المعنى.

المثال الاول: في حوار قادة الشعب مع الملك يربعام، قال لهم الملك (فقال لهم ارجعوا اليّ بعد ثلاثة ايام.
فذهب الشعب) (2 أخبار 10: 5) ثم يقول الكتاب انهم رجعوا في اليوم الثالث وقابلهم الملك ولم يعترض على مدة الايام المحسوبة (فجاء يربعام وجميع الشعب الى رحبعام في اليوم الثالث كما تكلم الملك قائلا ارجعوا اليّ في اليوم الثالث) (2 أخبار 10: 12)

 

المثال الثاني: غلاما كان مريض منذ ثلاثة ايام، ولما قابله داود قيل انه لم يأكل خبزا ولا شرب ماء لمدة ثلاثة ايام وثلاث ليال، بالرغم من انه تناول طعامه في اليوم الثالث، وبدون الليلة الثالثة؟؟

 

(فصادفوا رجلا مصريا في الحقل فاخذوه الى داود واعطوه خبزا فاكل وسقوه ماء 12 واعطوه قرصا من التين وعنقودين من الزبيب فاكل ورجعت روحه اليه لانه لم ياكل خبزا ولا شرب ماء في ثلاثة ايام وثلاث ليال. 13 فقال له داود لمن انت ومن اين انت.
فقال انا غلام مصري عبد لرجل عماليقي وقد تركني سيدي لاني مرضت منذ ثلاثة ايام) (1 صموئيل 30: 11- 13)

 

المثال الثالث: عندما جاء اخوة يوسف لمقابلته بدون ان يعرفوا شخصيته، امر بحبسهم ثلاثة أيام ولكنه اطلقهم في اليوم الثالث، معتبرا جزءا من اليوم الثالث هو يوما كاملا (فجمعهم الى حبس ثلاثة ايام 18 ثم قال لهم يوسف في اليوم الثالث افعلوا هذا واحيوا.انا خائف الله.) (تكوين 42: 17 – 18)

 

المثال الرابع: استير طلبت من عمها مردخاي ان يصوم الشعب ثلاثة ايام وثلاث ليال قبل دخولها الى الملك لعرض طلبها، ولكنها دخلت في اليوم الثالث وبدون الليلة الثالثة؟؟

(فقالت استير ان يجاوب مردخاي 16 اذهب اجمع جميع اليهود الموجودين في شوشن وصوموا من جهتي ولا تأكلوا ولا تشربوا ثلاثة ايام ليلا ونهارا.
وانا ايضا وجواريّ نصوم كذلك وهكذا ادخل الى الملك خلاف السنّة.
فاذا هلكت هلكت. 17 فانصرف مردخاي وعمل حسب كل ما اوصته به استير 1 وفي اليوم الثالث لبست استير ثيابا ملكية ووقفت في دار بيت الملك الداخلية مقابل بيت الملك والملك جالس على كرسي ملكه في بيت الملك مقابل مدخل البيت) (استير 4: 16و 5: 1)

 

مما سبق يتضح ان اليهود كانوا لا يحسبون ثلاثة ايام وثلاثة ليال بمعنى 72 ساعة، ولكن بدون ليلة كاملة تكون المقولة صحيحة، وبجزء من اليوم تكون ايضا المقولة صحيحة.

 

ثانيا: تعريف ماهو “السبت
Sabbath
“حسب الفكر اليهودي.

كان اليهود يطلقون تسمية السبت (
Sabbath
) على ثلاثة حالات:

(1) يوم من ايام الاسابيع (وهو الذي يسبقه جمعه ويليه أحد)

(2) يوم عيد متميز يحدده يوم الشهر ولا يشترط فيه ان يكون سبتا (يسبقه الجمعة ويليه الأحد)، ولكن يطلق عليه سبتا (أو محفلا) لانها تعني ايضا عيدا في العرف اليهودي.

(3) يطلق على السنة السابعة سبتا، وكذلك تكرار سبعة من هذه الاحتفاليات (وهو العيد الذهبي في السنة الخمسين)

 

واليكم بعض الامثلة للتوضيح والشرح:

المثال الاول: هذا يوم لا يشترط ان يأتي سبتا يسبقه جمعه و
يليه
أحد ولكنه يسمى سبتا، بالمناسبة هذا هو اليوم الذي يعيده المسلمون باسم عاشوراء تقليدا لليهود

(لاويين 16: 29- 31) وَيَكُونُ لَكُمْ فَرِيضَةً دَهْرِيَّةً، أَنَّكُمْ فِي الشَّهْرِ السَّابعِ فِي عَاشِرِ الشَّهْرِ تُذَلِّلُونَ نُفُوسَكُمْ، وَكُلَّ عَمَل لاَ تَعْمَلُونَ: الْوَطَنِيُّ وَالْغَرِيبُ النَّازِلُ فِي وَسَطِكُمْ. 30لأَنَّهُ فِي هذَا الْيَوْمِ يُكَفِّرُ عَنْكُمْ لِتَطْهِيرِكُمْ. مِنْ جَمِيعِ خَطَايَاكُمْ أَمَامَ الرَّبِّ تَطْهُرُونَ. 31سَبْتُ عُطْلَةٍ هُوَ لَكُمْ، وَتُذَلِّلُونَ نُفُوسَكُمْ فَرِيضَةً دَهْرِيَّةً
.

(لاويين 23: 27 و32)
27«أَمَّا الْعَاشِرُ مِنْ هذَا الشَّهْرِ السَّابعِ، فَهُوَ يَوْمُ الْكَفَّارَةِ. مَحْفَلاً مُقَدَّسًا يَكُونُ لَكُمْ. تُذَلِّلُونَ نُفُوسَكُمْ وَتُقَرِّبُونَ وَقُودًا لِلرَّبِّ.. 32إِنَّهُ سَبْتُ عُطْلَةٍ لَكُمْ، فَتُذَلِّلُونَ نُفُوسَكُمْ. فِي تَاسِعِ الشَّهْرِ عِنْدَ الْمَسَاءِ. مِنَ الْمَسَاءِ إِلَى الْمَسَاءِ تَسْبِتُونَ سَبْتَكُمْ».

 

المثال الثاني: السنة السابعة من سنين زراعة الارض يطلق عليها سبتا

(لاويين 25: 3 – 4) 3سِتَّ سِنِينَ تَزْرَعُ حَقْلَكَ، وَسِتَّ سِنِينَ تَقْضِبُ كَرْمَكَ وَتَجْمَعُ غَلَّتَهُمَا. 4وَأَمَّا السَّنَةُ السَّابِعَةُ فَفِيهَا يَكُونُ لِلأَرْضِ سَبْتُ عُطْلَةٍ، سَبْتًا لِلرَّبِّ.)

 

المثال الثالث: سنة اليوبيل تسمى سبتا (السنة الخمسون)

(لاويين 25: 8) وَتَعُدُّ لَكَ سَبْعَةَ سُبُوتِ سِنِينَ. سَبْعَ سِنِينَ سَبْعَ مَرَّاتٍ. فَتَكُونُ لَكَ أَيَّامُ السَّبْعَةِ السُّبُوتِ السَّنَوِيَّةِ تِسْعًا وَأَرْبَعِينَ سَنَةً
.

 

ثالثا: اسم اليوم الذي مات فيه المسيح: وهذا هو سبب الخلط الرئيسي، فالبشائر الاربعة تحدد ذلك اليوم بانه كان استعداد لسبت عظيم (وهو عيد الفصح مهما كان وقوعه في الاسبوع وليس سبت الراحة الاسبوعي) فهذا الاسبوع كان به سبتان، وسنناقش ذلك بالتفصيل لاحقا، ولكن نقرأ الآن من الانجيل:

هل تبحث عن  شبهات الكتاب المقدس عهد قديم سفر أخبار الأيام الأول خمسة أسماء ويحسبهم ستة ة

(لوقا 23: 54 – 56)

59فَأَخَذَ يُوسُفُ الْجَسَدَ وَلَفَّهُ بِكَتَّانٍ نَقِيٍّ، 60وَوَضَعَهُ فِي قَبْرِهِ الْجَدِيدِ الَّذِي كَانَ قَدْ نَحَتَهُ فِي الصَّخْرَةِ، ثُمَّ دَحْرَجَ حَجَرًا كَبِيرًا عَلَى بَاب الْقَبْرِ وَمَضَى. 61وَكَانَتْ هُنَاكَ مَرْيَمُ الْمَجْدَلِيَّةُ وَمَرْيَمُ الأُخْرَى جَالِسَتَيْنِ تُجَاهَ الْقَبْرِ. 62وَفِي الْغَدِ الَّذِي بَعْدَ الاسْتِعْدَادِ اجْتَمَعَ رُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ وَالْفَرِّيسِيُّونَ إِلَى بِيلاَطُسَ 63قَائِلِينَ: «يَا سَيِّدُ، قَدْ تَذَكَّرْنَا أَنَّ ذلِكَ الْمُضِلَّ قَالَ وَهُوَ حَيٌّ: إِنِّي بَعْدَ ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ أَقُومُ. 64فَمُرْ بِضَبْطِ الْقَبْرِ إِلَى الْيَوْمِ الثَّالِثِ، لِئَلاَّ يَأْتِيَ تَلاَمِيذُهُ لَيْلاً وَيَسْرِقُوهُ، وَيَقُولُوا لِلشَّعْبِ: إِنَّهُ قَامَ مِنَ الأَمْوَاتِ، فَتَكُونَ الضَّلاَلَةُ الأَخِيرَةُ أَشَرَّ مِنَ الأُولَى!».) (متى 26: 59 – 64) وايضا (وكان 54وَكَانَ يَوْمُ الاسْتِعْدَادِ وَالسَّبْتُ يَلُوحُ. 55وَتَبِعَتْهُ نِسَاءٌ كُنَّ قَدْ أَتَيْنَ مَعَهُ مِنَ الْجَلِيلِ، وَنَظَرْنَ الْقَبْرَ وَكَيْفَ وُضِعَ جَسَدُهُ. 56فَرَجَعْنَ وَأَعْدَدْنَ حَنُوطًا وَأَطْيَابًا. وَفِي السَّبْتِ اسْتَرَحْنَ حَسَبَ الْوَصِيَّةِ.

(مرقس 15: 42- 43)

42وَلَمَّا كَانَ الْمَسَاءُ، إِذْ كَانَ الاسْتِعْدَادُ، أَيْ مَا قَبْلَ السَّبْتِ، 43جَاءَ يُوسُفُ الَّذِي مِنَ الرَّامَةِ، مُشِيرٌ شَرِيفٌ، وَكَانَ هُوَ أَيْضًا مُنْتَظِرًا مَلَكُوتَ اللهِ، فَتَجَاسَرَ وَدَخَلَ إِلَى بِيلاَطُسَ وَطَلَبَ جَسَدَ يَسُوعَ.

(يوحنا 19: 31)

31ثُمَّ إِذْ كَانَ اسْتِعْدَادٌ، فَلِكَيْ لاَ تَبْقَى الأَجْسَادُ عَلَى الصَّلِيبِ فِي السَّبْتِ، لأَنَّ يَوْمَ ذلِكَ السَّبْتِ كَانَ عَظِيمًا، سَأَلَ الْيَهُودُ بِيلاَطُسَ أَنْ تُكْسَرَ سِيقَانُهُمْ وَيُرْفَعُوا
.

 

نلاحظ هنا كلمة ان ذلك السبت كان (عظيما) او كان استعدادا للسبت، اي انه ليس سبتا مثل اي سبت عادي، بل هو سبت عظيم- بمعنى انه – من سبوت الاعياد وليس يوما عاديا
Saturday
وحسب هذا التفسير فان المسيح قد صلب قبل هذا ال
Sabbath
الهام والعظيم وغير العادي بالنسبة لليهود، فهل كان هذا اليوم هو (الجمعة)، هذا ماسوف نناقشه بالتفصيل لاحقا، ولكن من الواضح ان هذا السبت العظيم هو عيد الفصح الذي يحتفل به اليهود لمدة سبعة أيام كاملة (ويسمى بداية الاحتفال سبتا او محفلا) مهما كان اسم اليوم الاسبوعي.

 

رابعا: كيف سارت الاحداث التاريخية لصلب المسيح وقيامته حسب الكتاب المقدس

لكي نفهم احداث الاسبوع الذي أنتهى بالصلب، يجب أن نفهم كيف كان يحتفل اليهود بعيد الفصح، الذي يبدأ باليوم الذي أكل فيه المسيح الفصح مع التلاميذ وتم الصلب فيه أيضا.

جاء في (سفر اللاويين 23: 5 – 8) ما يلي:

5 فِي الشَّهْرِ الأَوَّلِ، فِي الرَّابعَ عَشَرَ مِنَ الشَّهْرِ، بَيْنَ الْعِشَاءَيْنِ فِصْحٌ لِلرَّبِّ. (6 وَفِي الْيَوْمِ الْخَامِسَ عَشَرَ مِنْ هذَا الشَّهْرِ عِيدُ الْفَطِيرِ لِلرَّبِّ. سَبْعَةَ أَيَّامٍ تَأْكُلُونَ فَطِيرًا. (7 فِي الْيَوْمِ الأَوَّلِ يَكُونُ لَكُمْ مَحْفَلٌ مُقَدَّسٌ. عَمَلاً مَا مِنَ الشُّغْلِ لاَ تَعْمَلُوا. (8 وَسَبْعَةَ أَيَّامٍ تُقَرِّبُونَ وَقُودًا لِلرَّبِّ. فِي الْيَوْمِ السَّابعِ يَكُونُ مَحْفَلٌ مُقَدَّسٌ. عَمَلاً مَا مِنَ الشُّغْلِ لاَ تَعْمَلُوا

 

ولمن لا يعرف نقول ان الفصح هو العيد اليهودي الذي يحتفل فيه الشعب من خروجهم من العبودية الى الحرية، ففي خروجهم من ارض مصر طلب منهم الرب ان يذبحوا خروفا (له مواصفات خاصة تشير إلى السيد المسيح) وطلب الرب منهم رش دم الخروف على الابواب (القائمتين والعتبة العليا) لكي يحمي هذا الدم بكر البيت الذي فيه من بطش الملائكة المهلكة (سفر الخروج 12) و(مز 78: 49 – 51)

ويتميز بعلامة الدم بيت المؤمن من غير المؤمن، فكان البيت غير المحمي بدم الخروف المسفوك يموت فيه الابن البكر، بينما ينجو الابن البكر الذي يحتمي بعلامة الدم إذ أن الرب نفسه يغطيه بحمايته وهذا هو تعبير كلمة (فصح)، ونلاحظ في الشاهد تطابق المطلوب في اليوم التالي للفصح (اليوم الاول لعيد الفطير الذي يبدأ في الخامس عشر) مع ماهو مطلوب في يوم السبت (عَمَلاً مَا مِنَ الشُّغْلِ لاَ تَعْمَلُوا) وأطلق علي اليوم (محفل مقدس) وهو ما يطلقه الكتاب ايضا على (سبت العيد) راجع تعريف يوم السبت مرة أخرى. وكان خروف الفصح يجب ان يحفظ أربعة أيام تحت الحفظ للفحص من العاشر الى الرابع عشر:

(خروج 12: 1- 6)

1
وَكَلَّمَ الرَّبُّ مُوسَى وَهَارُونَ فِي أَرْضِ مِصْرَ قَائِلاً: 2 «هذَا الشَّهْرُ يَكُونُ لَكُمْ رَأْسَ الشُّهُورِ. هُوَ لَكُمْ أَوَّلُ شُهُورِ السَّنَةِ. 3 كَلِّمَا كُلَّ جَمَاعَةِ إِسْرَائِيلَ قَائِلَيْنِ: فِي الْعَاشِرِ مِنْ هذَا الشَّهْرِ يَأْخُذُونَ لَهُمْ كُلُّ وَاحِدٍ شَاةً بِحَسَبِ بُيُوتِ الآبَاءِ، شَاةً لِلْبَيْتِ. 4 وَإِنْ كَانَ الْبَيْتُ صَغِيرًا عَنْ أَنْ يَكُونَ كُفْوًا لِشَاةٍ، يَأْخُذُ هُوَ وَجَارُهُ الْقَرِيبُ مِنْ بَيْتِهِ بِحَسَبِ عَدَدِ النُّفُوسِ. كُلُّ وَاحِدٍ عَلَى حَسَبِ أُكْلِهِ تَحْسِبُونَ لِلشَّاةِ. 5 تَكُونُ لَكُمْ شَاةً صَحِيحَةً ذَكَرًا ابْنَ سَنَةٍ، تَأْخُذُونَهُ مِنَ الْخِرْفَانِ أَوْ مِنَ الْمَوَاعِزِ. 6 وَيَكُونُ عِنْدَكُمْ تَحْتَ الْحِفْظِ إِلَى الْيَوْمِ الرَّابِعَ عَشَرَ مِنْ هذَا الشَّهْرِ. ثُمَّ يَذْبَحُهُ كُلُّ جُمْهُورِ جَمَاعَةِ إِسْرَائِيلَ فِي الْعَشِيَّةِ.

 

والآن لنطابق أحداث الاحتفال بالفصح اليهودي مع احداث أسبوع الصلب وقد حصلت كالآتي:

لم تكن ولادة السيد المسيح في مذود للبقر من قبيل الصدفة بل هو ترتيب الهي (فَوَلَدَتِ ابْنَهَا الْبِكْرَ وَقَمَّطَتْهُ وَأَضْجَعَتْهُ فِي الْمِذْوَدِ، إِذْ لَمْ يَكُنْ لَهُمَا مَوْضِعٌ فِي الْمَنْزِلِ.) (لوقا 2: 7)

 فقد اشار اليه يوحنا المعمدان بأنه (حَمَلُ اللهِ الَّذِي يَرْفَعُ خَطِيَّةَ الْعَالَمِ!) (يوحنا 1: 29 و36)

وقال عنه الوحي المقدس (لأَنَّ فِصْحَنَا أَيْضًا الْمَسِيحَ قَدْ ذُبحَ لأَجْلِنَا.) (1 كورنثوس 5: 7)

 

كان احتفال اليهود باكل خروف الفصح يتم بين العشائين، فكان مسموحا لهم بأكل خروف الفصح بين العشاء الاول (الذي اكله السيد المسيح مع تلاميذه)

وبين العشاء الثاني (الذي بسببه لم يدخل رؤساء الكهنة الى دار الولاية

(يوحنا 18: 28)
ثُمَّ جَاءُوا بِيَسُوعَ مِنْ عِنْدِ قَيَافَا إِلَى دَارِ الْوِلاَيَةِ، وَكَانَ صُبْحٌ. وَلَمْ يَدْخُلُوا هُمْ إِلَى دَارِ الْوِلاَيَةِ لِكَيْ لاَ يَتَنَجَّسُوا، فَيَأْكُلُونَ الْفِصْحَ.

 وكان اقصى وقت يستطيعون فيه ذبح الفصح هو الساعة التاسعة بالتوقيت اليهودي (الساعة الثالثة عصرا بتوقيتنا) وهو الوقت الذي أسلم فيه السيد المسيح الروح، فكان هو فصحنا كما قال الكتاب.

 

وهذا هو الايمان المسيحي. فإننا نحتمي بالدم الكريم الذي سفكه السيد المسيح على الصليب من الدينونة الالهية الرهيبة في يوم الدين. كم أعلن الوحي المقدس في كلمة الله

(روميه 3: 24 – 26 و5: 9)

مُتَبَرِّرِينَ مَجَّانًا بِنِعْمَتِهِ بِالْفِدَاءِ الَّذِي بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ، 25 الَّذِي قَدَّمَهُ اللهُ كَفَّارَةً بِالإِيمَانِ بِدَمِهِ، لإِظْهَارِ بِرِّهِ، مِنْ أَجْلِ الصَّفْحِ عَنِ الْخَطَايَا السَّالِفَةِ بِإِمْهَالِ اللهِ. 26 لإِظْهَارِ بِرِّهِ فِي الزَّمَانِ الْحَاضِرِ، لِيَكُونَ بَارًّا وَيُبَرِّرَ مَنْ هُوَ مِنَ الإِيمَانِ بِيَسُوعَ.. فَبِالأَوْلَى كَثِيرًا وَنَحْنُ مُتَبَرِّرُونَ الآنَ بِدَمِهِ نَخْلُصُ بِهِ مِنَ الْغَضَبِ!.

 

دخل السيد المسيح إلى بيت عنيا ستة أيام قبل الفصح

(يوحنا 12: 1 و2)
ثُمَّ قَبْلَ الْفِصْحِ بِسِتَّةِ أَيَّامٍ أَتَى يَسُوعُ إِلَى بَيْتِ عَنْيَا، حَيْثُ كَانَ لِعَازَرُ الْمَيْتُ الَّذِي أَقَامَهُ مِنَ الأَمْوَاتِ. 2 فَصَنَعُوا لَهُ هُنَاكَ عَشَاءً. وَكَانَتْ مَرْثَا تَخْدِمُ

 

وفي اليوم التالي دخل إلى أورشليم ودخل الهيكل وبدأ العد التنازلي لأربعة أيام خروف الفصح تحت الحفظ، ثم عاد فذكرهم بالصليب مرة أخرى قبل يومين من الفصح

 

(تَعْلَمُونَ أَنَّهُ بَعْدَ يَوْمَيْنِ يَكُونُ الْفِصْحُ، وَابْنُ الإِنْسَانِ يُسَلَّمُ لِيُصْلَبَ) (متى 26: 2)

ثم جاء يوم الفصح فأكله السيد المسيح مع تلاميذه.

(مرقس 14: 12) و(متى 26: 17) و(لوقا 22: 7) و(يوحنا 12: 1)

وَفِي الْيَوْمِ الأَوَّلِ مِنَ الْفَطِيرِ. حِينَ كَانُوا يَذْبَحُونَ الْفِصْحَ، قَالَ لَهُ تَلاَمِيذُهُ: «أَيْنَ تُرِيدُ أَنْ نَمْضِيَ وَنُعِدَّ لِتَأْكُلَ الْفِصْحَ؟».

 

الآن في زمن التكنولوجيا، أصبح من اليسير أن نعرف أن عيد الفصح في سنة صلب السيد يسوع المسيح (30 ميلادية) يوافق أي يوم، فكما قلنا أن عيد الفصح كان يتم الاحتفال به في الرابع عشر من الشهر اليهودي (القمري) بمعنى أن القمر كان كاملا (بدرا) في هذه الليلة، فما علينا إلا أن نعرف اسم اليوم الذي كان فيه القمر كاملا في سنة الصلب يمكنك الضغط على هذا الرابط، فقد قمت بإعداده لعرض متى يكون القمر كاملا (بدرا) في سنة 30 ميلادية لشهر ابريل (نيسان)، (اتفق معظم الباحثون على أن السيد المسيح ولد سنة 4 قبل الميلاد وصلب سنة 30 ميلادية).

هل تبحث عن  الكتاب المقدس تشكيل فاندايك وسميث عهد قديم سفر المزامير 35


http://www.obliquity.com/cgi-bin/easter.cgi?year=30

القمر كان كاملا (بدرا) يوم الأربعاء، الرابع من ابريل في سنة (30 ميلادية).

ولكن مهلا، هذا ليس يوم الفصح في ذلك العام، لقد اعتقدت مثلك انه اليوم الموافق 14 من الشهر الاول اليهودي الذي يؤكل فيه الفصح، ولكن عند دراسة موعد مولد هذا قمر هذا الشهر وبحسب نفس الموقع اضغط على هذا الرابط


http://www.obliquity.com/cgi-bin/lunar.cgi?Year=30&Month=3

أن مولد القمر لهذا الشهر في هذه السنة كان في يوم 22 مارس وفي تمام الساعة 5 و49 دقيقة مساء بتوقيت جرينتش، أي 7 و49 دقيقة بتوقيت أورشليم، وكان في زمن المسيح يتم حساب الشهر برؤية القمر بالعين المجردة، فلم يكن ممكنا أن يشاهد القمر قبل غروب الشمس (بداية اليوم اليهودي) بحسب طريقة اليهود في حساب بداية اليوم كما اتفقنا، ولهذا فالحساب الفلكي على الموقع يتم تعديله بترحيل يوما كاملا، فيكون يوم الفصح الفعلي لذلك العام هو الخميس الموافق الخامس من ابريل في سنة (30 ميلادية).

 

فيكون ما حدث هو الآتي:

اتفقنا أن اليوم اليهودي يبدأ بغروب الشمس، ويستمر اليوم اليهودي من غروب الشمس إلى اللحظة قبل بداية غروب الشمس التالي

(لازلت أؤكد على هذه النقطة مرارا وتكرارا، لان هذا قد يسبب خلطا لفهمنا، لان اليوم اليهودي ينقسم إلى جزئيين بالنوم ليلا، ويقع اليوم الواحد بين تسمية يومين بحسابنا)

ولذلك تسهيلا للحساب وحتى لا يتوه منّا القارئ سوف نحسب الأيام بالأرقام اليهودية، مع الأخذ في الاعتبار أن الحساب سوف يكون كما يلي:

14 من الشهر اليهودي (نيسان): يوم الفصح اليهودي (من غروب الخميس إلى غروب الجمعة)

15 من الشهر اليهودي (نيسان): أول أيام الفطير (محفل مقدس أو سبت مقدس) (من غروب الجمعة إلى غروب السبت)

16 من الشهر اليهودي (نيسان)
:
(من غروب السبت إلى غروب الأحد)

 

انظر إلى الأحداث كما ينظر إليها الشخص اليهودي:

غربت الشمس لتعلن بداية اليوم الرابع عشر (حسب التقويم اليهودي) مساءا بتناول عشاء الفصح فأكل السيد المسيح الفصح مع تلاميذه بين العشاءين كما سبق ذكره في (سفر اللاوين 23: 5)

راجع (متى 26: 17) و(مرقس 14: 12) و(لوقا 22: 7 – 8) و(يوحنا 13)

وبعد العشاء خرج السيد المسيح إلى البستان للصلاة حيث تم القبض عليه، ومحاكمته أمام السنهدريم، ثم في الصباح (لازال اليوم اليهودي الرابع عشر مستمرا) تمت محاكمته أمام هيرودس وبيلاطس وتم الحكم عليه بالصلب، وصلب بالفعل ومات قبل غروب الشمس بساعتين و
نصف
لتعلن انتهاء اليوم الرابع عشر

وفيه والاستعداد لاستقبال اليوم الخامس عشر في الشهر اليهودي، (الذي سيكون يوم محفلا أو سبتا عظيما) استمرار لعيد الفصح نفسه لسبعة أيام يأكلون الفطير، واستعدادا لهذا (السبت العظيم) تم إنزال جسد المسيح من على الصليب، (راجع اللاويين 23: 7) ودفن في قبر يوسف الرامي، ثم استراحت النساء يوم السبت المحفل، ثم ذهبن إلى القبر فجر الأحد.

 

كم يوم وكم ليلة قضاها في القبر؟؟

صلب المسيح ومات يوم 14 من الشهر الساعة التاسعة بالتوقيت اليهودي، (أي الساعة الثالثة ظهرا بتوقيتنا في لحظة تقديم الذبيحة الأخيرة للفصح في الهيكل)

(مرقس 15: 34 – 37) و(متى 27: 46 – 50) و(لوقا 23: 44 – 46)

ودفن قبل غروب شمس هذا اليوم وهو الجمعة اليهودي

هذا هو اليوم الأول (والذي يصادف من غروب الخميس إلى غروب الجمعة).

اليوم الثاني (والذي يصادف من غروب الجمعة إلى غروب السبت)، وهو السبت اليهودي 15 من الشهر جسد السيد المسيح في القبر.

اليوم الثالث (والذي يصادف من غروب السبت إلى غروب الأحد)

وهو الأحد اليهودي 16 من الشهر جسد السيد المسيح في القبر، والقيامة في فجر يوم الأحد إي في نفس اليوم الثالث كما تنبأ أيضا

وَفِي الْغَدِ الَّذِي بَعْدَ الاسْتِعْدَادِ اجْتَمَعَ رُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ وَالْفَرِّيسِيُّونَ إِلَى بِيلاَطُسَ قَائِلِينَ: «يَا سَيِّدُ، قَدْ تَذَكَّرْنَا أَنَّ ذلِكَ الْمُضِلَّ قَالَ وَهُوَ حَيٌّ: إِنِّي بَعْدَ ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ أَقُومُ. فَمُرْ بِضَبْطِ الْقَبْرِ إِلَى الْيَوْمِ الثَّالِثِ، لِئَلاَّ يَأْتِيَ تَلاَمِيذُهُ لَيْلاً وَيَسْرِقُوهُ، وَيَقُولُوا لِلشَّعْبِ: إِنَّهُ قَامَ مِنَ الأَمْوَاتِ، فَتَكُونَ الضَّلاَلَةُ الأَخِيرَةُ أَشَرَّ مِنَ الأُولَى!»

(متى 27: 62 – 64) و(متى 16: 21) و(متى 17: 23) و(مى 20: 19) و(مرقس 9: 31)

(مرقس 10: 34) و
(
لوقا 9: 22) و(لوقا 18: 33) و(لوقا 24: 7) و(لوقا 24: 21).

 

أما بالنسبة لحساب الليالي، فواضح أنهم ثلاث ليال، من الغروب إلى الشروق والقيامة كانت في الفجر بعد الليلة الثالثة.

 

أين يقع المعترض في خطأ حساب الأيام والليالي الثلاثة:

لا يمكن فصل نبؤه السيد المسيح عن الصلب والموت والقيامة بعضها عن بعض، هذا اسمه (محاولة تصيد أخطاء) فالسيد المسيح الذي تنبأ عن بقائه في بطن الأرض كما كان يونان في بطن الحوت (ثلاثة أيام وثلاث ليال) هو أيضا الذي تنبأ عن قيامته في اليوم الثالث

 

وإذا كانت هذه النبوات تتعارض أو تتناقض لكان اليهود هم أول من هبوا واتهموا المسيحيين بعدم تحقيق نبؤه المسيح الذي آمنوا به، وحيث أن اليهود هم الذين تلقوا النبوات، وهم المعنيين بفهمها وتفسيرها، فنجد أنهم قبلوا القول (ثلاثة أيام وثلاث ليال) على ان تحقيقها يتم في اليوم الثالث

راجع قول رؤساء الكهنة والفريسيين إلى بيلاطس

حيث طلبوا ضبط القبر (إلى اليوم الثالث) وليس إلى اليوم الرابع على سبيل المثال

وعلى هذا يجب حساب الأيام بطريقة اليهود، فيومهم يبدأ بغروب الشمس ويستمر إلى غروب الشمس، تسمية ساعات النهار لديهم تختلف عن تسمياتنا، إذا قال أحدا منهم قابلني بعد (ثلاثة أيام وثلاث ليال)، وذهبت لمقابلته في اليوم الثالث لن يعترض، فهكذا هو يفهم ويتعامل على أن اليوم تسمية تطلق على اليوم كله أو على جزء منه.

 

السيد المسيح القائم من الأموات ظهر للتلاميذ وشرح لهم مرة أخرى

(لوقا 24: 45 – 47)
حِينَئِذٍ فَتَحَ ذِهْنَهُمْ لِيَفْهَمُوا الْكُتُبَ. وَقَالَ لَهُمْ: «هكَذَا هُوَ مَكْتُوبٌ، وَهكَذَا كَانَ يَنْبَغِي أَنَّ الْمَسِيحَ يَتَأَلَّمُ وَيَقُومُ مِنَ الأَمْوَاتِ فِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ، وَأَنْ يُكْرَزَ بِاسْمِهِ بِالتَّوْبَةِ وَمَغْفِرَةِ الْخَطَايَا لِجَمِيعِ الأُمَمِ، مُبْتَدَأً مِنْ أُورُشَلِيمَ.

 

نعم السيد المسيح قال انه سوف يعطي آية يونان للشعب

(متى 12: 40)
لأَنَّهُ كَمَا كَانَ يُونَانُ فِي بَطْنِ الْحُوتِ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ وَثَلاَثَ لَيَال، هكَذَا يَكُونُ ابْنُ الإِنْسَانِ فِي قَلْب الأَرْضِ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ وَثَلاَثَ لَيَال

 

وقد خرج السيد المسيح من القبر حيا، وهو أيضا القائل قبل الصليب، انه في اليوم الثالث سيقوم

(متى 16: 21) و(متى 17: 23) ومتى 20: 19) و(مرقس 10: 34) و(لوقا 9: 22)

و(لوقا 18: 33)

ولا يمكن أن ينقض المكتوب (يوحنا 10: 35)

 

(1 كورنثوس 15: 1- 4)

وَأُعَرِّفُكُمْ أَيُّهَا الإِخْوَةُ بِالإِنْجِيلِ الَّذِي بَشَّرْتُكُمْ بِهِ، وَقَبِلْتُمُوهُ، وَتَقُومُونَ فِيهِ، وَبِهِ أَيْضًا تَخْلُصُونَ، إِنْ كُنْتُمْ تَذْكُرُونَ أَيُّ كَلاَمٍ بَشَّرْتُكُمْ بِهِ. إِلاَّ إِذَا كُنْتُمْ قَدْ آمَنْتُمْ عَبَثًا! فَإِنَّنِي سَلَّمْتُ إِلَيْكُمْ فِي الأَوَّلِ مَا قَبِلْتُهُ أَنَا أَيْضًا: أَنَّ الْمَسِيحَ مَاتَ مِنْ أَجْلِ خَطَايَانَا حَسَبَ الْكُتُبِ، وَأَنَّهُ دُفِنَ، وَأَنَّهُ قَامَ فِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ حَسَبَ الْكُتُبِ
.

 

المراجع

1-
         


موسوعة الانبا غريغوريوس الجزء السابع الاهوت العقيدي الجزء الثاني سري التجسد والفداء

The DIDASCALIA APOSTOLORUM IN ENGLISH, Translated from the syriac by M.D.GIBSON, M.R.A.S.,
London
1903, p,94,95

W.C.ALLEN, A CRITICAL AND EXEGETICAL COMMENTERY ON THE GOSPEL ACCORDING TO S. MATTHEW,
Edinburgh
, 1912, p.138,139

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي