إعتراف

 

الاعتراف
بالشئ هو الإقرار به . وهناك اعتراف بالإيمان، واعتراف بالخطية . والاعتراف
بالإيمان هو الإقرار في فرح ويقين، أمام الناس، بالإيمان بالله وبالرب يسوع المسيح
. وهو اعتراف أو إقرار له نتائج أبدية . كما أنه من الناحية الأخرى هو اعتراف
بالخطية والذنب في نور إعلان الله، وبذلك يكون – بوجه عام – الدليل الخارجي على
التوبة والإيمان، ويترتب عليه نوال الغفران، إن كان صادقاً (2 أخ 12: 14، مز 32: 5،
1 يو 1: 9)
.

(1) في العهد القديم:

الاعتراف
في العهد القديم كان يحمل في ثناياه معنى الحمد، حيث كان المؤمن يُعلن – في تقدير
وشكر – ما فعله الله له أو لشعبه . ويرتبط الاعتراف بفضل الله ومراحمه وأعماله
العظيمة، ارتباطاً وثيقاً بالاعتراف بالخطية، فالجانبان متلازمان في العبادة
الحقيقية وفي الصلاة (تك 32: 9 – 11، 1 مل 8: 35، 2 أخ 6: 26، نح 1: 4 – 11، نح 9،
أي 33: 26 – 28، مز 22، 32، 51، 116، دانيال 9) . والاعتراف قد يؤدي بالمؤمن إلى
تسليم نفسه من جديد لله، وأن يرنم ترانيم الحمد، وأغاني الفرح . وقد يدفعه إلى
التحدث إلى الآخرين عن رحمة الله، وأن ينضم إلى جماعة العابدين في بيت الله في
أورشليم

.

والاعتراف
ليس أمراً شخصياً فردياً فحسب، بل له مضمون تعبدي، كما كان يحدث في يوم الكفارة،
حيث كان رئيس الكهنة – كنائب عن الشعب – يعترف بخطايا الشعب ويضع " يديه على
رأس التيس الحي، ويقر عليه بكل ذنوب بني إسرائيل، وكل سيآتهم مع كل خطاياهم،
ويجعلها على رأس التيس " فيحملها بعيداً عنهم (لا 16: 21) . وكثيرا ما توسل
موسى نيابياً عن الشعب (خر 32: 32، انظر أيضاً نح 1: 6، أيوب 1: 5، دانيال 9: 4 –
19)
.

هل تبحث عن  م الأباء يوحنا كاسيان مؤسسات نظام الشركة 11

(2) في العهد الجديد:

الاعتراف
في العهد الجديد يتعلق أساساً بالإيمان بالمسيح، ويتضمن كل مفاهيم العهد الجديد من
الحمد والشكر والتسبيح والفرح مع الاستعداد للتسليم والخضوع (انظر مت 11: 25، رو
15: 9، عب 13: 15)، فهو يعني أكثر من الموافقة العقلية إذ يتضمن العزم على التسليم
الكامل للرب يسوع المسيح بعمل الروح القدس
.

فالاعتراف
بالرب يسوع المسيح معناه الإقرار بأنه المسيا (مت 16: 16، مرقس 4: 29، يو 1: 41، 9:
22)، وأنه ابن الله (مت 8: 29، يو 1: 34 و 49، 1 يو 4: 5)، وأنه جاء في الجسد (1
يو 4: 2، 2 يو 7)، وأنه الرب على أساس قيامته وصعوده قبل كل شئ (رو 10: 9، 1 كو 12:
3، في 2: 11)
.

والاعتراف
بالرب يسوع المسيح يرتبط ارتباطاً وثيقاً بالاعتراف بالخطية، فالاعتراف بالمسيح هو
اعتراف بأنه " مات لأجل خطايانا "، وهذا اعتراف بالخطية في توبة حقيقية،
مع الالتجاء إلى المسيح لنوال المغفرة (1 يو: 5 – 10) . ففي تهيئة الطريق لظهور
المسيح، دعا يوحنا المعمدان الناس إلى الاعتراف بخطاياهم طلباً للمغفرة . كما كان
ذلك عنصراً أساسياً في خدمة الرب نفسه وفي خدمة الرسل أيضاً (انظر مت 3: 6، 6: 12،
لو 5: 8، 15: 21، 18: 13، 19: 3، يو 20: 23، يع 5: 16)
.

ومع
أن الاعتراف موجَّه أساساً إلى الله، إلا أن الاعتراف بالرب يسوع المسيح يجب أن
يتم علناً " أمام الناس " (مت 10: 32، لو 12: 8، 1 تي 6: 12)، بالكلمة
من الفم (رو 10: 9، في 2: 11)، وهو غالي الكلفة (مت 10: 32 – 39، يو 9: 22، 12: 42)
.

هل تبحث عن  تفسير الكتاب المقدس القمص تادرس يعقوب عهد قديم سفر حزقيال 30

كما
أن الاعتراف بالخطية يوجَّه أولاً إلى الله (يش 19، مز 32: 5، دانيال 9: 4 و 20)،
ويمكن أن يكون أيضاً أمام الناس، كما في الصلاة في وسط الجماعة (أع 19: 18، يع 5: 16)
. ولكن يجب أن يكون بعبارات لائقة في وقار، غير هدَّام للسامعين، بل بانياً لهم (انظر
أف 5: 12) . وقد يستلزم الأمر الاعتراف بالخطأ لمن صدر ضده الخطأ (مت 5: 23 و 24)،
ولكن ليس ثمة إشارة في كلمة الله إلى لزوم الاعتراف بخطية سرية لأحد آخر مهما كان
مركزه في الكنيسة
.

والاعتراف
بالرب يسوع المسيح هو من عمل الروح القدس، إذ " ليس أحد يقدر أن يقول: يسوع
رب، إلا بالروح القدس " (1 كو 12: 3، انظر أيضاً مت 10: 20، 16: 16 – 19، 1
يو 4: 2، 2 يو 7)، وكان هذا شرطاً للمعمودية (أع 8: 37، 10: 44 – 48)
.

ونجد
المثال الكامل للاعتراف في الرب يسوع نفسه " الذي شهد لدى بيلاطس البنطي
بالاعتراف الحسن " (1 تي 6: 12 و 13)، فقد شهد بأنه هو المسيح ابن الله (مرقس
14: 62)، وأنه " ملك " (يو 18: 36)، وقد اعترف بذلك أمام الناس رَّداً
على الذين شهدوا عليه زوراً (مرقس 14: 56)، وإنكار أحد التلاميذ له (مرقس 14: 68)
.

وكان
اعترافاً باهظ الثمن، أدى به إلى الصليب . والكنيسة تعترف به " الاعتراف
الحسن أمام شهود كثيرين " (1 تي 6: 12) . واعترافها (بالإيمان وبالخطية) دليل
على أن الإنسان العتيق قد صُلب مع المسيح (رؤ 6: 6، انظر أيضاً كو 3: 9، أف 4: 22)،
وأنها أصبحت ملكاً للرب الذي أرسلها للخدمة والكرازة، تسندها شفاعة الرب يسوع
المسيح " رسول اعترافنا ورئيس كهنته " (عب 3: 1)، الذي حمل هو بنفسه
خطايانا على الصليب ومجَّد الله (عب 2: 12، رو 15: 9، انظر مز 18: 49، 22: 22)
.

هل تبحث عن  قاموس الكتاب المقدس معجم الكتاب المقدس ف فرش فراش ش

والاعتراف
بالرب يسوع المسيح (مثل إنكاره أيضاً) له نتائج أبدية، فإنكاره يؤدي إلى الدينونة
والهلاك الأبدي، والاعتراف به يؤدي إلى الخلاص، لأنهما الدليل الخارجي على الإيمان
أو عدم الإيمان . فالمسيح سيعترف أمام الآب بالذين يعترفون به الآن، وينكر الذين
ينكرونه (مت 10: 32 و 33، لو 12: 8، 2 تي 2: 11 – 13)، " لأن القلب يؤمن به
للبر، والفم يعترف به للخلاص " (رو 10: 9 و 10 و 13، 2 كو 4: 13 و 14) .
وسيأتي اليوم الذي فيه " ستجثو باسم يسوع المسيح كل ركبة .. ويعترف كل لسان
أن يسوع المسيح هو رب لمجد الله الآب " (في 2: 10 و 11، انظر رو 14: 11 و 12،
رؤ 4: 10 و 11، 5: 11 و 12، 7: 9 و 10) (الرجا الرجوع إلى مادة " توبة
"

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي