شرح
الكتاب المقدس – العهد القديم – القمص أنطونيوس فكري
صموئيل ثاني10 – تفسير سفر صموئيل الثاني
|
|
نص سفر صموئيل الثاني:
الكتاب المقدس المسموع:
تفاسير أسفار الكتاب المقدس 1- تفاسير سفر التكوين 1- تفاسير إنجيل متى |
← اذهب مباشرةً لتفسير الآية:
1
– 2 – 3 – 4 –
5 – 6 – 7 – 8 –
9 – 10 – 11 –
12 – 13 – 14 –
15 – 16 – 17 –
18 – 19
الآيات (1، 2):- “وَكَانَ بَعْدَ ذلِكَ أَنَّ
مَلِكَ بَنِي عَمُّونَ مَاتَ، وَمَلَكَ حَانُونُ ابْنُهُ عِوَضًا عَنْهُ.
فَقَالَ دَاوُدُ: «أَصْنَعُ مَعْرُوفًا مَعَ حَانُونَ بْنِ نَاحَاشَ كَمَا
صَنَعَ أَبُوهُ مَعِي مَعْرُوفًا». فَأَرْسَلَ دَاوُدُ بِيَدِ عَبِيدِهِ
يُعَزِّيهِ عَنْ أَبِيهِ. فَجَاءَ عَبِيدُ دَاوُدَ إِلَى أَرْضِ بَنِي
عَمُّونَ.”
لا نعرف ما هو المعروف الذي صنعه ناحاش لداود، لكن غالبًا هو عطف عليه أو أسدى
لهُ خدمة حين كان هاربًا في تخوم موآب (1صم22: 3، 4) خصوصًا لعداوة ناحاش لشاول
فهو اعتبر كل من يعادي شاول صديقًا لهُ. وبدأ داود في محبته بأن أرسل بعثة عزاء
لإبنه.
آية (3):- “فَقَالَ رُؤَسَاءُ بَنِي عَمُّونَ لِحَانُونَ
سَيِّدِهِمْ: «هَلْ يُكْرِمُ دَاوُدُ أَبَاكَ فِي عَيْنَيْكَ حَتَّى أَرْسَلَ
إِلَيْكَ مُعَزِّينَ؟ أَلَيْسَ لأَجْلِ فَحْصِ الْمَدِينَةِ وَتَجَسُّسِهَا
وَقَلْبِهَا، أَرْسَلَ دَاوُدُ عَبِيدَهُ إِلَيْكَ؟»”
مشيري حانون أساءوا الظن بداود وسوء الفهم سببه الحكم المتسرع فلعلنا لا نسئ
فهم الآخرين حتى لا تكون هناك خسائر كثيرة. فهم ظنوا أن
رجال داود
جواسيس أتوا
للتمهيد لكي يضرب داود المدينة: قَلْبِهاَ أي تدميرها.
آية (4):- “فَأَخَذَ حَانُونُ عَبِيدَ دَاوُدَ وَحَلَقَ
أَنْصَافَ لِحَاهُمْ، وَقَصَّ ثِيَابَهُمْ مِنَ الْوَسَطِ إِلَى أَسْتَاهِهِمْ،
ثُمَّ أَطْلَقَهُمْ.”
إستمع حانون لمشيريه وَحَلَقَ أَنْصَافَ لِحَاهُمْ، وَقَصَّ ثِيَابَهُمْ = يعتبر هذا
العمل عند اليهود وغيرهم إهانة عظيمة ففي الشرق يكرم الرجل بلحيته ويفتخر
بها ويقسم بها. ولنلاحظ أن هؤلاء الرسل يمثلون داود شخصيًا فهم سفرائه
ووزائه. إذًا فأي إهانة تلحق بهم تلحق بداود شخصيًا. ونحن سفراء المسيح فكل
تعيير يقع علينا يقع على المسيح. وداود انتقم للإهانة التي حلت برجاله
والمسيح سينتقم من كل من يعير ويهين شعبه. ولاحظ أن بعد هذه الإهانة ذهب
داود بنفسه لأبواب بني عمون ليرد لهم الإهانة في ديارهم فداود قوي وشق
الثياب إهانة بالغة وحانون قصد هذا ليصبحوا سخرية بني عمون وشعبها.
آية (5):- “وَلَمَّا أَخْبَرُوا
دَاوُدَ أَرْسَلَ لِلِقَائِهِمْ، لأَنَّ الرِّجَالَ كَانُوا خَجِلِينَ جِدًّا.
وَقَالَ الْمَلِكُ: «أَقِيمُوا فِي أَرِيحَا حَتَّى تَنْبُتَ لِحَاكُمْ ثُمَّ
ارْجِعُوا».”
آية (6):-
“وَلَمَّا رَأَى بَنُو عَمُّونَ أَنَّهُمْ قَدْ أَنْتَنُوا عِنْدَ دَاوُدَ،
أَرْسَلَ بَنُو عَمُّونَ وَاسْتَأْجَرُوا أَرَامَ بَيْتِ رَحُوبَ وَأَرَامَ
صُوبَا، عِشْرِينَ أَلْفَ رَاجِل، وَمِنْ مَلِكِ مَعْكَةَ أَلْفَ رَجُل،
وَرِجَالَ طُوبَ اثْنَيْ عَشَرَ أَلْفَ رَجُل.”
شعر بنو عمون أن إهانة سفراء داود موجهة إلى داود ودولته كلها وفهموا أن
داود لا بُد وسينتقم فاستأجروا أرام لمساعدتهم لضرب داود.
آية (7-8):- “فَلَمَّا سَمِعَ دَاوُدُ أَرْسَلَ
يُوآبَ وَكُلَّ جَيْشِ الْجَبَابِرَةِ. وَخَرَجَ بَنُو عَمُّونَ وَاصْطَفُّوا
لِلْحَرْبِ عِنْدَ مَدْخَلِ الْبَابِ، وَكَانَ أَرَامُ صُوبَا وَرَحُوبُ
وَرِجَالُ طُوبَ وَمَعْكَةَ وَحْدَهُمْ فِي الْحَقْلِ.”
آية (9):- “فَلَمَّا رَأَى يُوآبُ أَنَّ مُقَدَّمَةَ الْحَرْبِ
كَانَتْ نَحْوَهُ مِنْ قُدَّامٍ وَمِنْ وَرَاءٍ، اخْتَارَ مِنْ جَمِيعِ
مُنْتَخَبِي إِسْرَائِيلَ وَصَفَّهُمْ لِلِقَاءِ أَرَامَ،”
St-Takla.org Image: صورة في موقع الأنبا تكلا: |
أدرك يوآب أن خطة أرام وبني عمون أن يفاجئ أرام جيش إسرائيل من الخلف بينما
هم منشغلون بجيش بني عمون من الأمام، وقسم الجيش ليضرب كلا الجيشين [فعلى
الإخوة مساعدة بعضهم].
آية (10):- “وَسَلَّمَ بَقِيَّةَ الشَّعْبِ لِيَدِ أَخِيهِ
أَبِيشَايَ، فَصَفَّهُمْ لِلِقَاءِ بَنِي عَمُّونَ.”
آيات (11،
12):- “وَقَالَ: «إِنْ قَوِيَ أَرَامُ عَلَيَّ تَكُونُ لِي
مُنْجِدًا، وَإِنْ قَوِيَ عَلَيْكَ بَنُو عَمُّونَ أَذْهَبُ لِنَجْدَتِكَ.
تَجَلَّدْ وَلْنَتَشَدَّدْ مِنْ أَجْلِ شَعْبِنَا وَمِنْ أَجْلِ مُدُنِ
إِلهِنَا، وَالرَّبُّ يَفْعَلُ مَا يَحْسُنُ فِي عَيْنَيْهِ».”
وقال من يضعف منا
يأتي
الآخر ليساعده.
يوآب كان رجلًا دمويًا لكن بلا شك نجد في كلماته هنا وفي مواقف أخرى أنه
كان إنسانًا لهُ إيمان وشهامة وتضحية. والكتاب في عدالته يعرض كل المواقف.
ولولا مواقفه الإيجابية هذه
ما اختاره داود ليكون قائدًا لجيشه ولا احتمل
خيانته وغدره مثلًا ضد أبنير. وكانت هذه الحروب وأمثالها فرصة ليسجل لنا
داود النبي بعض مزاميره (2،
20،
21،
60،
110) التي
تنبأت عن ثورة
الأمم
وتآمر الرؤساء عليه، فتكون نبوات عن ما حدث للمسيح حين قام عليه الأمم والرؤساء وصلبوه. وكما انتصر داود
انتصر المسيح على أعدائه وتمجد وقال داود بروح النبوة “قال الرب لربي إجلس
عن يميني حتى أضع أعداءك موطئًا لقدميك” (مز1:110).
آية (13):-
“فَتَقَدَّمَ يُوآبُ وَالشَّعْبُ الَّذِينَ مَعَهُ لِمُحَارَبَةِ أَرَامَ
فَهَرَبُوا مِنْ أَمَامِهِ.”
حين رأى أرام يوآب ورجاله الأبطال هربوا إذ هم مستأجرين. وبالتالي خاف بنو
عمون وهربوا من أمام أبيشاي لأنهم أضعف من أرام.
آية (14):-
“وَلَمَّا رَأَى بَنُو عَمُّونَ أَنَّهُ قَدْ هَرَبَ أَرَامُ، هَرَبُوا
مِنْ أَمَامِ أَبِيشَايَ وَدَخَلُوا الْمَدِينَةَ. فَرَجَعَ يُوآبُ عَنْ
بَنِي عَمُّونَ وَأَتَى إِلَى أُورُشَلِيمَ.”
St-Takla.org Image: صورة في موقع الأنبا تكلا: |
حينما هرب بني عمون أمام أبيشاي دخلوا بسرعة وتحصنوا بأسوارهم فلم يلحقهم أبيشاي وهم فضلوا أن يحتموا بأسوارهم ويؤجلون الحرب لمدة سنة حتى يستعدوا
(2صم1:11).
الآيات (15-19):- “وَلَمَّا رَأَى أَرَامُ أَنَّهُمْ قَدِ
انْكَسَرُوا أَمَامَ إِسْرَائِيلَ، اجْتَمَعُوا مَعًا. وَأَرْسَلَ هَدَرُ
عَزَرَ فَأَبْرَزَ أَرَامَ الَّذِي فِي عَبْرِ النَّهْرِ، فَأَتَوْا إِلَى
حِيلاَمَ وَأَمَامَهُمْ شُوبَكُ رَئِيسُ جَيْشِ هَدَرِ عَزَرَ. وَلَمَّا
أُخْبِرَ دَاوُدُ، جَمَعَ كُلَّ إِسْرَائِيلَ وَعَبَرَ الأُرْدُنَّ وَجَاءَ
إِلَى حِيلاَمَ، فَاصْطَفَّ أَرَامُ لِلِقَاءِ دَاوُدَ وَحَارَبُوهُ.
وَهَرَبَ أَرَامُ مِنْ أَمَامِ إِسْرَائِيلَ، وَقَتَلَ دَاوُدُ مِنْ
أَرَامَ سَبْعَ مِئَةِ مَرْكَبَةٍ وَأَرْبَعِينَ أَلْفَ فَارِسٍ، وَضَرَبَ
شُوبَكَ رَئِيسَ جَيْشِهِ فَمَاتَ هُنَاكَ. وَلَمَّا رَأَى جَمِيعُ
الْمُلُوكِ، عَبِيدُ هَدَرِ عَزَرَ أَنَّهُمُ انْكَسَرُوا أَمَامَ
إِسْرَائِيلَ، صَالَحُوا إِسْرَائِيلَ وَاسْتُعْبِدُوا لَهُمْ، وَخَافَ
أَرَامُ أَنْ يُنْجِدُوا بَنِي عَمُّونَ بَعْدُ.”
حاول الأراميون أن يردوا اعتبارهم وسمعتهم فتجمعوا من جديد لمحاربة
رجال داود.(انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في
موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والتفاسير الأخرى).
وَأَرْسَلَ هَدَرُ عَزَرَ فَأَبْرَزَ أَرَامَ الَّذِي فِي عَبْرِ النَّهْرِ
أي
استدعاهم وأبرزهم أي ظهروا في المعركة ليؤيدوه. وضرب داود جيوشهم وهنا
تحققت النبوة لإبراهيم (تك18:15) أن أبنائه سيرثون الأرض حتى حدود نهر
الفرات.
وبهذا نجد داود قد تربع على عرشه منتصرًا في عدة حروب (8 حروب):
-
الحرب الأهلية بقيادة أبنير ضده.
-
الحرب ضد
اليبوسيين.
-
الحرب ضد الفلسطينيين وحلفائهم.
-
الحرب ضد
الفلسطينيين وحدهم. -
الحرب ضد الموآبيين.
-
الحرب ضد هددعزر.
-
الحرب ضد أدوم.
-
الحرب ضد
عمون وأرام.
← تفاسير أصحاحات
صموئيل الثاني:
مقدمة |
1 |
2 |
3 |
4 |
5 |
6 |
7 |
8 |
9 |
10 |
11 |
12 |
13 |
14 |
15 |
16 |
17 |
18 |
19 |
20 |
21 |
22 |
23 |
24
الكتاب المقدس المسموع:
استمع لهذا الأصحاح
تفاسير أسفار الكتاب المقدس
1- تفاسير سفر التكوين
2- تفاسير سفر الخروج
3- تفاسير سفر اللاويين
4- تفاسير سفر العدد
5- تفاسير سفر التثنية
6- تفاسير سفر يشوع
7- تفاسير سفر القضاة
8- تفاسير سفر راعوث
9- تفاسير سفر صموئيل الأول
10- تفاسير سفر صموئيل الثاني
11- تفاسير سفر الملوك الأول
12- تفاسير سفر الملوك الثاني
13- تفاسير سفر أخبار الأيام الأول
14- تفاسير سفر أخبار الأيام الثاني
15- تفاسير سفر عزرا
16- تفاسير سفر نحميا
17- تفاسير سفر طوبيا
18- تفاسير سفر يهوديت
19- تفاسير سفر أستير + التتمة
20- تفاسير سفر أيوب
21- تفاسير سفر المزامير + مز 151
22- تفاسير سفر الأمثال
23- تفاسير سفر الجامعة
24- تفاسير سفر نشيد الأناشيد
25- تفاسير سفر الحكمة
26- تفاسير سفر يشوع بن سيراخ
27- تفاسير سفر إشعياء
28- تفاسير سفر إرميا
29- تفاسير سفر مراثي إرميا
30- تفاسير سفر نبوة باروخ
31- تفاسير سفر حزقيال
32- تفاسير سفر دانيال + التتمة
33- تفاسير سفر هوشع
34- تفاسير سفر يوئيل
35- تفاسير سفر عاموس
36- تفاسير سفر عوبديا
37- تفاسير سفر يونان
38- تفاسير سفر ميخا
39- تفاسير سفر ناحوم
40- تفاسير سفر حبقوق
41- تفاسير سفر صفنيا
42- تفاسير سفر حجي
43- تفاسير سفر زكريا
44- تفاسير سفر ملاخي
45- تفاسير سفر المكابيين الأول
46- تفاسير سفر المكابيين الثاني
1- تفاسير إنجيل متى
2- تفاسير إنجيل مرقس
3- تفاسير إنجيل لوقا
4- تفاسير إنجيل يوحنا
5- تفاسير سفر أعمال الرسل
6- تفاسير الرسالة إلى رومية
7- تفاسير رسالة كورنثوس الأولى
8- تفاسير كورنثوس الثانية
9- تفاسير الرسالة إلى أهل غلاطية
10- تفاسير الرسالة إلى أفسس
11- تفاسير الرسالة إلى فيلبي
12- تفاسير الرسالة إلى كولوسي
13- تفاسير تسالونيكي الأولى
14- تفاسير تسالونيكي الثانية
15- تفاسير رسالة تيموثاوس الأولى
16- تفاسير تيموثاوس الثانية
17- تفاسير الرسالة إلى تيطس
18- تفاسير الرسالة إلى فيلمون
19- تفاسير رسالة العبرانيين
20- تفاسير رسالة يعقوب
21- تفاسير رسالة بطرس الأولى
22- تفاسير رسالة بطرس الثانية
23- تفاسير رسالة يوحنا الأولى
24- تفاسير رسالة يوحنا الثانية
25- تفاسير رسالة يوحنا الثالثة
26- تفاسير رسالة يهوذا
27- تفاسير سفر الرؤيا
تفسير صموئيل ثاني 11 |
قسم تفاسير العهد القديم القمص أنطونيوس فكري |
تفسير صموئيل ثاني 9 |