الفصل الرابع


القمص متى المسكين وخاتمة مرقس

 

حرب من جانب واحد قامت، حرب من طرف واحد، ولو هب الطرف الآخر لمحى اعداؤه من هذا الوجود. لكنه لم يفعل، آثر الصمت والسكوت رغم كل ما نُسب إليه!

 

القمص متى المسكين





[1]




+ وُلد عام 1919

+ تخرج من كلية الصيدلة عام 1943

+ اشتغل في المهنة حتى سنة 1948

+ كان يمتلك صيدلية في دمنهور.

+ سمع صوت الرب وأطاعه.

+ باع كل ما يملك ووزعه على الفقراء ولم يحتفظ إلا بثمن التذكرة ذهاب.

+ ترهبن في دير أنبا صموئيل في الصعيد يوم 10 أغسطس 1948 [اختار هذا الدير لأنه كان أفقر دير وأبعد دير عن العمران وأكثرهم عزلة].

+ كان يطوي الليالي في قراءة الكتاب المقدس بتعمق شديد وفي الصلاة والتسبيح حتى الصباح. وهناك بدأ يخط أولى صفحات أهم وأول كتبه وهو كتاب: ”حياة الصلاة الأرثوذكسية“ (الذي صدر عام 1952، ونُقِّح وزيد عام 1968، وترجم ونُشر بالفرنسية عام 1977، وبالإيطالية عام 1998، ثم بالإنجليزية ونُشر بواسطة دار نشر ٍ
SVS
التابعة لمعهد سانت فلاديمير اللاهوتي بنيويورك عام 2002).

+ سرعان ما هزلت صحته بسبب فقر الدير الشديد، ولكنه أجبر على الانتقال إلى دير السريان وادي النطرون (سنة 1951). وهناك تقبَّل نعمة الكهنوت رغماً عنه.

+ عاش متوحداً في مغارة وسط الصخور بعيداً عن الدير، وبعد سنتين، كلف أن يصير أباً روحياً لرهبان الدير وعلى الأخص للشباب المتقدم للرهبنة حديثاً. وهكذا صار رائداً للنهضة الرهبانية في الكنيسة القبطية في هذا الجيل.

+ أرجع الرهبنة إلى حياتها الأولى وأحيا من جديد روح الآباء النساك الأوائل بحياته الروحية والنسكية على أعلى مستوى، بالإضافة إلى روح أبوة وتلمذة وتدبير لأول مرة في برية الأسقيط منذ عصر الآباء الأوائل، مما جمع الشباب المسيحي حوله. ومن هنا بدأت أول جماعة رهبانية في العصر الحديث متتلمذة على أب روحي واحد كما كانت الرهبنة في بدء تكوينها.

+ ظل يدبر هذه الجماعة الرهبانية الأولى وهو في مغارته بعيداً عن الدير. لمدة سنتين (1952-1954). وهناك أكمل أول كتاب له: ”حياة الصلاة الأرثوذكسية“. (الذي تم الانتهاء من الطباعة في يوم الأربعاء 7 أكتوبر 1953، ونُقِّح وزيد عام 1968، وتُرجم للإنجليزية ونُشر بواسطة دار نشر
SVS
التابعة لمعهد سانت فلاديمير اللاهوتي بنيويورك عام 2002، كما نُشربالفرنسية عام 1997 وبالإيطالية عام 1999م).

+ في 1954 اختاره بابا الإسكندرية الأنبا يوساب الثاني (1946-1956) وكيلاً له في مدينة الإسكندرية (بعد أن رفع درجته الكهنوتية إلى إيغومانس “قمص”) حيث مكث حوالي سنة وشهرين (مارس 54-مايو 55) هناك، ترك في شعبها أثراً روحياً عميقاً ما زال ظاهراً حتى اليوم في إكليروس وشعب الكنائس القبطية في الإسكندرية (حوالي 40 كنيسة).

+ إلا أنه في أوائل عام 1955 آثر العودة إلى مغارته بالدير ليكمل حياته الرهبانية في الوحدة والسكون، أُقيل (تلغراف من أنبا يوساب) وعاد إلى دير السريان. وآنذاك ازداد الإقبال على التتلمذ له في طريق الرهبنة.

+ في الجمعة 20 يوليو 1956 ترك دير السريان إلى ديره القديم (الأنبا صموئيل) طلباً لمزيد من الخلوة والهدوء. فتبعه تلاميذه الجدد إلى هناك.

+ ظل هناك 3 سنين رُشح خلالها للمرة الأولى ليكون بطريركاً.

+ في عام 1960 (29 يناير 1960 – فجر سبت لعازر 9 أبريل 1960) عاد هو وتلاميذه إلى دير السريان استجابة لطلب البابا القبطي الجديد البابا كيرلس السادس (1959-1971)، لكنهم آثروا أن يرجعوا إلى حياة الوحدة والهدوء والكامل للحفاظ على روح الرهبنة الأولى.

+ فذهبوا إلى صحراء وادي الريان 11 أغسطس 1960 (تبعد 50 كيلو عن أقرب قرية مأهولة بالسكان في محافظة الفيوم – في عمق الصحراء). وعاشوا هناك في كهوف محفورة في الجبال، حفروها بأيديهم، بحياة مشابهة تماماً وفي كل شيء لحياة آباء الرهبنة الأوائل أنطونيوس ومقاريوس. واستمروا هكذا 9 سنين.

+ ازدادت جماعتهم الرهبانية بالرغم من انقطاع كل صلة بينهم وبين العالم.

+ في هذه الفترة، ألَّف كتباً روحية كثيرة ما زال يقرأها حتى الآن الشباب المسيحي في مصر والشرق الأوسط ويتأثرون بها.

+ في سنة 1969 دعاه البابا كيرلس السادس مع جماعته الرهبانية (12 راهباً) للانتقال إلى دير أنبا مقار (منتصف المسافة من القاهرة والإسكندرية) بوادي النطرون (من القرن الرابع) الذي كانت الحياة الرهبانية فيه توشك أن تنطفئ وعهد إليه بمهمة تعمير الدير وإحياء الحياة الرهبانية في الدير من جديد. لم يكن فيه أكثر من خمسة رهبان (مسنين ومرضى) ومباني الدير توشك أن تتساقط.

+ من هذا التاريخ بدأت النهضة العمرانية والنهضة الرهبانية الجديدة الملازمة لها.

+ أصبح في الدير فى عام 2006 حوالي 130 راهباً.

+ اتسعت مساحة الدير ستة أضعاف المساحة الأصلية بحيث تتسع لمائة وخمسين راهباً.

+ أصبح الدير محجّاً للزائرين ليس من مصر وحدها بل ومن كل العالم.

+ استمرت حركة التأليف الديني مستمرة وأصبح له أكثر من 180 كتاباً بخلاف ما ينشره من مقالات في مجلات وجرائد دورية (أكثر من 300 مقالة).

+ في عام 1988 بدأ في تأليف شروحاً لبعض أسفار العهد الجديد صدرت في 16 مجلد تتسم بالشرح الأكاديمي والتفسير الروحي واللاهوتي. ويتراوح حجم هذه التف
ا
سير ما بين 500 – 800 صفحة. وكان قد سبق أن ألَّف مجلداً ضخماً عن القديس أثناسيوس الرسولي سيرة حياته وجهاده ولاهوته (800 صفحة)، ومجلداً عن الرهبنة القبطية في عصر القديس أنبا مقار (800 صفحة)، ومجلداً عن سر الإفخارستيا (700 صفحة)، ومجلداً عن حياة القديس بولس الرسول ولاهوته.

+ بعض هذه الكتب والمقالات تُرجم إلى اللغات الإنجليزية والفرنسية والألمانية والإيطالية والروسية واليونانية والإسبانية والهولندية والبولندية (بلهجاتها).

+ ظل حتى وهو على فراش المرض في سن السابعة والثمانين يكتب ويؤلف. وقد أصدر 4 أجزاء من أحدث كتاباته سلسلة بإسم ”مع المسيح“ في هيئة مقالات تأملية في الإنجيل لتعليم وتعزية الشعب المسيحي في مصر والعالم، ويجري حالياً ترجمتها إلى الإنجيليزية.

 

القمص متى المسكين وخاتمة مرقس

كتب ابينا الفاضل متى المسكين فى عام 1996 تفسيراً علميا روحيا رائعا للإنجيل الثانى، وحينما وصل الى شرح الإصحاح السادس عشر، كتب فى مقدمته التالى





[2]





:

 

” نجد في إنجيل ق. مرقس الآيات (1: 16-8) مسجَّلة بقلمه وروحه وقد شرحناها. أمَّا الآيات الاثنتا عشرة الباقية (9: 16-20) فقد أثبتت أبحاث العلماء المدققين أنها فُقدت من الإنجيل، وقد أُعيد كتابتها بواسطة أحد التلاميذ السبعين المسمَّى بأريستون. وهذا التلميذ عاش في القرن الأول. وهذه الآيات الاثنتا عشرة جمعها أريستون من إنجيل ق. يوحنا وإنجيل ق. لوقا ليكمِّل بها القيامة. هذه الآيات لم نتعرَّض لها ولم نشرحها، ولكن أعطينا عوضاً عنها شرحاً مفصَّلاً لمعنى القيامة وحقيقتها الروحية بل وسرها أيضاً.”

 

ثم فسر الإصحاح حتى العدد التاسع وأتبع تفسيره للأعداد بمقالة عن القيامة بشكل عام.

 

قامت الدنيا ولم تقعد من ساعتها، رغم ان احداً لم يُكلف نفسه ابدا فى سؤاله عن رأيه، وياليت شعرى قابلته وسمعت منه رأيه وفهمت منه مضمون كلماته، ولكن لم يسمح الله. ولكننا نشكر الرب يسوع على ان مازال معنا فى هذا العالم تلاميذه وابناءه فى الرهبنة فى دير القديس انبا مقار بصحراء شيهيت!

 

كنت افكر مثل البقية من المسيحيين وغير المسيحيين حتى ان هذا الفضل فى المسودة الأولى من هذا الكتاب كان إعتيادياً مثل بقية الهجوم على فكر أبينا متى المسكين حول الخاتمة، دون فحس وتمحيص، للأسف. الى ان جال بخاطرى فكر اثناء تحديث مقال “و مازالت الزانية تتحدى”، حينما قرأت دفاع الأب متى المسكين عن قصة المرأة الزانية فى انجيل يوحنا الإصحاح الثامن!

 

لو إفترضنا وجود مجال لرفض الوحى، فأيهم أحق بالرفض، خاتمة مرقس ام قصة المرأة الزانية؟ خاتمة مرقس الشواهد اليونانية ضدها مخطوطتين فقط وحتى هاتين المخطوطتين، أثبتنا سابقا ان نساخهما يعرفان الخاتمة، اما قصة المرأة الزانية فإن 15% من المخطوطات اليونانية لا تحتوى عليها، ومع هذا دافع عنها ابونا متى المسكين





[3]





!!!!

 

ليس هذا فحسب، المشكلة النصية الشهيرة بنص (1 يو 5: 7)، الشواهد التى لها لا تكاد تُذكر بجانب الأدلة ضدها، ومرة اخرى خاتمة مرقس لا يوجد سوى شاهدين يونانينين ضدها وسأفترض ان ابينا لم يصل الى معرفة ان نُساخهما يعرفون الخاتمة، فهما فى النهاية شاهدين فقط فى حين ان نحو 500 مخطوطة لرسالة يوحنا الأولى لا تحتوى على نص الكوما (1 يو 5: 7)، فتأمل موقف الأب متى المسكين العجيب من المرور على هذه المشكلة النصية مرور الكرام وشرحها بشكل روحى عقيدى عادى جدا





[4]




!!!!!

 

سألت نفسى، كيف من يُدافع عن قصة المرأة الزانية، يرفض الخاتمة؟ وكيف من يقبل تفسير وشرح آية (1 يو 5: 7) يرفض تفسير خاتمة مرقس مُعتبراً إياها ليست وحياً من الإنجيل؟!

 

زادت حيرتى هذه اكثر فأكثر حينما أرى ان ابينا القمص متى المسكين يُصرح بما لا لبس فيها ان كاتب الخاتمة هو اريستون أحد الرسل السبعين!!!!!!!

 

كاد عقلى يشت، لولا أن هدانى الله بطريقة المُصادفة الى أحد آباء دير القديس انبا مقار وهو أحد تلاميذه والعاملين معه، ومن ضمن مجموعة الأباء الرهبان الذين يضع ابينا القمص متى المسكين اسمائهم فى بداية كل عمل له تحت عنوان “اعتراف بالفضل لذويه”….

 

أيعقل ان هذا العلامة يقبل قصة المرأة الزانية بل ويُدافع عنها ايضا ويُفسرها، ويرفض الخاتمة؟! أيعقل انه يرحب بتفسير وشرح فاصلة يوحنا ويرفض تفسير الخاتمة؟!

 

صراحةً انا لم اجد تفسيراً واحداً لهذا الموقف سوى شىء واحد، أن ابينا الفاضل أراد ان يُفسر فقط كلمات القديس مرقس الرسول، أراد ان يُفسر ما خطه مرقس الرسول بيده فى هذا الكتاب، لا أن يُفسر ما كتبه يوحنا ولا ما كتبه بطرس ولا ما كتبه بولس… ولا ما كتبه أريستون!

 

لأنه لديه قناعة ذاتية بإن كاتب هذه الأعداد هو اريستون فلم يُفسر هذه الأعداد، ليس لأن هذه الأعداد ليست قانونية ولا وحياً من الله، بل لأن كاتبها هو اريستون وليس مرقس.

 

قد يقول قائل، ما الفرق بين مرقس وبين اريستون؟ أليس كلاهما مُوحى له من الله؟ نعم، كلاهما مُوحى له من الله، ولكن ايضا يُوحنا وبولس وبطرس ويعقوب ويهوذا وكل كتبة اسفار العهد الجديد مُوحى لهم من الله، فهل ابونا متى المسكين او اى شخص مُلزم ان يفسر انجيل يوحنا وهو قد عزم أن يُفسر ويشرح انجيل مرقس؟! الإثنان واحداً، لا فرق بين يوحنا وبين بطرس، ولكن المُراد تفسيره هو انجيل مرقس، هو ما كتبه مرقس، هو ما خطه مرقس بنفسه وليس ما اُضيف لاحقاً للإنجيل من قِبل أريستون!!!

 

لم أجد حلاً لهذا التناقض الغريب السابق ذكره حول الخاتمة وقصة الزانية والفاصلة سوى هذا التفسير فقط، فكرت كثيراً ولم اجد.

 

رسالة من أحد تلاميذ القمص متى المسكين

لم يُحب ان أذكر اسمه فى الكتاب وخضوعاً لرغبته ومحبته لن اذكر الإسم، ولكنى لن انسى ابدا فضله علىّ فى الوصول الى حقيقة معنى كلام ابينا متى المسكين، وكذلك السماء لن تنساه ابداً!!!!

 

فى وسط حيرتى هذه حول موقف ابونا متى من الخاتمة، وقلقى الدائم ألا اظلمه فيكفى ما لاقاه الرجل بحياته، هدانى الله الى أحد رهبان دير القديس انبا مقار واستطعت الإتصال بهذا الأب الراهب فسألته عن موقف ابينا متى المسكين من الخاتمة، وشرحت له فكرى حول ان ابينا الفاضل القمص متى المسكين لم يُفسر الخاتمة ليس لأنه يرفض وحيها ولا يرفض قانونيتها ولكن لأنه يريد تفسير ما كتبه مرقس فقط وليس ما كتبه يوحنا.

تفا
ج
ئت حينما وجدت ابى الراهب يقول لى بالحرف: “
أشكر الله على النتيجة التي وصلتم إليها وهي تماماً حسب علمي ما كان يؤمن به أبونا متى، فهو أراد فقط أن يفسر كلام القديس مرقس، لذلك ألحق الكلام بمقالة عن القيامة عموماً بسبب تشابه هذا الجزء مع باقي الأناجيل في موضوع القيامة.

ويمكنكم مراجعة استشهاد أبونا متى بنهاية إنجيل مرقس في كلامه عن القيامة في كتاب القيامة والصعود.”!!!!

 

نعم عزيزى القارىء، المسيحى قبل غير المسيحى، لم يُنكر ابونا العلامة الفاضل متى المسكين قانونية خاتمة مرقس، بل على العكس لقد آمن أنها رسولية وقانونية وخرجت من أريستون الرسول المساوى لمرقس فى المرتبة الرسولية، كل ما فى الأمر انه اراد تفسير ما كتبه مرقس فقط وليس ما كتبه اريستون ايضا!!!!

 

و فى رسالة لاحقة، أرسل لى ابى الراهب هذه الرسالة التى كتبها لى تعليقاً على موقف ابونا متى المسكين من الخاتمة، ولأنه طلب عدم ذكر إسمه فإننا ننشرها تحت اسم “رسالة من راهب من دير أنبا مقار” عنونها جنابه بإسم ”
تعليق على نهاية إنجيل مرقس 16: 9-20″، حيث يقول أبى الراهب ما يلى:

 


يقول الأب متى المسكين في تفسيره لإنجيل القديس مرقس ص 622:

الآيات الاثنتا عشر الباقية (16: 9-20) فقد أثبتت أبحاث العلماء المدققين أنها فُقدت من الإنجيل، وقد أعيد كتابتها بواسطة أحد التلاميذ السبعين المسمََّى بأريستون. وهذا التلميذ عاش في القرن الأول. وهذه الآيات الاثنتا عشر جمعها أريستون من إنجيل ق. يوحنا وإنجيل ق. لوقا ليكمِّل بها القيامة.

 

هنا يقرر الأب متى المسكين أن هذه الآيات رسولية، أي أن كاتبها واحدٌ من السبعين رسولاً، أي مثله مثل القديس مرقس كاتب باقي الإنجيل. كما أن اعتماد هذا الرسول على إنجيلي يوحنا ولوقا لا يعيبه ولا يشكك في قانونية هذا الجزء من الإنجيل، فقد أقر معظم العلماء، بل والآباء أيضاً، أن القديسين متى ولوقا قد اعتمدا على إنجيل القديس مرقس أثناء كتابتهما لإنجيليهما، وهذا بالطبع لم يقلل من شأن هذين الإنجيلين، أو يشكك في قانونيتهما.

 

وبالرغم من أن الأب متى المسكين لم يورد تفسيراً لهذه الآيات في موضعها من مؤلفه، إلا أنه ذكرها عدة مرات في نفس هذا الكتاب صفحة 70، 71، 155 على سبيل المثال، مما يثبت أنه لم يكن يشك في قانونية هذه الآيات. كما أنه استشهد بها مئات المرات في باقي كتاباته، انظر مثلاً تفسيره لباقي
أسفار العهد الجديد
(فهرس الآيات في نهاية أي كتاب)






[5]





.

 

وإذا نظرنا إلى تفسيره لإنجيل مرقس، نجد أنه كتبه عام 1996م، ثم في عام 2000م قام بتأليف كتاب عن المعمودية بعنوان: المعمودية الأصول الأولى للمسيحية، نجد أنه قد افتتح كتابه هذا بآية القديس مرقس: «من آمن واعتمد خلص، ومن لم يؤمن يدن» (مر 16: 16) (انظر افتتاحية كتاب المعمودية ص 10)، وهي من الآيات محل النقاش
، ثم كرّر الاستشهاد بها في ص 26 وص 267.
وهذا دليل على عدم شكه في قانونية هذه الآيات. بل ويعود في آخر كتاباته على الإطلاق، وهو كتاب مع المسيح (أربعة أجزاء) ويورد بعض هذه الآيات (جزء 1 ص 214، جزء 4 ص 249، 263، 310). مع العلم أن هذه الكتب قام بكتابتها عام 2006، أي في العام الذي انتقل فيه إلى السماء، وقد أوردنا هذه الشواهد بالذات لئلا يظن أحدٌ أنه غيَّر رأيه في هذه الآيات بعد دراسته لآراء العلماءالناقدين
عن إنجيل القديس مرقس.

 

لقد كان الأب متى المسكين يكتب تفسيراً لأقوال القديس مرقس، وعندما أتى إلى نهاية الإنجيل، وهو الجزء الذي يتكلم عن أحداث القيامة وظهور الرب للتلاميذ، وجد أن هذا الجزء
مقتبس من باقي الأناجيل بواسطة أحد التلاميذ السبعين،
فاستكمالاً للفائدة أورد مقالة كاملة عن القيامة وذلك منعاً للتكرار وليس تشكيكاً في قانونية هذه الآيات.

 

ملحوظة أخيرة: يجب أن نفرق بين قانونية الأسفار المقدسة، وبين إثبات من هو كاتب هذه الأسفار.

فإذا خرج علينا العلماء اليوم، أو بعض الآباء قديماً، برأي أن القديس بولس ليس هو كاتب الرسالة إلى العبرانيين، أو أن القديس بطرس ليس هو كاتب الرسالة الثانية مثلاً، فهذا لا يشكك في قانونية الرسالة إلى العبرانيين أو في الرسالة الثانية للقديس بطرس، ولا يشكك في صحة الوحي لهما. فقد قبلت الكنيسة منذ البدء هذه الرسائل كرسائل قانونية في الكتاب المقدس دون النظر فيمن هو كاتبها. نفس الشيء ينطبق على نهاية إنجيل مرقس، فقد قبلت كل الكنائس هذه الآيات كجزء قانوني مكمل لإنجيل مرقس، بغض النظر عن كاتبها الأصلي، هل هو مرقس الرسول أو أي رسول آخر من تلاميذ الرب يسوع
المسيح. وهذا بعينه كان رأي الأب متى المسكين، فهو كما رأينا كان يستشهد بهذه الآيات في كافة كتاباته اعترافاً منه بقانونيتها، غير أنه لم يُدرجها في شرحه لإنجيل القديس مرقس على اعتبار أنها ليست مكتوبة بواسطة هذا القديس. وكونه لم يشرح هذه الآيات ليس معناه أنه ”حذفها“ من الإنجيل، فعلى سبيل المثال هو أيضاً في شرحه لسفر أعمال الرسل أوقف شرحه عند الأصحاح الخامس عشر على اعتبار أن بقية هذا السفر تختص بأسفار القديس بولس التي سبق أن شرحها في كتاب آخر
، وليس هذا معناه أنه
”حذف“ هذه الأصحاحات لكونه لم يشرحها. وفيما يخص رأيه في نهاية إنجيل مرقس يكفينا أن نعرف أنه يستشهد بهذه الآيات منذ كتاباته المبكِّرة (مثل مقال ”عيد القيامة يوم الخليقة الجديدة“ سنة 1973) وحتى آخر ما كتب سنة 2006.”

 

إنتهى نص الرسالة، ولا أعرف بما اقول وبما اتكلم، فالرسالة واضحة وضوح الشمس فى ضحاها.

 

و نُكرر مرة أخرى، لم يرفض ابانا القمص متى المسكين مُطلقاً قانونية ووحى الخاتمة، انما كل ما أراده هو ان يُفسر كلمات مرقس فقط وليس كلمات اريستون، ليس معنى هذا ان الخاتمة ليست قانونية، ولكن معنى هذا ان الخاتمة كتبها اريستون وليس مرقس، وهو الامر الذى بالفعل يؤمن به الكثيرين والسواد الأعظم من علماء النقد النصى ينسبون هذه الخاتمة الى اريستون.

 

اما عن قول ابونا القمص متى المسكين





[6]




: ” بهذا يرتاح ضميري إذ أكون قد قدَّمت للقارئ مفهوماً حقيقياً عن القيامة بما يتناسب مع الجزء الضائع من نهاية إنجيل ق. مرقس، بل ربما يكون هذا القديس البارع قد قصد أن يترك الحديث عن القيامة غير منتهٍ كدعوة منه لقارئ إنجيله أن يمتد بالتأمل الحر في معنى القيامة فوق ما تستطيع الألفاظ والكلمات أن تعبِّر عنه. هذا هو رأينا في معنى الجزء الناقص من الأصحاح السادس عشر في إنجيل ق. مرقس كما يراه قبطي عاش إنجيل ق. مرقس وأحبَّه، بل عشقه.”.

 

فإن ما يُزعج المسيحيين وغير المسيحيين، هو قول ابينا “يرتاح ضميرى”، فإنه لا يُفهم منه سوى صحة نسب الخاتمة التى بين أيدينا الى كاتبها الحقيقى. ليس ان ابينا الفاضل يُتعبه ضميره من وجود هذا الجزء القانونى المُوحى به والذى هو بنفسه أقر بوحيه وقانونيته ورسوليته، بل لأن ابينا الفاضل يرى ويؤمن، كغالبية علماء النقد النصى، أن هذا النص كتبه اريستون وليس مرقس، فيرتاح ضميره بصحة نسب هذا الجزء الى صاحبه الحقيقى أريستون كما يراه ابونا القمص متى المسكين. وأعود فأكرر، مرقس او اريستون فلا فرق مُطلقاً، وليس معنى إيمانى او إيمان غيرى ان كاتب الخاتمة هو مرقس، ان المؤمنين بأن أريستون هو كاتب الخاتمة انهم على خطأ، لم نقول هذا ولا نقدر ان ندعى هذا ابداً، فلا أحد يحتكر الحقيقة.

 

القيامة كما رآها القمص متى المسكين

دعونى أضع بين ايديكم رؤية ابونا متى المسكين لقيامة المسيح، والذى فيه يتناسب بشكل كبير جدا مع ما ورد فى خاتمة الإنجيل





[7]




:

 

“إن رؤية القيامة لا تعتمد على قوى البصر العادية، وتدخُّل الوعي البشري بمراكزه الحسِّية المعروفة، ولكنها حالة انفتاح الوعي الروحي الذي يستمده الإنسان مما هو فوق الطبيعة من قوى غير حسية أو مادية، وهي موهبة لا تُعطى بمعيار واحد للناس، لكن لكل إنسان تُعطى موهبة الرؤية ليرى بقدر إيمانه واستعداده وخبراته الروحية السابقة. وليس ذلك فقط، بل أيضاً المسيح في حالة قيامته يمكن أن يرتفع بإرادته بحالة من الشفافية فلا يُرى على الإطلاق لأي بصيرة روحية، ويمكنه أيضاً أن يخفِّض من حالة شفافيته حتى يمكن لإنسان عادٍ أن يراه وكأنه إنسان عادٍ. كما استخدم المسيح هذه القدرة الفائقة عندما دخل إلى التلاميذ في العلِّية مساء الأحد والكل مجتمعون، دخل والأبواب مغلقة بقدرة شفافيته الفائقة وظهر أمامهم بجسده العادي، ذلك بعد أن خفَّض من شفافيته تماماً – ذلك بعد أن أخفق الكثيرون في التعرُّف عليه وهو في حالة قيامته الفائقة. وإمعاناً في تعريفهم بالقيامة الحقيقية لجسده الحقيقي أراهم جسده: » جاء يسوع ووقف في الوسط وقال لهم سلام لكم. ولمَّا قال هذا أراهم يديه وجنبه (في وضعهما الطبيعي تماماً) ففرح التلاميذ إذ رأوا الرب «(يو 20: 19و20).

 

ثم عاد بعد أسبوع وفي نفس الميعاد والمكان وظهر خصيصاً لتوما الذي لم يكن قد رآه في الأسبوع السابق: » ثم قال لتوما هات أصبعك إلى هنا، وأبصر يدي، وهات يدك وضعها في جنبي ولا تكن غير مؤمن بل مؤمناً. أجاب توما (بعد أن وضع يده ولمس جروح الجسد) وقال له ربي وإلهي. قال له يسوع: لأنك رأيتني يا توما آمنت. طوبى للذين آمنوا ولم يروا. «(يو 20: 27و29).

 

بل وظهر مرَّة أخرى بجسده الطبيعي محسوساً بلحمه وعظامه ذلك بعد أن خفَّض المسيح من شفافيته نهائياً فبدى إنساناً عادياً: » وفيما هم يتكلَّمون بهذا وقف يسوع نفسه في وسطهم وقال لهم: سلام لكم. فجزعوا وخافوا وظنوا أنهم نظروا روحاً. فقال لهم: ما بالكم مضطربين ولماذا تخطر أفكار في قلوبكم. انظروا يدي ورجليَّ (والجروح التي فيها) إني أنا هو. جسُّوني وانظروا فإن الروح (الشفاف) ليس له لحم وعظام كما ترون لي. وحين قال هذا أراهم يديه ورجليه «(لو 24: 36-40). بل وأعطاهم المسيح تأكيداً أنه قام بجسده وكل ما للجسد الطبيعي من إمكانيات حتى الأكل والشرب هكذا: “وبينما هم غير مصدقين من الفرح ومتعجبون قال لهم: أعندكم ههنا طعام فناولوه جزءاً من سمك مشوي وشيئاً من شهد عسل. فأخذ وأكل قدَّامهم.” (لو 24: 41-43) هذا هو الدخول الكامل في حالته الأُولى بعد أن خفَّض من شفافيته نهائياً.

 

بهذا يكون المسيح قد أعلن ما هو جسد القيامة، إذ برهن لهم أنه جسده الأول تماماً بكل إمكانياته، ولكنه في حالة تجلٍ كامل وشفافية فائقة. فهو لا يُرى ويُرى بآن واحد، وذلك بحسب إرادة المسيح وقدرة الإنسان على الرؤيا. بمعنى أنها حالة جديدة متطورة من الحالة الطبيعية الأُولى إلى حالة فائقة للطبيعة ذات مواصفات جديدة وإمكانيات روحية فائقة للغاية. وقد أمكن للمسيح أن يظهر بحالة طبيعية ولكنه أخفى نفسه عن عيون تلميذي عمواس فلم يعرفاه، وإن كانا قد أحسَّا به في قلبهما: “وفيما هما يتكلَّمان ويتحاوران اقترب إليهما يسوع نفسه وكان يمشي معهما ولكن أُمسكت أعينهما عن معرفته «(لو 24: 15و16). وبعدما كلَّمهما ووبَّخهما على عدم إيمانهما، دخل معهما بيتهما » فلمَّا اتكأ معهما أخذ خبزاً وبارك وكسر وناولهما فانفتحت أعينهما وعرفاه ثم اختفى عنهما، فقال بعضهما لبعض ألم يكن قلبنا ملتهباً فينا إذ كان يكلِّمنا في الطريق ويوضِّح لنا الكتب. «(لو 24: 30-32).

 

ففي هذه القصة التي لتلميذي عمواس مرَّ جسد المسيح المقام بحالة الشفافية الكاملة والنصف شفافية والحالة الطبيعية جداً. كذلك التلميذان من عدم رؤية تماماً، لنصف رؤية مع حساسية، لرؤية كاملة فاختفى عنهما لمَّا بلغ حالة الشفافية الكلية ثانية. ولكن عبوراً بحالة الإفخارستيا التي عملها المسيح في بيت تلميذي عمواس ندرك أن عند كسر الخبز يُستعلن المسيح لذوي العيون المفتوحة. وهذا هو سر القيامة الأعظم.

 

عند عديمي الإيمان بالمسيح وقيامته وإمكانياته الهائلة يبدو خبزاً ساذجاً وخمراً ساذجاً وكأنها حالة عدم قيامة، وعند ذوي الإيمان بسر المسيح والقيامة فهي حالة قيامة، فالخبز خبز والخمر خمر ولكنهما جسد ودم في حالة قيامة، أي في حضرة الرب يسوع مقاماً من الأموات. وهناك أيضاً حالة فيها ظهر المسيح بوضعه الطبيعي بدون شفافية وأخذ يكلِّم تلاميذه عن حلول الروح القدس ونوال قوة من الأعالي، وبعد أن أكمل كلامه انتقل إلى حالة الشفافية ثم ما فوق الشفافية فلم يروه: » ولمَّا قال هذا ارتفع وهم ينظرون (حالة نصف شفافية) وأخذته سحابة عن أعينهم (فوق الشفافية) «(أع 9: 1). ثم بعد ذلك حاولوا أن يروه عبثاً: “وفيما كانوا يشخصون إلى السماء وهو منطلقٌ، إذا رجلانِ قد وقفا بهم بلباسٍ أبيض، وقالا: أيها الرجال الجليليون، ما بالكم واقفين تنظرون إلى السماءِ؟ إن يسوع هذا الذي ارتفع عنكم إلى السماءِ سيأتي هكذا كما رأيتموه منطلقاً إلى السماءِ. «(أع 1: 10و11).

 

ثم مرَّة أخرى ظهر المسيح في حالة شفافية منظورة بمجد: “رأيت في نصف النهار في الطريق أيها الملك نوراً من السماء أفضل من لمعان الشمس قد أبرق حولي… سمعت صوتاً يكلِّمني ويقول باللغة العبرانية شاول شاول لماذا تضطهدني؟ صعب عليك أن ترفس مناخس. فقلت أنا مَنْ أنت يا سيد؟ فقال أنا يسوع الذي أنت تضطهده. ولكن قم وقف على رجليك لأني لهذا ظهرت لك…”(أع 26: 13-16). هنا رُئِيَ المسيح في حالة تجلٍ كاملة كنور في السماء وتكلَّم مع ق. بولس. فالمسيح في حالة القيامة في كمال شفافيته يُرى نوراً للعين المفتوحة.

 

من هذا يفهم القارئ أن حالة القيامة وظهور المسيح هي على درجات، وأن قدرة رؤية الإنسان للقيامة، أي حالة المسيح القائم من الأموات، أيضاً هي على درجات. لذلك ينبغي على القارئ أن يفهم تماماً أنه استحالة أن يتفق اثنان على رؤية واحدة للتجلي حتى ولو ظهر إلى 500 شخص مرَّة واحدة (1كو 6: 15). فلو سألت كل واحد من الخمسمائة عن ماذا رأى؟ فسيحكي كل واحد شيئاً غير الآخر. من هنا جاءت أخبار القيامة في الأناجيل الأربعة متفاوتة في الوضوح والكلام والتعبير وحتى لغة الكلام نفسها. لأن تسجيل الأناجيل الأربعة للقيامة هي حالة دخول في مستوى ما فوق الطبيعة الذي لا تدخل فيه قوى الفكر والفهم والتمييز والرؤية الطبيعية للإنسان.

 

ولكن الذي يهمنا في معرض الشرح عن القيامة أن نكشف للقارئ عن ما هي القيامة. فالقيامة حالة الوجود الحقيقي الثابت غير المتغيِّر غير الزائل الأبدي!! أمَّا الوجود البشري في العالم فهو حالة وجود غير حقيقي لأنه متغير وزائل، فهو وجود ظاهري محسوس ومرئي، فهو إن لم يتحوَّل إلى قيامة فهو متغيِّر حتماً إلى زوال، لذلك لا يمكن أن نسمِّي الوجود المادي للإنسان وجوداً حقيقياً، بل هو وجود مزيَّف له منظر وجمال وحركة ولكن سرعان ما يذبل المنظر ويذوي الجمال فتنعدم الحركة وينتهي إلى موت وفساد وزوال. أمَّا القيامة فالوجود فيها جماله لا يذوي، بل يتجلَّى ويتألَّق إلى أفضل، نوره لا ينطفئ لأن نوره مستمد من نور الله غير المتغيِّر. والحركة في القيامة حركة حرَّة للجسد القائم من الأموات لا يحدُّها مكان ولا تضعفها جاذبية، يتحرَّك تلقائياً ليوجد في أي مكان في اللحظة والتو ولا يعترضه أي حائل مادي حتى ولو كان من الفولاذ، بلا جهد ولا عناء لأن حركته غير مادية فكما يشاء يكون.

 

بهذا يتضح للقارئ أن القيامة بالنسبة للإنسان خليقة جديدة لعالم جديد إمكانياتها هائلة وفوق التصوُّر والوصف. لا توجد فيها العواطف الممسوكة بالجسد الترابي الزائل، ولا تستمد أحاسيسها ومشاعرها من خبرات زمانية، بل عواطف راقية إلى أقصى حدود الرقي. فهي سماوية صرف ومشاعرها هي صدى مشاعر الله وحبه. فإنسان القيامة يوجد ويتحرَّك ويحس ويشاء ويحب في دائرة الوجود الإلهي، والقطب الجاذب لكل ملكات الإنسان هو المسيح والروح القدس الذي يقودها نحو الله.

 

وقيامة المسيح هي التي أعطت الإنسان طبيعة القيامة وقوتها وحقيقتها كخليقة جديدة مرتبطة به وحيَّة به. لذلك أصبحت قيامة المسيح في الإيمان المسيحي هي الباب المفتوح للحياة الأخرى مع الله. اسمع بولس الرسول يقول في سفر العبرانيين: “فإذ لنا أيها الإخوة ثقة بالدخول إلى الأقداس بدم يسوع طريقاً كرَّسه لنا حديثاً حيًّا بالحجاب أي جسده.”(عب 10: 19و20).

 

أمَّا المسيح فكشف لنا عن سر رحلتنا إلى قلب الله: » أنا هو الطريق والحق والحياة. ليس أحد يأتي إلى الآب إلاَّ بي «(يو 6: 14)، » أنا هو القيامة والحياة «(يو 25: 11). وأن يحيا الإنسان القيامة من الآن يكون قد نفض عنه الخوف من الموت ورهبته: » كل مَنْ كان حيًّا وآمن بي فلن يموت إلى الأبد «(يو 26: 11)، بمعنى لن يسود عليه الموت بل يصير له الموت واسطة للقيامة للانتقال إلى فوق. والكنيسة تشيِّع موتاها من المؤمنين بقولها في الصلاة عليهم: “لأنه ليس موت لعبيدك بل هو انتقال” (أوشية الراقدين)، لأن الكنيسة تحيا القيامة، لأن الكنيسة عند المسيح هي جسده المقام، والمؤمن عضو فيها أي في جسد المسيح المقام، فأن يموت الإنسان المسيحي في إيمان المسيح يأخذ حياته الجديدة كعضو في جسد المسيح المقام.”






[1]




مأخوذ بتصرف عن
موقع دير أنبا مقار

http://www.stmacariusmonastery.org/f_matta06.htm





[2]




“الإنجيل بحسب القديس مرقس” دراسة وشرح وتفسير، القمص متى المسكين، اصدار دير ابو مقار, ص 622





[3]




يُمكنك قراءة دفاع الأب متى المسكين فى شرحه لإنجيل يوحنا الجزء الثانى او فى مقالنا ومازالت الزانية تتحدى.





[4]




كتب أبونا متى المسكين فى تفسيره لـ 1 يو 5 : 7 – 8 الآتى :” شهود حقيقة أن يسوع هو المسيح ابن الله، محثل ثقة مُطلقة، فالشهادة لهذه الحقيقة تشهد بها السماء والأرض. والسماء فيها ثلاثة، ويشهد فى الأرض ايضا ثلاثة. فوصية الناس بإثبات الحق أصبحت بحسب الأسفار المقدسة رسمية وإلهية. فهى تبتدىء فى الأرض بالروح والماء والدم. فالمسيح جاء بالماء والدم والروح “وَمَتَى جَاءَ الْمُعَزِّي الَّذِي سَأُرْسِلُهُ أَنَا إِلَيْكُمْ مِنَ الآبِ رُوحُ الْحَقِّ الَّذِي مِنْ عِنْدِ الآبِ يَنْبَثِقُ فَهُوَ يَشْهَدُ لِي” ( يو 15 : 26). هؤلاء الثلاثة هم فى الواحد يسوع الذى قد أتى بهم، يعملون معاً لنتيجة واحدة وهى حقيقة أن يسوع هو المسيح إبن الله”. (انظر: الرسالة الاولى للقديس يوحنا الرسول، شرح وتفسير، القمص متى المسكين، إصدار دير أنبا مقار، الطبعة الأولى 2002، ص 193)





[5]




على سبيل المثال يدلُّنا فهرس الآيات في نهاية كتاب ”شرح إنجيل القديس يوحنا“ للأب متى المسكين أنه يستشهد بهذه الآيات في هذا الكتاب وحده تسع مرات.





[6]




“الإنجيل بحسب القديس مرقس” دراسة وشرح وتفسير، القمص متى المسكين، اصدار دير ابو مقار, ص 631





[7]




السابق، ص 627 – 631

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي