طوبيت8 - تفسير سفر طوبيا

شرح

الكتاب المقدس – العهد القديم – الراهب القمص يوأنس الأنبا بولا

طوبيت8 – تفسير سفر طوبيا



محتويات
:


(إظهار/إخفاء)



* تأملات في كتاب

طوبيا
:


تفسير سفر طوبيا:

مقدمة سفر طوبيا
|
طوبيت 1 |

طوبيت 2

|

طوبيت 3

|

طوبيت 4

|

طوبيت 5

|

طوبيت 6

|

طوبيت 7

|

طوبيت 8

|

طوبيت 9

|

طوبيت 10

|

طوبيت 11

|

طوبيت 12

|

طوبيت 13

|

طوبيت 14

|
النبوات + رد على
اعتراضات
|

ملخص عام

نص سفر طوبيا:
طوبيا 1 |

طوبيا 2

|

طوبيا 3

|

طوبيا 4

|

طوبيا 5

|

طوبيا 6

|

طوبيا 7

|

طوبيا 8

|

طوبيا 9

|

طوبيا 10

|

طوبيا 11

|

طوبيا 12

|

طوبيا 13

|

طوبيا 14

|
طوبيت
كامل

تفاسير أسفار الكتاب المقدس

1- تفاسير سفر التكوين
2- تفاسير سفر الخروج
3- تفاسير سفر اللاويين
4- تفاسير سفر العدد
5- تفاسير سفر التثنية
6- تفاسير سفر يشوع
7- تفاسير سفر القضاة
8- تفاسير سفر راعوث
9- تفاسير سفر صموئيل الأول
10- تفاسير سفر صموئيل الثاني
11- تفاسير سفر الملوك الأول
12- تفاسير سفر الملوك الثاني
13- تفاسير سفر أخبار الأيام الأول
14- تفاسير سفر أخبار الأيام الثاني
15- تفاسير سفر عزرا
16- تفاسير سفر نحميا
17- تفاسير سفر طوبيا
18- تفاسير سفر يهوديت
19- تفاسير سفر أستير + التتمة
20- تفاسير سفر أيوب
21- تفاسير سفر المزامير + مز 151
22- تفاسير سفر الأمثال
23- تفاسير سفر الجامعة
24- تفاسير سفر نشيد الأناشيد
25- تفاسير سفر الحكمة
26- تفاسير سفر يشوع بن سيراخ
27- تفاسير سفر إشعياء
28- تفاسير سفر إرميا
29- تفاسير سفر مراثي إرميا
30- تفاسير سفر نبوة باروخ
31- تفاسير سفر حزقيال
32- تفاسير سفر دانيال + التتمة
33- تفاسير سفر هوشع
34- تفاسير سفر يوئيل
35- تفاسير سفر عاموس
36- تفاسير سفر عوبديا
37- تفاسير سفر يونان
38- تفاسير سفر ميخا
39- تفاسير سفر ناحوم
40- تفاسير سفر حبقوق
41- تفاسير سفر صفنيا
42- تفاسير سفر حجي
43- تفاسير سفر زكريا
44- تفاسير سفر ملاخي
45- تفاسير سفر المكابيين الأول
46- تفاسير سفر المكابيين الثاني

1- تفاسير إنجيل متى
2- تفاسير إنجيل مرقس
3- تفاسير إنجيل لوقا
4- تفاسير إنجيل يوحنا
5- تفاسير سفر أعمال الرسل
6- تفاسير الرسالة إلى رومية
7- تفاسير رسالة كورنثوس الأولى
8- تفاسير كورنثوس الثانية
9- تفاسير الرسالة إلى أهل غلاطية
10- تفاسير الرسالة إلى أفسس
11- تفاسير الرسالة إلى فيلبي
12- تفاسير الرسالة إلى كولوسي
13- تفاسير تسالونيكي الأولى
14- تفاسير تسالونيكي الثانية
15- تفاسير رسالة تيموثاوس الأولى
16- تفاسير تيموثاوس الثانية
17- تفاسير الرسالة إلى تيطس
18- تفاسير الرسالة إلى فيلمون
19- تفاسير رسالة العبرانيين
20- تفاسير رسالة يعقوب
21- تفاسير رسالة بطرس الأولى
22- تفاسير رسالة بطرس الثانية
23- تفاسير رسالة يوحنا الأولى
24- تفاسير رسالة يوحنا الثانية
25- تفاسير رسالة يوحنا الثالثة
26- تفاسير رسالة يهوذا
27- تفاسير سفر الرؤيا



بركة الطاعة
صلاة طوبيا
هدف الزواج
نظرة الرجل لزوجته
صلاة سارة
قلق راعوئيل
صلاة راعوئيل وزوجته
الحواشي والمراجع


بركة الطاعة:


بدأ حفل زواج طوبيا من سارة. وكان في بدايته
حفلًا بسيطًا لا يتعدى جدران بيت راعوئيل. وفي هذا الجو العائلي كانت علامات
الفرح تظهر على وجه طوبيا، فبعدما تعشوا دخل على زوجته سارة. ولكنه تذكر قول
الملاك له وأطاعه، كما أطاع القديس بطرس الرسول السيد المسيح له المجد عندما
أخذ صنارته وذهب إلى البحر وأول سمكة اصطادها قام بفتح بطنها، فوجد بها إستارًا(1)،
كما قال له السيد المسيح فذهب إلى الهيكل وقام بدفع الجزية عن السيد المسيح،
وعن نفسه أيضًا (مت 17: 24 – 27).

فأخذا طوبيا كبد السمكة وقلبها ووضعهما في
النار. فعندما اشتم

الشيطان
رائحة هذه
الذبيحة البسيطة هرب. فهروب

الشيطان
هنا نابع من أن
الله قد اشتم هذه الذبيحة ذبيحة رضا ومسرة (تك 8: 21). وبالتالي لا يستطيع


الشيطان
أن يثبت بل يفر
ويهرب معلنًا عن خزية، وهزيمته، لأنه إن كان الله معنا فمن يكون علينا (رو 8:
31)، ولقد هرب

الشيطان
أيضًا بسبب إطاعة
الوصية والتي بدأت بحرق القلب والكبد ولذلك نجد الرسول يوصينا قائلًا: “قاوموا
إبليس فيهرب منكم (يع 4: 7)”.

ولقد هرب

الشيطان
أيضًا حيث أن
السمكة استمدت قوتها من المسيح، حيث أنها ترمز إليه -كما تحدثنا من قبل- ولهذا
سمى آباء الكنيسة الأولون المسيح “سمكة”. فالمسيح سمى هكذا بسبب سمكة طوبيا هذه
والتي تشير إلى المسيح وقد طردت

الشيطان
عنهم(2).


صلاة طوبيا:


وبعدما أحرق طوبيا كبد السمكة وقلبها، طلب
من زوجته سارة أن يقوما بالصلاة معًا لمدة ثلاثة أيام. حيث يتم اتحادهما بالله
وببعضهما البعض. معللًا ذلك بأن زواج المؤمنين يختلف عن الأمم قائلًا لها:
“لأننا بنو القديسين فلا ينبغي لنا أن نقترن اقتران الأمم الذين لا يعرفون الله
(طو 8: 5) “. ونجد أن القديس بولس الرسول أقتبس هذه الآية في رسالته الأولى إلى
أهل تسالونيكي قائلًا لهم: “لأن هذه هي إرادة الله قداستكم… أن يعرف كل واحد
منكم أن يقتنى إناءه بقداسة وكرامة. لا في هوى شهوة كالأمم الذين لا يعرفون
الله (1 نس 4: 3 -5)”. فالأمم هدفهم من الزواج هو إشباع شهواتهم. أما الهدف
الحقيقي من الزواج يختلف تمامًا عن ذلك، وهو ما يعلنه طوبيا في صلاته حينما قاد
امرأته في الصلاة لأول مرة فقال: “أيها الرب اله آبائنا لتبارك السموات والأرض
والبحر والينابيع والأنهار وجميع خلائقك التي فيها. أنت جبلت آدم من تراب الأرض
وآتيته حواء عونًا. والآن يا رب أنت تعلم أنى لا لسبب الشهوة أتخذ أختي زوجة
وإنما رغبة في النسل الذي يبارك فيه اسمك إلى دهر الدهور (طو 8: 7 -9)”.



St-Takla.org Image:
The demon Asmodeus defeated (Tobias’ and Sarah’s prayer). Tobit 8:3. Julius
Schnorr

صورة في موقع الأنبا تكلا:
الملاك رافائيل يقيد الشيطان في برية مصر العليا: صلاة طوبيا وسارة (طوبيا
8: 3) – رسم الفنان جولويس شنور

ففي هذه الصلاة يقوم طوبيا بنداء للخليقة
لتسبح الله معه. فالإنسان هو سيد الخليقة، ولذلك يقودها في التسبيح لله، ولهذا
رتبت الكنيسة في تسبحة نصف الليل صلاة الثلاثة فتية -الموجودة في تتمة سفر
دانيال (دا 3)- ضمن هذه التسبحة، وهو الهوس الثالث. ونجد فيه المصلى يستدعى
الخليقة واحدًا فواحدًا ليسبح الرب. وأول من ذكر ذلك في الكتاب المقدس هو الله
نفسه عندما خطاب أيوب قائلًا: “إني أسألك فتعلمني أين كنت…عندما ترنمت كواكب
الصبح معًا وهتف جميع بني الله (أي 38: 1- 7)”. فمن ذلك نعلم أن الخليقة تشترك
مع الإنسان في التسبيح. ولكن أول من ذكر عنه أنه وجه نداء للخليقة لكي تشترك
معه في التسبيح هو داود النبي (أي 16: 30 – 33). وكرر هذا النداء كثيرًا في
مزاميره(3) وليس هو فقط الذي قام بهذا العمل إنما إشعياء أيضًا في (إش 44: 23 ,
49: 13 , 55: 12) وغيرهم..



هدف الزواج:


وبعدما استدعى طوبيا الخليقة لتسبح الله
معه، يتذكر معاملات الله مع الإنسان حينما خلقه وجلب له حواء لكي تكون معينًا
له. فهنا طوبيا يعي تمامًا أن الغاية الأولى من الزواج هي التعاون بين الرجل
وزوجته، فالتعاون لا يشترط القيام معًا بنفس العمل، وإنما لكي يكمل كل منهما
الأخر. فلذلك قال الله: “ليس جيد أن يكون آدم وحده فأصنع له معينًا نظيره (تك
2: 18)” فالمرأة ليست دون الرجل ولا الرجل دون المرأة في الرب (1 كو11: 19)،
ولذلك نجد المبادرة في الخطبة تأتى من الرجل، فالرجل هو الذي يذهب إلى الفتاة
لكي تأتى وتعينه،وستجد المزيد عن هذا الموضوع هنا في

موقع الأنبا تكلاهيمانوت
في صفحات قاموس وتفاسير
الكتاب المقدس الأخرى.
وهو ما عبر عنه أبونا آدم قبل خلقة أمنا حواء عندما فتش في
خليقة الله فلم يجد لنفسه معينًا نظيره (تك 2: 20)، فالمعونة لا تعنى نزع
الاختصاصات والوظائف من الرجل، ولكنها تعنى المساعدة على القيام بالأعباء
والأعمال.

بما تقدمه من عون ومساعدة، مستغلة خصائصها
وصفاتها التي تتميز بها كامرأة والتي يفتقر إليها الرجل، ولذلك يقول القديس
أوغسطينوس: “ليست الزيجة هي فقط لأجل إنجاب الأطفال، وإنما هي أيضًا لأجل
التعاون الاجتماعي بين الزوجين”(4) وإن كان الرجل رأس المرأة (أف 5: 23)
فالمرأة الفاضلة تاج على رأس زوجها (أم 12: 4)، فذلك التعاون مطلوب بين الطرفين
دون استعلاء أحدهما على الأخر، فإن كان تدبير الأمور من اختصاص الرجل بصفته
الرأس المفكر فالتنفيذ يختص بالجسد الذي يتلقى التعليمات وينفذها. وهذا لا يعنى
عدم إبداء الآراء، ولكن يعنى أن القرار النهائي هو من اختصاص رب الأسرة، وكما
أن المرأة تبدى الخضوع من أجل رجلها، كذلك على الرجل أن يبذل نفسه من أجل زوجته
(أف 5: 25)، فالتعاون بينهما هو عطاء متبادل بين الطرفين غايته الوحدة في الله.

ويسترسل طوبيا في حديثه مع الله، ويعلن عن
الغاية الثانية من الزواج، وهي إيجاد نسل يمجد الله من خلال أعماله وتصرفاته.
فالنسل في العهد القديم كان مهمًا جدًا في نظرهم، لأن كل إنسان كان يشتاق أن
يأتي من نسله المسيح، هذا من جهة ومن جهة أخرى كان البنون بالنسبة لهم ميراثًا
من الرب وثمرة البطن عطية منه (مز 127: 3). ولذلك نجد القديس بولس الرسول أيضًا
يوصى قائلًا: “فأريد أن الحدثات يتزوجن ويلدن الأولاد ويدبرن البيوت ولا يعطين
علة للمقاوم من أجل الشتم” (1 تى 5: 14)، أما الحكيم يشوع بن سيراخ يوضح ذلك
قائلًا: “لا تشته كثرة أولاد لا خير منهم، ولا تفرح بالبنين المنافقين، ولا تسر
بكثرتهم إذا لم تكن فيهم مخافة الرب. لا تثق بحيلتهم، ولا تلتفت إلى مكانهم،
ولد واحد يتقى الرب خير من ألف منافقين(5)، والموت بلا ولد خير من الأولاد
المنافقين (سى 16: 1-4)”. وفي موضع آخر يصف الله بأنه لا يحب كثرة البنين
الكفرة الذين لا خير فيهم (سى 15:22). فتربية الأولاد تربية مسيحية هي الوسيلة
التي نسير بها نحو الملكوت، لذلك يقول القديس بولس الرسول: “آدم لم يغوّ لكن
المرأة أغويت فحصلت في التعدي. ولكنها ستخلص بولادة الأولاد إن ثبتن في الإيمان
والمحبة والقداسة مع التعقل (1 تى 2: 15)”. لأنه من العادة أن الأطفال يتخذون
والديهم قدوة لهم ويقلدونهم في كل شيء، فبالتالي إن سلكوا في طريق القداسة فذلك
يعود إلى والديهم الذين سكن فيهم أولًا الإيمان العديم الرياء (2 تى 1:15).
فالطفل هو ترمومتر الحياة الروحية بالمنزل. لذلك قيل عرفني الأبناء فأعرفك من
هم والدهم.

ويضيف القديس بولس الرسول إلى هاتين
الغايتين من الزواج. غاية أخرى، هي الحماية من الزلل في الخطية حيث يقول: “ولكن
إن لم يضبطوا أنفسهم فليتزوجوا لأن التزوج أصلح من التحرق” (1 كو 7: 9) ويزيد
هذا إيضاحًا فيقول: “ولكن لسبب الزنا ليكن لكل واحد امرأته وليكن لكل واحدة
رجلها، ليوفي الرجل المرأة حقها الواجب وكذلك المرأة أيضًا الرجل، ليس للمرأة
تسلط على جسدها بل للرجل. كذلك الرجل أيضًا ليس له تسلط على جسده بل للمرأة” (1 كو
7: 2 – 4).


نظرة الرجل لزوجته:


ونلاحظ في هذه الصلاة أن طوبيا قال عن زوجته
أنها أخته. وهو نفس التعبير الذي أطلقه القديس بولس الرسول على المرأة المتزوجة
قائلًا: “ألعلنا ليس لنا سلطان أن نجول بأخت زوجة كباقي الرسل وإخوة الرب وصفا؟!”
(1 كو 9- 5). والسيد المسيح ذاته له المجد نجده عندما أعلن عن النفس البشرية
والكنيسة كزوجة له كان يناديها بلقب: “أختي العروس” (نش 4: 9). ولقب أخت
بالنسبة للزوجة لأنها اتحدت بزوجها اتحادًا روحيًا وأصبحا عشيرة واحدة وأهل بيت
الله (أف 2: 19).


صلاة سارة:







St-Takla.org Image:
Tobias and Sarah Awake (Tb 8) – from “The Book of Books in Pictures”, Julius
Schnorr von Carolsfeld, Verlag von Georg Wigand, Liepzig: 1908

صورة في موقع الأنبا تكلا:
يقظة طوبيا وسارة (طوبيا 8) – من كتاب “كتاب الكتب بالصور”، جوليوس شنور فون
كارولسفيلد، فيرلاج فون جورج ويجاند، ليبزيج، 1908


وبعد ذلك صلت زوجته سارة قائلًا: “أرحمنا يا
رب أرحمنا حتى نشيخ كلانا معًا في عافية” (طو 8:11)، فهذه الطلبة هي طلبة كل نفس
خاصة المتألمة، فهنا نجد طلبتها نابعة من كل وجدانها، وأحاسيسها، ومشاعرها،
طالبة الرحمة في تجربتها، ولم تكتف بهذا فقط ولكن طلبت الرحمة إلى نهاية
حياتهما بعد شيخوخة صالحة، وهم في كامل صحتهما. ونلاحظ أن هاتين الصلاتين هما
محور صلاة كل منهما في هذا اليوم،

وهذا المنظر الجميل اهديه لكل أسرة وخاصةً
المتزوجون حديثًا، حيث يقف الزوجان جنب إلى جنب أمام الله على الأقل مرة
يوميًا. حيث يكونان مذبحًا عائليًا يضعان عليه كل شكرهما، ومشاكلهما،
واحتياجاتهما أمام الله. فالتعود على عمل شيء ما في بداية الحياة الجديدة سهل
جدًا.


قلق راعوئيل:


وإذا مع صياح الديك حدثت حركة غير طبيعية
بالمنزل، فإذا براعوئيل يوقظ غلمانه ويأخذ بعضًا من الفؤوس والمعاول والزنابيل
ويذهب إلى قطعة أرض، ويحفر قبرًا، وعندما سئل ماذا يفعل أجاب قائلًا: أخشى أن
يصيب طوبيا ما أصاب غيره من الرجال السبعة الذين دخلوا على ابنتي ولذلك حفرت
القبر حتى أواريه قبل ضوء النهار (طو 8:12 – 13). وهنا يظهر الشك والارتياب في
حياة راعوئيل. فمنذ قليل كان يثق أن الله هو الذي أرسلهم لكي تتزوج ابنته حسب
شريعة موسى (طو 7: 13 -14). والآن يخشى أن يصيبه ما أصاب غيره. كأنه لا يعلم أن
رجلًا ذا رأيين هو متقلقل في جميع طرقه (يع 1:8) فما من أحد إلا وبه نقطة ضعف
في حياته والكتاب المقدس كما يظهر نقاط القوة يظهر نقاط الضعف أيضًا.


صلاة راعوئيل وزوجته:


ولكن عندما أرسلا هو وامرأته إحدى الجواري
اكتشفا أنه حي. فسبحا الله بتسبيحتهما الجميلة، والتي يشكرانه فيها، ويعلنان
أمام الله ضعفهما أيضًا فقالا: “نباركك أيها الرب إله

إسرائيل
من أجل أنه لم
يصبنا ما كنا نتوقعه فإنك قد آتيتنا رحمتك وحبست عنا العدو الذي يضطهدنا ورحمت
الوحيدين، فاجعلهما يا رب يباركانك أتم بركة ويقدمان لك قربان تسبيحك وعافيتهما
حتى تعلم الأمم كافة أنك أنت الإله الواحد في الأرض كلها (8: 18، 19)”. ومن هذه
التسبحة يتضح عمل الله معهم. فالله سكب رحمته عليهم، وحبس المضطهد عنهم،
والمقصود بالوحيدين هنا هما طوبيا وسارة، حيث أن كلًا منهما وحيد ولا يوجد له
أخ أو أخت. وبعدما اعترفا لله بعمله معهما وشكراه، يطلبان منه أن يبارك
ولديهما، وأن يقدسهما لكي يقدما له حياة التسبيح الدائم، لأنه بك وحدك نذكر
اسمك (إش 26:13)، ويقدمان أيضًا قدرتهما وعملهما. لأنه أيضًا كل أعمالنا بالله
معمولة (يو 3: 21)، وبذلك تعلم كل الأمم أنه لا يوجد إله سواك. وبعدما انتهيا
من أمر راعوئيل بردم القبر، وأوصى زوجته أن تبدأ في إعداد حفل العرس بطريقة
رسمية. وإضافة كل المسافرين وأن تهيئ الوليمة للجيران والأصدقاء. ولم يكتف بحفل
الزواج لمدة أسبوع كالمعتاد (تك 29: 27، 28 وقض 14: 12)، بل إمعانًا في الفرح
ولكي يعلم الجميع بما صنعه الله معهم ورحمهم (مر 5: 19) جعله لمدة أسبوعين،
وأستحلف طوبيا أن لا يفارقه طوال مدة الوليمة، لكي يكون علامة ظاهرة للكل فيراه
الجميع فيمجدون إله

إسرائيل
.

ونلاحظ في ذبح البقرتين والأربعة خراف، أن
رقم أثنين يشير إلى المحبة، والبقر يشير إلى العمل، ورقم أربعة يشير إلى
العالم، والخراف تشير إلى الخلاص والفداء، وكأن راعوئيل من خلال ذبحه للبقرتين
والأربعة كباش يعلن عن محبة الله العاملة على خلاص العالم من خلال خلاصه
لابنته. ورقم اثنين يشير أيضًا إلى القلة في العدد، والكبش يرمز للقوة، وكأن
راعوئيل يعلن عن قلة أفراحنا في العالم، حتى بعد تضاعفه في الزمن – من خلال
أسبوعي الوليمة – بالقياس إلى فرحنا بالله وفي ملكوته، أو عدم قدرة العالم في
إسعادنا وفرحنا، حيث أن فرحنا الحقيقي هو الله.

وفي العدد الأخير من هذا الإصحاح يعلن
راعوئيل عن تنازله لممتلكاته لحميه طوبيا بصفته الوريث الشرعي له فيعطيه نصفه
حالًا، أما الباقي فبعد نياحته.

_____


الحواشي والمراجع


لهذه الصفحة هنا في

موقع الأنبا تكلاهيمانوت
:

(1)


عملة معدنية تعادل أربعة دنانير.


(2)


الكنيسة بيت الله للقمص تادرس يعقوب ملطي.


(3)


أنظر على سبيل المثال مز 96 -103- 148.

(4)


نقلًا عن نيافة الأنبا إغريغوريس في
كتاب القيم الروحية في سر الزيجة.

(5)


هنا نلاحظ أن الكيف أفضل من الكم.


هل تبحث عن  تِرواس

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي