كيف لا أحد صعد إلى السماء إلا الذى نزل من السماء وأخنوخ وإيليا


وبولس صعدوا للسماء


؟

+(يوحنا 3: 13)
وَلَيْسَ أَحَدٌ صَعِدَ إِلَى السَّمَاءِ إِلاَّ الَّذِي نَزَلَ مِنَ السَّمَاءِ، ابْنُ الإِنْسَانِ الَّذِي هُوَ فِي السَّمَاءِ.

+(التكوين 5: 24)
وَسَارَ أَخْنُوخُ مَعَ اللهِ وَلَمْ يُوجَدْ لأَنَّ اللهَ أَخَذَهُ

+(الملوك الثانى 2: 11) وَفِيمَا هُمَا يَسِيرَانِ وَيَتَكَلَّمَانِ إِذَا مَرْكَبَةٌ مِنْ نَارٍ وَخَيْلٌ مِنْ نَارٍ فَصَلَتْ بَيْنَهُمَا، فَصَعِدَ إِيلِيَّا فِي الْعَاصِفَةِ إِلَى السَّمَاءِ.

+
(
كورنثوس الثانية 12 : 2
)
أَعْرِفُ إِنْسَاناً فِي الْمَسِيحِ قَبْلَ أَرْبَعَ عَشْرَةَ سَنَةً. أَفِي الْجَسَدِ؟ لَسْتُ أَعْلَمُ، أَمْ خَارِجَ الْجَسَدِ؟ لَسْتُ أَعْلَمُ. اللهُ يَعْلَمُ. اخْتُطِفَ هَذَا إِلَى السَّمَاءِ الثَّالِثَةِ
.

 

فكيف مع كل ذلك يقول السيد المسيح لنيقوديموس “ليس أحد صعد إلى السماء إلا الذى نزل من السماء، ابن الإنسان الذى هو فى السماء” (يو
3:
13). ألم يصعد أخنوخ وإيليا إلى السماء؟ ثم ما هى هذه السماء الثالثة؟ وكم عدد السموات فى الكتاب؟


 


الرد:

كلمة السماء لها معانى عديدة فأى سماء صعدا إليها أخنوخ وإيليا ففى الغالب هى السماء الثالثة، أما السماء التى يتحدث عنها السيد المسيح فهى عرش الله، ولذلك لا ينبغى ان يؤخذ حرفيا لان المخلص يتكلم باعتباره سموه عن غيره، فاخنوخ وايليا صعدا إلى السماء وهما يجهلان اسراراها اما المسيح فهو الوحيد الذى صعد اليها وهو عالم بها لانه هو مبدعها. واخنوخ وايليا لم يظهرا فى السماء بسلطان المسيح ومقامه وعمله فهو دون سواه الذى استرضى الاب وفتح طريق الفداء وقرب الخاطىء واعد المنازل السماويه للارضيين الذين نزل اليهم وقادهم
الى
تلك الامجاد.

 

و
السماء التى نزل منها رب المجد، وإليها صعد، ليست هى السماء التى صعد اليها أخنوخ وإيليا وغيرهما.. إذن ما هى السموات التى نعرفها، والتى ذكرها الكتاب.

هل تبحث عن  تفسير الكتاب المقدس القس أنطونيوس فكرى عهد قديم سفر اللاويين 10

1- سماء الطيور: السماء التى يطير فيها الطير، هذا الجو المحيط بنا. ولذلك قال عنها الكتاب طير السماء (تك 26: 1)، وطيور السماء (تك 3: 7). وهذه السماء فيها السحاب ومنها يسقط المطر (تك 2: 8). ويمكن أن تسبح فيه الطائرات حالياً، وتحت السحاب، أو فوق السحاب.

2-
هناك سماء ثانية، أعلى من سماء الطيور، وهى سماء الشمس والقمر والنجوم. أى الفلك أو الجلد “ودعا الله الجلد سماء” (تك 8: 1). وهكذا يقول الكتاب نجوم السماء (مر25: 13). وهى التى قيل عنها فى اليوم الرابع من أيام الخليقة “وقال الله لتكن أنوار فى جلد السماء.. لتنير على الأرض.. فعمل الله النورين العظيمين.. والنجوم” (تك1: 14-17). وهذه غير سماء الطيور.. ومع ذلك فحتى هذه السماء ستنحل وتزول فى اليوم الأخير، إذ تزول السماء والأرض (مت 18: 5). وكما قال القديس يوحنا فى رؤياه “ثم رأيت سماء جديدة وأرضاً جديدة، لأن السماء الأولى والأرض الأولى مضتا، والبحر لا يوجد فيما بعد” (رؤ 1: 21).

3- السماء الثالثة، هى الفردوس: وهى التى صعد إليها بولس الرسول، وقال عن نفسه “اختطف هذا إلى السماء الثالثة.. أختطف إلى الفردوس” (2كو 12: 2،4). وهى التي قال عنها الرب للص اليمين “اليوم تكون معى فى الفردوس” (لو 43: 23). وهى التى نقل إليها الرب أرواح أبرار العهد القديم الذين أنتظروا على رجاء، واليها تصعد أرواح الأبرار الآن.. إلى يوم القيامة، حيث ينتقلون إلى أورشليم السمائية (رؤ 21).

4- أعلى من كل هذه السماوات، توجد سماء السموات… قال عنها داود فى المزمور “سبحيه يا سماء السموات” (مز 4: 148). وهى التى قال عنها السيد المسيح “ليس أحد صعد إلى السماء، إلا الذى نزل من السماء، إبن الإنسان الذى هو فى السماء” (يو 13: 3). إنها السماء التى فيها عرش الله. قال عنها المزمور “الرب فى السماء كرسيه” (مز 11: 4، 103: 19). وأمرنا السيد ألا نحلف بالسماء لأنها كرسى الله (مت 34: 5). وهذا ما ورد فى سفر أشعياء (1: 66). وما شهد به القديس اسطفانوس أثناء رجمة، حيث رأى السماء مفتوحة، وابن الإنسان قائماً عن يمين الله (أع 7: 55، 56). كل السماوات التى وصل إليها البشر، هى لا شىء إذا قيست بالنسبة إلى تلك السماء، سماء السموات. ولذلك قيل عن ربنا يسوع المسيح: “قد إجتاز السموات” (عب 14: 4)، “وصار أعلى من السموات” (عب 26: 7).

هل تبحث عن  قاموس الكتاب المقدس معجم الكتاب المقدس س سيبيون لوكيوس كورنيليون ن

وقد ذكر سليمان الحكيم سماء السماوات هذه يوم تدشين الهيكل. فقال للرب فى صلاته “هوذا السموات وسماء السموات لا تسعك” (1مل 27: 8)، (2 أى 18: 6).

سماء السموات هذه لم يصعد إليها أحد من البشر. الرب وحده هو الذى نزل منها، وصعد إليها.

ولذلك قيل عنها فى سفر الأمثال:

من صعد إلى السماء ونزل؟.. ما إسمه وما اسم ابنه إن عرفت؟ (أم4: 30).

أتسال إذن عن السموات التى ورد ذكرها فى الكتاب.

إنها سماء الطيور (الجو)

وسماء الكواكب والنجوم (الجلد – الفلك)

والسماء الثالثة (الفردوس)

وسماء السموات التى لم يصعد إليها أحد من البشر.

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي