صموئيل ثاني15 - تفسير سفر صموئيل الثاني

تفسير

الكتاب المقدس – العهد القديم – القمص تادرس يعقوب


سلسلة “من تفسير وتأملات الآباء الأولين”

صموئيل ثاني15 – تفسير سفر صموئيل الثاني

عقوق
أبشالوم



محتويات
:


(إظهار/إخفاء)



* تأملات في كتاب

صموئيل ثانى
:


تفسير سفر صموئيل الثاني:

مقدمة سفر صموئيل الثاني
|
صموئيل ثاني 1 |

صموئيل ثاني 2

|

صموئيل ثاني 3

|

صموئيل ثاني 4

|

صموئيل ثاني 5

|

صموئيل ثاني 6

|

صموئيل ثاني 7

|

صموئيل ثاني 8

|

صموئيل ثاني 9

|

صموئيل ثاني 10

|

صموئيل ثاني 11

|

صموئيل ثاني 12

|

صموئيل ثاني 13

|

صموئيل ثاني 14

|

صموئيل ثاني 15

|

صموئيل ثاني 16

|

صموئيل ثاني 17

|

صموئيل ثاني 18

|

صموئيل ثاني 19

|

صموئيل ثاني 20

|

صموئيل ثاني 21

|

صموئيل ثاني 22

|

صموئيل ثاني 23

|

صموئيل ثاني 24

|

ملخص عام

نص سفر صموئيل الثاني:
صموئيل الثاني 1 |

صموئيل الثاني 2

|

صموئيل الثاني 3

|

صموئيل الثاني 4

|

صموئيل الثاني 5

|

صموئيل الثاني 6

|

صموئيل الثاني 7

|

صموئيل الثاني 8

|

صموئيل الثاني 9

|

صموئيل الثاني 10

|

صموئيل الثاني 11

|

صموئيل الثاني 12

|

صموئيل الثاني 13

|

صموئيل الثاني 14

|

صموئيل الثاني 15

|

صموئيل الثاني 16

|

صموئيل الثاني 17

|

صموئيل الثاني 18

|

صموئيل الثاني 19

|

صموئيل الثاني 20

|

صموئيل الثاني 21

|

صموئيل الثاني 22

|

صموئيل الثاني 23

|

صموئيل الثاني 24

|
صموئيل ثاني
كامل

الكتاب المقدس المسموع:
استمع لهذا الأصحاح

تفاسير أسفار الكتاب المقدس

1- تفاسير سفر التكوين
2- تفاسير سفر الخروج
3- تفاسير سفر اللاويين
4- تفاسير سفر العدد
5- تفاسير سفر التثنية
6- تفاسير سفر يشوع
7- تفاسير سفر القضاة
8- تفاسير سفر راعوث
9- تفاسير سفر صموئيل الأول
10- تفاسير سفر صموئيل الثاني
11- تفاسير سفر الملوك الأول
12- تفاسير سفر الملوك الثاني
13- تفاسير سفر أخبار الأيام الأول
14- تفاسير سفر أخبار الأيام الثاني
15- تفاسير سفر عزرا
16- تفاسير سفر نحميا
17- تفاسير سفر طوبيا
18- تفاسير سفر يهوديت
19- تفاسير سفر أستير + التتمة
20- تفاسير سفر أيوب
21- تفاسير سفر المزامير + مز 151
22- تفاسير سفر الأمثال
23- تفاسير سفر الجامعة
24- تفاسير سفر نشيد الأناشيد
25- تفاسير سفر الحكمة
26- تفاسير سفر يشوع بن سيراخ
27- تفاسير سفر إشعياء
28- تفاسير سفر إرميا
29- تفاسير سفر مراثي إرميا
30- تفاسير سفر نبوة باروخ
31- تفاسير سفر حزقيال
32- تفاسير سفر دانيال + التتمة
33- تفاسير سفر هوشع
34- تفاسير سفر يوئيل
35- تفاسير سفر عاموس
36- تفاسير سفر عوبديا
37- تفاسير سفر يونان
38- تفاسير سفر ميخا
39- تفاسير سفر ناحوم
40- تفاسير سفر حبقوق
41- تفاسير سفر صفنيا
42- تفاسير سفر حجي
43- تفاسير سفر زكريا
44- تفاسير سفر ملاخي
45- تفاسير سفر المكابيين الأول
46- تفاسير سفر المكابيين الثاني

1- تفاسير إنجيل متى
2- تفاسير إنجيل مرقس
3- تفاسير إنجيل لوقا
4- تفاسير إنجيل يوحنا
5- تفاسير سفر أعمال الرسل
6- تفاسير الرسالة إلى رومية
7- تفاسير رسالة كورنثوس الأولى
8- تفاسير كورنثوس الثانية
9- تفاسير الرسالة إلى أهل غلاطية
10- تفاسير الرسالة إلى أفسس
11- تفاسير الرسالة إلى فيلبي
12- تفاسير الرسالة إلى كولوسي
13- تفاسير تسالونيكي الأولى
14- تفاسير تسالونيكي الثانية
15- تفاسير رسالة تيموثاوس الأولى
16- تفاسير تيموثاوس الثانية
17- تفاسير الرسالة إلى تيطس
18- تفاسير الرسالة إلى فيلمون
19- تفاسير رسالة العبرانيين
20- تفاسير رسالة يعقوب
21- تفاسير رسالة بطرس الأولى
22- تفاسير رسالة بطرس الثانية
23- تفاسير رسالة يوحنا الأولى
24- تفاسير رسالة يوحنا الثانية
25- تفاسير رسالة يوحنا الثالثة
26- تفاسير رسالة يهوذا
27- تفاسير سفر الرؤيا

← اذهب مباشرةً لتفسير الآية:
1
234
5678
91011
121314
151617
181920
212223
242526
272829
303132
333435
3637


عاد أبشالوم إلى أورشليم ليس
من أجل شوقه لصفح أبيه عن قتله لأخيه أمنون، ولا حبًا في والده، وإنما ليهيئ
الطريق لنفسه كي يغتصب المُلك من والده مهما كلفه الأمر.







St-Takla.org Image:
After this it happened that Absalom provided himself with chariots and horses,
and fifty men to run before him. Now Absalom would rise early and stand beside
the way to the gate. So it was, whenever anyone who had a lawsuit came to the
king for a decision, that Absalom would call to him and say, “What city are you
from?” And he would say, “Your servant is from such and such a tribe of Israel.”
Then Absalom would say to him, “Look, your case is good and right; but there is
no deputy of the king to hear you.” Moreover Absalom would say, “Oh, that I were
made judge in the land, and everyone who has any suit or cause would come to me;
then I would give him justice.” And so it was, whenever anyone came near to bow
down to him, that he would put out his hand and take him and kiss him. In this
manner Absalom acted toward all Israel who came to the king for judgment. So
Absalom stole the hearts of the men of Israel.(2 Samuel 15:1-6)

صورة في موقع الأنبا تكلا:
أبشالوم يكسب قلوب بني إسرائيل له (صموئيل الثاني 15: 1-6)






1.
أبشالوم يعد الطريق لنفسه:

وكان بعد ذلك أن
أبشالوم اتخذ مركبة وخيلًا وخمسين رجلًا يجرون قدامه

[1].

يكشف هذا التصرف عن
هدف أبشالوم من العودة إلى أورشليم، فقد حمل في داخله لهيب نار محبة المجد الباطل،
تصالح مع والده لا لينال رضاه، ولا ليُقابل حبه الأبوي بالحب البنوي الخالص، وإنما
ليخطط كي يغتصب منه العرش بروح العجرفة والعقوق، مظهرًا نفسه كرجل عظيم يستخدم
مركبة ملوكية وخيلًا ويجري أمامه خمسون رجلًا.

لقد أعد الله لداود المُلك
خلال الضيق والتعب لسنوات طويلة أما أبشالوم فهيأ نفسه للمُلك خلال المظاهر
الخارجية والمجد الباطل. فقد تعلم من جده تلماي بن عميهود ملك جشور
(2 صم 13: 17) استخدام المركبة الملوكية والخيل وجري الرجال
أمامه الأمر الذي سبق فحذر صموئيل النبي منه الشعب حينما طلبوا لأنفسهم ملكًا
كسائر الأمم قائلًا
لهم: “يأخذ بنيكم
ويجعلهم لنفسه لمراكبه وفرسانه فيركضون أمام مراكبه” (1 صم 8: 11).

هكذا اقتدى أبشالوم بملوك
الأمم في العظمة بينما كان والده يمتطي بغلًا في بساطة مظهر واتضاع، وقد وجدت
المظاهر الخارجية مع جمال أبشالوم الجسدي هوى لدى الكثيرين فزادت شعبيته، وحسبه
البعض أولى بهذا المركز القيادي.

كان أبشالوم يجري وراء
المجد الباطل ليستلم العرش ولم يدري أنه إنما يجري وراء هلاكه الروحي والجسدي
أيضًا، ليفقد أبديته كما حياته الزمنية.

يحدثنا الآباء عن أهمية الاتضاع
كطريق للمجد وخطورة المجد الباطل:

*
كن وضيعًا في عيني نفسك فترى مجد الله في داخلك.

حيث ينبت الاتضاع هناك
يتفجر مجد الله.

إن جاهدت لكي يستهين
بك كل بشر، فالله يمجدك.

إن كان لك اتضاع في
قلبك، فسيظهر الله لك مجده في قلبك.

كن مزدري في عظمتك
ولا تكن عظيمًا في تفاهتك…

لا تطلب أن تكون
مكرمًا بينما داخلك مملوء جراحات.

أرفض الكرامة فتصير
مكرمًا ولا تحبها فلا تُهان.

من يطلب الكرامة تهرب
منه، ومن يهرب من الكرامة تطارده، ويعلن كل بشر عن اتضاعه.

*
اهرب من المجد الباطل فتتمجد، خف من الكبرياء فتتعظم.



مار إسحق السرياني
(86)

*
إنني أثق أن العمل الروحي البسيط حين نمارسه باتضاع، فإنه يبلغ بنا أن
نكون مع القديسين الذين جاهدوا كثيرًا وصاروا خدامًا حقيقيين لله.

*
يوجد طريق حقيقي للنمو: بالنمو في الاتضاع يبلغ الإنسان المجد الإلهي
الحقيقي.

الأب


دوروثيوس(87)







St-Takla.org Image:
Now it came to pass after forty years that Absalom said to the king, “Please,
let me go to Hebron and pay the vow which I made to the LORD. “For your servant
took a vow while I dwelt at Geshur in Syria, saying, ‘If the LORD indeed brings
me back to Jerusalem, then I will serve the LORD.’ ” And the king said to him,
“Go in peace.” So he arose and went to Hebron. Then Absalom sent spies
throughout all the tribes of Israel, saying, “As soon as you hear the sound of
the trumpet, then you shall say, ‘Absalom reigns in Hebron!’ ” And with Absalom
went two hundred men invited from Jerusalem, and they went along innocently and
did not know anything. Then Absalom sent for Ahithophel the Gilonite, David’s
counselor, from his city; from Giloh; while he offered sacrifices. And the
conspiracy grew strong, for the people with Absalom continually increased in
number.(2 Samuel 15:7-12)

صورة في موقع الأنبا تكلا:
أبشالوم يقود مكيدة ضد أبيه داود (صموئيل الثاني 15: 7-12)






2. أبشالوم
يمالئ الشعب:

لكي يسحب أبشالوم
الكرسي من تحت والده لم يقف عند اهتمامه بجماله الجسدي ومظاهر الأبهة والعظمة
وإنما في خداع صار يمالئ الشعب. كان يبكر ويقف بجانب طريق باب المدينة ليمنع
المتقاضين من الوصول إلى موضع اجتماع أبيه؛ يُعطي اهتمامًا لكل شخص فيسأله عن
مدينته وسبطه، ليقول له في خداع دون فحصه لقضيته: “انظر أمورك صالحة
ومستقيمة، ولكن ليس من يسمع لك من قبل الملك
[3]. هكذا
يتحدث أبشالوم بذات القول للطرفين المتخاصمين لا ليقضي وإنما ليثير الكل على والده
ويحثهم على إقامته هو ملكًا وقاضيًا، إذ كان يردد القول: “من يجعلني
قاضيًا في الأرض فيأتي إليّ كل إنسان له خصومة ودعوى فأنصفه؟!
[4].

في اتضاع مزيف متى
أراد أحد أن يسجد له كابن ملك وولي عهد، يمد يده ويمسكه ويقبله، كأنه صديق شخصي
له… بهذا استرق أبشالوم قلوب الكثيرين، أمالهم إليه ليكسب ودّهم واحترامهم
وطاعتهم له حتى يقيموه ملكًا عوضًا عن أبيه.

يقول

القديس يوحنا
الذهبي الفم
: [كان أبشالوم مخادعًا، يسرق كل قلوب الناس. لاحظ كيف كان عظيمًا
في خداعه! قيل إنه كان يذهب ويقول: أليس من يقضي لك؟! راغبًا في أن يصالح كل أحد
معه؛ أما داود فكان بلا عيب. ماذا إذن؟ أنظر إلى نهاية كل منهما. أنظر كيف كان
الأول في جنون مطبق! إذ كان يتطلع فقط إلى أذية أبيه صار أعمى في كل الأمور
الأخرى، أما داود فلم يكن كذلك، لأن “من يسلك بالاستقامة يسلك بأمان”
(أم 10: 9)، وبتعقل
(88)].





3.
المناداة به ملكًا:

تم ذلك في نهاية
أربعين سنة من مسح داود ملكًا على يدي صموئيل (1 صم 16: 1). يرى البعض
أنه في نهاية أربعة أعوام من مصالحة أبشالوم لأبيه أعد الطريق لنفسه لكي يملك.

طلب من أبيه السماح له
بالذهاب إلى حبرون ليفي نذرًا تعهد به وهو في جشور قائلا: “إن أرجعني الرب
إلى أورشليم فإني أعبد الرب” (2 صم 15: 8). وكان ذلك على الأرجح
خداعًا، لكن أباه الذي يطلب استقامة ابنه فرح جدًا أن يسمع منه أنه يريد أن يعبد
الرب في حبرون بلد مولده، لذا سمح له بالذهاب بكامل حريته.

وضع أبشالوم الخطة
ربما مع بعض المشيرين، وقد أحكمها تمامًا، إذ احتوت الخطوط العريضة التالية:

أ. أن يعلن توليه
الحكم في حبرون -أحدى مدن يهوذا- التي عاش فيها داود زمانًا كملك
لسبط يهوذا،
وأقامها عاصمة لمملكته. في حبرون -بعيدًا عن أورشليم- يستطيع أبشالوم أن يجمع
حوله كل الطاقات والشخصيات التي تسنده ضد والده، خاصة أن رجال يهوذا كانوا قد
غضبوا لانتقال داود من حبرون إلى أورشليم.

ب. بعث أبشالوم إلى
جميع

الأسباط
رُسلًا دعوا جواسيس لأن عملهم كان سريًا، حتى ينادي الكل به ملكًا في
وقت واحد، فلا يجد داود أمامه ملجأ للهروب.

ج. أخذ أبشالوم معه
مائتين من عظماء الرجال، دعاهم لأجل الذبيحة وهم لا يدرون ما ينوي عليه أبشالوم.
وجودهم معه في حبرون يوحي للأسباط بأن عظماء المملكة تركوا داود لتعضيد أبشالوم،
وأنهم جاءوا معه لتحقيق هذا الهدف؛ بهذا يشعر الكل أن أبشالوم يستحق المُلك عن أبيه.
هذا وسحبهم إلى حبرون يغلق الباب أمام العظماء عن التشاور مع داود في أمر عقوق
ابنه وفتنته، فيصيرون أمام الأمر الواقع أن يقبلوا الملك الجديد.

د. استعان أبشالوم
بأخيتوفل الجيلوني [12]، إذ توسم فيه الرغبة مع القدرة على خيانة
داود، وهو في هذا يشبه يهوذا في خيانته لسيده كما يشبهه في طريقة موته (مز 41: 9؛ يو
31: 18).



St-Takla.org Image:
Now a messenger came to David, saying, “The hearts of the men of Israel are with
Absalom.” So David said to all his servants who were with him at Jerusalem,
“Arise, and let us flee; or we shall not escape from Absalom. Make haste to
depart, lest he overtake us suddenly and bring disaster upon us, and strike the
city with the edge of the sword.” And the king’s servants said to the king, “We
are your servants, ready to do whatever my lord the king commands.” Then the
king went out with all his household after him. But the king left ten women,
concubines, to keep the house. And the king went out with all the people after
him, and stopped at the outskirts. Then all his servants passed before him; and
all the Cherethites, all the Pelethites, and all the Gittites, six hundred men
who had followed him from Gath, passed before the king.(2 Samuel 15:13-18)

صورة في موقع الأنبا تكلا:
داود يستعد مع رجاله للهرب من أبشالوم (صموئيل الثاني 15: 13-18)


“جيلوه” قرية في جبال يهوذا (يش 15: 5)،
يحتمل أن تكون هي “خربة جعلا” الحالية، التي تبعد حوالي خمسة أميال شمال
غربي حبرون
(89).

هكذا أحكم أبشالوم
الخطة بطريقة بشرية ولم يكن أمام داود طريق إلا الهروب أو الاستسلام فيتعرض للقتل
على يدي ابنه.





4.
هروب داود ورجاله:

أدرك داود الخطر
مبكرًا، ولعله تذكر خطيته وقول الرب له: “والآن لا يفارق السيف بيتك إلى
الأبد لأنك احتقرتني… هأنذا أقيم عليك الشر من بيتك” (2 صم 12:
10-11).

أشفق داود على
المدينة، وخشى أن يضربها أبشالوم بالسيف بسببه، لذا قال لجميع عبيده: “قوموا
بنا نهرب، لأنه ليس نجاة من وجه أبشالوم. أسرعوا للذهاب لئلا يبادر ويدركنا وينزل
بنا الشر ويضرب المدينة بحد السيف” [14]
.

خرج الملك وكل رجاله
في اثره ووقفوا عند آخر بيت من بيوت المدينة من جهة الشرق على طريق وادي قدرون
ليعبروا بين يديه…

تمررت نفس داود لخيانة
ابنه له وثورته ضده، لكن قلبه امتلأ رجاء في الرب مخلصه. بروح النبوة أدرك داود أن
ما حل به من خيانة أبشالوم وأخيتوفل له إنما يرمز لخيانة يهوذا للسيد المسيح.

عندما هرب داود ترنم
بالمزمور الثالث:

“يا رب لماذا كثر
الذين يحزنونني؟!

كثيرون قاموا عليّ.

كثيرون يقولون لنفسي:
ليس له خلاص بإلهه.

أنت يا رب، أنت هو
ناصري، مجدي، ورافع رأسي.



St-Takla.org Image:
Then the king said to Ittai the Gittite, “Why are you also going with us? Return
and remain with the king. For you are a foreigner and also an exile from your
own place. “In fact, you came only yesterday. Should I make you wander up and
down with us today, since I go I know not where? Return, and take your brethren
back. Mercy and truth be with you.” And Ittai answered the king and said, “As
the LORD lives, and as my lord the king lives, surely in whatever place my lord
the king shall be, whether in death or life, even there also your servant will
be.” So David said to Ittai, “Go, and cross over.” Then Ittai the Gittite and
all his men and all the little ones who were with him crossed over. And all the
country wept with a loud voice, and all the people crossed over. The king
himself also crossed over the Brook Kidron, and all the people crossed over
toward the way of the wilderness.(2 Samuel 15:19-23)

صورة في موقع الأنبا تكلا:
داود يكلم “عتاي الجتي” أحد حراسه (صموئيل الثاني 15: 19-23)

أنا اضطجعت ونمت ثم
استيقظت…”.

يعلق



القديس أغسطينوس
على هذا المزمور قائلًا:

[الكلمات “أنا
اضطجعت ونمت ثم استيقظت، لأن الرب يعضدني” تقودنا إلى الاعتقاد بأن هذا
المزمور يُفهم في شخص المسيح، فإنها تنطبق على آلام ربنا وقيامته أكثر منها على
تاريخ هروب داود من وجه ابنه العاق… إذ كُتب عن تلاميذ المسيح “بنو العريس
لا يصومون مادام العريس معهم” (راجع مت 9: 15)، فلا نعجب
إن كان ابنه العاق هنا قصد به التلميذ الذي خانه. يُفهم هروبه من أمام وجهه
تاريخيًا عندما سحب السيد بقية التلاميذ إلى الجبل عند خروج الخائن، ويُفهم روحيًا
عندما ترك ابن الله الذي هو قوة الله وحكمته ذهن يهوذا إذ ملأ الشيطان قلبه، يُفهم
بهذا أن المسيح هرب من وجهه. لا يعني هذا أن المسيح أعطى مكانًا للشيطان، وإنما إذ
تركه المسيح ملك الشيطان فيه…

هرب الحق من ذهن يهوذا
عندما توقف الحق عن إنارته.

أما
“أبشالوم” فكما يفسرها البعض معناها باللاتينية

Patrs
pax
أي سلام أبيه.

يبدو من الصعب أن
يُفهم “سلام أبيه” سواء في تاريخ الملوك حيث أثار أبشالوم الحرب ضد
أبيه، وفي تاريخ العهد الجديد حين خان يهوذا ربنا. لكن من يقرأ بتروٍّ يرى أن داود
كان في سلام مع ابنه أثناء الحرب، إذ يقول “يا ابني أبشالوم، يا ليتني متُّ
عوضًا عنك” (2 صم 18: 33). وفي تاريخ العهد الجديد فإنه
بطول أناة ربنا العجيبة والمدهشة احتمله كثيرًا جدًا كما لو كان إنسانًا صالحًا مع
أنه لم يكن يجهل أفكاره. لقد ضمه إلى العشاء… وأخيرًا تقبل قبلته في ذات لحظات
خيانته. إنه من السهل أن نفهم كيف أظهر المسيح سلامًا نحو خائنه…
(90)].





5.
هروب إتاي الجتي:

عندما هرب داود من وجه
شاول أقام في جت ونظم جيشًا قوامه ستمائة جندي وأقام إتاي الجتي قائدًا لهم. دام
هذا الجيش معه حين صار ملكًا في حبرون وأيضًا في أورشليم، وكانوا إسرائيليين لكن
دخل بينهم بعض الجتيين.

لعل من أجمل السمات
التي اتصف بها داود هي عدم تفكيره في صالحه الخاص حتى في لحظات الضيق المُرّة، إذ
لم يطلب تسخير الغير لحسابه. لهذا طلب من إتاي أن يبقى مع أبشالوم كملك جديد، إذ
لا يُريد أن يُحمل إتاي فوق طاقته، لأنه غريب الجنس
.(انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في

موقع الأنبا تكلا
في أقسام المقالات والتفاسير الأخرى).

لقد قال له: “ارجع
وأقم مع الملك. لأنك غريب ومنفي أيضًا من وطنك. أمسًا جئت واليوم أتيهك بالذهاب
معنا، وأنا أنطلق حيث أنطلق. ارجع ورجع إخوتك، الرحمة والحق معك
[
19]
إلخ. لكن إتاي غريب الجنس رفض أن يترك داود وقت ضيقه، إنما
تحدث معه بروح الحب والإخلاص والوفاء، متشبها في ذلك براعوث الموآبية في حديثها مع
حماتها نعمى (را 1: 16).



St-Takla.org Image:
There was Zadok also, and all the Levites with him, bearing the ark of the
covenant of God. And they set down the ark of God, and Abiathar went up until
all the people had finished crossing over from the city. Then the king said to
Zadok, “Carry the ark of God back into the city. If I find favor in the eyes of
the LORD, He will bring me back and show me both it and His dwelling place. “But
if He says thus: ‘I have no delight in you,’ here I am, let Him do to me as
seems good to Him.” The king also said to Zadok the priest, “Are you not a seer?
Return to the city in peace, and your two sons with you, Ahimaaz your son, and
Jonathan the son of Abiathar. “See, I will wait in the plains of the wilderness
until word comes from you to inform me.” Therefore Zadok and Abiathar carried
the ark of God back to Jerusalem. And they remained there.(2 Samuel 15:24-29)

صورة في موقع الأنبا تكلا:
داود يأمر أن يبقى تابوت العهد في أورشليم (صموئيل الثاني 15: 24-29)

أراد الله أن يُعزي
قلب داود، بينما كان ابنه يخونه ويسلب ملكه طالبًا قتله، إذا بغريب الجنس يتعلق به
في ضيقته ويشاركه متاعبه.

كان أبشالوم بن داود
يمثل جماعة اليهود الذين من خاصة السيد المسيح وقد صمموا على جحده بعد تقديمه
الخلاص على الصليب، أما إتاي فيشير إلى جماعة الأمم الذين تعلقوا بابن داود وقبلوا
التغرب معه، يخرجون معه خارج المحلة ويشاركونه عاره (عب 13:
13).

إتاي المذكور هنا غير
إتاي المذكور في (2 صم 23: 29، 1 أي 11: 31) الذي من جبعة
بني بنيامين، وكان أحد


أبطال
داود
.

عبر الملك ورجاله
الوادي الذي بين أورشليم وجبل الزيتون، حيث لا يكون فيه ماء إلا في فصل الشتاء.
وقد عبر المسيح ذات الوادي في ليلة آلامه ليدخل بستان جثسيماني (يو 18:
1).





6.
بقاء التابوت في أورشليم:

أراد داود النبي أن
تكون كل تحركاته تحت ظل الرب نفسه كمخلص له لذا طلب من صادوق الكاهن واللاويين أن
يأتوا بالتابوت حتى يعبر الشعب، وإذ تم العبور لم يقبل أن يأخذه معه خارج أورشليم
بل طلب إرجاعه مؤمنًا بأن الله يسمح له بالعودة إلى حيث التابوت رمز الحضرة الإلهية
– إن أراد الرب.

أظهر داود تسليمًا
كاملًا لحياته بين يدي الله مع شعوره بخطاياه وعدم استحقاقه، لذا رد التابوت ومعه
صادوق الكاهن ومعه ابنه أخيمعص، وأبيأثار الكاهن وابنه يوناثان، حاسبًا ذلك سندًا
له في أورشليم، وخشية أن يحل بالتابوت شيئًا!

أدرك أنه يمر بفترة
تأديب إلهي لكنها إلى حين، أما قلبه فكان مرتبطًا بالله وبشعب الله وتابوت العهد
والمدينة المقدسة أورشليم…

لقد طلب من الكاهنين
أن يُرسلا إليه ابنيهما وهو متباطئ في البرية ليعرف أخبار أبشالوم ورجاله عند
دخولهم المدينة.





7.
رجوع حوشاي الأركي:




St-Takla.org Image:
So David went up by the Ascent of the Mount of Olives, and wept as he went up;
and he had his head covered and went barefoot. And all the people who were with
him covered their heads and went up, weeping as they went up.(2 Samuel 15:30)

صورة في موقع الأنبا تكلا:
داود يبكي ويتضرع للرب (صموئيل الثاني 15: 30)

صعد داود جبل الزيتون
شرق مدينة أورشليم، قمته على بعد ميل منها، وكان يصعد باكيًا ورأسه مغطى ويمشي
حافيًا، وجميع الشعب يتمثلون به. وإذ بلغ القمة “سجد لله[32]،
فقد اعتاد أن يسجد لله ويشكره في وسط الضيقات. يقول


مار إسحق السرياني
:
[القلب الذي يتحرك دائمًا بالشكر هو مرشد يقود لعطايا الله للإنسان
(91)].

على ذات الجبل وقف رب
المجد يسوع يتطلع نحو أورشليم باكيًا بسبب رفض أولادها أبوة الله ورعايته (مت
23: 37؛ لو 13: 34).

مما زاد حزن داود
الملك جدًا سماعه أن أخيتوفل أفضل أصدقائه يخونه، إذ هو بين الفاتنين مع أبشالوم،
لذا صرخ إلى الرب أن يبدد مشورته، لأنه معروف بحكمته وتدابيره.

طلب داود
من


حوشاي الأركي
أن يرجع لأنه شيخ لا يحتمل المشقات فيصير عبئًا على داود في تحركاته، ومن
جانب آخر فإنه رجل أمين ووفي يقدر أن يبطل مشورة أخيتوفل خلال صداقته مع أبشالوم.

يبدو أن


حوشاي
كان
غائبًا عندما هرب داود، وإذ سمع بالخبر أسرع إليه لكن داود فضل بقاءه في أورشليم،
فكانت محبة


حوشاي
وأمانته بلسمًا لنفس داود المتمررة بسبب خيانة أخيتوفل.

عبّر داود النبي عن
مرارة نفسه من جهة خيانة أخيتوفل وعن تهلله في نفس الوقت من أجل إخلاص


حوشاي الأركي
في
المزمور 41.

“طوبى للرجل الذي
ينظر إلى المسكين، في يوم الشر ينجيه الرب…

الرب يعضده وهو على
فراش الضعف. مهدت مضجعه كله في مرضه…

أيضًا رجل سلامتي
الذي وثقت به آكل خبزي رفع عليّ عقبه” (مز 41).



St-Takla.org Image:
Now it happened when David had come to the top of the mountain, where he
worshiped God; there was Hushai the Archite coming to meet him with his robe
torn and dust on his head. David said to him, “If you go on with me, then you
will become a burden to me. “But if you return to the city, and say to Absalom,
‘I will be your servant, O king; as I was your father’s servant previously, so I
will now also be your servant,’ then you may defeat the counsel of Ahithophel
for me. “And do you not have Zadok and Abiathar the priests with you there?
Therefore it will be that whatever you hear from the king’s house, you shall
tell to Zadok and Abiathar the priests. “Indeed they have there with them their
two sons, Ahimaaz, Zadok’s son, and Jonathan, Abiathar’s son; and by them you
shall send me everything you hear.” So Hushai, David’s friend, went into the
city. And Absalom came into Jerusalem.(2 Samuel 15:32-37)

صورة في موقع الأنبا تكلا:
داود يتفق مع حوشاي على إبطال مكر أخيتوفل: مشورة أخيتوفل (صموئيل الثاني 15:
32-37)

لعله عَنَى بالمسكين
نفسه إذ صار طريدًا، فقد تطلع إليه



حوشاي
بالرغم من شيخوخته وضعف جسده لذا يسنده
الرب ويعينه بقية أيام حياته. أما رجل سلامته فهو أخيتوفل الذي أنعم عليه بالحب
والصداقة مع نعم وعطايا وها هو يحطم الثقة ويرفع عليه عقبه لأذيته فيصير رمزًا
ليهوذا الخائن.

_____


الحواشي والمراجع لهذه الصفحة هنا في

موقع الأنبا تكلاهيمانوت
:


(86)
hom. 5.


(87)
On Humility.


(88)
On Ephes., hom. 15.


(89)
Unger’s Bible Dictionary, p. 407.


(90)
On Ps. 3.


(91)
hom. 48.


← تفاسير أصحاحات
صموئيل الثاني:


مقدمة |
1 |

2
|

3
|

4
|

5
|

6
|

7
|

8
|

9
|

10
|

11
|

12
|

13
|

14
|

15
|

16
|

17
|

18
|

19
|

20
|

21
|

22
|

23
|

24

الكتاب المقدس المسموع:
استمع لهذا الأصحاح

تفاسير أسفار الكتاب المقدس

1- تفاسير سفر التكوين
2- تفاسير سفر الخروج
3- تفاسير سفر اللاويين
4- تفاسير سفر العدد
5- تفاسير سفر التثنية
6- تفاسير سفر يشوع
7- تفاسير سفر القضاة
8- تفاسير سفر راعوث
9- تفاسير سفر صموئيل الأول
10- تفاسير سفر صموئيل الثاني
11- تفاسير سفر الملوك الأول
12- تفاسير سفر الملوك الثاني
13- تفاسير سفر أخبار الأيام الأول
14- تفاسير سفر أخبار الأيام الثاني
15- تفاسير سفر عزرا
16- تفاسير سفر نحميا
17- تفاسير سفر طوبيا
18- تفاسير سفر يهوديت
19- تفاسير سفر أستير + التتمة
20- تفاسير سفر أيوب
21- تفاسير سفر المزامير + مز 151
22- تفاسير سفر الأمثال
23- تفاسير سفر الجامعة
24- تفاسير سفر نشيد الأناشيد
25- تفاسير سفر الحكمة
26- تفاسير سفر يشوع بن سيراخ
27- تفاسير سفر إشعياء
28- تفاسير سفر إرميا
29- تفاسير سفر مراثي إرميا
30- تفاسير سفر نبوة باروخ
31- تفاسير سفر حزقيال
32- تفاسير سفر دانيال + التتمة
33- تفاسير سفر هوشع
34- تفاسير سفر يوئيل
35- تفاسير سفر عاموس
36- تفاسير سفر عوبديا
37- تفاسير سفر يونان
38- تفاسير سفر ميخا
39- تفاسير سفر ناحوم
40- تفاسير سفر حبقوق
41- تفاسير سفر صفنيا
42- تفاسير سفر حجي
43- تفاسير سفر زكريا
44- تفاسير سفر ملاخي
45- تفاسير سفر المكابيين الأول
46- تفاسير سفر المكابيين الثاني

1- تفاسير إنجيل متى
2- تفاسير إنجيل مرقس
3- تفاسير إنجيل لوقا
4- تفاسير إنجيل يوحنا
5- تفاسير سفر أعمال الرسل
6- تفاسير الرسالة إلى رومية
7- تفاسير رسالة كورنثوس الأولى
8- تفاسير كورنثوس الثانية
9- تفاسير الرسالة إلى أهل غلاطية
10- تفاسير الرسالة إلى أفسس
11- تفاسير الرسالة إلى فيلبي
12- تفاسير الرسالة إلى كولوسي
13- تفاسير تسالونيكي الأولى
14- تفاسير تسالونيكي الثانية
15- تفاسير رسالة تيموثاوس الأولى
16- تفاسير تيموثاوس الثانية
17- تفاسير الرسالة إلى تيطس
18- تفاسير الرسالة إلى فيلمون
19- تفاسير رسالة العبرانيين
20- تفاسير رسالة يعقوب
21- تفاسير رسالة بطرس الأولى
22- تفاسير رسالة بطرس الثانية
23- تفاسير رسالة يوحنا الأولى
24- تفاسير رسالة يوحنا الثانية
25- تفاسير رسالة يوحنا الثالثة
26- تفاسير رسالة يهوذا
27- تفاسير سفر الرؤيا


هل تبحث عن  مدينة عين حاصُور

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي