هل محمد من نسل إسماعيل

نص الشبهة:

(أشعياء 42: 9-16) 9هُوَذَا الأَوَّلِيَّاتُ قَدْ أَتَتْ وَالْحَدِيثَاتُ أَنَا مُخْبِرٌ بِهَا. قَبْلَ أَنْ تَنْبُتَ أُعْلِمُكُمْ بِهَا. 10غَنُّوا لِلرَّبِّ أُغْنِيَةً جَدِيدَةً تَسْبِيحَهُ مِنْ أَقْصَى الأَرْضِ. أَيُّهَا الْمُنْحَدِرُونَ فِي الْبَحْرِ وَمِلْؤُهُ وَالْجَزَائِرُ وَسُكَّانُهَا 11لِتَرْفَعِ الْبَرِّيَّةُ وَمُدُنُهَا صَوْتَهَا الدِّيَارُ الَّتِي سَكَنَهَا قِيدَارُ. لِتَتَرَنَّمْ سُكَّانُ سَالِعَ. مِنْ رُؤُوسِ الْجِبَالِ لِيَهْتِفُوا. 12لِيُعْطُوا الرَّبَّ مَجْداً وَيُخْبِرُوا بِتَسْبِيحِهِ فِي الْجَزَائِرِ. 13الرَّبُّ كَالْجَبَّارِ يَخْرُجُ. كَرَجُلِ حُرُوبٍ يُنْهِضُ غَيْرَتَهُ. يَهْتِفُ وَيَصْرُخُ وَيَقْوَى عَلَى أَعْدَائِهِ. 14قَدْ صَمَتُّ مُنْذُ الدَّهْرِ. سَكَتُّ. تَجَلَّدْتُ. كَالْوَالِدَةِ أَصِيحُ. أَنْفُخُ وَأَنْخِرُ مَعاً. 15أَخْرِبُ الْجِبَالَ وَالآكَامَ وَأُجَفِّفُ كُلَّ عُشْبِهَا وَأَجْعَلُ الأَنْهَارَ يَبَساً وَأُنَشِّفُ الآجَامَ 16وَأُسَيِّرُ الْعُمْيَ فِي طَرِيقٍ لَمْ يَعْرِفُوهَا. فِي مَسَالِكَ لَمْ يَدْرُوهَا أُمَشِّيهِمْ. أَجْعَلُ الظُّلْمَةَ أَمَامَهُمْ نُوراً وَالْمُعْوَجَّاتِ مُسْتَقِيمَةً. هَذِهِ الأُمُورُ أَفْعَلُهَا وَلاَ أَتْرُكُهُمْ.

 

1- إن هذا النص يخبر عن أمور حادثة في المستقبل ومن بين تلك الأمور، وجود ترنيمة جديدة ” شريعة جديدة ” في البلاد التي سكنها قيدار “إبن إسماعيل” وهذا إشارة إلى شريعة الإسلام التي جاء بها محمد الذي هو من نسل إسماعيل

2- أن تمجيد الرب والإخبار بتسبيحه من الجزائر إشارة إلى الأذان بالصلاة الذي يرتفع فوق كل مئذنة ليسبح الله.

3- الرب كالجبار يخرج كرجل حروب ينهض، هذه إشارة إلى فريضة الجهاد التي فرضها الإسلام

 

الرد:

إن القول بانطباق ذلك على محمد يعد من المهاترات التي ليس فقط نفتقد للدليل القوى والبرهان الصحيح، بل هي مغالطات تاريخية فليس هناك علاقة بين أن يخبر الله عن ترنيمة جديدة وبين نبي ما من أي جنس لكن كان ذلك بالطبع لوجود ترنيمة قديمة لم تفي بالفرص وإذا تجاوزنا عن ذلك وربطنا بين الترنيمة والنبوة فقصرها على محمد يحتاج إلى قرائن هذا بالإضافة إلى أن الله كان يتحدث إلى بنى إسرائيل من خلال إشعياء والنبي محمد كما هو معروف لا علاقة له ببني إسرائيل إذا يقول ” أنا أبن الذبيح ” يعنى إسماعيل ونسل إسماعيل هم العرب كذلك قوله (أنا دعوة أبى إبراهيم) وتلك الدعوة التي يتحدث عنها جاءت على لسان إبراهيم في سورة البقرة أية 129: { ربنا وأبعث فيهم رسول منهم يتلوا عليهم آياتك} وجاء في تفسير بن كثير أن إبراهيم عندما كان في الحرم ” مكة ” دعا ربه أن يبعث في أهل الحرم نبياً منهم للأميين والأعجميين. وروى ذلك الإمام أحمد عن وهب وقال حديث حسن صحيح وقال بذلك البخاري والسدى.

هل تبحث عن  م الكنيسة كنيسة الله الحى 06

 

 القول بانطباق النبوة على محمد استناداً إلى ذكر لفظ قيدار وحيث أن قيدار هو الابن الثاني لإسماعيل، ومحمد من نسل إسماعيل هذا أمر عجيب حقاً إذا أن النص لا يحمل أي وعد لنسل قيدار، ولا غيره فكل ما قاله أن البرية سوف ترفع صوتها مبتهجة بعمل الرب في الديار التي سكنها قيدار وهذا قد حدث من خلال المد المسيحي الذي وفد إلى كل بلاد العرب من خلال الهجرات المتعافية للغساسنة الذين قاموا بمساعدة فصي على هزيمة بنى عذرة والسيطرة على مكة، في مقابل تنصر بنى قصي (أخبار مكة ج2 ص121) ثم لماذا تخصيص محمد من بنى قيدار وقد سيفه الكثيرون مثل عمرو بن نفيل، وسجاح بنت حبيب، والنضر بن الحارث، والأسود العنسي وغيرهم ممن عاشوا فترات طويلة في بلدانهم مدعين النبوة والوحي وكان لهم كتب خاصة بهم (أرجع إلى مخطوطة دار القلم، المخطوطات المقدسة قبل الإسلام.

 

ونضيف إلى ذلك بأن القول بابتهاج البرية في الديار التي سكنها قيدار وتخصيص ذلك بالفترة التي ادعى محمد فيها النبوة أمر غاية في الغرابة لأنه من المعروف أن كل البلدان التي دخلها محمد أو أصحابه لم تكن ترنم مبتهجة بل كانت تصرخ مستغيثة من بطشه وبطش أصحابه.

 

الاحتجاج بانطباق النبوة على محمد بالادعاء بأن سالع تلك هي مكة أكبر خطأ تاريخي وجغرافي فهناك معجم البلدان، أطلس المدن والمواقع العربية للجزائري وكلاهما يقولان: إن سالع منطقة ذو جبال صخرية توجد في الشام وبالتحديد في منطقة بالأردن تسمى البتراء اليوم. ولا علاقة نهائياً بين مكة وسالع ولا تشابه حتى من النوع الذي قد يقرب من الشك

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي