هل دعا الله إبراهيم فى حاران أم قبل مجيئة إلى حاران؟

نص الشبهة

يقول الكتاب المقدس ان ابراهيم غادر حاران وهو ابن 75 عاما

وَقَالَ الرَّبُّ لأَبْرَامَ: «اتْرُكْ أَرْضَكَ وَعَشِيرَتَكَ وَبَيْتَ أَبِيكَ وَاذْهَبْ إِلَى الأَرْضِ الَّتِي أُرِيكَ، 2فَأَجْعَلَ مِنْكَ أُمَّةً كَبِيرَةً وَأُبَارِكَكَ وَأُعَظِّمَ اسْمَكَ، وَتَكُونَ بَرَكَةً (لِكَثِيرِينَ). 3وَأُبَارِكُ مُبَارِكِيكَ وَأَلْعَنُ لاعِنِيكَ، وَتَتَبَارَكُ فِيكَ جَمِيعُ أُمَمِ الأَرْضِ» 4فَارْتَحَلَ أَبْرَامُ كَمَا أَمَرَهُ الرَّبُّ، وَرَافَقَهُ لُوطٌ. وَكَانَ أَبْرَامُ فِي الْخَامِسَةِ وَالسَّبْعِينَ مِنْ عُمْرِهِ عِنْدَمَا غَادَرَ حَارَانَ (تك12: 1 – 4)

ولكن يقول العهد الجديد

فَخَرَجَ حِينَئِذٍ مِنْ أَرْضِ الْكَلْدَانِيِّينَ وَسَكَنَ فِي حَارَانَ. وَمِنْ هُنَاكَ نَقَلَهُ، بَعْدَ مَا مَاتَ أَبُوهُ، إِلَى هذِهِ الأَرْضِ الَّتِي أَنْتُمُ الآنَ سَاكِنُونَ فِيهَا (اع7: 4)

فى حين ان تارح مات وهو ابن 205 عام (تك 11: 32)، وابراهيم غادر حاران وعمره 75 عاما (تك 12: 4) فيكون عمر تارح 145 عندما غادر ابراهيم حاران وهذا يناقض العهد الجديد الذى يقول ان ابراهيم غادر حاران بعد موت ابيه!

حيث انه فى الاول دعا الله ابراهيم فى حاران وفى الثانى دعاه قبل مجيئه حاران

إنتهى نص الشبهة


 


الرد:


+(تكوين 12: 1-5) 1 وَقَالَ الرَّبُّ لأَبْرَامَ: «اذْهَبْ مِنْ أَرْضِكَ وَمِنْ عَشِيرَتِكَ وَمِنْ بَيْتِ أَبِيكَ إِلَى الأَرْضِ الَّتِي أُرِيكَ. 2فَأَجْعَلَكَ أُمَّةً عَظِيمَةً وَأُبَارِكَكَ وَأُعَظِّمَ اسْمَكَ وَتَكُونَ بَرَكَةً. 3وَأُبَارِكُ مُبَارِكِيكَ وَلاَعِنَكَ أَلْعَنُهُ. وَتَتَبَارَكُ فِيكَ جَمِيعُ قَبَائِلِ الأَرْضِ». 4فَذَهَبَ أَبْرَامُ كَمَا قَالَ لَهُ الرَّبُّ وَذَهَبَ مَعَهُ لُوطٌ. وَكَانَ أَبْرَامُ ابْنَ خَمْسٍ وَسَبْعِينَ سَنَةً لَمَّا خَرَجَ مِنْ حَارَانَ. 5فَأَخَذَ أَبْرَامُ سَارَايَ امْرَأَتَهُ وَلُوطاً ابْنَ أَخِيهِ وَكُلَّ مُقْتَنَيَاتِهِمَا الَّتِي اقْتَنَيَا وَالنُّفُوسَ الَّتِي امْتَلَكَا فِي حَارَانَ. وَخَرَجُوا لِيَذْهَبُوا إِلَى أَرْضِ كَنْعَانَ. فَأَتُوا إِلَى أَرْضِ كَنْعَانَ


+(أعمال الرسل 7: 2-4) 2فَأَجَابَ: «أَيُّهَا الرِّجَالُ الإِخْوَةُ وَالآبَاءُ اسْمَعُوا. ظَهَرَ إِلَهُ الْمَجْدِ لأَبِينَا إِبْرَاهِيمَ وَهُوَ فِي مَا بَيْنَ النَّهْرَيْنِ قَبْلَمَا سَكَنَ فِي حَارَانَ. 3وَقَالَ لَهُ: اخْرُجْ مِنْ أَرْضِكَ وَمِنْ عَشِيرَتِكَ وَهَلُمَّ إِلَى الأَرْضِ الَّتِي أُرِيكَ. 4فَخَرَجَ حِينَئِذٍ مِنْ أَرْضِ الْكَلْدَانِيِّينَ وَسَكَنَ فِي حَارَانَ. وَمِنْ هُنَاكَ نَقَلَهُ بَعْدَ مَا مَاتَ أَبُوهُ إِلَى هَذِهِ الأَرْضِ الَّتِي أَنْتُمُ الآنَ سَاكِنُونَ فِيهَا.

الرب دعا ابراهيم مرتين:

الاولى فى أور الكلدانيين

والثانيه فى حاران، والمدة بين الاثنين خمس سنوات.

لقد وجَّه الله الدعوة لإبراهيم ليذهب لأرض الميعاد قبل أن يجيء إلى حاران, ولما وصل إلى حاران أقام فيها، فعاد الله يدعوه من جديد ليتابع السَفَر إلى حيث دعاه أولًا، وكانت المدة بين الدعوة الأولى والثانية خمس سنوات.

 

اولا معنى ذكر ابراهيم اولا

يجب ان نعرف شيئا هاما اننا نفسر الكتاب المقدس بالكتاب المقدس وان الكتاب المقدس لا يناقض بعضه وانما يعطينا صورة لما هو واقع، فحينما يقول الكتاب المقدس ان ابراهيم غادر حاران بعد موت ابيه فهو غادر حاران بعد موت أبيه فهذا نص محكم لا يحتمل اى تأويل, ومن فهمنا للغة ومنطق واسلوب الكتاب المقدس نفهم معنى ذكر ابراهيم اولا قبل هاران وناحور.

ولنفهم ذلك نعطى مثالا وهو ابناء نوح، يقول الكتاب المقدس ” وكان نوح ابن خمس مئة سنة وولد نوح ساما وحاما ويافث” (تك5: 32) والكتاب هنا يذكر سام اولا فى حين ان سام هو اصغر بنى نوح وليس اكبرهم وفى نفس الوقت يقول ان نوح انجب ابناءه وهو ابن خمس مائة عام فهل يعقل ان ينجب رجلا ثلاثة ابناء فى عام واحد؟ العقل السوى لا يقبل بذلك بل يقول ان هذا عمر تقريبى.

ونعطى مثالا اخرا، يقول الكتاب “وَبَنُو يُوشِيَّا: الْبِكْرُ يُوحَانَانُ, الثَّانِي يَهُويَاقِيمُ, الثَّالِثُ صِدْقِيَّا, الرَّابِعُ شَلُّومُ” (1اخ3: 15) فيذكر اولا يوحانان ثم يهوياقيم ثم صدقيا ومن بعده شالوم الذى يُسمى يهواحاز، فيذكر صدقيا قبل يهواحاز رغم ان يهواحاز حين ملك كان عمره ثلاثة وعشرون عاما وصدقيا كان عمره عشر سنوات!

 

هذا ليس تناقض وانما لغة ومنطق الكتاب المقديس فيذكر من كان شأنه كبيرا اولا وهو صدقيا وله دور فى الكتاب المقدس وكذلك سام ذُكر اولا لأنه سيكون والد العبرانيين الذين هم شعب الكتاب المقدس والانبياء،

كذلك ذُكر ابرام اولا لأنه سيكون ذو شان عظيم فى الكتاب المقدس فى حين ان هاران وناحور لا يأتى ذكرهم ثانية وليس لهم اى دور فى الكتاب المقدس،

اذن وكما بينا ذكر ابرام اولا لا يعنى انه الابن الاكبر وما بيناه من ادلة بالاعلى كافى لتوضيح هذه النقطة

 

ثانيا متى وُلد ابرأم؟

الكتاب المقدس يقول “وَعَاشَ تَارَحُ سَبْعِينَ سَنَةً وَوَلَدَ ابْرَامَ وَنَاحُورَ وَهَارَانَ” (تك11: 26) وقبل ان ندخل فى نقطة ميلاد ابراهيم نود ان نوضح بعض الاشياء لغويا.

“وَعَاشَ تَارَحُ سَبْعِينَ سَنَةً وَوَلَدَ” وبدورى اسأل، هل حرف الواو يفيد التتابع؟

اطلاقا، ان حرف الواو هو حرف عطف ولا علاقه بالتتابع بل حرف ” الفاء” هو الذى يفيد التتابع من حروف العطف

وهذا معنى حرف “الواو” فى معاجم اللغة العربية

 

فى معجم الغنى:

الْحَرْفُ السَّابِعُ وَالعِشْرُونَ مِنْ حُرُوفِ الهِجَاءِ، قَمَرِيٌّ (مؤ). أ. صَوْتِيّاً: شَفَوِيٌّ، يُنْطَقُ بِتَقَوُّسِ الشَّفَتَيْنِ وَانْدِفَاعِهِمَا نَحْوَ الْأَمَامِ، وهُو حَرْفٌ مَجْهُورٌ لِأَنَّ الوَتَرَيْنِ الصَّوْتِيَّيْنِ يَهْتَزَّانِ عِنْدَ النُّطْقِ بِهِ. ب. عَدَدِيّاً: تُمَثِّلُ فِي حِسَابِ الجُمَّلِ عَدَدَ سِتَّة (6). ج. مَعْنىً: أ. تَأْتِي حَرْفَ عَطْفٍ لِمُطْلَقِ الْجَمْعِ بَيْنَ الْمَعْطُوفِ وَالْمَعْطُوفِ عَلَيْهِ: “وَصَلَ الْمُعَلِّمُ وَالتِّلْمِيذُ”. ب. وَاوَ حَالٍ أَوْ وَاوَ ابْتِدَاءٍ، وَتَدْخُلُ عَلَى الْجُمْلَةِ الاسْمِيَّةِ وَالفِعْلِيَّةِ: “غَادَرَ البَيْتَ وَالشَّمْسُ مُشْرِقَةٌ” أَوْ “خَرَجَ وَقَدْ أَشْرَقَتِ الشَّمْسُ”. ج. وَاوَ اسْتِئْنَافٍ: “عَلَيْكَ أَلاَّ تَكْذِبَ وَتَحْلِفَ”. د. وَاوَ قَسَمٍ، وَتَدْخُلُ عَلَى كُلِّ مُقْسَمٍ بِهِ: “وَاللَّهِ لأُحَقِّقَنَّ أَهْدَافِي”. ه. وَاوَ مَعِيَّةٍ أَوْ وَاوَ مُصَاحَبَةٍ: “سِرْتُ وَالْجَبَلَ”، أَيْ “مَعَ” وَيُنْصَبُ الاسْمُ بَعْدَهَا عَلَى أَنَّهُ مَفْعُولٌ مَعَهُ. “لاَ تَنْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتَرْتَكِبَ الكَبَائِرَ”. و. وَاوَ رُبَّ: “وَلَيْلٍ كَمَوْجِ البَحْرِ أَرْخَى سُدُولَهُ”. (امرؤ القيس): أَيْ وَرُبَّ لَيْلٍ. ز. تَأْتِي زَائِدَةً: “مَا مِنْ أَحَدٍ إِلاَّ وَلَهُ طَمَعٌ”. وَتَأْتِي الوَاوُ ضَمِيراً لِجَمْعِ الذُّكُورِ: “خَرَجُوا”، وَتُسَمَّى وَاوَ الجَمَاعَةِ وَتَكُونُ فَاعِلاً أَوْ نَائِبَ فَاعِلٍ، أَوْ تَكُونُ اسْماً لِلأَفْعَالِ النَّاقِصَةِ، كَمَا تَأْتِي عَلاَمَةَ رَفْعٍ فِي جَمْعِ الْمُذَكَّرِ السَّالِمِ: “وَصَلَ الْمُعَلِّمُونَ”، وَعَلاَمَةَ رَفْعٍ فِي الأَسْمَاءِ الْخَمْسَةِ: “سَأَلَنِي أَبُوكَ عَنْكَ”.

 

فى المعجم الوسيط

(الوَاوُ): الحرف السابع والعشرون من حروف الهجاء، وهو مَجهُورٌ وأشبه بالحروف المتوسطة، ومخرجه من بين أوّل اللسان ووسَطِ الحنك الأَعلى. وأَصله وَيَوٌ فأَلفه مبدلة من ياء على الأَرجح، تقول: وَيَّيْت واوًا حسنة: كتبتُها. وتكون في الكلام أَصلاً كما في وَعَد، وزائدةً كما في منصور، وبدلاً كما في واو يوذّن، المبدلة من همزة يؤذّن. والواو المفردة تأتي على أوجه:

(1) العاطفة، ومعناها: مطلق الجمع، فتعطِفُ الشيءَ على مصاحبه. نحو: فَأَنْجَيْنَاهُ وَأَصْحَابَ السَّفِينَةِ، وعلى سَابِقه، نحو: وَلَقَدْ أرْسَلْنَا نُوحًا وَإِبْرَاهِيمَ، وعلى لاَحِقِه، نحو: كَذلِكَ يُوحَي إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ. ويجوز أن يكون بين متعاطفيها تقاربٌ أو تراخٍ، مثل: إِنَّا رَادُّوهُ إلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ

(2) واو الاستئناف: نحو: لِنُبَيِّنَ لَكُمْ وَنُقِرُّ فِي الأَرْحَامِ مَا نَشَاءُ.

(3) واو الحال، الدَّاخلة على الجملة الاسمية، نحو: جاءَ فلانٌ والشمسُ طالعةٌ، أَو الداخلة على الجملة الفعلية، نحو: جاءَ فلانٌ وقد طَلَعت الشمسُ.

(4) واو المفعول معه، ويُنصَبُ الاسمُ بعدَها، نحو: سِرْتُ والنِّيلَ.

(5) الواو الداخلة على المضارع المنصوب لعَطْفِ مصدره المُؤَوَّل على اسم صريح، نحو: ولُبْسُ عباءة وتَقَرَّ عيني أَو مؤول، نحو: لا تنه عن خُلقٍ وتأتيَ مثلَه

ولا بدَّ في هذا أَن يتقدّم الواو نفيٌ أَو طلب.

(6) واو القَسَم ولا تدخل إِلاَّ على مُظهر، ولا تتعلَّق إلا بمحذوف، نحو: وَالقُرْآنِ الْحَكِيمِ.

(7) واوٌ دخولها كخروجها، وهي (الزائدة) نحو: حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوابُهَا ؛ أَثبتها جماعة من النحويين. وتزاد أَيضًا بعد إلاَّ لتأْكيد الحكم المطلوب إِثباته، نحو: ما من أَحَدٍ إِلاَّ وله طمعٌ أَو حَسَدٌ.

(8) واو الثمانِية، ذكرها جماعة من الأُدباء، ومن النحويِّين، ومن المفسِّرين. زعموا أَن العرب إِذا عَدُّوا، قالوا: ستة، سبعة، وثمانية؛ إِيذانًا بأَنَّ السبعة عددٌ تامّ، وأَن ما بعدها عددٌ مستأْنَف. واستدلُّوا على ذلك بقوله تعالى: في التنزيل العزيز: سَيَقُولُونَ ثَلاَثَةٌ رَابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ، إلى قوله تعالى: سَبْعَةٌ وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ.

(9) الواو الداخلة على الجملة الموصوف بها، لتأْكيد لصوقها بموصوفها. نحو: عَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ. وقيل: هي واو الحال.

(10) واو ضمير الذكور، نحو: الرجال قاموا.

(11) واو الفصل، وهي واوٌ كتابيَّة فحسب، كواو عمرو في الرّفع والجرّ، لتفرق بينه وبين عُمَر. والواو الفارقة، كواو: أولئك وأُولِي. وتنفرد الواو، العاطفة عن سائر أحرف العطف بخمسةَ عَشَرَ حكمًا، هي:

(1) احتمال معطوفها معانيَ ثلاثة هي: عطف الشيء على مصاحبه، وعلى سابقه، وعلى لاحقه.

(2) اقترانها بإمَّا، نحو: إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا.

(3) اقترانها بلا، إن سبقت بنفي ولم يقصد المعية، نحو: ما قام زيدٌ ولا عَمْرٌو.

(4) اقترانها بلكن، نحو: قام زيد ولكن عمرو جالس.

(5) عطف المفرد السَّببيّ على الأَجنبيّ، عند الاحتياج إِلى الربط. نحو: مررت برجل قائمٍ زيدٌ وأَخوه.

(6) عطف العَقْد على النَّيِّف، نحو: أحد وعشرون.

(7) عطف الصفات المَفرَّقة، مع اجتماع منعوتها، كقول الشاعر: بكيت وما بكا رجل حزين على رَبعين مسلوبٍ وبال

(8) عطف ما حقه التثنية والجمع، كقول الفرزدق:

إِن الرزيَّة لا رزيةَ مثلُها فِقدانُ مثل محمد ومحمد

(9) عطف ما لا يُستغنَى عنه، نحو: جلست بين زيد وعمرو.

(10) عطف العامّ على الخاصّ، نحو: اغْفِرْ لِي وَلِوَلِدَيّ وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِي مُؤْمِنًا.

(11) عطف الخاصُّ على العامّ، نحو: وَإِذْ أَخَذْنَا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثَاقَهُمْ ومِنْكَ وَمِنْ نُوحٍ.

(12) عطف عامل حُذِفَ وبقي معمولُهُ، على عامل آخر يجمعهما معنًى واحد، نحو: وزجَّجْن الحواجبَ والعيونا أي: وكحَّلن العيون.

(13) عطف الشَّيء على مرادفه، نحو: إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ، و: أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ.

(14) عطف المقدَّم على متبوعه للضرورة، مثل: ألا يا نخلةً من ذاتِ عِرقٍ عليكِ ورحمةُ الله السلامُ

(15) عطف المخفوض على الجِوارِ، نحو: وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلِكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ، فيمن خَفَضَ الأَرجل

 

و فى القاموس المحيط

(الواوُ): المُفْرَدَةُ أقْسامٌ الأُولَى العاطِفَةُ لِمُطْلَقِ الجَمْع فَتَعْطِفُ الشيءَ على مُصاحِبِه فأنْجَيْناهُ وأصْحابَ السَّفينَةِ وعلى سابِقِه ولقَد أرْسَلَنا نوحاً وإبراهيمَ وعلى لاحِقِه كَذلكَ يُوحِي إليكَ وإلى الذين من قَبْلِكَ وإذا قيل قَامَ زَيْدٌ وعَمْرٌو احْتَمَلَ ثَلاثَةَ مَعانٍ وكَوْنُها اللمَعِيَّةِ راجِحٌ وللِتَّرْتيبُ كَثيرٌ ولعَكْسِه قَليلٌ وَيجوزُ أن يَكونَ بَيْنَ مُتَعاطفَيْها تَقارُبٌ أو تَرَاخٍ إنَّا رادُّوهُ إلَيْكِ وجاعِلُوه من المُرْسَلينَ وقَد تَخرُجُ الواوُ عن إفادَةِ مُطْلَقِ الجَمْعِ وذلك على أوْجُهٍ أحَدُها تَكُونُ بمَعْنَى أَوْ وذلك على ثَلاثةِ أوجُهٍ أحَدُها تكونُ بمعْناها في التَّقْسيمِ نحوُ الكَلمَةُ اسمٌ وفِعْلٌ وحَرْفٌ وبمَعْناها في الإِباحَةِ جالِسِ الحَسَنَ وابنَ سِيرينَ أي أحَدَهُما وبمَعْناها في التَّخْيير وقالُوا نَأَتْ فاخْتَرْلَها الصَّبْرَ والبُكا والوَجْهُ الثاني بمَعْنَى باءِ الجَرِّ نحوُ أنتَ أعلمُ ومالكَ وبِعْتُ الشاءَ شاةً ودِرْهَماً الثالثُ بِمعْنى لامِ التعْلِيلِ نحوُ يالَيْتَنا نُرَدُّ ولا نُكذِّبُ قالَهُ الخارَزَنْجِي الرابعُ واوُ الاسْتِثْنافِ لا تَأْكُلِ السَّمَكَ وتَشْرَبُ اللَّبَنَ فيمن رفَع الخامسُ واوُ المَفْعولِ معه كَسِرْتُ والنِيلَ السادسُ واوُ القَسَمِ ولا تَدْخَلُ إلا على مُظْهَر ولا تَتَعَلَّقُ إلا بمحذوفٍ نحوُ والقرآنِ الحكيمِ فإنْ تَلَتْها واوٌ أُخْرَى فالثانيَةُ للعَطْفِ وإلاَّ لاحْتاجَ كلٌّ إلى جوابٍ نحوُ والتّينِ والزَّيْتُونِ السابعُ واوُ رُبَّ ولا تَدْخُلُ إلاَّ على مُنَكَّرِ الثَّامِنُ الزَّائِدَةُ حتى إذا جاؤُها وفُتِحَتْ أبوابُها التاسعُ واوُ الثمانيةِ يقالُ ستَّةٌ سبعَةٌ وثمانِيَةٌ ومنه سبعةٌ وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ العاشرُ واوُ ضميرِ الذُّكُورِ نحوُ الرِّجالُ قاموا اسمٌ الأخْفَشُ والمازِنِيُّ حَرْفٌ الحادي عَشَرَ واوُ عَلامةِ المُذَكَّرِينَ في لُغَةِ طَيِّىءٍ أَو أزْدِ شَنُوأةَ أَوْ بَلْحَرِثِ ومنه يَتعاقَبُونَ فيكُمْ ملائِكةٌ بالليلِ وملائكةٌ بالنهارِ الثاني عَشَرَ واوُ الإنْكارِ نحوُ أالرَّجُلُوهْ بعدَ قَوْلِ القائِلِ قامَ الرجلُ الثالثَ عَشَرَ الواوُ المُبْدَلَةُ من هَمْزةِ الاسْتِفْهام المَضمومُ ما قَبْلَها كَقِراءةِ قَنْبُل وإليه النُّشورُ وأمِنْتُمْ قَال فِرْعَوْنُ وآمَنْتُمْ الرابعَ عَشَرَ واوُ التَّذْكِيرِ الخامِسَ عَشَرَ واوُ القَوافِي السادِسَ عَشَرَ واوُ إلاشْبَاعِ كالبُرْقَوعِ السابعَ عَشَرَ مَدُّ الاسْمِ بالنِّداءِ الثامنَ عشَرَ الواو المُحَوَّلَةُ طُوبَى أصْلُها طُيْبَى التاسِعَ عَشَرَ واواتُ الأبْنِيَةِ كالجَوْرَبِ والتَّوْرَبِ العِشْرونَ واوُ الوَقْتِ وتَقْرُبُ من واوِ الحالِ اعْمَلْ وأنْتَ صَحِيحٌ الحادي والعِشرونَ واوُ النِسْبَةِ كأََخَوِيٍّ في النِسْبَةِ إلى أخٍ الثاني والعِشرونَ واوُ عَمْرٍو لتَفْرِقَ بينَه وبين عُمرَ الثالثُ والعشرونَ الواوُ الفارِقَةُ كواوِ أُولئِكَ وأُولَى لِئَلاَّ يَشْتَبِهْ بإلَيْكَ وإلى الرابعُ والعِشرونَ واوُ الهَمزةِ في الخَطِّ كهذه نِساؤُكَ وشاؤُكَ وفي اللَّفْظِ كحَمْراوانِ وسَوْداوانِ الخامسُ والعِشرونَ واوُ النِداءِ والنُّدْبةِ السادسُ والعِشرونَ واوُ الحالِ أتَيْتُه والشمسُ طالِعةٌ السابعُ والعِشرون واو الصَّرْفِ وهو أن تأَتِيَ الواوُ معطوفةً على كَلاَمٍ في أوَّلِه حادِثةٌ لا تَسْتَقيمُ إعادتُها على ما عُطِفَ عليها

 

و بنفس ما سبق جاء فى لسان العرب ومختار الصحاح

هل فيما سبق شىء يفيد التتابع؟؟؟

بالطبع لا

اذن نصل الا ان قول الكتاب “وَعَاشَ تَارَحُ سَبْعِينَ سَنَةً وَوَلَدَ” لا يفيد بتتابع الفعل ولد على ما سبق اطلاقا وبنفس ما قلنا ينطبق ايضا على قول الكتاب “ابْرَامَ وَنَاحُورَ وَهَارَانَ” فالواو لا يفيد التتابع مما يُسقط الشبهة من الاساس بأن ابرام وناحور وهاران وُلدوا فى نفس السنة الامر الذى يستحيل عقلا ولغة وكتابيا كما بينا من شيوع اطلاق ولادة البنين فى نفس السنة كنوع من التقريب.

 

ندخل فى نقطة ميلاد ابرام

بعد ان بينا استحالة ميلاد ابرام مع اخويه فى نفس السنة نرى قول الكتاب “فَخَرَجَ حِينَئِذٍ مِنْ أَرْضِ الْكَلْدَانِيِّينَ وَسَكَنَ فِي حَارَانَ. وَمِنْ هُنَاكَ نَقَلَهُ بَعْدَ مَا مَاتَ أَبُوهُ إِلَى هَذِهِ الأَرْضِ الَّتِي أَنْتُمُ الآنَ سَاكِنُونَ فِيهَا” (أع7: 4) وهنا نسأل، هل قال الكتاب المقدس بأن ابراهيم خرج من حاران قبل وفاة أبيه؟!

 

على العكس، ان الكتاب المقدس يصرح بأن ابراهيم خرج بعد وفاة ابيه فنقرأ “وَكَانَتْ ايَّامُ تَارَحَ مِئَتَيْنِ وَخَمْسَ سِنِينَ. وَمَاتَ تَارَحُ فِي حَارَانَ” (تك11: 32) ثم فى الاصحاح التالى نقرأ قول الكتاب “وَقَالَ الرَّبُّ لابْرَامَ: «اذْهَبْ مِنْ ارْضِكَ وَمِنْ عَشِيرَتِكَ وَمِنْ بَيْتِ ابِيكَ الَى الارْضِ الَّتِي ارِيكَ” (تك12: 1) اذن سفر التكوين يُصرح بأن تارح مات اولا، ثم خرج ابراهيم من حاران، وايضا سفر اعمال الرسل يُصرح بأن ابراهيم خرج من حاران بعد موت أبيه، فهل يبقى شيئا يُحتج به؟

 

اذن لنرى المعطيات التى بين ايدينا

يصرح سفر التكوين وسفر اعمال الرسل ان ابراهيم خرج من ارض حاران بعد موت ابيه، فى حين ان ابراهيم خرج من ارض حاران وهو ابن خمسة وسبعون عاما (تك12: 14)

و يصرح لنا الكتاب المقدس ان تارح مات وهو ابن مائتين وخمسة سنة (تك11: 32)

وقد بينا واثبتنا ان ذكر ميلاد الابناء فى عام واحد هو من المجازات المُستعملة فى الكتاب المقدس واثبتنا ذلك عقليا ولغويا وكتابيا

اذن من ذلك نرى ان تارح انجب ابراهيم وهو ابن مائة وثلاثين عاما كما قلنا قبلا.

 

ثالثا معنى استعجاب ابراهيم

ان هذه النقطة هى الوحيدة التى يُمكن اعتبارها منطقية من اقوال المشبهين الذين يقولون كيف استعجب ابراهيم ان يولد له ابن وهو عمره مائة عام؟ وهنا سنضع ردا مختصرا عليها

1-) متوسط اعمار الانجاب فى العصور القديمة

انجب أدم ابنه شيث بعد مائة وثلاثين عاما ثم عاش بعد ذلك ثمانى مئة سنة وكان مازال يُنجب (تك5: 3) وكذلك انجب شيث بعد مائة وخمسون عاما ثم عاش ثمانى مئة وسبع سنين وانجب فيهم ايضا (تك5: 7) وكذلك انوش وو قينان ومهلائيل ويارد واخنوخ ومتوشالح ولامك (راجع الاصحاح الخامس من سفر التكوين لترى ذلك تفصيليا) نجد ان متوسط الاعمار هو من خمسمائة سنة الى تسعمائة سنة ومع طول العمر يزيد متوسط عمر الانجاب فنرى ان متوسط عمر الانجاب كبير جدا واقل شىء هو سبعون عاما وما بعد ذلك الى ان نصل الى تسعامئة عام على الاقل، فنوح كمثال انجب ابناءه وهو فى القرن السادس من عمره أفيستحيل أن يلد تارح وهو ابن مائة وثلاثون عاما؟

 

2-) استعجاب ابراهيم

يقول الكتاب “فَسَقَطَ ابْرَاهِيمُ عَلَى وَجْهِهِ وَضَحِكَ وَقَالَ فِي قَلْبِهِ: «هَلْ يُولَدُ لِابْنِ مِئَةِ سَنَةٍ؟ وَهَلْ تَلِدُ سَارَةُ وَهِيَ بِنْتُ تِسْعِينَ سَنَةً؟»” (تك17: 17) وليتنا ندقق فى النص أكثر فقول ابراهيم هو “هَلْ يُولَدُ لِابْنِ مِئَةِ سَنَةٍ؟” ابراهيم لم يقل انه لا يستطيع الانجاب بل انه يقول كيف يوُلد لرجل ابن مائة عام وزوجته بنت تسعون عاما فهذا هو المستحيل ليس ان يلد رجلا ابن مائة عام وانما ان تلد امرأة بنت تسعون عاما لذلك قال الكتاب “َهَلْ تَلِدُ سَارَةُ وَهِيَ بِنْتُ تِسْعِينَ سَنَةً؟” وايضا يُعضد هذا القول قول الكتاب “وَكَانَ ابْرَاهِيمُ وَسَارَةُ شَيْخَيْنِ مُتَقَدِّمَيْنِ فِي الايَّامِ وَقَدِ انْقَطَعَ انْ يَكُونَ لِسَارَةَ عَادَةٌ كَالنِّسَاءِ” (تك18: 11) فلم يقل الكتاب ان الاستحالة هى بسبب ابراهيم وانما بسبب سارة لأن دورتها الشهرية (العادة المقصودة هنا) كانت قد انقطعت ومن ثم حدثت المعجزة وأنجبت

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي