آون

 

وتسمى
في المصرية القديمة: " آون، آنت، أنو " ومعناها " حجر أو عمود
". وقد سميت " هليوبوليس " في العصر اليوناني
.

ورد
اسم " أون " في سفر التكوين (41: 45و50، 46: 20) فقد كانت " أسنات
" التي أعطاها فرعون زوجة ليوسف، ابنه " فوطي فارع كاهن أون "، كما
وردت في الترجمة السبعينية في سفر الخروج (1: 11) حيث ذكرت أون مع فيثوم ورعمسيس
بين المدن القوية التي بناها الإسرائيليون لفرعون . ولعل الإسرائيليون قد قاموا
بتحصين المدينة، لأنهم لم يبنوا المدينة نفسها. ويحتمل أن تكون " أون "
هي " مدينة الشمس " (" أرهاهيرس " بالعبرية) المذكورة في
إشعياء (19: 18) أو التي ذكرها إرميا (43: 13) باسم " بيت شمس "، كما
يذكر حزقيال " آون " (حز 30: 17) مع فيبسته (بوبسطة). و" آون
" في

 

هذه
الآية، يرجح جداً أنها نفس " أون " المذكورة في سفر لتكوين (41: 45،46: 20)لأن
حروف الكلمتين هي بعينها في العبرية ولا تختلف إلا في نقاط الحركة التي وضعها
النساخ المتأخرون.

1 – الموقع والوصف: كانت في مصر مدينتان باسم "
أون " إحداهما في مصر العليا " آن ريس " (هرمونثيس)، والثانية في
الوجه البحري وهي " آن مهيت "، والثانية هي المذكورة في الكتاب المقدس،
وتقع على بعد نحو عشرين ميلاً شمالي ممفيس القديمة، وعلى بعد نحو عشرة أميال شمالي
شرقي قلب القاهرة الحديثة، وتشغل أطلالها حوالي أربعة أميال مربعة مما كانت تضمه
أسوارها القديمة، ولكن لم يبق إلا القليل أو لا شيء بالمرة مما كان خارج الأسوار.

هل تبحث عن  م المسيح رب المجد 09

وقد
بنيت " أون " على حافة الصحراء التي تراجعت حوالي ثلاثة أو أربعة أميال
نحو الشرق، نتيجة لارتفاع حوض النيل من طمي الفيضانات، وامتداد المنطقة التي تتسرب
إليها مياه إلى الشرق . وقد ارتفعت الأرض حول " أون " حوالى عشرة أقدام،
وترتفع مياه الرشح في زمن التحاريق إلى قدم ونصف قدم فوق مستوى قاع المعبد.

2 – التاريخ: ومع أن تاريخ " أون " غامض
جداً إلا أنه لا شك في أهميتها البالغة، فلم يصل إلينا وصف واضح للمدينة القديمة
أو معبدها، ولكن توجد اشارات كثيرة عابرة في السجلات القديمة، حتى ليبدو أنه كان
لها الأهمية الأولى كعاصمة وكمعبد. ويرجع تاريخ المدينة إلى أيام الأسرة الأولى،
إذ كانت عاصمة المملكة، بل لعلها أنشئت فيما قبل التاريخ . ومن الأسرة الثالثة إلى
الأسرة السادسة، انتقل كرسي الحكم منها إلى ممفيس، وفي الأسرة الثانية عشرة إلى
ديوسبوليس (الفيوم). وخلال كل هذه التغيرات احتفظت أون بأهميتها الدينية، فقد كان
بها الهيكل العظيم في زمن نصوص الهرم – أقدم النصوص الدينية المصرية – ومن
الاستدلال بالمكانة العظيمة الواضحة لهيكل أون عند كتابة تلك النصوص، نرى أن
المدينة ترجع – بلا شك – إلى تاريخ سابق بوقت طويل، فأسطورة أوزوريس تقول إن حادثة
قتل " سيت " لأوزوريس حدثت في هليوبوليس (أرستيد – في كتابة: تطور
الديانة والفكر في مصر – الفصل الأول: 34)، وهذا معناه أن الهيكل في أون كان أقدم
من ذلك، وكان يشتمل على معبد للشمس باسم " رع " (الشمس) وأيضاً "
أتوم

"

(غروب الشمس – أو الشمس في العالم السفلي)، كما
كانت هناك " قاعة العنقاء " وشيء مقدس اسمه " ين " من حجر –
على الأرجح – وأصل كلمة " أون " هو حجر أو عمود
.

هل تبحث عن  قاموس الكتاب المقدس قاموس موجز ش ش

ومع
أن ملوك السرة الثانية عشرة قد نقلوا العاصمة إلى " ديوسبوليس " فإن
أوسرتسن الأول (سنوسرت الأول)، أحد ملوك تلك الأسرة، أقام مسلة عظيمة في أون أمام
مدخل المعبد، وما زالت قائمة إلى اليوم. ويبين موقع هذه المسلة في منطقة المعبد،
أن طول المعبد كان يزيد عن نصف الميل في عهد الأسرة الثانية عشرة . والمسلة
المقابلة لهذه المسلة، في الجانب الآخر للمدخل، يبدو أنها لم تشيد إلا في زمن
الأسرة الثامنة عشرة، وقد اكتشف " بتري " أساساتها في 1912م، وبعض القطع
الجرانيتية الصغيرة من المسلة تحمل نقوشاً باسم تحتمس الثالث . كما اكتشف "
بتري " أيضاً في نفس السنة

(1912م) سور الهكسوس العظيم، وهو يشبه الحصن الموجود
في تل اليهودية على بعد أربعة أميال شمالاً، مما يجعل من المؤكد تماماً أن هؤلاء
الغزاة – فيما بين الدولتين القديمة والحديثة – قد حصنوا " أون "
باعتبارها العاصمة مرة أخرى . ومن خضوع كهنة أون الواضح لفرعون في قصة يوسف، يبدو
من المحتمل جداً أن " أون " العاصمة القديمة، كانت قد خضعت له في زمن
يوسف. وفي هذا الحصن الذي ما زالت أطلاله موجودة، حكم يوسف رئيساً لوزراء مصر.

وبدأ
مرنبتاح في السنة الخامسة من ملكه في تحصين " أون " . وأطلق شيشنق
الثالث على نفسه لقب " أمير أون الإلهي "، ويبدو أنه قد جعل من "
أون " واحدة من أعظم المعابد في زمن حكمه الطويل . وقد ظهرت أون مرة أخرى في
تاريخ مصر، في ثورة ضد أشور بانيبال، وقد هجرت المدينة عند الغزو الفارسي في 525ق.م
ويقول التقليد إن يوسف ومريم عند مجيئهما إلى مصر أقاما مع الطفل يسوع بالقرب من
هليوبوليس.

هل تبحث عن  الكتاب المقدس يسوعية كاثوليكية عهد قديم سفر عاموس 07

وقد
حاول شيباريللى التنقيب عن أون ولكنه لم يستكمل العمل ولم ينشر أبحاثه، وفي عام
1912 بدأ " بتري " عملاً منظماً، فكشف عن سور الهكسوس الحصين، ومازال
التنقيب جارياً في المكان ولابد أنه سيسفر عن اكتشافات ثمينة.

 

 

 

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي