إنكار بطرس للمسيح

·
              


الشواهد الكتابية لإنكار بطرس

·
              


مقدمة عن الموضوع.

·
              


مفهوم الوحي فى المسيحية.

·
              


وصف دار رئيس الكهنة.

·
              


إنكار بطرس الأول وشرحه.

·
              


إنكار بطرس الثانى وشرحه.

·
              


إنكار بطرس الثالث وشرحه.

·
              


أسئلة المعترضون والرد عليها.


 


الشواهد الكتابية لإنكار بطرس


متى 26


69أَمَّا بُطْرُسُ فَكَانَ جَالِساً خَارِجاً فِي الدَّارِ،فَجَاءَتْ إِلَيْهِ جَارِيَةٌ قَائِلَةً: «وَأَنْتَ كُنْتَ مَعَ يَسُوعَ الْجَلِيلِيِّ!». 70فَأَنْكَرَ قُدَّامَ الْجَمِيعِ قَائِلاً: «لَسْتُ أَدْرِي مَا تَقُولِينَ!» 71ثُمَّ إِذْ خَرَجَ إِلَى الدِّهْلِيزِ رَأَتْهُ أُخْرَى، فَقَالَتْ لِلَّذِينَ هُنَاكَ: «وَهَذَا كَانَ مَعَ يَسُوعَ النَّاصِرِيِّ!» 72فَأَنْكَرَ أَيْضاً بِقَسَمٍ: «إِنِّي لَسْتُ أَعْرِفُ الرَّجُلَ!» 73وَبَعْدَ قَلِيلٍ جَاءَ الْقِيَامُ وَقَالُوا لِبُطْرُسَ: «حَقّاً أَنْتَ أَيْضاً مِنْهُمْ،فَإِنَّ لُغَتَكَ تُظْهِرُكَ!» 74فَابْتَدَأَ حِينَئِذٍ يَلْعَنُ وَيَحْلِفُ: «إِنِّي لاَ أَعْرِفُ الرَّجُلَ!» وَلِلْوَقْتِ صَاحَ الدِّيكُ. 75فَتَذَكَّرَ بُطْرُسُ كَلاَمَ يَسُوعَ الَّذِي قَالَ لَهُ: «إِنَّكَ قَبْلَ أَنْ يَصِيحَ الدِّيكُ تُنْكِرُنِي ثَلاَثَ مَرَّاتٍ». فَخَرَجَ إِلَى خَارِجٍ وَبَكَى بُكَاءً مُرّاً.


 


مرقس 14


66وَبَيْنَمَا كَانَ بُطْرُسُ فِي الدَّارِ أَسْفَلَ جَاءَتْ إِحْدَى جَوَارِي رَئِيسِ الْكَهَنَةِ. 67فَلَمَّا رَأَتْ بُطْرُسَ يَسْتَدْفِئُ، نَظَرَتْ إِلَيْهِ وَقَالَتْ: «وَأَنْتَ كُنْتَ مَعَ يَسُوعَ النَّاصِرِيِّ!» 68فَأَنْكَرَ قَائِلاً: «لَسْتُ أَدْرِي وَلاَ أَفْهَمُ مَا تَقُولِينَ!» وَخَرَجَ خَارِجاً إِلَى الدِّهْلِيزِ، فَصَاحَ الدِّيكُ. 69فَرَأَتْهُ الْجَارِيَةُ أَيْضاً وَابْتَدَأَتْ تَقُولُ لِلْحَاضِرِينَ: «إِنَّ هَذَا مِنْهُمْ!» 70فَأَنْكَرَ أَيْضاً. وَبَعْدَ قَلِيلٍ أَيْضاً قَالَ الْحَاضِرُونَ لِبُطْرُسَ: «حَقّاً أَنْتَ مِنْهُمْ لأَنَّكَ جَلِيلِيٌّ أَيْضاً وَلُغَتُكَ تُشْبِهُ لُغَتَهُمْ!». 71فَابْتَدَأَ يَلْعَنُ وَيَحْلِفُ: «إِنِّي لاَ أَعْرِفُ هَذَا الرَّجُلَ الَّذِي تَقُولُونَ عَنْهُ!» 72وَصَاحَ الدِّيكُ ثَانِيَةً، فَتَذَكَّرَ بُطْرُسُ الْقَوْلَ الَّذِي قَالَهُ لَهُ يَسُوعُ: «إِنَّكَ قَبْلَ أَنْ يَصِيحَ الدِّيكُ مَرَّتَيْنِ، تُنْكِرُنِي ثَلاَثَ مَرَّاتٍ». فَلَمَّا تَفَكَّرَ بِهِ بَكَى.


 


لوقا 22


54فَأَخَذُوهُ وَسَاقُوهُ وَأَدْخَلُوهُ إِلَى بَيْتِ رَئِيسِ الْكَهَنَةِ. وَأَمَّا بُطْرُسُ فَتَبِعَهُ مِنْ بَعِيدٍ. 55وَلَمَّا أَضْرَمُوا نَاراً فِي وَسْطِ الدَّارِ وَجَلَسُوا مَعاً، جَلَسَ بُطْرُسُ بَيْنَهُمْ. 56فَرَأَتْهُ جَارِيَةٌ جَالِساً عِنْدَ النَّارِ فَتَفَرَّسَتْ فيهِ وَقَالَتْ: «وَهَذَا كَانَ مَعَهُ!». 57فَأَنْكَرَهُ قَائِلاً: «لَسْتُ أَعْرِفُهُ يَا امْرَأَةُ!» 58وَبَعْدَ قَلِيلٍ رَآهُ آخَرُ وَقَالَ: «وَأَنْتَ مِنْهُمْ!» فَقَالَ بُطْرُسُ: «يَا إِنْسَانُ، لَسْتُ أَنَا!» 59وَلَمَّا مَضَى نَحْوُ سَاعَةٍ وَاحِدَةٍ أَكَّدَ آخَرُ قَائِلاً: «بِالْحَقِّ إِنَّ هَذَا أَيْضاً كَانَ مَعَهُ، لأَنَّهُ جَلِيلِيٌّ أَيْضاً». 60فَقَالَ بُطْرُسُ: «يَا إِنْسَانُ، لَسْتُ أَعْرِفُ مَا تَقُولُ!». وَفِي الْحَالِ بَيْنَمَا هُوَ يَتَكَلَّمُ صَاحَ الدِّيكُ. 61فَالْتَفَتَ الرَّبُّ وَنَظَرَ إِلَى بُطْرُسَ، فَتَذَكَّرَ بُطْرُسُ كَلاَمَ الرَّبِّ، كَيْفَ قَالَ لَهُ: «إِنَّكَ قَبْلَ أَنْ يَصِيحَ الدِّيكُ تُنْكِرُنِي ثَلاَثَ مَرَّاتٍ». 62فَخَرَجَ بُطْرُسُ إِلَى خَارِجٍ وَبَكَى بُكَاءً مُرّاً.


 


يوحنا 18


إنكار بطرس الأول


15وَكَانَ سِمْعَانُ بُطْرُسُ وَالتِّلْمِيذُ الآخَرُ يَتْبَعَانِ يَسُوعَ، وَكَانَ ذَلِكَ التِّلْمِيذُ مَعْرُوفاً عِنْدَ رَئِيسِ الْكَهَنَةِ، فَدَخَلَ مَعَ يَسُوعَ إِلَى دَارِ رَئِيسِ الْكَهَنَةِ. 16وَأَمَّا بُطْرُسُ فَكَانَ وَاقِفاً عِنْدَ الْبَابِ خَارِجاً. فَخَرَجَ التِّلْمِيذُ الآخَرُ الَّذِي كَانَ مَعْرُوفاً عِنْدَ رَئِيسِ الْكَهَنَةِ، وَكَلَّمَ الْبَوَّابَةَ فَأَدْخَلَ بُطْرُسَ. 17فَقَالَتِ الْجَارِيَةُ الْبَوَّابَةُ لِبُطْرُسَ: «أَلَسْتَ أَنْتَ أَيْضاً مِنْ تلاَمِيذِ هَذَا الإِنْسَانِ؟» قَالَ ذَاكَ: «لَسْتُ أَنَا!». 18وَكَانَ الْعَبِيدُ وَالْخُدَّامُ وَاقِفِينَ، وَهُمْ قَدْ أَضْرَمُوا جَمْراً لأَنَّهُ كَانَ بَرْدٌ، وَكَانُوا يَصْطَلُونَ، وَكَانَ بُطْرُسُ وَاقِفاً مَعَهُمْ يَصْطَلِي.


أمام رئيس الكهنة


19فَسَأَلَ رَئِيسُ الْكَهَنَةِ يَسُوعَ عَنْ تلاَمِيذِهِ وَعَنْ تَعْلِيمِهِ. 20أَجَابَهُ يَسُوعُ: «أَنَا كَلَّمْتُ الْعَالَمَ عَلاَنِيَةً. أَنَا عَلَّمْتُ كُلَّ حِينٍ فِي الْمَجْمَعِ وَفِي الْهَيْكَلِ حَيْثُ يَجْتَمِعُ الْيَهُودُ دَائِماً. وَفِي الْخَفَاءِ لَمْ أَتَكَلَّمْ بِشَيْءٍ. 21لِمَاذَا تَسْأَلُنِي أَنَا؟ اِسْأَلِ الَّذِينَ قَدْ سَمِعُوا مَاذَا كَلَّمْتُهُمْ. هُوَذَا هَؤُلاَءِ يَعْرِفُونَ مَاذَا قُلْتُ أَنَا». 22وَلَمَّا قَالَ هَذَا لَطَمَ يَسُوعَ وَاحِدٌ مِنَ الْخُدَّامِ كَانَ وَاقِفاً، قَائِلاً: «أَهَكَذَا تُجَاوِبُ رَئِيسَ الْكَهَنَةِ؟» 23أَجَابَهُ يَسُوعُ: «إِنْ كُنْتُ قَدْ تَكَلَّمْتُ رَدِيّاً فَاشْهَدْ عَلَى الرَّدِيِّ، وَإِنْ حَسَناً فَلِمَاذَا تَضْرِبُنِي؟» 24وَكَانَ حَنَّانُ قَدْ أَرْسَلَهُ مُوثَقاً إِلَى قَيَافَا رَئِيسِ الْكَهَنَةِ.


إنكار بطرس الثاني والثالث


25وَسِمْعَانُ بُطْرُسُ كَانَ وَاقِفاً يَصْطَلِي. فَقَالُوا لَهُ: «أَلَسْتَ أَنْتَ أَيْضاً مِنْ تَلاَمِيذِهِ؟» فَأَنْكَرَ ذَاكَ وَقَالَ: «لَسْتُ أَنَا». 26قَالَ وَاحِدٌ مِنْ عَبِيدِ رَئِيسِ الْكَهَنَةِ، وَهُوَ نَسِيبُ الَّذِي قَطَعَ بُطْرُسُ أُذْنَهُ: «أَمَا رَأَيْتُكَ أَنَا مَعَهُ فِي الْبُسْتَانِ؟» 27فَأَنْكَرَ بُطْرُسُ أَيْضاً. وَلِلْوَقْتِ صَاحَ الدِّيكُ.


 


مضمون الشبهة:


إختلاف الذين قاموا بسؤال بطرس:


متى: سألته أولاً جارية، وسألته ثانياً جارية، وسألوه ثالثاُ الرجال القيام.


مرقس: سألته أولاً جارية، وسألته ثانياً جارية، وسألوه ثالثاُ الرجال القيام.


لوقا: سألته أولاً جارية، وسأله ثانياً رجل، وسأله ثالثاً رجل آخر.


يوحنا: سألته أولاً جارية البوابة، وسأله ثانياً الرجال، وسأله ثالثاً واحد من عبيد رئيس الكهنة.


 


إختلاف مكان وجود بطرس وقت سؤال الجارية


متى: في ساحة الدار


لوقا: في وسط الدار


مرقس: أسفل الدار


يوحنا: داخل الدار


 


إختلاف نوع أسئلة الجارية الموجَّهة لبطرس:


متى: وأنت كنت مع يسوع الجليلي


مرقس: وأنت كنت مع يسوع الناصري


لوقا: وهذا كان معه


يوحنا: ألست أنت أيضاً من تلاميذ هذا الانسان.


 


إختلاف وقت صياح الديك:


متى ولوقا ويوحنا: صاح الديك بعد مرات الانكار الثلاثة مرة واحده


مرقس: صاح الديك مرة بعد الانكار الأول، وصاح مرة ثانية بعد الانكار الثاني والثالث.


 


إختلاف جواب بطرس للجارية:


متى: لست أدري ما تقولين


لوقا: لست أعرف يا امرأة


يوحنا لا النافية فقط.


 


إختلاف جواب سؤال الانكار الثالث:


متى ومرقس: أنكر مع القسم واللعن قائلاً: إني لست أعرف الرجل


لوقا: يا إنسان لست أعرف ما تقول


يوحنا: لست أنا


 


إختلاف مكان الرجال القيام:


مرقس: خارج الدار


لوقا: في وسط الدار.


 


مقدمة عن الموضوع


بسم الثالوث القدوس (الآب والابن والروح القدس الإله الواحد آمين).


 لقد ظهرت فى الآونة الأخيرة مجموعة من الإعتراضات فى قصة إنكار القديس بطرس للسيد المسيح ورأى المعترضون


(من وجهة نظرهم) فى هذه القصة أن البشيرين الأربعة متى ومرقس ولوقا ويوحنا وقعوا فى كم كبير من المغالطات والتناقضات مما ينفى حدوث هذه القصة أصلاً وبناء عليه فهم يرون أن هذا دليل على أن الكتاب المقدس ليس كتاب سماوى موحى به من الله ويستدلون بهذه القصة أيضاً فى تدعيم دعواهم بعدم صلب المسيح، ونظراً لخطورة هذا الفكر الخاطىء المغلوط وتأثيره فى قلوب البسطاء قررنا بنعمة الرب الرد على جميع ما أثاره المعترضون من أسئلة فى هذه القصة ليتبين للمعترضين ولغيرهم ممن يريدون النوال من الكتاب المقدس بأى شكل من الأشكال أن كتابنا المقدس موحى به من الله وأن صلب المسيح حقيقة لا يمكن إنكارها وأن قصة إنكار القديس بطرس للسيد المسيح مثبتة فى الأناجيل الأربعة ومتفق عليها ومؤيدة من البشيرين الأربعة فى إتفاق تام دون وجود أى تناقضات أو مغالطات فيها كما سنرى.

 

مفهوم الوحي في المسيحية

قبل أن نجيب على أسئلة المعترضين فى قصة إنكار القديس بطرس للسيد المسيح يجب أن نلفت النظر لشىء هام جداً لا يمكن الإغفال عنه وهو (مفهوم الوحي فى المسيحية).

1- فنحن نؤمن إيمان راسخ أن كل حرف فى الكتاب المقدس كُتب بوحى إلهى مؤكداً لنا هذا القديس بولس إذ يقول

“كل الكتاب هو موحى به من الله”
(2تم3: 16). والوحي فى المسيحية يتم بإرشاد من الروح القدس للكاتب ليعصمه من الخطأ والسهو فيما سيكتبه ولكن فى نفس الوقت لا يلغى شخصية الكاتب، بمعنى أن الوحى يتم من الروح القدس ويُكتب بصياغة وإسلوب وشخصية الكاتب ولهذا السبب قال الكتاب المقدس
” لأنه لم تأت نبوة قط بمشيئة إنسان، بل تكلم أناس الله القديسون مسوقين من الروح القدس “
(2بط 1: 21).ولأن الكتاب المقدس الموحى به من الله كُتب بإسلوب الكاتب نجد أحياناً قصة أو نص أوموقف معين مذكور فى أكثر من موضع بشكل يختلف عن الآخر فيمسك المعترضون هذا النص ويُنادى بأنه يوجد تناقض وإختلاف فى الكتاب المقدس، فى حين إنهم لو أمعنوا النظر فى النصوص سيروا ويعترفوا إنهما نص واحد ولكن تم صياغته بأكثر من شكل وأكثر من إسلوب وهذا راجع لإختلاف كل كاتب فى إسلوب كتابته عن الكاتب الآخر.

 

2- وأيضاً الوحي فى المسيحية لا يهتم كثيراً بالزمن أو ترتيب الأحداث زمنياً بالتدريج، فأحياناً نجد كاتب ذكر حدث قبل حدث آخر حدث بعده، أو نجد كاتب ذكر حدث بعد حدث آخر حدث قبله والسبب فى هذا أن الكتاب المقدس لم يٌكتب إعتباطاً أو بمشيئة إنسان بل كُتب بوحي إلهى مقدماً أو مؤخراً حدث عن حدث لهدف معين يريد أن يخبرنا به الله فى سياق الكلام.

 

3- وأيضاً الوحي فى المسيحية لا يستلزم ذكر جميع الأحداث فأحياناً نرى كاتب ذكر حدث أو قصة لم يذكرها كاتب آخر والعكس صحيح، وهذا ليس معناه أن الكاتب الذى لم يذكر الحدث غٌفل عنه أو كان يجهله أو نسيه, فكما قلنا أن الكتاب المقدس كُتب بوحي من الروح القدس فلو جاز النسيان على الكاتب من المستحيل بالطبع أن الروح القدس أيضاً ينسى فالروح القدس هو الله ولا يمكن أن الله ينسى! ولكن عدم ذكر كاتب لحدث معين أو قصة معينة راجع لحكمة الله فى ذلك فعندما أوحى الروح القدس للكاتب الذى ذكر القصة أراد الله ووصل لنا كل ما يريده من أهداف فى ذكرها وبالتالى فلا داعى لذكرها مرة أخرى.

 

وصف دار رئيس الكهنة

البوابة
: وهى باب كبير ذات مصراعين مصنوع من الخشب يقع فى أول الدار الخارجية.

الدار الخارجية
: وكانت تعرف بأسم دار المسكن وهى عبارة عن مساحة خالية أو فناء مكشوف غير مسقوف، قد يضم داخله مبنى أو أكثر.

الدهليز:
هو مساحة الأرض الفارغة بين البوابة والدار
وكان يقع ضمن الدار الخارجية.

ساحة الدار
: هو المكان الواسع الذى كان يجتمع فيه الناس وكان يقع فى الطابق الأرضى من الدار الداخلية.

الدار الداخلية
: وهى المبنى الذى يسكنه رئيس الكهنة.

 

والأن نأتى لموضوعنا الرئيسى وهو إنكار بطرس للسيد المسيح ولكى نوضح الأمر ببساطة وسهولة على القارىء قمنا بعمل جدول لكل إنكار على حدة لنوضح جميع النقاط فى كل إنكار بالتفصيل والجداول الثلاثة تحتوى على خمس خانات رئيسية حسب البشائر الأربعة تشمل النقاط التالية 1- سائل بطرس فى كل إنكار، 2- زمن حدوث كل إنكار, 3- المكان الذى تم فيه كل إنكار، 4- صيغة السؤال الذى وُجه لبطرس فى كل إنكار، 5- صيغة جواب بطرس ورده فى كل إنكار.

وبهذا الشكل سنُغطى الموضوع من جميع جوانبه ولا ندع مجالاً للقيل والقال.

 


الإنكار الأول:

الحدث

السائل

الزمان

المكان

صيغة
السؤال

صيغة
الجواب

متى

جارية

 

خارجاً فى
الدار

مع الخدام

مت26: 58

وانت كنت
مع

يسوع الجليلي

فانكر قدام
الجميع
قائلا لست ادري
ما تقولين

 

مت26:
69

غير
مذكور

 

مت26:
69

مت26:
70

مرقس

 

عندما
كان

بطرس يستدفىء

مع الخدام

أسفل دار

رئيس الكهنة

وأنت
كنت مع

يسوع الناصري

فانكر
قائلا لست
ادري ولا افهم
ما تقولين

 

جارية

مر14:
67

مر14:
66

مر14:
67

مر14:
68

 

مر14:
66

 

 

 

 

لوقا

جارية

عندما
كان

بطرس يستدفئ

في وسط
دار

رئيس الكهنة

وهذا
كان معه

فأنكره
قائلا لست
اعرفه يا امرأة

 

لو22:
56

لو22:
55

لو22:
55

لو22:
56

لو22:
57

يوحنا

 

عندما كان

بطرس يستدفئ

المكان
الذي كان

يصطلي
فيه خدام

وعبيد رئيس الكهنة

الست أنت
أيضا

من تلاميذ هذا

الإنسان

 

 

الجارية
البوابة

يو18:
18

يو18:
18

يو18:
17

لست
أنا

 

يو18:
17

 

 

 

يو18:
17

من خلال هذا الجدول البسيط نستنتج الأتى:

1- أن البشيرين الأربعة متى ومرقس ولوقا ويوحنا أتفقوا تماماً فيما راووه بخصوص إنكار بطرس الأول، فالقديس متى والقديس مرقس والقديس لوقا أخبرونا أن الذى سأل بطرس السؤال الأول كان
الجارية
التى تعمل عند رئيس الكهنة والقديس يوحنا أتفق أيضاً معهم ووضح لنا أن
هذه الجارية كانت تعمل على البوابة
.

2- أيضاً البشيرين أتفقوا فى تحديد زمن إنكار بطرس الأول وإن كان القديس متى لم يذكره فالبشيرين الثلاثة الأخرين ذكروه ووضحوه لنا فأخبرنا القديس لوقا إن إنكار بطرس الأول تم
عندما كان يستدفىء
وأيد هذا الكلام القديس يوحنا وأيد القديس مرقس هذا الكلام ووضح أكثر عندما أخبرنا أن بطرس
كان يستدفىء مع الخدام
.

3- أيضاً البشيرين الأربعة أتفقوا فى المكان الذى تم فيه الإنكار الأول مع إختلاف صياغة كل كاتب فى التعبير عن المكان (إختلاف فى الصيغة وليس فى المكان) فالقديس مرقس أخبرنا أن بطرس كان يستدفىء مع الخدام
((أسفل دار رئيس الكهنة))
ومن هذا نفهم أن دار رئيس الكهنة كانت مكونة من أكثر من طابق وهذا يؤيده الكتاب المقدس فى أن المساكن فى عهد المسيح كانت تتكون من أكثر من طابق والدليل.

** وحيثما يدخل فقولا لرب البيت: إن المعلم يقول: أين المنزل حيث آكل الفصح مع تلاميذي؟ فهو يريكما
علية كبيرة مفروشة معدة
. هناك أعدا لنا((مر14: 14-15)).

** وحدث في تلك الأيام أنها مرضت وماتت فغسلوها
ووضعوها في علية
.وإذ كانت لدة قريبة من يافا وسمع التلاميذ أن بطرس فيها أرسلوا رجلين يطلبان إليه أن لا يتوانى عن أن يجتاز إليهم. فقام بطرس وجاء معهما. فلما وصل
صعدوا به إلى العلية
فوقفت لديه جميع الأرامل يبكين ويرين أقمصة وثيابا مما كانت تعمل غزالة وهي معهن ((اع9: 37-39)).

** في دمشق والي الحارث الملك كان يحرس مدينة الدمشقيين يريد أن يمسكني،
فتدليت من طاقة في زنبيل من السور
، ونجوت من يديه ((2كور11: 32)).

إذاً عندما يخبرنا القديس مرقس أن بطرس كان يستدفىء
أسفل دار رئيس الكهنة يقصد الطابق الأرضى
وعندما أخبرنا القديس لوقا أن بطرس كان يستدفىء فى
((وسط دار رئيس الكهنة))
هذا لا يناقض كلام القديس مرقس بل يتفق معه تماماً فالقديس لوقا يقصد بقوله
((وسط الدار)) ساحة المنزل الداخلية التى تقع أسفل الدار
، ويوضح لنا هذا الأمر القديس متى عندما يخبرنا أن بطرس فى إنكاره الأول كان يستدفىء
(خارجاً فى الدار)
لاحظ ياعزيزى جيداً ماذا يقول القديس متى يقول ((خارجاً)) وفى نفس الوقت يقول ((فى الدار))، نعم فبطرس كان خارجاً فى ساحة المنزل (قاعة المنزل الخارجية) يصطلى ولكنه فى نفس الوقت داخل الدار أى الدار الكبرى وهذا يؤيد تماماً ويتفق مع كلاً من كلام القديسان مرقس ولوقا وأخيراً يتفق معهم القديس يوحنا ويخبرنا أن
هذا المكان كان يصطلى فيه خدام وعبيد رئيس الكهنة
.

4- أيضاً البشيرين الأربعة أتفقوا تماماً فى السؤال الذى وُجه لبطرس فى إنكاره الأول وكل بشير صاغ السؤال بإسلوبه الخاص ولو دققنا النظر فى كلام البشيرين الأربعة سنجد إنه نفس الكلام ولكن بصيغة تختلف عن الأخرى أى أن الإختلاف فى الصيغة وليس فى جوهر السؤال، فالسؤال عند متى
((وأنت كنت مع يسوع الجليلى
)) هو هو نفس السؤال عند مرقس بصيغة أخرى
((وأنت كنت مع
يسوع الناصرى
)) هو هو نفس السؤال عند لوقا بصيغة أخرى ((
وهذا كان معه
)) هوهو نفس السؤال عند يوحنا بصيغة أخرى
((ألست أنت أيضاً من تلاميذ هذا الإنسان
)) فكما نرى جوهر السؤال واحد وكل بشير صاغه بطريقته وإسلوبه الخاص.

5- أيضاً البشيرين الأربعة أتفقوا فى رد القديس بطرس على السؤال الذى وجُه له من الجارية ولم نجد بشير قال أن بطرس أنكر وبشير آخر ناقضه وقال إنه أعترف ولم ينكر، هذا غير وارد بالمرة فى كلام البشيرين الأربعة فكلهم أخبرونا أن بطرس أنكر معرفته بالمسيح عندما سألته الجارية وكل بشير أورد إنكار بطرس بطريقته وإسلوبه، فجواب بطرس عند متى ((
لست أدرى ما تقولين
)) هو هو نفس الجواب عند مرقس بصيغة أخرى ((
لست أفهم ولا أدرى ما تقولين
)) هوهو نفس الجواب عند لوقا بصيغة أخرى ((
لست أعرفه
)) هو هو نفس الجواب عند يوحنا بصيغة أخرى
((لست أنا
)).

فهل يجرؤ إنسان أن يقول أن هناك تناقض أو إختلاف أو تضاد فى هذا الكلام؟

 أليس كلام جميع البشيرين واحد مصاغاً بأكثر من شكل؟

 


الإنكار الثاني:

الحدث

السائل

الزمان

المكان

صيغة
السؤال

صيغة
الجواب

 
متى

 

بعدما خرج

بطرس إلى

الدهليز

الدهليز

فقالت للذين
هناك

وهذا كان مع

يسوع الناصري

فأنكر أيضا
بقسم

اني لست اعرف

الرجل

 

نفس
الجارية

مت26:
71

مت26:
71

مت26:
71

مت26:
72

 

مت26:
70

 

 

 

 

 
مرقس

نفس
الجارية

عندما
خرج

إلى الدهليز

الدهليز

ابتدأت
تقول للحاضرين

ان هذا منهم

فأنكر
أيضا

لوقا

مر14:
69

مر14:
68

مر14:
68

مر14:
69

مر14:
70

 

رجل

بعد
الإنكار

الأول بقليل

غير
مذكور

قال وأنت منهم

يا
إنسان

لست إنا

 

لو22:
58

لو22:
58

؟؟؟؟؟

لو22:
58

لو22:
58

 
يوحنا

مجموعة من
الناس

عندما كان

بطرس يصطلى

عند باب
دار

رئيس الكهنة

الست أنت
أيضا

من تلاميذه

لست
إنا

 

يو18:
25

يو18:
25

يو18:
16

يو18:
25

يو18:
25

 

من خلال هذا الجدول البسيط نستنتج الأتى:

1- يخبرنا القديس متى أن فى إنكار بطرس الثانى الذى سأل بطرس هو
نفس الجارية
التى سألته السؤال الأول ويتفق معه أيضاً القديس مرقس ولكننا نجد القديس لوقا يخبرنا غير ذلك فالسائل عند لوقا
لم يكن نفس الجارية بل كان رجلاً
وهنا يظهر وللوهلة الأولى إنه فعلاً يوجد تناقض فمتى ومرقس يقولان جارية بينما لوقا يقول رجل ولكن يحل لنا هذه المشكلة القديس يوحنا عندما يخبرنا أن الذى قام بسؤال بطرس الثانى كان مجموعة من الناس وهنا تتضح لنا الصورة ويُحل الإشكال ونفهم أن مجموعة الناس الذين سألوا بطرس كان من ضمنهم الجارية المذكورة فى متى ومرقس وأيضاً الرجل المذكور فى لوقا ويزداد يقين كل مسيحى حقاً أن الأناجيل المقدسة تُكمل بعضها بعضاً بنظام وحي إلهى لا يُمكن أن يُخطىء.

2- أيضاً البشيرين الأربعة أتفقوا تماماً فى تحديد زمان الإنكار الثانى لبطرس ولم نجد بشير قال شىء وبشير آخر قال عكسه حتى نحكم بالتناقض بل نجدهم يكملون بعضهم البعض حتى تظهر الصورة كاملة لنا، فالقديس لوقا أخبرنا أن الإنكار الثانى لبطرس تم
بعد الإنكار الأول
بزمن قليل
عندما خرج إلى الدهليز
كما أخبرانا القديسان متى ومرقس،
وكان يصطلى
كما أخبرنا القديس يوحنا، وهكذا تتضح لنا جميع تفاصيل إنكار بطرس الثانى بإتفاق تام بين الأناجيل.

3- أيضاً لم نجد أى تناقض بين البشيريين فى تحديد المكان الذى تم فيه الإنكار الثانى فالقديس
لوقا لم يذكره
أما القديسان
متى ومرقس أخبرانا بالمكان وهو الدهليز
((والدهليز هو مساحة الأرض الفارغة بين البوابة والدار))،
والقديس يوحنا حدد البقعة
التى تم فيها الإنكار الثانى وقال
عند باب دار رئيس الكهنة
((يقصد البوابة)) وبالطبع باب دار رئيس الكهنة كان فى الدهليز وهكذا يكون القديس يوحنا متفق تماماً مع القديسان متى ومرقس.

4- أيضاً البشيريين الأربعة أتفقوا فى السؤال الثانى الذى وُجه لبطرس وكل بشير صاغه بطريقته الخاصة فالقديس متى أخبرنا أن الجارية بعدما سألت بطرس السؤال الأول وأنكر
((
قالت للذين هناك وهذا كان مع يسوع الناصري
))
ويؤيده فى هذا القديس مرقس إذ قال أن الجارية بعد إنكار بطرس الأول ((
أبتدأت تقول للحاضرين إن هذا منهم
))
ويوضح لنا القديس لوقا أن الجارية بعدما أخبرت الحاضرين بأمر بطرس سأله رجل منهم وقال له ((
وأنت منهم
)) ثم فى النهاية يجمل لنا القديس يوحنا الأمر ويقول أن الحاضرين بما فيهم الجارية والرجل سألوا بطرس
((ألست أنت أيضاً من تلاميذه
)).

فكما ترى أيها المعترض الكريم البشائر الأربعة تكمل بعضها بعضاً بشكل عجيب والفضل فى ذلك يرجع للروح القدس الذى أرشد الآباء القديسين لكتابة هذه الأمور لتتضح لنا الحقيقة.

5- أيضاً البشيريين الأربعة أتفقوا تمام الإتفاق فى رد بطرس على السؤال الثانى الذى وُجه له وكل بشير كلمنا عن جانب معين فى رد بطرس متفقاً مع البشيريين الثلاثة الآخريين دون تناقض أو إختلاف، فالقديس مرقس أقتصر رد بطرس فى الإنكار الثانى عندما سمع الجارية تُخبر الحاضرين بأمره وقال
((فأنكر أيضاً))
والقديس متى أورد لنا رد بطرس بالكامل عندما سمع الجارية تٌخبر الحاضرين بأمره فقال
((فأنكر
ايضا بقسم اني لست اعرف الرجل))
ونفهم من هذا أن القديس مرقس أورد رد بطرس ملخصاً والقديس متى أورده مفصلاً، أما
القديس لوقا أخبرنا برد بطرس لسؤال وُجه له مباشرة من رجل
كان ضمن الحاضرين الذين أخبرتهم الجارية عن أمره فذهب لبطرس شخصياً وقال له ((وأنت منهم)) فرد عليه بطرس وقال
((يا إنسان لست أنا))
، والقديس يوحنا أتفق مع غيره من البشيريين وأورد رد بطرس الإجمالى لجميع الحاضرين بقوله
((لست أنا))
.

فجميع هذه الأقوال كلها متفقة مع بعضها ولا يوجد فيها أى تناقض أو إختلاف.

 


الإنكار الثالث:

الحدث

السائل

الزمان

المكان

صيغة
السؤال

صيغة
الجواب

 
متى

 

 

 

حقا أنت
أيضا

منهم فان لغتك

تظهرك

فابتدأ
حينئذ يلعن
ويحلف

إني لا اعرف
الرجل

وللوقت صاح الديك

 

القيام

بعد الإنكار

الثاني بقليل

غير
مذكور

مت26:
73

مت26:
74

 

مت26:
73

مت26:
73

؟؟؟؟؟

 

 

 
مرقس

 

 

 

حقا أنت
منهم لأنك

جليلي أيضا ولغتك

تشبه لغتهم

فابتدأ
يلعن ويحلف
إني

لا اعرف هذا
الرجل

الذي تقولون عنه

 

الحاضرون

بعد
الإنكار

الثاني بقليل

غير
مذكور

مر14:
70

مر14:
71

 

مر14:
70

مر14:
70

؟؟؟؟؟

 

 

 
لوقا

 

بعد
الإنكار

الثاني بنحو

ساعة
واحدة

غير
مذكور

ولكن يُفهم

من
لو22:
61

بالحق
ان
هذا

أيضا
كان معه

لأنه
جليلي أيضا

يا
إنسان لست

اعرف ما تقول

 

رجل
آخر

لو22:
59

إنه
داخل
منزل

رئيس الكهنة

لو22:
59

لو22:
60

 

لو22:
59

 

 

 

 

 
يوحنا

عبد رئيس
الكهنة

نسيب ملخس

الذى قطع

بطرس أذنه

 

 

اما رايتك
انا

معه في
البستان

 

 

يو18:
26

غير
مذكور

غير
مذكور

يو18:
26

فانكر بطرس
ايضا

 

 

؟؟؟؟

؟؟؟؟

 

يو18:
27

ملحوظة هامة:

من خلال هذا الجدول البسيط نستنتج الأتى:

1- يخبرانا القديسان متى ومرقس أن الذى قام بسؤال بطرس فى إنكاره الثالث كانوا
القيام أو الحاضرين
ويوضح لنا القديس لوقا أن
الذى بادر بالكلام منهم
وسأل بطرس
شخص آخر غير الشخص الذى سأله فى الإنكار الثانى
، ثم يحدد لنا القديس يوحنا هوية هذا الشخص ويخبرنا إنه كان
عبد لرئيس الكهنة
وكان نسيب ملخس الذى كان أيضاً عبد لرئيس الكهنة وقام بطرس بقطع أذنه فى البستان ساعة القبض على السيد المسيح.

2- أيضاً البشيريين أتفقوا فى تحديد زمن الإنكار الثالث لبطرس فالقديس
يوحنا لم يذكر الزمن
، بينما
القديسان متى ومرقس يخبرانا أنه حدث بعد الإنكار الثانى بقليل
،
ويحدد
لنا القديس لوقا هذا الزمن القليل ويخبرنا إنه كان حوالى ساعة واحدة
.

3- أما بالنسبة للمكان الذى تم فيه الإنكار الثالث لبطرس فلم يذكره أى بشير صراحة ولكن من سياق الكلام فى بشارة معلمنا لوقا أستطعنا أن نحدد المكان بسهولة إذ يقول النص أن بعد إنكار بطرس الثالث وصياح الديك
((فالتفت الرب ونظر إلى بطرس، فتذكر بطرس كلام الرب، كيف قال له إنك قبل أن يصيح الديك تنكرني ثلاث مرات)
)
لوقا 22: 61.

فهذا النص صريح وواضح ونفهم منه أن إنكار بطرس الثالث تم بعد رجوع بطرس من الدهليز ودخوله منزل رئيس الكهنة مرة أخرى ومشاهدته لمحاكمة المسيح.

4- أيضاً البشيريين الأربعة أتفقوا فى صيغة السؤال الذى وُجه لبطرس فى إنكاره الثالث فالقديسان متى ومرقس أوردوا لنا مُجمل كلام الحاضرين فأخبرنا القديس متى أن الحاضرين سألوا بطرس
((
حقا انت ايضا منهم فان لغتك تظهرك)
)
وأيده فى هذا الكلام القديس مرقس بصيغة أخرى إذ قال أن الحاضرين قالوا
((
حقا انت منهم لانك جليلي ايضا ولغتك تشبه لغتهم
))
،
أما القديس لوقا فركز على شخص معين
كان ضمن الحاضرين
فأورد لنا أن هذا الشخص أيد كلام الحاضرين بقوله
((
بالحق ان هذا ايضا كان معه لانه جليلي ايضا
))
ووضح القديس يوحنا أن هذا الشخص بعدما أكد كلام الحاضرين
وجه سؤال مباشر لبطرس وهو ((أما رأيتك أنا معه فى البستان))
وفى هذه اللحظة ومع كثرة الإتهامات التى وُجهت لبطرس على المستوى الجماعى والمستوى الفردى وظن بطرس أن هذه المرة سيُقبض عليه لا محالة لأن الشهود هذه المرة بينهم شخص رآه فى البستان رؤى العين حينئذ ومن شدة الخوف أبتدأ بطرس يلعن ويحلف إنه لا يعرف المسيح وفى تلك اللحظة صاح الديك فنظر الرب لبطرس فتذكر بطرس كلام الرب إنه قبل أن يصيح الديك سينكره ثلاث مرات فخرج خارجاً وبكى بكاءاً مراً.

5- أيضاً البشيرين الأربعة أتفقوا على رد بطرس فى الإنكار الثالث فكل بشير تكلم عن جانب معين فى إتفاق تام مع البشيريين الثلاثة الآخريين فبالنسبة للقديس
لوقا أورد لنا رد بطرس على سؤال مباشر مُركز يحتاج لإجابة مباشرة
مركزة فالسؤال كان فيه إتهام لبطرس إنه كان مع يسوع فرد بطرس وقال للعبد الذى سأله
((ياإنسان لست أدرى ما تقول))
، حينئذ أبتدأ جميع الحاضرون ينهالوا على بطرس بالإتهامات فوجد من يتهمه بأنه منهم (من أتباع المسيح)) ووجد من يتهمه بأنه جليلى مثله ووجد من يتهمه إنه يتكلم بنفس لغته ولما كانت كل هذه الإتهامات خطيرة ولكي ينجو بحياته من هذا الموقف أبتدأ يلعن ويحلف إنه لا يعرف المسيح وهذا ما أورداه لنا القديسان متى ومرقس فيقول القديس مرقس أن رد بطرس هو
((
فابتدا يلعن ويحلف اني لا اعرف هذا الرجل الذي تقولون عنه
)
) ويؤيده القديس متى ويضيف أن فى هذه اللحظة صاح الديك
((
فابتدا حينئذ يلعن ويحلف اني لا اعرف الرجل وللوقت صاح الديك
))
، أما القديس يوحنا فأورد لنا مضمون الموقف كله من أوله إلى أخره وقال
((فأنكر بطرس أيضاً)).

 

أسئلة المعترضون والرد عليها

الكلام المظلل هو نص المعترضون على قصة إنكار بطرس أوردناه بالحرف كما جاء فى مواقعهم ثم عقبنا على كل سؤال بالرد مباشرة.

اختلف رواة الاناجيل الأربعة في حكاية إنكار بطرس عدة اختلافات فاحشة

أولاً: لو تأمل القارىء الفطن في حكاية الانكار برمتها، سيجد
أنها مناقضة لما ورد في لوقا [ 22: 32 ] من خطاب المسيح لبطرس بقوله: ((ولكني طلبت من أجلك لكي لا يفنى إيمانك، وأنت متى رجعت ثبت إخوتك)). وما ورد في يوحنا [ 17: 15 ] وملخصه أن المسيح سأل
الله أن يحفظ تلاميذه من الشرير وأنه أعطاهم المجد الذي أعطاه إياه الله، ليكونوا
واحداً.وقد قال المسيح لبطرس في متى [ 16: 17 ] ((أنت صخر وعلى هذا
الصخر سأبني كنيستي وسأعطيك مفاتيح ملكوت السموات فما تربطه فى الارض يكون مربوطاً
في السماء
… ((
فإن صدقت هذه الرويات عن لوقا ويوحنا ومتى، كيف يصح
لبطرس أن ينكر سيده ومعلمه؟

الرد:

يندهش المعترض الكريم ويتسائل كيف ينكر بطرس سيده ومعلمه رغم كل ما قيل عنه فقد قيل عنه إنه هو الذى سيثبت أخوته فى الإيمان وقيل عنه إنه الصخرة الذى سيبنى عليها المسيح كنيسته وقيل عنه إنه سيُعطى مفاتيح ملكوت السموات.

دعونا نستعرض هذه النصوص ونرى فى أى مناسبات قيلت

النص الأول الذى أستشهد به المعترض وهو فى لوقا 22: 32 يقول فيه المسيح لبطرس ((
ولكني طلبت من أجلك لكي لا يفنى إيمانك وأنت متى رجعت ثبت إخوتك)).
هذا النص لم يكن مدح لبطرس عن إيمانه كما فهم المعترض الكريم بل على العكس تماماً فهذا النص يتكلم عن ضعف إيمان بطرس وإنه بسبب ضعف إيمانه وخوفه من الموت سينكر المسيح ويٌخبر النص أيضاً أن بعد هذه التجربة سيندم بطرس ندماً شديداً ويتوب توبة حقيقية بإيمان ثابت لا يتزعزع ويطلب الرب يسوع من بطرس إنه بعدما يرجع للإيمان يثبت أخوته فى هذا الإيمان فالنص نبوة عن إنكار بطرس الذى سيحدث ولو كان المعترض الكريم كلف نفسه وقرأ العددين التاليين مباشرة لفهم هذا جيداً وأستغنى عن سؤاله هذا فالعديين اللذين بعد هذا يقولان ((فقال له يارب إنى
مستعد أن أمضي معك حتى إلى السجن وإلى الموت!
فقال أقول لك يابطرس
لا يصيح الديك اليوم قبل أن تنكر ثلاث مرات أنك تعرفني
)).

أما النص الثانى الذى أورده المعترض الموجود فى يوحنا 17: 15 فيقول ((
لست أسأل أن تأخذهم من العالم بل أن تحفظهم من الشرير
)) فهذا النص أيضاً كان قبل القبض على يسوع مباشرة وقاله المسيح ضمن صلاة طويلة أخذت كل الإصحاح السابع عشر، صلاة من أجل تلاميذه الذين بعد قليل نراهم كلهم لحظة القبض عليه تركوه وحده وهربوا من شدة الخوف. فلم يكن النص مدح لإيمانهم بل صلاة لأجلهم لكى يحفظهم الله من الشيطان.

أما النص الثالث الذى أورده المعترض الموجود فى متى 16: 18 وليس 16: 17 فيقول فيه المسيح لبطرس ((
وأنا أقول لك أيضا: أنت بطرس، وعلى هذه الصخرة أبني كنيستي، وأبواب الجحيم لن تقوى عليها
)) هذا النص عبارة عن مدح ونبوة أيضاً فالسيد المسيح مدح بطرس عندما أعترف به إنه ابن الله ونبوة عن حال بطرس بعد الإنكار والتوبة وصعود المسيح إنه سيكون الصخرة التى سيبنى عليها الرب كنيسته وقد تم هذا فعلاً بعد صعود المسيح فى يوم الخمسين عندما تمت أول بشارة وعظة للمسيحية على يد القديس بطرس وأمن على يديه فى هذا اليوم نحو ثلاثة الأف نفس ((أع 2: 41)).

 

ثانياً: اختلفت الاناجيل في الذين قاموا بسؤال بطرس: فعلى رواية متى التي سألته أولاً جارية، والتي
سألته ثانياً جارية، والذين سألوه ثالثاُ الرجال القيام.وعلى رواية لوقا، التي سألته أولاً جارية، وثانياً
رجل، وثالثاً رجل آخر.وعلى رواية يوحنا، التي سألت أولاً الجارية البوابة، وثانياً الرجال، وثالثاً واحد من عبيد رئيس الكهنة.وهذا اختلاف فاحش وفي حادثة واحدة.

الرد:

عزيزى المعترض لا يوجد أى تناقض بين الأناجيل الأربعة بخصوص من قاموا بسؤال بطرس والإجابة على أسلئتك هذه موجودة فى تعليقنا فى جدول الإنكار الأول فقرة واحد، وجدول الإنكار الثانى فقرة واحد، وجدول الإنكار الثالث فقرة واحد. فهذه الفقرات تتحدث عن من قاموا بسؤال بطرس فى إنكاراته الثلاثة نرجو الرجوع إليها لتعلم الإجابة الصحيحة فلا داعى لتكراها هنا مرة أخرى.

 

ثالثاً: كان بطرس وقت سؤال الجارية في ساحة الدار
حسب رواية متى، وفي وسط الدار على رواية لوقا، وأسفل الدار على رواية مرقس، وداخل
الدار على رواية يوحنا.

الرد:

ما ذكره المعترض الكريم يوضح إنه يتكلم عن الإنكار الأول لبطرس ونحب أن نطمئنه إنه لا يوجد أى تناقض أو إختلاف فى تحديد المكان الذى كان موجوداً فيه بطرس ساعة الإنكار الأول فجميع البشيريين أتفقوا معاً فى تحديد المكان راجع الإنكار الأول الفقرة الثالثة للتأكد.

 

رابعاً: اختلفوا في نوع الأسئلة الموجَّهة لبطرس: فعند متى أن الجارية قالت له: ((وأنت كنت مع يسوع الجليلي
((
، ومرقس مثله، لكنه
أبدل لفظ الجليلي بالناصري، وعند لوقا أنها قالت: ((وهذا كان معه
(
(أما يوحنا فذكر أنها سألته هكذا: ((ألست أنت أيضاً من
تلاميذ هذا الانسان
((
. ونحن نقول لما كانت الحادثة واحدة، كان ينبغي ألا
تختلف نوعية الأسئلة من إنجيل لآخر.

الرد:

المعترض الكريم يتكلم عن نوع السؤال الذى وُجه لبطرس فى الإنكار الأول والإجابة على جميع تساؤلاته فى هذه النقطة موجودة فى الإنكار الأول الفقرة الرابعة.

 

خامساً: اختلفوا في وقت صياح الديك: فعلى رواية
متى ولوقا ويوحنا صاح الديك بعد مرات الانكار الثلاثة، وصاح مرة واحده، وعلى
رواية مرقس صاح الديك مرة بعد الانكار الأول، وصاح مرة ثانية بعد الانكار الثاني
والثالث.

الرد:

حقيقة أندهشت من سؤال المعترض فى هذه النقطة فهو يرى بل ويحكم أن البشيريين أختلفوا فى موضوع صياح الديك فى حين إنه يعترف بأن جميع البشيريين ذكروها فى أناجيلهم وننصحه بأن يرجع لأول بحثنا وشرحنا البسيط لمفهوم الوحي فى المسيحية وسنسرد له هنا النقطة رقم 3 فقط من مفهوم الوحي فى المسيحية فهى ذات صلة بسؤاله هذا.

3- وأيضاً الوحي فى المسيحية لا يستلزم ذكر جميع الأحداث فأحياناً نرى كاتب ذكر حدث أو قصة لم يذكرها كاتب آخر والعكس صحيح، وهذا ليس معناه أن الكاتب الذى لم يذكر الحدث غٌفل عنه أو كان يجهله أو نسيه, فكما قلنا أن الكتاب المقدس كُتب بوحي من الروح القدس فلو جاز النسيان على الكاتب من المستحيل بالطبع أن الروح القدس أيضاً ينسى فالروح القدس هو الله ولا يمكن أن الله ينسى! ولكن عدم ذكر كاتب لحدث معين أو قصة معينة راجع لحكمة الله فى ذلك فعندما أوحى الروح القدس للكاتب الذى ذكر الحدث أو القصة أراد الله ووصل لنا كل ما يريده من أهداف فى ذكرها وبالتالى فلا داعى لذكرها مرة أخرى.

إذاً تحت هذا البند سيجد المعترض الإجابة على سؤاله ونرجو أن يفهم أن القديس مرقس عندما ذكر صياح الديك مرتين مرة بعد الإنكار الأول والأخرى بعد الإنكار الثالث
وصل لنا الله كل ما يريده مما دعا البشيريين الثلاثة الأخيريين متى ولوقا ويوحنا لذكر صياح الديك الثانى والأخير وهو الأهم.

 

سادساً: في جواب بطرس للجارية التي سألته أولاً
فحسب رواية متى انه قال: لست أدري ما تقولين وعلى رواية لوقا انه قال: لست أعرف
يا امرأة،وعلى رواية ويوحنا: انه أتى بلفظ لا النافية فقط.

الرد:

لماذا لم تذكر أيها المعترض الكريم جواب بطرس بحسب رواية مرقس؟ لماذا تجاهلته؟ لن أقول أنا لماذا ولكن القارىء الفطن سيفهم من نفسه وعموماً الرد على جميع تسأولاتك فى هذه النقطة موجودة فى الإنكار الأول الفقرة الخامسة.

 

سابعاً: في جوابه للسؤال عند الانكار الثالث، فعلى
رواية متى ومرقس أنه أنكر مع القسم واللعن قائلاً: ((إني لست أعرف الرجل
(
(ورواية لوقا: ((يا إنسان لست أعرف ما تقول))، وفي إنجيل يوحنا انه قال: ((لست
أنا)).

الرد:

إجابة جميع هذه النقاط موجودة فى الإنكار الثالث الفقرة الخامسة.

 

ثامناً: يفهم من رواية مرقس أن الرجال القيام وقت
السؤال كانوا خارج الدار ويفهم من رواية لوقا أنهم كانوا في وسط الدار.وهكذا يسرد الحدث الواحد، في أكثر من إنجيل بشكل
مختلف تماماً ومتناقض.فاعتبر أيها المسيحي بالمناقضات الكثيرة، في هذه
الحكاية الصغيرة.

الرد:

عزيزى المعترض لم أفهم هنا عن ماذا تتكلم وعن أى إنكار تتحدث فالقديس مرقس لم يذكر القيام بل الذى ذكر هذه اللفظة هو القديس متى راجع متى 26: 73 وذكرها فى الإنكار الثالث وأيضاً مكان القيام غير مذكور فى متى، أما كلامك عن رواية لوقا وذكرك أن الرجال كانوا فى وسط الدار، هذا الأمر متعلق بالإنكار الأول وليس الثالث فلربما أختلط عليك الأمر أو تقصير منا فى عدم إستيعاب السؤال فنرجو منك أن تذكره بتفصيل وتدقيق أكثر حتى نُجيب عنه.

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي