لم تسمعوا صوته قط

(يوحنا 5: 37) وَالآبُ نَفْسُهُ الَّذِي أَرْسَلَنِي يَشْهَدُ لِي.لَمْ تَسْمَعُوا صَوْتَهُ قَطُّ، وَلاَ أَبْصَرْتُمْ هَيْئَتَهُ،

هل سمع الناس صوت الآب.. أم لم يسمعوا صوته قط؟!

 

الرد:

بداية كلام السيد المسيح هنا لا ينفي قطعيا سماع صوت الله، ولكنه يخاطب فئة من اليهود، الذين يرفضون الايمان به بعد الاعمال والمعجزات التي فعلها، فهذا الكلام موجه لهم تحديدا، ولكن بالقطع سمع صوت الله كثيرا من الانبياء، ولكن قصد السيد المسيح ليس (استماع ذبذبات الصوت) ولكن هو (الاستماع والطاعة).

 

والكلام في سياقه لمن يقرأه يفهم المعنى:

(يوحنا 5: 31 – 38)

(ان كنت اشهد لنفسي فشهادتي ليست حقا. 32 الذي يشهد لي هو آخر وانا اعلم ان شهادته التي يشهدها لي هي حق. 33 انتم ارسلتم الى يوحنا فشهد للحق. 34 وانا لا اقبل شهادة من انسان. ولكني اقول هذا لتخلصوا انتم. 35 كان هو السراج الموقد المنير وانتم اردتم ان تبتهجوا بنوره ساعة. 36 واما انا فلي شهادة اعظم من يوحنا.لان الاعمال التي اعطاني الآب لاكمّلها هذه الاعمال بعينها التي انا اعملها هي تشهد لي ان الآب قد ارسلني. 37 والآب نفسه الذي ارسلني يشهد لي. لم تسمعوا صوته قط ولا ابصرتم هيئته. 38 وليست لكم كلمته ثابتة فيكم. لان الذي ارسله هو لستم انتم تؤمنون به)

 

السيد يسوع المسيح هنا يكلم اليهود، ويقول لهم انه لا يقبل شهادة من انسان، حتى شهادة يوحنا المعمدان، والتي سمعوها، لان الآب في السماء يشهد له، بالصوت الذي سمعوه في المعمودية، وبالاعمال التي اختصها الآب لنفسه واعطى الاب ان يفعلها بذاته.

 

ومع هذا فهم لم (يسمعوا لصوت الآب) اي لم يصدقوا ولم يسمعوا للطاعة.

هل تبحث عن  الكتاب المقدس أخبار سارة عربية مشتركة عهد قديم سفر أخبار الأيام الأول 13

هذا التعبير مفهوم لدى اليهود، وهناك امثلة كثيرة في الكتاب المقدس (العهد القديم الذي لليهود) يقول نفس الشيء.

مثلا يقول في سفر القضاة:

(القضاة 2: 20 -21)

فحمي غضب الرب على اسرائيل وقال من اجل ان هذا الشعب قد تعدّوا عهدي الذي اوصيت به آباءهم ولم يسمعوا لصوتي 21 فانا ايضا لا اعود اطرد انسانا من امامهم من الامم الذين تركهم يشوع عند موته

 

ويقول ارميا النبي:

(ارميا 40: 3)

فجلب الرب وفعل كما تكلم لانكم قد اخطأتم الى الرب ولم تسمعوا لصوته فحدث لكم هذا الامر.

(ارميا 44: 23)

من اجل انكم قد بخرتم واخطأتم الى الرب ولم تسمعوا لصوت الرب ولم تسلكوا في شريعته وفرائضه وشهاداته من اجل ذلكم قد اصابكم هذا الشر كهذا اليوم.

(ارميا 9: 12 – 13)

من هو الانسان الحكيم الذي يفهم هذه والذي كلمه فم الرب فيخبر بها.لماذا بادت الارض واحترقت كبرية بلا عابر.13 فقال الرب على تركهم شريعتي التي جعلتها امامهم ولم يسمعوا لصوتي ولم يسلكوا بها.

 

(ارميا 42: 11 – 16)

لا تخافوا ملك بابل الذي انتم خائفوه.لا تخافوه يقول الرب لاني انا معكم لاخلصكم وانقذكم من يده. 12 واعطيكم نعمة فيرحمكم ويردكم الى ارضكم 13 وان قلتم لا نسكن في هذه الارض ولم تسمعوا لصوت الرب الهكم 14 قائلين لا بل الى ارض مصر نذهب حيث لا نرى حربا ولا نسمع صوت بوق ولا نجوع للخبز وهناك نسكن. 15 فالآن لذلك اسمعوا كلمة الرب يا بقية يهوذا.هكذا قال رب الجنود اله اسرائيل.ان كنتم تجعلون وجوهكم للدخول الى مصر وتذهبون لتتغربوا هناك 16 يحدث ان السيف الذي انتم خائفون منه يدرككم هناك في ارض مصر والجوع الذي انتم خائفون منه يلحقكم هناك في مصر فتموتون هناك.

هل تبحث عن  الكتاب المقدس أخبار سارة عربية مشتركة عهد قديم سفر المكابيين الأول 16

 

وهذا الحوار استمر في مقابلات اليهود مع المسيح في الاصحاحات التالية من الانجيل بحسب يوحنا، وشرح المسيح ايضا نفس المعنى بصورة اعمق واشمل:

(يوحنا 8: 42 – 47)

فقال لهم يسوع لو كان الله اباكم لكنتم تحبونني لاني خرجت من قبل الله وأتيت. لاني لم آت من نفسي بل ذاك ارسلني. 43لماذا لا تفهمون كلامي.لانكم لا تقدرون ان تسمعوا قولي. 44 انتم من اب هو ابليس وشهوات ابيكم تريدون ان تعملوا.ذاك كان قتالا للناس من البدء ولم يثبت في الحق لانه ليس فيه حق.متى تكلم بالكذب فانما يتكلم مما له لانه كذاب وابو الكذاب. 45 واما انا فلأني اقول الحق لستم تؤمنون بي. 46 من منكم يبكّتني على خطية.فان كنت اقول الحق فلماذا لستم تؤمنون بي. 47 الذي من الله يسمع كلام الله لذلك انتم لستم تسمعون لانكم لستم من الله.

 

اذا فالمقصود هنا ان اليهود لم يسمعوا صوت الله، اي يطيعوا وصيته التي تشهد عن المسيح، وهم لم يفهموا كلام المسيح لانهم لم يسمعوا لصوت الله (اي اطاعة الوصية)، وبذلك تحقق فيهم النبؤة القديمة كما قال المسيح:

 

(متى 13: 13 – 16)

من اجل هذا اكلمهم بامثال. لانهم مبصرين لا يبصرون وسامعين لا يسمعون ولا يفهمون. 14 فقد تمت فيهم نبوة اشعياء القائلة تسمعون سمعا ولا تفهمون. ومبصرين تبصرون ولا تنظرون. 15 لان قلب هذا الشعب قد غلظ.وآذانهم قد ثقل سماعها. وغمضوا عيونهم لئلا يبصروا بعيونهم ويسمعوا بآذانهم ويفهموا بقلوبهم ويرجعوا فاشفيهم. 16 ولكن طوبى لعيونكم لانها تبصر.ولآذانكم لانها تسمع.

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي