هلاك الجسد وخلاص الروح

قال القديس بولس الرسول عن خاطئ كورنثوس “حكمت أن يسلم مثل هذا للشيطان لهلاك الجسد، لكى تخلص الروح فى يوم الرب ” (1كو 5: 5)

فكيف يهلك الجسد وتخلص الروح؟! بينما قد تعلمنا أن الجسد والروح سيكونان معاً، يهلكان معاً أو يخلصان معاً.

 

الرد:

إهلاك الجسد هنا ليس معناها فناءه، وليس معناها العقوبة الأبدية أو الهلاك

 الأبدى، فالرسول يقصد عقوبة الأرض. يقصد بهلاك الجسد هنا، تعذيبه.

كما حدث فى قصة أيوب الصديق إذ سمح الله للشيطان، ” فضربه بقرح ردئ من باطن قدمه إلى هامته “(أى 2: 5 – 7). وكما قد تعذب أيوب من ضربة الشيطان هذه

وكذلك حدث مع بولس الرسول نفسه. وقد قال فى هذا ” ولئلا ارتفع بفرط الاعلانات، أعطيت شوكة فى الجسد، ملاك الشيطان ليلطمنى لئلا أرتفع ” (2كو12: 7) لكى تخلص الروح

وبنفس الوضع كانت عقوبة لهذا الخاطئ، ليس فقط لتخلص روحه فى يوم الرب، وإنما لتخلص أيضاً وهو على الأرض

إذ وصل إلى الحزن والندم والتوبة، وأمر الرسول بقبوله فى الكنيسة، وأن يمكنوا له المحبة ” لئلا يبتلع مثل هذا من الحزن المفرط ” (2كو2: 7، 8).

وأمكن أن يخلص فى يوم الرب، طبعاً جسداً وروحاً لا تخلص روحه فقط، إنما يخلص جسده أيضاً

وذلك حينما يقوم فى يوم الدين بجسد ممجد، يتمتع مع الروح بثمر توبته، ويتمتع الإثنان معاً.

فهلاك الجسد، أى عذابه، كانت عقوبة أرضية ومؤقته. ولم يكن هلاكاً أبدياً ومن غير المعقول أن تخلص الروح فى يوم الرب بدون جسده.

وكأن ما يقده الرسول هو ” لهلاك الجسد فترة مؤقته على الأرض، لتخلص الروح فى يوم الرب، ومعها هذا الجسد الذى تألم ههنا “.

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي