المسيح هو الله الظاهر فى الجسد

(تيموثاؤس الأولى 3: 16) وَبِالإِجْمَاعِ عَظِيمٌ هُوَ سِرُّ التَّقْوَى: اللهُ ظَهَرَ فِي الْجَسَدِ، تَبَرَّرَ فِي الرُّوحِ، تَرَاءَى لِمَلاَئِكَةٍ، كُرِزَ بِهِ بَيْنَ الأُمَمِ، أُومِنَ بِهِ فِي الْعَالَمِ، رُفِعَ فِي الْمَجْدِ.

يقول المعترض:

أن بولس الرسول هو أول من نادى بالتعليم بألوهية المسيح وتجسده.

 

الرد

 إن قضية لاهوت المسيح معلنة فى العهد القديم من ذلك ما جاء فى سفر الأمثال القائل على لسان الرب:

 ” أنا الحكمة.. منذ الأزل مسحت منذ البدء ” (الأمثال 8: 12 , 22 – 23).

 وأيضا ما جاء فى المزمور القائل:

 ” كرسيك يا الله إلى دهر الدهور.. من أجل ذلك مسحك الله إلهك بدهن الإبتهاج (مزمور 45: 6 – 7).

 والمسيح فى عرف اليهود هو الله ملك الملوك ورب الأرباب الممسوح أزليا. لهذا أشار متى فى إفتتاحية إنجيله إلى حقيقة أن يسوع هو المسيح الذى عليه رجاء اليهود والأمم بقوله:

 كتاب ميلاد يسوع المسيح ابن داود (متى 1: 1).

 وقد أثبت السيد المسيح فى موعظته على الجبل أنه هو هو معطى الشريعة ومكملها وأنه ديان الأرض كلها بقوله تبارك اسمه:

 ” ليس كل من يقول لى يارب يارب يدخل ملكوت السموات بل الذى يفعل إرادة أبى الذى فى السموات ” (متى 7: 21).

 وقد أثبت رب المجد وحدته الجوهرية مع الآب والروح القدس بقوله تبارك اسمه لتلاميذه المكرمين:

 ” دفع إلى كل سلطان فى السماء وعلى الأرض فاذهبوا وتلمذوا جميع الأمم وعمدوهم باسم الآب والابن والروح القدس (متى 28: 18 – 19).

 كما أعلنها يوحنا فى افتتاحية إنجيله بقوله:

 فى البدء كان الكلمة والكلمة كان عند الله وكان الكلمة الله.. والكلمة صار جسدا وحل بيننا ورأينا مجده (يوحنا 1: 1 – 14).

 هذه الحقيقة أى حقيقة يسوع كانت مستغلقة على بولس الرسول فى بدء الأمر فكان يضطهد الشيعة المعروفة بشيعة الناصرى بعنف لتبشيرهم بأن يسوع هو المسيح ملك الملوك ورب الأرباب. إلى أن ظهر له الرب على أبواب دمشق (أعمال 9: 3 – 9) فصار مبشرا بما كان يقاومه.

 ولم يكن بولس بدعا من الرسل فقد شهد له بطرس الرسول بصحة التعليم الذى ينادى به (بطرس الثانية 3: 15 – 16) كما أعطاه الرسل يمين الشركة ليبشر الأمم أم هم فللختان (غلاطية 2: 9).

 كما كتب عنه لوقا الإنجيلى فى سفر الأعمال أكثر من أى أحد لأنه كان رفيقا له فى بعض رحلاته, ومعلوم أن لوقا كان تلميذا للمسيح وأحد السبعين رسولا الذين أرسلهم الرب أمامه فى كل مدينة مزمع أن يدخلها. هذا كان أيضا شاهدا لبولس ولصحة وسلامة التعاليم التى نادى بها والمتفقة مع حق الإنجيل الذى ائتومنوا عليه.

 لهذا فإن إقرار بولس بأزلية يسوع المسيح وأنه ” هو هو أمس واليوم وإلى الأبد ” (العبرانيين 13: 8) وأنه الله الظاهر فى الجسد (تيموثاوس الأولى 3: 16) لا يختلف عن إقرار يوحنا بأن كل روح يعترف بيسوع المسيح أنه قد جاء فى الجسد فهو من الله (يوحنا الأولى 4: 2) وأن يسوع المسيح هو الإله الحق والحياة الأبدية (يوحنا الأولى 5: 20).

 فرسائل بولس الرسول إذن لم تكن مقررة للاهوت المسيح بل كاشفة عن هذه الحقيقة فى الأسفار الإلهية باقتباسات عدة من العهد القديم. فضلا عما تضمنته من شروحات وتفاسير للتعاليم والعقائد المسيحية المسلمة للكنيسة, وهى فى هذا لا تختلف عما جاء فى العهد القديم والأناجيل والرسائل وسفرى الأعمال والرؤيا.

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي