الفصل الثالث


كاتب

الخاتمة

ب- أريستون الرسول كاتب الخاتمة

 

 


ان كاتب الخاتمة كما توصل جميع العلماء فى أبحاثهم ودراساتهم فى موضوع الخاتمة ينحصر فى إحتمالين لا ثالث لهما


:


مرقس الرسول


أ


و


أريستون الرسول


.

وبأى حال لن يكون كاتب الخاتمة خارجاً عن الإثنين.

مرقس أحد الرسل السبعين الذين اختا
ر
هم المسيح

وكذلك اريستون أحد الرسل السبعين الذين اختارهم السيد المسيح

لذا فلأن الاثنين على نفس المرتبة الرسولية فإننى سأتعرض فى هذا الفصل الى أدلة الطرفين وساعرضها امامك بكل وضوح ولن اعطى رأياً إذ ان فى نظرى أدلة الفريقين متساوية وفى كل الأحوال فالخاتمة رسولية مُوحى بها من الله لا فرق بين مرقس او اريستون.

 


أريستون الرسول كاتب الخاتمة

أستطيع ان اقول انه يوجد اجماع بين الدارسين على ان كاتب هذه النهاية هو ليس مرقس لما بيناه من اسباب بالاعلى، وأن اريستون احد السبعين رسول هو كاتب هذه النهاية.

 

هو أريستون، أحد السبعين رسولا الذين اختارهم المُخلص وكان معروفا لبابياس حيث يقول ينقل لنا يوسابيوس انه (بابياس) كان مُرافقا وسامعا للرسل وقد تعامل شخصيا مع اريستون





[1]





،وكان من أول المدونين للتقليد الرسولى المقدس وهذا ما يجعلنا نطمئن اذا عرفنا انه هو كاتب هذا الجزء المقدس.





[2]





 

تقول دائرة المعارف الكتابية





[3]





:

“أهم المشكلات المتعلقة بالنص هي ما يختص بالجزء الأخير من الإصحاح السادس عشر (16: 9-20)، فيرجون وميللر وسالمون يعتقدون أنه نص أصيل، ويفترض ميللر أنه إلى هذه النقطة، قد سجل مرقس بصورة عملية أقوال بطرس ولسبب ما كتب الأعداد من 9-20 بناء على معلوماته هو، ولكن معظم العلماء يعتبرونها غير مرقسية أصلاً، ويعتقدون أن العدد الثامن ليس هو الخاتمة الملائمة، ولو أن مرقس كتب خاتمة، فلا بد أن هذه الخاتمة قد فقدت،
وأن الأعداد من 9-20 التي تضم تراثاً من العصر الرسولي، قد ضيفت بعد ذلك – وقد وجد “كونيبير” فى مخطوطة أرمينية إشارة إلى أن هذه الأعداد كتبها
أريستون
الشيخ الذي يقول إنه أريستون تلميذ يوحنا، الذي يتحدث عنه بايياس وعلى هذا فإن الكثيرين يعتبرونها صحيحة، والبعض يقبلونها على اعتبار أن الرسول يوحنا قد خلع عليها سلطانه وهى بدون شك ترجع الى نهاية القرن الأول، وتؤيدها المخطوطات الإسكندرانية والأفرايمية والبيزية وغيرها، مع كل المخطوطات المتأخرة المنفصلة الحروف، وكل المخطوطات المكتوبة بحروف متصلة، ومعظم الترجمات وكتابات الآباء
.وكانت معروفة عند ناسخي المخطوطتين السينائية والفاتيكانية، ولكنهم لم يقبلوها. ومن الممكن أن يكون الإنجيل قد انتهى بالعدد الثامن، وهذا الوقف المفاجئ، يدل على أنه يرجع إلى وقت مبكر عندما كان المسيحيون يعيشون في جو القيامة فكان يعتبر خاتمة مناسبة الإنجيل “العبد المتألم”، فالعبد يأتي ويتمم عمله ثم يرحل، فلا داعي للبحث عن نسبه أو تتبع تاريخه اللاحق”

 

و يقول الاب بولس فغالى فى تفسيره لأنجيل مرقس





[4]





:

“أما الخاتمة القانونيّة فقد دوّنت بأسلوب يختلف جداً عن سائر مر
قس
،
فانفصلت عن مسيرة الخبر السابق (حيث لم تقم النسوة بإبلاع الرسالة). إن 16: 9- 20
هو ملخّص لأخبار الظهور التي توردها سائر الأناجيل، مع تلميحات إلى أحداث ترد في
سفر الأعمال (16: 17- 20). لا يقدّم هذا الملخّص أي عنصر جديد لمعرفة أفضل عن
المسيح والأحداث التي جاءت بعد القيامة.
إن صحّة هذه الخاتمة التي عرفت منذ القرن

الثاني، قد ناقشها بعض آباء الكنيسة. وإذ رأى شرّاح عديدون أنه من المستغرب أن
يتوقّف إنجيل مرقس بشكل مفاجئ في آ 8، اعتبروا أن خاتمة الإنجيل الأصلية قد ضاعت
وحلّ محلّها هذا النصّ. في الواقع، نحن لا نعلم إن كان صاحب الإنجيل قد دؤن خاتمة
يورد فيها ظهوراً للقائم من الموت، أو إن كان بدا له كافياً بأن يحيل القارئ إلى
تقليد معروف هو تقليد ظهورات الجليل (16: 7)”
.

 

اننا من هنا يتبين لنا ان كاتب هذه النهاية هو اريستون الشيخ واريستون الشيخ هو احد السبعين رسولا، واريد ان انوه هنا الى ان مرقس ايضا احد السبعين رسولا فالاثنين واحدا فى المرتبة.

 

و هذا الرأى يعالج لنا الموضوع بشكل منطقى مئة فى المئة، فلو ان الكاتب هو اريستون فذلك يبرر اختلاف الاسلوب بين الايات حتى العدد الثامن وبين الايات من العدد التاسع حتى النهاية.

 

ايضا هذا يفسر لنا معرفة الاباء بوجود النهاية من القرن الثانى، ويعطينا مبررا منطقيا وعقليا لقول جيروم على النهاية “بعض النسخ”.

 

و يجب ان نشير الى ان مجمع ترينت الكاثوليكى اقر بقانونية هذه الخاتمة





[5]




وفيما يلى نقدم ما قاله الأب جاك ماسون اليسوعى





[6]




:

 

“الأخصائيون متفقون علي أن هذه الخاتمة ليست بقلم مرقس، وأنها أضيفت في وقت لاحق إلي إنجيله، أي في القرن الثاني. ومع ذلك فهذه الخاتمة التي اتفقنا أن نسميها خاتمة مرقس لها نمطها الخاص. فهي تؤكد علي عدم إيمان التلاميذ ببشري القيامة. يسوع يلوم فيها الأحد عشر لعدم إيمانهم بأقوال الذين رأوه (مر 14: 16)، وهذا التأكد لا نجده في الأناجيل الأخرى.هذه الخاتمة هي إذن عمل منفرد دوّن في وقت مبكّر واستخدم لتصحيح وتكميل ما في خاتمة إنجيل مرقس من مفارقة، أعني خلوّها من أي ظهور ليسوع بعد القيامة. وسكوت مرقس بدلاً من نقل بشري القيامة كما زفّها النساء.لقد قبلت الكنيسة، ونحن علي مثالها، هذه الإضافة إلي إنجيل مرقس كجزء لا يتجزّأ من الإنجيل. لكن هذا لا يمنع من عدم استخدامها في التعبير عن فكر مرقس، لأنّها بقلم آخر، ملهم ومعترف به لكن مغاير.إنّها تصحّح صمت مرقس، لكن هذا الصمت من إبداعه، ومازال قائما ولا بدّ من احترامه.”

 

و يرى العالم بلومفيلد ان اريستون إعتمد بشكل كلى على الإصحاح 28 من إنجيل متى وبالأخص فى العدد الثامن





[7]




، ويقول القس عبد المسيح بسيط ابو الخير استاذ اللاهوت الدفاعى بالكلية الاكليركية





[8]




:

 

تؤكد الدراسة العلمية والعملية، وليست النظرية أن نهاية الإنجيل للقديس مرقس، (مرقس9: 16-20) توجد في أقدم المخطوطات وهى (-
x – d – c – a
جاما – دلتا سيجما) والتي ترجع لبداية القرن الثاني، وهي من أقدم المخطوطات، وفي كل المخطوطات البوصية المتأخرة ومخطوطات الخط الصغير، كما توجد في معظم الترجمات القديمة مثل اللاتينية (عدا
k
) والسريانية (كورتون) وغيرها. وموجود أيضاً في كل كتب الصلوات والقداسات اليونانية والسريانية والسنكسارات التي تحتوى على قراءات دروس الأسفار المقدسة. وأقتبس هذا النص يوستينوس الشهيد قبل سنة 165م (دفاع 45: 1) كما أقتبس أريناؤس الآية 19: 16 الخاصة بالصعود (
b.3.6,10
) كجزء من إنجيل مرقس كما أقتبس من النص أيضاً أباء مثل ديديموس وذهبى الفم وابيفانيوس وامبروز وأغسطينوس وغيرهم.

 

وقد علل بعض العلماء سبب عدم وجود هذه الآيات في بعض المخطوطات، التى تنتهي عند (ص8: 16)، وهى نهاية فجائية وغير كاملة، لاضطرار القديس مرقس للتوقف عن إكمال الإنجيل بسبب الاضطهاد العنيف الذي حل بالمسيحيين في روما وملاحقتهم في كل مكان أو بسبب سجن بطرس واستشهاده أو بسبب المرض أو الرحيل المفاجئ إلى الإسكندرية التى كتب فيها الجزء الباقي (ص9: 16-20) وأكمل الإنجيل الذي دونه بالروح القدس، وفي هذه الفترة كانت قد انتشرت بعض نسخ منه بدون الجزء الأخير.

 

وقال بعض آخر أن هذا الجزء فقد من الأصل ثم أعيد إليه. وقد أجمع العلماء على أن هذا الجزء أصلى وحقيقي وأساسي في تقليد الإنجيل الشفوي الحي وكان المؤمنون يحفظونه عن ظهر قلب قبل وبعد تدوين الإنجيل للقديس مرقس، وهو جزء أساسي فيه كما أن حادثة صعود المسيح مذكورة في آيات كثيرة من الأناجيل الأربعة وبقية العهد الجديد. يقول القديس لوقا في بداية سفر الأعمال (1: 1،2) ” الكلام الأول أنشأته يا ثاؤفيلس عن جميع ما أبتدأ يسوع يفعله ويعلم به إلى اليوم الذي صعد فيه ” مشيراً بذلك إلى ما سبق أن دونه بالروح القدس عن حادثة الصعود في آخر فصل من الإنجيل الذي دونه. ثم يدون حادثة الصعود ثانية بالتفصيل ” ولما قال هذا أرتفع وهم ينظرون. وأخذته سحابة عن أعينهم ” (أع9: 1) وقال في (ص15: 9) ” وحين تمت الأيام لارتفاعه. ثبت وجهه لينطلق إلى أورشليم ” وأضاف في (أع32: 2 – 34،31: 5) شهادة بطرس وبقية الرسل عن صعود السيد المسيح “أرتفع بيمين الله ” “رفعه بيمينه “.

 

وذكر إنجيل يوحنا قول السيد المسيح عن صعوده ” فإن رأيتم ابن الإنسان صاعداً إلى حيث كان أولاً ” (يو62: 6) ” خرجت من عند الآب وأتيت إلى العالم وأيضاً أترك العالم وأذهب إلى الآب ” (يو8: 6) ” أنى أصعد إلى أبى وأبيكم ” (يو17: 20) (انظر أيضاً أف 8: 4،9، 1تى 16: 3،1بط22: 3).

 

و يقول الدكتور موريس تاوضروس استاذ اللغة اليونانية ولاهوت العهد الجديد بالكلية الاكليركية





[9]




:

“من المُؤكد ان ان كاتب الانجيل الثانى هو شخص واحد وهو تلميذ السيد المسيح. ويدل على هذا وحدة الاسلوب والتعليم وبساطة الرواية فى كل الانجيل على الرغم من ان الكاتب لا يعتمد على مصدر واحد فقط. ثم ان الكاتب مسيحى كان اصلا من يهود اورشاليم، وهو على معرفة بهذه البيئة وبما حولها من تخوم وهذا يتضح من اوصافه الدقيقة التى تدل على احاطته التفصيلية بجغرافية هذه البلاد، فهو يتحدث عن جبل الزيتون الذى هو تجاه الهيكل (مر 13: 3) ويتحدث عن بين فاجى وبيت عنيا بالقرب من اورشاليم (مر 11: 1)، وكذلك يعرف اللغة الارامية التى يترجم منها جملاً برمتها الى اللغة اليونانية “وقال لها طاليثا قومى الذى تفسيره يا صبية لك اقول قومى” (مر 5: 41)، “الوى الوى لما شبقتنى الذى تفسيره الهى الهى لماذا تركتنى” (مر15: 34). على ان ثمة شك اثاره البعض حول الاعداد الاخيرة من الاصحاح السادس عشر من الانجيل للقديس مرقس (16: 9 – 20) وقد اُعتبر هذا الجزء من الاصحاح كأنه مُضاف الى الانجيل ولم يكن هكذا من الاصل، وقد دعاهم الى هذا القول عدم وجود هذا الجزء فى النسخة السينائية وكذلك لا توجد فى بعض الترجمات القديمة. ومع ذلك فهناك بعض النُسخ من الترجمات القديمة وُجد بها هذا الجزء من الاصحاح، فضلا عن انه كان معروفا لدى يوستينوس وايريناؤس وتاتيانس





[10]




واكليمندس الاسكندرى واوريجينوس





[11]




وغريغوريوس العجائبى وغيرهم، فهم يشيرون الى هذا الجزء ضمن انجيل القديس مرقس. وقد دعى البعض الى التشكك فى نسبة هذا الجزء من الاصحاح الى انجيل القديس مرقس وجود بعض الكلمات فيه لا توجد فى باقى اجزاء الانجيل كله مثل كلمة”ذهب –

Poreuomai
” والتى وردت ثلاث مرات 16: 10، 12، 15 و”لم يؤمن –
Apistw
” 17: 11، 16 و”شيئا ميتا –
Thana Simos
” و”نظر –
Blaptw
” 16: 18 و”يثبت –
Bebaiw
” 16: 20 و”يتبع –
Epakolouth
” 16: 20. على ان هذه الحُجة ليست قوية فى تدعيم رأى الشكاك فاذا كان مرقس يذكر هنا فقرة جديدة فلا غضاضة ان يستعمل من الكلمات ما لم يسبق له استعمالها فى انجيله. هذا الى انه ليس من المُناسب مطلقاً ان ينتهى انجيل بمثل هذه الكلمات “لأنهن خائفات” (مر 16: 8).”

 

الى هنا انتهى اقتباسنا من الدكتور موريس، وقد قصدت ان اضع هذا الاقتباس لأن شهادة قوية مثل هذه الشهادة من عالم فى اللغة اليونانية له قدره





[12]




كافية جدا للرد على الشبهة المُتعلقة بالموضوع والتى تقول بأن هناك كلمات ذكرها مرقس لم ترد الا فى هذا الجزء، وكما بينا قبلا فأن كثيرا من المُصطلحات الموجودة بالخاتمة قد استخدمها مرقس عدا هذه الكلمات المذكورة فى اقتباس د. موريس والتى رد عليها رداً قاطعا بانه لا اشكال فى استخدام كلمات لم يستخدمها قبلاً.

 

و يقول الشماس حلمى القمص يعقوب استاذ النقد الكتابى بالكلية الإكليركية فى معرض رده على أحد المهاجمين لنص الخاتمة





[13]




: “

بالنسبة لعقيدة الصعود الإلهى هى ثابتة بآيات كثيرة من العهد الجديد، وليس كما توهم الكاتب أن الاناجيل لم تُسجل كلمة واحدة عن الصعود، فالرب يسوع تحدث عن صعوده قبل حدوثه قائلا: “فإن رأيتم ابن الإنسان صاعداً الى حيث كان اولا…” (يو 6: 62)، “خرجت من عند الآ[ وأتيت الى العالم وأيضاً أترك العالم وأذهب الى الآب” (يو 16: 28)، “إنى أصعد الى أبى وأبيكم” (يو 20: 17). ومعلمنا لوقا الإنجيلى يحكى قصة الصعود فى سفر الأعمال (أع 1: 9 – 11) وبولس الرسول يحدثنا عن الصعود (أف 4: 8 – 9، 1 تي 3: 16) ومعلمنا بطرس كذلك (1 بط 3: 12)… إذاً حقيقة الصعود ثابتة حتى ولو أراد الكاتب ان ينكرها ويتناسى ان عقيدته تقر صعود الرب يسوع للسماء. أما السبب فى أن بعض المخطوطات لم يذكر فيها الجزء الأخير من إنجيل معلمنا مرقس (16: 9 – 20)؟… فربما الإضطهاد العنيف فى روما واستشهاد بطرس وبولس الرسولين فى يوم واحد يكون قد أوقف مرقس الإنجيلى عن الكتابة الى هذا الحد المفاجىء، وعندما جاء الى الإسكندرية أكمل الجزء الباقى، وبذلك خرجت بعض النسخ من روما لا تشمل هذا الجزء الأخير بينما النسه التى خرجت من الإسكندرية تحمل النص كاملاً، وفى هذا فإننا نُطمئن الكاتب بأن هذا الجزء لو حُذف تماما من الإنجيل ولم يُذكر حتى فى الهامش فإن عقيدة الصعود لن تتغير ويشهد لها القبر الفارغ الذى يفج منه النور كل عام شاهداً للرب يسوع نور الحياة، وطوبى لمن له النور لأنه فى النور يسلك وإلى مدينة النور يصل ويسكن فى النور الى الأبد بعيداً عن الظلمة الخارجية وصرير الأسنان.”.

 

بل وحتى بروس متزجر نفسه، يؤكد قائلا





[14]




: “مترجمين كثيرين، ومنهم انا، نؤمن بأن الاعداد من 9 الى 20 تُعتبر جزأً شرعياً وحقيقيا من العهد الجديد”.

 

و يقول جراهام سويفت





[15]




: “بالرغم من ان التأليف الادبى غير اكيد حتى الان، فان كل الدارسين يتفقون على ان هذا الجزء هو جزأ قانونيا من العهد الجديد”.

 

و يقول الأستاذ يوحنا كارافيذوبولوس





[16]




استاذ العهد الجديد بجامعة تسالونيكى فى اليونان





[17]




:

 

“ماهى نهاية انجيل مرقس الأصلية والطبيعية؟ أهى العبارة “لأنهن كن خائفات”؟ ينتهى عند هذا الحد الإنجيل فى المخطوطتين الأصليتين، السينائية والفاتيكانية. وكذلك نجد النهاية نفسها فى الترجمة السينائية السيريانية ومخطوطات اقليمس واوريجنس وافسافيوس وفيكتور الأنطاكى وايرينيموس وزيغافنوس وغيرهم. ولنُضف ان الإنجيليين متى ولوقا يتبعان مرقس فى رواية الآلام والقيامة حتى الآية الثامنة، وبعدها يتبع كل واحد منهما مصدرا او تلقيدا خاصا ومستقلا. ويتسائل كثيرون لماذا يُنهى الإنجيلى روايته دون ان يتكلم عن تحقيق وعد المسيح بأنه سوف يلتقى بتلاميذه فى الجليل (مر 14: 28 – 16: 7)، ويفترضون ان نهاية الإنجيل الحقيقية قد ضاعت. هكذا فإننا نجد فى بعض المخطوطات محاولات لتأليف مثل هذه الخلاصة.

 

عندنا هذه الخلاصة مثلا فى المخطوطة 099 و4 و
L
بعد الآية 8 كما يلى: “كل ما قيل عن بطرس تحقق سريعا، وبعد كل ذلك أرسلهم يسوع من الشرق الى الغرب للكرازة الشريفة بالخلاص الأبدى”. اما الخلاصة الأكثر شهرة فهى كامنة فى طبعات العهد الجديد النقدية الموضوعة بين هلالين والمتميزة على كل حال عن بقية النص الإنجيلى. ينسب البعض الآيات 9 – 20 الى شخص اسمه ارستيونا المذكور عند الكاتب بابياس (انظر التاريخ الكنسى لأفسافيوس 3: 39: 17)، لأنه قد ذُكر فى مخطوطة أرمينية تعود الى العام 989 (و هو على الأرجح تاريخ لاحق لكتابة المخطوطة) أن الآيات الواردة هى لأريستون. وقد وحد كثيرون من النقاد بين ارستيونا وارستون. ويعتقد البعض الآخر ان مرقس قد أضاف لاحقاً هذه الخلاصة، بينما نرى آخرين ينسبونها الى أحد تلاميذ الرب غير المشهورين.

 

لا ترد الآيات 9 – 20 فى كثير من المخطوطات القديمة، كما انها تختلف من حيث اللهجة والمفردات عن بقية الأنجيل، وهى تتضمن كلمات لا نجدها فى بقية النص. ومن جهة أخرى يصدق قول البعض ان هذه الآيات هى خلاصة ظهورات المسيح القائم عند الإنجيليين الآخرين. وهى تشكل بتعبير ما “التناسق الإنجيلى” القديم. هكذا فإننا نجد:

 

– فى الآيات 9 – 11 مُختصرا لما ورد عند يوحنا 20: 11 – 18 عن ظهور المسيح لمريم المجدلية.

 

– فى الأيتين 12 – 13 ما جاء عند لوقا 24: 13 – 35 عن ظهور المسيح للتلميذين السائرين الى عمواس.

 

– فى الآية 15 وما يليها يمكن ان نجد ما ورد عند متى 28: 18 – 20 عن وصية الرب يسوع القائم لتلاميذه.

 

– فى الآيات 19 – 20 حادثة الصعود الواردة عند لوقا 24: 50 – 53.

 

فى المخطوطة واشنطن
W
من القرن الخامس هناك خلاصة أطول بسبب إضافة حوار مُقتضب بين القائم وتلاميذه الى الآية 14. تُدعى هذه الإضافة “عبارة فرير” وهو اسم المُتحف فى مدينة واشنطن حيث توجد المخطوطة.

 

على كل، إن قانونية الآيات لا يُشك فيها. لقد اضيت هذه الآيات فى وقت مبكر الى نص الانجيل (إما من قبل مرقس او من قبل رجل كنسى آخر ملهم من الله). قلنا فى وقت مبكر لأنها معروفة عند يوستينوس، تاتيانوس وايريناؤس (راجع ما كتبه مُطولاً الكاتب
X. Papaioannou
عن هذه الخلاصة فى انجيل مرقس فى مجلة
Theologia 1923
، الصفحات 167 – 179).

 

فى هذه الخلاصة تمثل وصية الرب يسوع الى تلاميذه، ومن خلالهم الى الكنيسة، أهمية رئيسية وهى ان يكرزوا بالإنجيل “لكل الخليقة (انظر متى 28: 19). وجواب الكنيسة المُفضل على وعد الرب بمجيئه ثانية هو نشاط الكنيسة التبشيرى، العمل الذى يؤازره الرب طبعا بما يتبعه من الآيات”

 

و جاء فى نُسخة الكتاب المُقدس مع الاسفار القانونية الثانية، اصدار اوكسفورد التالى





[18]




: “من الوقت المسيحى المبكر، اعتبر التقليد هذه الاعداد كجزأ قانونى لا يتجزأ من من انجيل مرقس القانونى، وعليه فهى وحياً كتابياً”

 

و قال القس منيس عبد النور





[19]





:

قال المعترض: “قال إيرونيموس (جيروم) إن بعض العلماء المتقدمين كانوا يشكّون في أن مرقس كتب الأصحاح الأخير من إنجيله (أصحاح 16)، وقال غيره إن مرقس 16: 9-20 دخيل على النصّ”.

 

وللرد نقول: القول إن المفسرين المسيحيين يشكّون في نسبة الأصحاح الأخير من إنجيل مرقس إلى مرقس افتراء محض. غاية الأمر أن غريغوريوس أسقف “نسّا” في كبدوكية قال إن إنجيل مرقس ينتهي بقوله: “كنَّ خائفات” (مرقس 16: 8). وغضّ الطرف عن آيات 9-20، لأنه لم يجدها في بعض نسخ الفاتيكان. ومن المؤكد أنها كانت موجودة في نسخ كريسباخ، ولكنها كانت مكتوبة بين قوسين. أما الأدلة المؤيدة لصحتها فهي:

 

(1) آيات 9-20 موجودة في النسخة الإسكندرية. وفي النسخ السريانية القديمة، وفي النسخ العربية، واللاتينية، وتناقلها أغسطينوس وأمبروز ولاون أسقف روما الملقَّب بالجليل القدر، كما أنها موجودة في نسخة بيزا، وهي موجودة في تفاسير ثيوفيلاكتس اليونانية.

 

(2) استشهد إيريناوس الذي عاش في القرن الثاني بمرقس 16: 9، بينما أصحاح 16 لا يشتمل إلا على 20 آية، وهذا الدليل هو من أهم الأدلة وأقواها على صحة هذه الآيات.

 

(3) شهد هيبوليتوس من علماء أوائل القرن الثالث بتأييد هذه الآيات.

 

و جاء فى حاشية نُسخة الكتاب المقدس الاورشاليمى





[20]




: “النهاية الطويلة لمرقس، الاعداد 9 – 20، موجودة قانونيا، ومقبولة كجزأ من جسد الكتاب المُوحى به”

 

و يقول
Alfred Wikenhauser
فى مدخله للعهد الجديد





[21]




: “حتى لو كانت خاتمة مرقس ليست بقلم مرقس نفسه، فهى جزأ صحيح ومُتكمل من الكتاب المقدس”

 

كما قال دين برجون، وهو من اعظم عُلماء النقد النصى والمخطوطات فى التاريخ، فى دراسته حول خاتمة انجيل مرقس





[22]




: “مع استثناء المخطوطتين اللاتان سُميتا السينائية والفاتيكانية، فانه لا توجد مخطوطة واحدة فى الوجود، من الحروف الكبيرة

Uncial
او الحروف الصغيرة المُتصلة
Cursive
لا تحتوى على نهاية مرقس الطويلة” ويُعلق قائلا: “و نحن لدينا 18 مخطوطة من الحروف الكبيرة ونحو 600 مخطوطة من الحروف الصغيرة المُتصلة، لا تترك واحدة الاعداد الاثنى عشر الاخيرة من انجيل مرقس”.

 

و ان كان عدد مخطوطات انجيل مرقس اليونانية وغير اليونانية نحو 1700 مخطوطة فقد ظلت كلمات برجون كما هى تماما





[23]




، فجميع المخطوطات المُكتشفة فى القرن العشرين لأنجيل مرقس باللغة اليونانية تحتوى على نهاية مرقس الطويلة!!

 

بل وحتى مارتن لوثر، مؤسس الفكر البروتستانتى، ومدرسة اللاهوت المتحرر اللوثرى، وبالمناسبة فقد كان ويستكوت اسقفاً لوثريا فى الكنيسة الانجليكانية الانجليزية، يقر بوحى خاتمة مرقس ويقتبس منها على انها وحى كتابى





[24]




.

 

و يقول المؤرخ المسيحى فيليب تشاف فى حاشية ترجمته لتفسير لانج لأنجيلى مرقس ولوقا: “ان الادلة على اصالة هذه النهاية الطويلة، اثقل واكثر من تلك المُعارضة، فهى موجودة بمخطوطات الحروف الكبيرة
A., C., D., X.,
D
., E., G., H., K., M., S., U., V
وايضا فى 33 و69 وكذلك فى جميع مخطوطات الحروف المُتصلة. انها موجودة فى نُسخ اللاتينية القديمة ونُسخ الفلجات، السيريانية الكترونيانية، البشيتا، السيريانية الفلسطينية، القبطية الاخميمية، القوطية، الاثيوبية. ايريناؤس يُقر بوجودها وكذلك هيبوليتوس، كيرلس الاورشاليمى، امبروسيوس، اغسطينوس، وحتى نسطور المهرطق. اما الشواهد المُعارضة فيشهد لها يوسابيوس، فيكتور الانطاكى وجيروم. ولكن هذا بالتأكيد سبب ناقص وغير كامل لأعتبارها غير اصيلة فى مواجهة الادلة القوية على الجانب الاخر”





[25]




.

 

و يقول كرت وبربارة الاند فى كتابهما “نص العهد الجديد” عن خاتمة انجيل مرقس: ” ان خاتمة انجيل مرقس الطويلة موجودة فى 99% من المخطوطات اليونانية، وتماما يُماثله التقليد الابائى”





[26]




.

 

و فى عام 1854 اقر تريجليس بأن: “انها يُمكن ان تكون قد كُتبت بواسطة مرقس ولكن فى وقت متأخر” مُفسرا بذلك اختلاف الاسلوب بين شقى الاصحاح كما نقل عنه كلايتون كروى





[27]




.

 

و يقول
B. W. Johnson
فى تفسيره للعهد الجديد حينما وصل لشرح العدد التاسع





[28]




: “بقية الإصحاح غير موجود فى المخطوطتين اليونانية الفاتيكانية او السينائية، ولكنه موجود فى السكندرية. هؤلاء هم المخطوطات الأقدم والأكثر مصداقية. البعض حمل هذه الأعداد على انها إضافة لاحقة، ولكن لأنهم موجودين فى المخطوطات الأكثر قدما فوجب ان يكونوا جزء من إنجيل مرقس مع نهاية القرن الأول. شاف، بلامبتر، اولشاوسن، لوش مان وآخرين يعتبرون هذه الاعداد أصيلة، بينما نُقاد آخرين يعتبرونهم مشكوك بهم. حالة بهذا الضدد فى المخطوطة الفاتيكانية، هى انها تحتوى على مكان فارغ لهم. انه من الممكن انه فى نُسخة قديمة حُذفت هذه الاعداد لسبب ما بواسطة ناسخ ترك فراغاً لهم، ولكن لم يُملأ هذا الفراغ بعد ذلك، والمخطوطة السينائية كُتبت من نسخة مُشوهة. انه واضح ان مر 16: 8 لم يُصمم (يُكتب) لنستنتج السرد القصصى لمرقس.”

 

و يقول المُفسر الكتابى جون فيرنون فى معرض تفسيره لإنجيل مرقس





[29]




: ” دعونى انوه هنا الى ان هذا الإصحاح وقع تحت النقد من نُقاد النقد الأعلى. انا اذكر هذا هنا لئلا يتعجب أحد اننى لم اذكر المشكلة النصية هنا. الأعداد 9 – 20 دارت حولها تساؤلات من الدارسين النصيين سواء المُحافظين او الليبراليين. ويستكوت وهورت يحذفوها من نصهم اليونانى ولكنهم يضعونها فى خط أصغر. نيستل يتبعون نفس الإجراء بفصلهم عن النص المنتظم. البعض، من الجناح الليبرالى يحذفوهم معاً. انه صحيح ان اثنين من أحسن المخطوطات لا تضع محتواهم. المخطوطات ألف والفاتيكانية تنهى انجيل مرقس عند العدد 8 من الاصحاح 16. انه ليس انتباهى لأن ادخل فى مناقشة فى حقل المدخل للعهد الجديد، بقدر اننى استمتع فى اعطاء انتباهى لمعنى النص. انا اؤمن ان الاعداد الثنى عشر الاخيرة جزء من الكتاب الموحى به ويجب أن يُعاملوا مثل اى جزء آخر من كلمة الله. ان حذف هذا الجزء من اثنين من أحسن المخطوطات لا يُعد خلفية ناجحة لحذفه من الكتاب، خاصةً حينما تكون جميع المخطوطات ومخطوطات الحروف الكبير الأخرى تحتوى عليهم. البرهان الداخلى لا يكفى لنُفقدهم، حيث ان الإسلوب هو نفسه الذى لمرقس، مُختصر وليس بحاد.”

 

جاء فى كتاب: “العهد الجديد من 26 ترجمة” بعد انتهاء العدد الثامن أن: “نص مرقس ينتهى هنا، بينما الكثير من المخطوطات تُكمل بقية الأعداد”





[30]




.

 

و يقول توماس نيلسون





[31]




: “الأعداد 9 – 20 موضوعة بين قوسين فى النُسخة الدولية الحديثة، الأمر الذى يتعارض مع الأصل، النص غير موجود فى السينائية والفاتيكانية، بينما جميع مخطوطات انجيل مرقس الأخرى تحتوى عليها”. كما يجب ان نعلم هنا ان هذه النهاية القصيرة لم يعرفها العالم قبل القرن الرابع الميلادى فهى غير موجودة فى اى مخطوطة ترجع الى قبل القرن الرابع





[32]




!

 

و جاء فى تفسير
The Complete Biblical Library
: “بعض دارسى الكتاب يشككون فى أصالة الأعداد 9 – 20 معتقدين ان مرقس لم يكتب هذا الجزء. الجزء غير موجود فى السينائية والفاتيكانية، ولكنه موجود فى الاغلبية الساحقة للمخطوطات القديمة”





[33]




.

 

و يقول الدكتور القس عزيز فهيم استاذ اللاهوت بالكلية الإنجيلية





[34]





:” في النسخة العربية التي بين أيدينا ينتهي الإنجيل عند 20: 16، لكن هناك مشكلة كبيرة بخصوص الأعداد 9-20 من هذا الأصحاح وتتلخص المشكلة في أمرين، هل هذه الأعداد 9-20 أصيلة في الإنجيل، بمعني هل كتبها مرقس في نهاية إنجيله ليختتمه؟ ظهر هذا السؤال نتيجة لعاملين مهمين جداً:

 

الأول هو أن أهم مخطوطتين قديمتين وهما الفاتيكانية والسينائية لا توجد بهما هذه الأعداد. وكذلك مخطوطات أخري أقل أهمية منهما إلي جانب ذلك عدد كبير من الترجمات القديمة مثل السريانية والأرامية.

 

و يتصل بذلك أن بعض المخطوطات والترجمات تتضمن نهايتين إحداهما كبيرة 9-20 والأخري صغيرة، ومنها الترجمة القبطية الصعيدية والبحيرية وفي مخطوطة واحدة لاتينية قديمة لا توجد سوي النهاية في الصغيرة ولكنها لا تحتوي علي الأعداد 9-20.

 

و الي جانب هذه النهايات المختلقة يظهر. وخاصة في اللغة اليونانية — أختلاف واضح في الأسلوب بين الأعداد 9-20 وبقية الإنجيل والكلمات المستعملة فيه. وكذلك فإن من يدقق الدراسة فإنه يدهش لما بيديه (ع9) بخصوص مريم المجدلية كأنها ذكرت للمرة الأولي في الأصحاح لأنه يحاول التعريف بها في نفس الوقت الذي يذكرها في العدد الأول علي أنها شخصية معروفة ولا تقل في ذلك عن مريم أم يعقوب وسالومة.

 

علي أساس هذين الاعتبارين فقد اعتقدت الغالبية العظمي من الدارسين أن هذه النهاية ليست من وضع البشير نفسه، وأنها قد أضيفت إلي الإنجيل.

 

الثانى هو هنا يواجهنا الأمر الثاني وهو أن العدد 8 الذي يظن العلماء أنه نهاية الإنجيل لا يصلح أن يكون نهاية، فالترجمة الحرفية له تنتهي بكلمة “لأنه” ولايعقل أن ينتهي كتاب هكذا، وليس ذلك فقط، بل كيف يمكن لمرقس وهو الإنجيلي الذي يظهر رسالة الإنجيل في أول كتابه وأن ملكوت قد جاء بنهي هذا الكتاب نفسه بوصف حالة النساء بأنهن كن خائفات – إن المنطق لا يقبل ذلك.

 

وعلي هذا الأساس ينتهي الدارسون إلي النتيجة المنطقية بأن مرقس لم يترك إنجيله هكذا، لا بد وأنه كتب له نهاية ولكنها فقدت لسبب ما، كأن قطعت الورقة أو تشوهت الكتابة، وإلا فأن مرفس عندما وصل الي العدد 8 حدثت له حادثة منعته عن التكملة. إن كل شئ جائز إلا أن ينتهي الإنجيل بنهاية عدد 8. هذه هي مشكلة النهاية، ويلوح أن أحد الكتبة الأقدمين أضااف النهاية الصغيرة التي ذكرت من قبل لكي يتفادي النقص الموجود في النسخة التي بيده. ثم أضيفت النهاية الكبري لإعلان ظهور المسيح لتلاميذة وإرساله لهم وذلك في أسلوب مختصر يحتوي علي ظهورات كثيرة في أعداد قلية بخلاف الأناجيل الأخري. هذا يؤكده الغالبية العظمي للدارسين.

 

و لاستكمال الدراسة يستحسن أن نذكر هنا النهاية القصيرة التي وجدت في الترجمة القبطية وبعض المخطوطات اليونانية الأخري “و كل ما أمروا به أخبروا به بطرس ومن معه. وبعد هذه الأمور ظهر يسوع لبطرس نفسه ومن الشرق إلي الغرب أرسل معهم الكرازة المقدسة دائماً.. الكرازة بالخلاص”

 

و اخيرا، نورد ما قاله القمص متى المسكين فى شرحه لأنجيل مرقس





[35]




:

 

نجد في إنجيل ق. مرقس الآيات (1: 16-8) مسجّلة بقلمه وروحه وقد شرحناها.أما الآيات الاثنتا عشر الباقية (16: 9-20) فقد أثبتت أبحاث العلماء المدققين أنها فُقِدت من الإنجيل، وقد أعيد كتابتها بواسطة أحد التلاميذ السبعين المسمَّي بأريستون. وهذا التلميذ عاش في القرن الأول. وهذه الآيات الإثنتا عشرة جمعها أريستون من إنجيل ق.يوحنا، وإنجيل ق. لوقا ليكمل بها القيامة.

 

فالقمص المُتنيح لم يقل ان النهاية الموجودة الان ليست رسولية، بل قال انها كُتبت بواسطة اريستون المساوى لمرقس فى المرتبة الرسولية وسنتعرض لكلام الأب القمص متى المسكين حول نص الخاتمة فى فصل خاص فى بحثنا.





[36]





 

و هو ذاته اريستون الذى تكلم عنه بابياس قائلا: “إذا، ثمّ، أي واحد من الذين حَضرَوا على الشيوخِ جاؤوا، سَألتُ كل دقيقة عن أقوالِهم، الذي أندراوس أَو بطرس قالاه، أَو الذي قِيل مِن قِبل فيلبس، أَو مِن قِبل توما، أَو مِن قِبل يعقوب، أَو مِن قِبل يوحنا، أَو مِن قِبل متى، أَو بأيّ آخر مِنْ توابعِ السيد: اى الأشياء
اريستونويوحنا القس قالاِ. لأنى تَخيّلتُ بأنّ الذي كُنْتُ سأُحصل عليه مِنْ الكُتُبِ ما كَان مربحا جداً لي كالذي جاء مِنْ الصوتِ الحيِّ والدائمِ”





[37]





 

و يؤكد هذا هو اكتشاف مخطوطة تعود للقرن العاشر، تؤكد على ان كاتب هذه النهاية الطويلة هو اريستون كما ذكرت دائرة المعارف الكتابية، ويُقدم لنا العالم
Mezies
تقريرا رائعا عن هذه المخطوطة، تُدعى هذه المخطوطة الارمينية
Edschmiatzin
نظرا لأنها محفوظة فى مكتبة البطريركية الأرمينية لكرسى تشمبزين الأرمينى ويُرمز لها بالرمز
Arm
E229

لأنها المخطوطة رقم 229 من المخطوطات الارمينية للعهد الجديد وقد اكتشفها العالم
F. C. Conybeare
فى عام 1891 وتعود للقرن العاشر وبالتحديد عام 982 م، وقد كتب ناسخها بعد العدد 20 ” النص الاخير كُتب بواسطة الشيخ (القس) اريستون”، وقد وضع العالم
Swete
صورة فوتوغرافية لنص هذا الرق الذى يحتوى كيفيات كتابة اريستون لنص النهاية الطويلة فى نسخته لأنجيل مرقس اليونانية. درس هذا الاكتشاف كل من
Zahn
،
Nestle
،
Swete
و
Harnack
ووصلوا الى نتيجة واحدة وهى صحة هذا النص الذى وجوده فى نهاية المخطوطة هذه، وقد أكدوا ان الشيخ اريستون هذا هو نفسه اريستون الذى ذكره بابياس ويدعم هذا الرأى هو وجود كلمة “شيخ” قبل اسم اريستون، اللقب الذى كان يستخدمه بابياس نفسه دائما من خلال الأجزاء التى وصلتنا من كتاباته فى تاريخ يوسابيوس. كذلك يؤكد هذا ان اريستون المذكور هذا هو احد رسل المخلص السبعين وبالتأكيد فهو كان شاهد عيان على ما حدث مع تلاميذ المُخلص. يظهر هذا واضحا جليا امام اعيننا من عدم وجود اى تناقض او خلط بين سرد تاريخ القيامة بحسب بشارة مرقس وبين بقية الاناجيل الازائية وبشارة يوحنا، فالاحداث هى هى، حتى وان تباينت فى بعض التفاصيل، فجوهر ومضمون نص تاريخ القيامة فى انجيل مرقس هو هو بحسب بقية البشارات.





[38]





 

و هذه صورة المخطوطة الارمينية وبها الاشارة الى ان اريستون هو الكاتب ومكتوب باللون الاحمر فوق الاشارة الى ان الكاتب هو اريستون هذه الاشارة:

 



 



 



 

و ايضا يعتقد
A. C. Clark
بأن اريستون هو كاتب هذه الاعداد





[39]




. ويؤكد عزرا جولد ان مرقس الرسول لا يُمكن ان يترك انجيله بنهايته “كن خائفات” بل يؤكد ان النهاية بهذا الشكل هى نهاية مبتورة وغير كاملة





[40]




. فيليب تشاف

Philip Schaff
وبلامبتر
Plumptre
و
Olshausen
ولوشمان
Lochman
يُقرون ويؤكدون على اصالة هذه النهاية الطويلة





[41]




.

 

و يقول ارثر بيك فى تفسيره الكتابى





[42]




: “

هذه الأعداد تمثل الأطول بين النهايتين الاثنين الأخريتين الموجودة ببعض المخطوطات. فى نص ارمينى (يعود الى 986 م) النهاية الأطول اُدخلت بواسطة اريستون القس. من الممكن ان يكون اريستون الموجود فى كتابات بابياس فى بداية القرن الثانى. هى مُلخص يعتمد على الأناجيل والأعمال، العدد 9 يشير الى يوحنا 20: 12، البقية الى لوقا 24، العدد 17 الى اعمال 2: 28. فى الاسلوب والمفردات فهى واضحة بالنسبة الى بقية الإنجيل. بالاضافة الى هذه النهاية الطويلة، يجب ان نضيف (بعد العدد 14) القطعة التى وُجدت فى المخطوطة الواشنطنية





[43]




، هى موجودة فى ترجمة موفات للعهد الجديد. موفات ايضا ايضا وضع النهاية القصيرة الأخرى التى اُشير لها فى هامش النُسخة المنقحة.”

 

معلومة اخرى قد تفيدنا فى هذه النقطة، وهى ان مؤرخا ارمينيا اسمه موسى
Moses of Chorene
عاش فى القرن الخامس قال ان اريستون كان مساعدا لمرقس فى اورشاليم. ولكن البعض يقول بأن مرقس المقصود هو ليس مرقس الرسول بل مرقس اسقف اورشاليم الذى عاش فى عام 135 م ولكن يستحيل ان يكون اريستون قد عاش لهذا الزمن وعليه فلا يصح سوى ان يكون مرقس الرسول بنفسه!!!





[44]





 

و بهذا يتبين لنا اصالة رسولية النهاية الطويلة لأنجيل مرقس، فسواء كان كاتبها هو مرقس او اريستون فالاثنان فى مرتبة رسولية واحدة، والاثنان هم من السبعين رسول للمخلص فلا يوجد فرق لو ان كاتبها هو مرقس او ان كاتبها هو اريستون.

 

و جاء فى تفسير المُدافعين





[45]




: “الأعداد محل السؤال موجودة فى الأغلبية العظمى من المخطوطات القديمة، حتى لو لم يكونوا بنفس قدم السينائية والفاتيكانية. أيضا، الأعداد اقتبسها على الاقل اثنين من أباء الكنيسة المهمين، اللذين كتابتهما تسبق حتى هاتين المخطوطتين. اكثر من هذا دلالةً على ان النص حقيقى، لا يوجد اى دليل داخلى على ان المقطع ليس من نصاُ موحى به. حتى لو أُضيف لاحقا بيد مرقس نفسه او غيره، فلا يوجد سبب جيد لعدم قبول المقطع كنص إلهى أصيل.”

 

و يقول كينر





[46]




: ” تقليد المخطوطات والأسلوب يُرجحان ان هذه الأعداد كانوا غالبا إضافة مبكرة جدا لإنجيل مرقس، رغم ان بعض الدارسين (مثل وليم فارمر

William Farmer
) وافقوا على ان هذه الاعداد مرقسية فعلا. فى اية حال، فإن معظم محتويات هذه الأعداد موجود فى اماكن أخرى فى الأناجيل.”

 

و جاء فى التفسير الشهير
Pulpit






[47]





: ” البرهان من المخطوطات البوصية مُتفق عليه بالإجماع حول هذه الأعداد. انه حقيقى ان البعض يُعلّم هذه القطعة على ان أصالتها مشكوك بها، ولكن عكس هذا فإن هذه الأعداد موجودة فى كل المخطوطات ماعدا إثنتين قديمتين، وهاتين الإثنتين يُرجح انه لا يُمكن الإعتماد عليهما. لقد وضح العميد برجون ان هذه الأعداد كانت تُقرأ على العامة فى الخدمات الكنسية فى القرن الرابع، وغالبا اقدم من القرن الرابع، كما هو مُوضح من الكتب الإنجيلية. النُسخ الأكثر قدما، لكل من الكنائس الشرقية والغربية تضع النص بدون اى استثناء. فى النُسخ الغربية البرهان بها مُلاحظ بقوة. البشيتا السيريانية التى ترجع للقرن الثانى تشهد لأصالة النص، وكذلك الفيلوكسينية، والسيريانية الكاترونية والتى أقدم من السينائية والفاتيكانية تشهد بفرادة للنص. النُسخة الأقدم من الفلجات والتى تُعدى اللاتينية القديمة بها النص. جيروم، الذى إستخدم افضل مخطوطات اللاتينية القديمة حينما كان يُحضر الفلجات، شعر بنفسه انه يجب ان يعتمد هذا النص. النُسخة القوطية التى لأُولفيلاس

Ulphilas
من القرن الرابع تحتوى على النص الى العدد 12. هناك بعض التعبيرات فى الراعى لهرماس والتى كُتبت ليس بعد منتصف القرن الثانى، اُخذت مباشرة من العدد 16. يوستينوس الشهيد (160 م) اقتبس أخر عددين. برهان ايريناؤس مُدهش أكثر، فى أحد كتبه (ضد الهرطقات 3: 10) يقتبس مقدمة وخاتمة إنجيل مرقس فى نفس المقطع.”.

 

و يقدم الدكتور
James A. Kelhoffer
استاذ النقد النصى بجامعة القديس لويس بعض اسماء العُلماء الذين أقروا باصالة هذه النهاية الطويلة فى المخطوطات ونذكر منهم





[48]




:

 

J.W. Burgon (1871), J.P.P. Martin (1884), George Salmon (1885), J.E. Belser (1901), J.-P. van Kasteren (1902), Gerhard Hartmann (1936), Samuel Zwemer (1945), M. van der Valk (1958), Lee Alfred (1958), Ernest Streets (1959), William Farmer (1974), Edwards Hills (1959), Hans Lubsczyk (1977), David Eymann (1978), & Bruce A. Nathan (1980)

 

و يقدم فيليب تشاف مجموعة اخرى من العُلماء منهم





[49]




:

Simon, Mill, Bengel, Storr, Matthaei, Hug, Schleiermacher, De Wette, Bleek, Olshausen, Lange, Ebrard, Hilgenfeld, Broadus
،
Burgon
،
Scrivener, Wordsworth, McClellan, Cook, Morison

 

و من المعروف ان اولشاوزين
Olshausen
من اهم علماء النقد النصى المبكرين والذين اهتموا بالنص اليونانى للعهد الجديد فى القرن السابع عشر، وقد قدم هذا العلامة تفسيرا للعهد الجديد كامل فى عدة اجزاء، إتبع فى تفسير الأناجيل الثلاثة الأولى الطريقة الإزائية التى ارساها مُعاصره جريسباغ، وقد علق بشكل تفصيلى رائع على الخاتمة فيما توازى معها من نصوص متى ولوقا





[50]




.

 

و من المفسرين النقديين:

Credner, Reuss, Wieseler, Holtzmann, Keim, Scholten, Klostermann, Ewald, Meyer, Weiss, Norton, Davidson

 

و بالنهاية، نختم فصلنا هذا بما قاله العالم جورج كامبل فى تفسيره لأنجيل مرقس، قال: “اننى اؤكد بكل قوة، ان هذه الاعداد هى اعداد اصيلة فى انجيل مرقس، ان حجم كلا من البرهان الخارجى والداخلى يؤكدان ذلك بقوة وهو ما دفعنى الى ان اُصرح بهذا”





[51]




.






[1]




تاريخ يوسابيوس 3 : 39




[2]


Eerdmans Dictionary Of The Bible
،Michigan / Cambridge 2000
،Editor-in-Chief David Noel Freedman
،P. 265





[3]




دائرة المعارف الكتابية – الجزء الأول (حرف الألف) – إنجيل مرقس




[5]


An Introduction to the New Testament
،By Raymond E. Brown
،P. 148 & 149 &
Mark, Chapter 16, New American Bible,” Footnote 2 at:
http://www.usccb.org/nab/





[6]




إنجيل يسوع المسيح للقديس مرقس – دراسة وشرح – الأب جاك ماسون اليسوعي – ترجمة: الأب منصور منصور الفرنسيسكاني – القاهرة 1999- ص206




[7]


The Greek New Testament With English Notes
،Vol I
،Third Edition
،London 1839
،By S. T. Bloomfield
،P. 253





[8]




الكتاب المقدس هل هو كلمة الله؟ القس عبد المسيح بسيط ابو الخير، ص 141 – 142





[9]




المدخل الى العهد الجديد، دار يوحنا الحبيب للنشر، د./ موريس تاوضروس، ص 91 – 92





[10]




يقصد تاتيان السورى
Tatian





[11]




هذا هو النُطق المُعرب الصحيح لأسم العلامة اوريجانيوس





[12]




د. موريس تاوضروس هو استاذ اللغة اليونانية فى الكلية الإكليركية وكان من ضمن المجموعة التى قامت بترجمة الكتاب المقدس عن اليونانية المعروفة بأسم “الترجمة العربية المُشتركة” وله ترجمات كثيرة جدا لكتابات الأباء اليونانية وله مُؤلفات ومذكرات للأكليركية فى اللغة اليونانية كثيرة جدا.





[13]




صحة الكتاب المقدس، الشماس حلمى القمص يعقوب، إصدار كنيسة القديسين مارمرقس والبابا بطرس، ص 65 – 66




[14]


Christian History magazine
،1996
،Cited at
http://www.purewords.org/kjb1611/html/hmar16_9.htm




[15]


The New Bible Commentary, Revised
،1970 Wm. B. Eerdmans Publishing Co., Grand Rapids, D. Guthrie & J.A. Motyer
،By C.E. Graham Swift
،P. p. 886





[16]




من ضمن مُحررين طبعة نيستل آلاند للعهد الجديد بجميع إصداراتها بجانب كرت آلاند، بربارا آلاند وبروس ميتزجر





[17]




انجيل مرقس قراءة وتعليق، يوحنا كارفيذوبولوس، تعريب الأرشمندريت افرام، منشورات النور، ص 298 – 300




[18]


The Oxford Annotated Bible With the Apocrypha
،1965 by Oxford University Press, New York
،p. 1238





[19]




شبهات وهمية حول الكتاب المقدس، القس منيس عبد النور، اصدار كنيسة قصر الدوبارة الانجيلية، ص 327




[20]


The Jerusalem Bible
،New Testament
،1966 by Darton, Longman & Todd, Ltd. and Doubleday & Company, Inc., New York
،P. 89




[21]


New Testament Introduction
،1963 Herder and Herder, New York
،By Alfred Wikenhauser
،P. 173




[22]


The Last Twelve Verses of Mark Vindicated
،1871 James Parker & Co.
،By John Burgon
،P. 71




[23]


The Many Endings of the Gospel of Mark
،Bible Review, August 2001 Biblical Archaeology Society, Washington
،By Michael W. Holmes
،P. 13




[24]


Large Catechism, Part 13:4 “About Baptism” and Small Catechism, Part 4 “The Sacrament of Holy Baptism”




[25]


Critical, Doctrinal and Homiletical Commentary On Mark & Luke
،1866 Scribner Armstrong & Co. New York
،By John Peter Lange
،Translated & Edited By Philip Schaff
،p. 158-159




[26]


The Text of the New Testament
،William B. Eerdmans Publishing 1987
،By Kurt & Barbara Aland
،P. 287




[27]


The Mutilation of Mark’s Gospel
،Abingdon Press 2003
،By N. Clayton Croy
،P. 23




[28]


The People’s New Testament (1891) by B. W. Johnson
،Entry for Mar 16 : 9
،E-Edition for E- Sword
،Bible Works 7
،Logos (Golden Version)
،QuickVerse Platinuim 2008




[29]


Thru The Bible Commentary
،California 1981
،By J. Vernon McGee
،P. 3302




[30]


The New Testament From 26 Translations
،Zondervan Publishing House 2nd edition 1967
،General Editor Curtis Vaughan
،P. 210




[31]


New King James Version
،The Open Bible
،Expanded Edition 1982
،By Thomas Nelson
،P. 1036




[32]


The Harper Collins Study Bible
،New Revised Standard Version With the Apocryphal / Deuterocanonical Books
،A New Annotated Edition By the Society of Biblical Literature
،P. 1951




[33]


The Complete Biblical Library
،International and Interdenominational Bible Study System
،The New Testament Study Bible
،Vol II
،Mark
،p. 453





[34]




المدخل الي العهد الجديد، الدكتور القس فهيم عزيز، إصدار دار الثقافة، ص 230 – 231





[35]




“الإنجيل بحسب القديس مرقس” دراسة وشرح وتفسير، القمص متى المسكين، اصدار دير ابو مقار 1996, ص 622





[36]




انظر دراستنا عن الرسل السبعين




[37]


The Westminster Study Edition of the Holy Bible (Philadelphia: Westminster Press, 1948)
انظر ترجمتنا لمقتطفات بابياس




[38]


The Earliest Gospel; a historical study of the Gospel according to Mark, with a text and English version
،London – New York : Macmillan 1901
،By Allan Menzies
،P. 292




[39]


The Primitive Text Of The Gospels
،By A. C. Clark
،P. 74




[40]


The International Critical Commentary
،A Critical And Exegetical Commentary On The Gospel According To St. Mark
،London 1896
،By Rev. Ezra P. Gould
،P. 304




[41]


The People’s New Testament
،By B. W. Johnson 1891
،Entry for Mar 16:9
،E-Edition for e-Sword & Bible Works 7.0




[42]


A Commentary On The Bible
،London 1920
،By Arthur S. Peake
،P. 699





[43]




هى قطعة تُمثل عددين تقريبا جائت فى مخطوطة واشنطن
W
بعد العدد 14 يُطلق عليها العلماء
Freer Logen
وهى تمثل ربطا بين ما قبل العدد 14 وما بعد فى محاولة من ناسخها لتوظيف الإقناع اللغوى الإسلوبى بين شقى الخاتمة.




[44]


Benjamin Wisner
،The beginnings of gospel story; a historico-critical inquiry into the sources and structure of the Gospel according to Mark, with expository notes upon the text
،P. 238 & The Early Versions of the New Testament
،by Bruce M. Metzger
،P. 163




[45]


Defender’s Study Bible
،By J. Gordon Henry & Henry M. Morris
،E-Edition @ Quick Verse 2008 Platinum
،Entry for Mark 16:9




[46]


IVP Background Commentary NT
،By Craig S. Keener
،E-Edition @ Quick Verse 2008 Platinum
،Entry for Mark 16:9-20
،The Commission (An Appendix)




[47]


The Pulpit Commentary
،Mark’s Introduction
،Entry for “Observations On The Genuineness & Authenicity Of The Last Twelve Verses Of St. Mark’s Gospel”
،E-Edition @ Ages Library Software




[48]


Miracle and Mission
،Tubingen Germany 2000
،By James A. Kelhoffer
،P. 18 – 19




[50]


Biblical Commentary On The New Testament
،Vol III
،New York 1859
،By Hermann Olshausen
،Translated By David Fosdick
،P. 114 – 139




[51]


The Gospel According to Mark
،By G. Campbell Morgan
،P. 340

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي