مكة العاقر التى لم تلد

(أشعياء 54: 1-5) 1تَرَنَّمِي أَيَّتُهَا الْعَاقِرُ الَّتِي لَمْ تَلِدْ. أَشِيدِي بِالتَّرَنُّمِ أَيَّتُهَا الَّتِي لَمْ تَمْخَضْ لأَنَّ بَنِي الْمُسْتَوْحِشَةِ أَكْثَرُ مِنْ بَنِي ذَاتِ الْبَعْلِ قَالَ الرَّبُّ. 2أَوْسِعِي مَكَانَ خَيْمَتِكِ وَلْتُبْسَطْ شُقَقُ مَسَاكِنِكِ. لاَ تُمْسِكِي. أَطِيلِي أَطْنَابَكِ وَشَدِّدِي أَوْتَادَكِ 3لأَنَّكِ تَمْتَدِّينَ إِلَى الْيَمِينِ وَإِلَى الْيَسَارِ وَيَرِثُ نَسْلُكِ أُمَماً وَيُعَمِّرُ مُدُناً خَرِبَةً. 4لاَ تَخَافِي لأَنَّكِ لاَ تَخْزِينَ وَلاَ تَخْجَلِي لأَنَّكِ لاَ تَسْتَحِينَ. فَإِنَّكِ تَنْسِينَ خِزْيَ صَبَاكِ وَعَارُ تَرَمُّلِكِ لاَ تَذْكُرِينَهُ بَعْدُ. 5لأَنَّ بَعْلَكِ هُوَ صَانِعُكِ رَبُّ الْجُنُودِ اسْمُهُ وَوَلِيُّكِ قُدُّوسُ إِسْرَائِيلَ. إِلَهَ كُلِّ الأَرْضِ يُدْعَى

يقول المعترض إن هذه بشارة خاصة بمكة وقد أطلق عليها العاقر لأنه لم يخرج فيها نبي بعكس أورشليم التي ظهر فيها أنبياء كثيرين، وقالوا إن بنى المستوحشة أي “هاجر” وأبناءها لأن هاجر كانت أشبه بالمطلقة الخارجة عن البيت الساكنة البرية

فهل هذة نبؤة عن مكة؟

 

الرد:

لا تقاس النبؤات بالمدن ولو كان الأمر كذلك لوجدنا مدن كثيرة معروفة غير مكة لم يخرج منها نبى

وعلى ذلك فمكة لم تكن وحدها هي العاقر فقد كان هناك بصري، دمشق، وبابل وهى مدن عربية

القول بأن العاقر هي مكة لأنها لم يأت منها نبي يهدم كثير من الأفكار الإسلامية ذاتها

وبذلك يتحتم إلغاء نبؤة إسماعيل التي أقرها القرآن حتى يتحقق لمكة أن تكون عاقراً

وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ
إِسْمَاعِيلَإِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ وَكَانَ رَسُولًا
نَّبِيًّا(54) سورة مريم

 

والواقع ان القرآن يناقض نفسة لأنه جعل فى ذرية بنى إسرائيل النبؤة والكتاب وعلى هذا القياس ليس لمحمد نبؤة وإعتراف ضمنى بعدم شرعية محمد كرسول مرسل من الله:

{وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا وَإِبْرَاهِيمَ وَجَعَلْنَا فِي ذُرِّيَّتِهِمَا النُّبُوَّةَ وَالْكِتَابَ فَمِنْهُم مُّهْتَدٍ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ} (سورة الحديد 26)

{وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَقَ وَيَعْقُوبَ وَجَعَلْنَا فِي ذُرِّيَّتِهِ النُّبُوَّةَ وَالْكِتَابَ وَآتَيْنَاهُ أَجْرَهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ } (سورة العنكبوت 27)

{وَلَقَدْ آتَيْنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ} (سورة الجاثية 16)

هل تبحث عن  م الأباء إغريغوريوس النزينزى اللاهوت ت

 

وتفسير الآيات بسفر أشعياء تتكلم عن شئ ممتلك للرب إذا أن زوجها هو القدوس إله إسرائيل، وهذا كثيراً ما كان يطلق على الكنيسة وجماعة المؤمنين

ثم إن وعد الله لها ألا يغضب عليها ولا يزجرها غير مطابق لمكة

لأن مكة تعرضت للجفاف والجوع أربعة مرات

منها مرتان بعد الإسلام عندما تركها محمد وهاجر فحلت عليها مجاعة وأصابها الطاعون وهلك الكثير منها. والثانية والمشهورة في كل كتب السيرة هي عندما ذهب محمد إلى ثقيف فشتموه وضربوه بالحجارة وأرسلوا وراءه الأطفال يعيرونه فأستند محمد على جزع شجرة ودعا عليهم فجاءة جبريل وقال له: يا محمد لقد سمع الله ما أنت فيه وقد أشتد غضب الله على هؤلاء ” يعنى بنى ثقيف وهى قبيلة تبعد عن مكة حوالي 30 كم ” وأرسلني لأطبق عليهم الأخشبين ” تاريخ الإسلام للذهبى مجلد 17 ص 51 ألا يعد ذلك منافياً لوعد الله الذي أخذه على نفسه بألا يغضب على مكة ولا يزجرها، ومن جهة الزجر فهل يعد هناك زجراً أكثر من أن، يتركنها محمد من قسوة أهلها حتى قيل عنها وعن أهلها ” قساة القلوب وغلاظ الأفئدة ” ثم إن البشارة تضمنت عدة وعود أخرى يستحيل انطباقها على مكة منها في العدد 13، 14 {وكل بنيك تلاميذ الرب وسلام بنيك كثيراً. بالبر تثبتين بعيدة عن الظلم…}

فأين هو سلام أبناء مكة الذين اشتهروا بالقسوة والقتل حتى من أسلم منهم فهاهو خالد بن الوليد الذي فتن الناس بغزواته وبكثرة قتله لغير المسلمين. وفي العدد 14 يقول أن، دعائم هذه العاقر وثباتها يعتمد على البر وهذا غير موافق لمكة التي أول ما أبتدأ محمد يعلمه للناس فيها ” بعثت بالسيف بين يدي الساعة ” ” قولوا لا إله إلا الله تعصموا من دماءكم وأموالك ” ” أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا” وهل هذا هو بر الله الذي به يثبت مدينته العاقر.

 

 

 

جاء فى تفسير القس أنطونيوس فكرى (أشعياء 54: 1-5):

هل تبحث عن  قاموس الكتاب المقدس معجم الكتاب المقدس هـ هِدَّاي ي

آية (1) ترنمي أيتها العاقر التي لم تلد أشيدي بالترنم أيتها التي لم تمخض لان بني المستوحشة أكثر من بني ذات البعل قال الرب.

من هي العاقر؟ = قد تكون البقية الراجعة إلى أورشليم وتجدها خربة، والله هنا يعدها بأنها ستكون أكثر من الأول حين كان لها بعل (أي الله نفسه) والمعنى أن الله سيعيد لها مجدها أكثر من الأول. وقد تكون العاقر هي كنيسة الأمم التي كانت وهى بعيدة عن الله عاقراً ولم تلد ومستوحشة والله يعدها أنها ستكون بأولادها أكثر كثيراً جداً من كنيسة اليهود التي لها بعل فهي أيضاً أصبحت عروساً للمسيح. وهكذا فهم بولس الرسول هذه الآية أنها إشارة للكنيسة (غل 4: 26، 27) وقد تكون العاقر هي أنا وأنت حين تكون حياتنا فيها عقم وجفاف ولكن مراحم الرب واسعة تجعل للعاقر بنين، فلا نيأس من خطايا الماضي لتكون لنا ثمار (بنين) والثمار هى ثمار الروح القدس. والمطلوب. ترنمي.. وأشيدي من أجل ما هو آت بالإيمان.

هذه الآية هي مفتاح لهذا الإصحاح وما بعده.

 

آية (2) أوسعي مكان خيمتك و لتبسط شقق مساكنك لا تمسكي أطيلي أطنابك و شددي أوتادك.

هذا يدل على انتشار الكنيسة على الأرض أوسعى مكان خيمتك = هي خيمة لأنها مكان سكن مؤقت أما البيت الثابت فهو في السماء (2 كو 5: 1) والمعنى كثرة الداخلين للإيمان، فلم تعد اليهودية تكفيهم، بل احتاجوا لكل العالم. ولتبسط شقق مساكنك = الشقق هي الستائر وهى رمز للجمال من الداخل فكل مجد أبنة الملك من داخل.

 

آية (3) لأنك تمتدين إلى اليمين و إلى اليسار و يرث نسلك أمما و يعمر مدنا خربة.

امتداد الكنيسة والمدن المخربة (قد تكون أورشليم وقد تكون إشارة للنفوس التي خربها إبليس) ستعمر وتصبح الكنيسة هي أورشليم الروحية.

 

 آية (4) لا تخافي لأنك لا تخزين و لا تخجلي لأنك لا تستحين فانك تنسي خزي صباك و عار ترملك لا تذكرينه بعد.

لا تخافي = من أن لا ينجز الوعد. خزي صباك = عبودية مصر. فإن حررنا المسيح نكون بالحقيقة أحراراً. وعار ترملك = في سبى بابل صارت إسرائيل كامرأة مهجورة بسبب خطيتها. والمعنى أن الفرح الذي يعطيه المسيح سينسيها أيام العار والخزي. وهذا الكلام لكل نفس عاشت بعيداً عن المسيح لفترة طويلة متروكة كما في السبي ليس من يملأ فراغ قلبها. لكن إن عادت يفرحها المسيح وينسيها خزيها.

هل تبحث عن  قاموس الكتاب المقدس معجم الكتاب المقدس ن نوأمون ن

 

آية (5) لان بعلك هو صانعك رب الجنود اسمه و وليك قدوس إسرائيل اله كل الأرض يدعى.

لأن بعلك = الكنيسة هي عروس المسيح. وليك = هو من يفك الميراث المرهون والمعنى أن الرب يفدى شعبه، وهو يتكفل بخلاصهم. فالكنيسة للرب، أولاً لأنه صانعها، وثانياً لأنه وليها أي مخلصها.

 

آية (6) لأنه كامرأة مهجورة و محزونة الروح دعاك الرب و كزوجة الصبا إذا رذلت قال إلهك.

زوجة الصبا = هي التي أحبها الرب قديماً دون غيرها. ثم رفضها بسبب خطاياها فصارت مهجورة. ولكنه لمحبته الأولى لها لم يقدر أن ينساها فغفر لها وردها.

 

آية (7، 8) لحيظة تركتك و بمراحم عظيمة سأجمعك. بفيضان الغضب حجبت وجهي عنك لحظة و بإحسان ابدي أرحمك قال وليك الرب.

التأديب لمدة محددة = لحيظة. أما المراحم فأبدية = بإحسان أبدى والغضب كغيمة تحجب عنا نور الشمس ولكنها سرعان ما تزول.

 سأجمعك = من اليهود والأمم وكل الشعوب.

 

آيات (9، 10) لأنه كمياه نوح هذه لي كما حلفت أن لا تعبر بعد مياه نوح على الأرض هكذا حلفت أن لا اغضب عليك و لا أزجرك. فان الجبال تزول و الآكام تتزعزع أما إحساني فلا يزول عنك و عهد سلامي لا يتزعزع قال راحمك الرب.

هذه = أي الضيقات، ضيقات شعبه.. أي أن عهد سلام الله لكنيسته عهد أبدى. وبالرغم من ضيقاتها فلن تفنى الكنيسة. و كما وعد الله نوح بأن لا يكون طوفان ثانية يعد كنيسته بعهد سلام وأنها لن تزول من أمامه. لكن كما طهر الطوفان العالم من خطيته هكذا فالضيقات تطهر الكنيسة.

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي