إيقونية

 

مدينة
زارها الرسول بولس في رحلتيه الأولى والثانية (أع 13: 51، 16: 2) ولو صحت نظرية
"غلاطية الجنوبية" فيحتمل أنه زارها أيضاً في رحلته الثالثة، وقد اشار
إلى ما أصابه هناك في رسالته الثانية إلي تيموثاوس (2 تي 3: 11
).

(1) موقعها الطبوغرافي: يذكر سفر الأعمال بوضوح
الموقع الطبوغرافي لإيقونية، وقد أيدته البحوث الحديثة، فهل كانت إيقونية في
فريجية أم ليكأونية، وبأي معنى يمكن أن تنسب لهذه المقاطعة أو تلك؟ إن معظم
المراجع القديمة (مثل شيشرون وسترابو وبليني) التي كتبت من وجهة نظر الادارة
الرومانية، نسبت إيقونية لليكأونية، التي يجعل منها موقعها الجغرافي، عاصمة لها،
ولكن زينوفون الذي سار مع حملة كورش في فريجية ومنها إلي ليكأونية، يقول عن
إيقونية أنها آخر مدينة في فريجية، وكاتب سفر الأعمال يذكر نفس الحقيقة عندما يقول
إن الرسولين بولس وبرنابا قد هربا من إيقونية "إلي مدينتي ليكأونية، لسترة
ودربة" مما يعني أن الحدود بين فريجية وليكأونية كانت تمر فيما بين إيقونية
ولسترة التي تقع على بعد 18 ميلاً إلي الجنوب منها. كما أن كتَّابا آخرين من
القدماء الذين كانوا يعرفون جيداً الظروف المحلية، يتحدثون عن إيقونية باعتبارها
مدينة من فريجية حتى وقت متأخر من الحكم الروماني الامبراطوري. وفي مدينة لسترة
المجاورة، كان الناس يتكلمون "بلغة ليكأونية" (أع 14: 11). وقد وجد
نقشان باللغة الفريجية، في إيبقونية في 1910م، مما يدل علي أن اللغة الفريجية ظلت
تستخدم هناك غلي ما بعد زيارات الرسول بنحو قرنين من الزمان، مما يؤيد تماما
التفاصيل الطبوغرافية الهامة التي يذكرها سفر الأعمال.

(2) في العصر الرسولي: كانت إيقونية في العصر
الرسولي احدى المدن الرئيسية في الجزء الجنوبي من ولاية غلاطية، ويحتمل أنها كانت
جزءاً من "كورة فريجية" المذكورة في سفر العمال (16: 6). وقد خلع عليها
الامبراطور كلوديوس اسم "كلود إيقونية
"

هل تبحث عن  تفسير الكتاب المقدس تفاسير أخرى عهد جديد رسالة بطرس الرسول الأولى القس أنطونيوس فهمى ى

(أي: إيقونية كلوديوس) فقد وجدت هذه العبارة في نقوش تلك المدينة وفي
نقودها أيضاً، وكانوا فيما مضي يعتبرون ذلك دليلاً على أن كلوديوس قد رفع مقام
المدينة إلي اعتبارها مستوطنة رومانية، ولكن الذي خلع عليها هذا الشرف في الحقيقة،
كان هادريان، فقد أضاف اليها اسمه. كما اكتشف مؤخراً نقش يرجع إلي زمن هادريان يذكر
فيه اسم أول حاكم تعين للمستوطنة الجديدة. وكانت إيقونية ما زالت مدينة يونانية
لها صبغة رومانية قوية عندما زارها الرسول بولس.

(3) تاريخها في العصور التالية: نشأت في 295م ولاية
أكثر اتساعاً التي كانت عاصمتها انطاكية، وإيقونية كعاصمة ثانية. أما التنظيم البيزنطي
الذي أصبحت به إيقونية عاصمة لولاية ليكأونية فيرجع إلي سنة 372م. ولقد كانت
إيقونية- وهي قونية الحديثة- مركزاً للتجارة في سهل ليكأونية، وقد جذبت التجارة
اليهود إلي تلك المدينة الفريجية اليونانية (أع 14: 1)، وما زالت تجذب اليونانيين
والأمينيين إلي المدينة التركية الحديثة.

(4) القديسة تكلا: وزيارة الرسول بولس لإيقونية
واختباراته فيها تشكل جزءاً من الأسطورة شبه التاريخية للقديسة تكلا (أنظر
"الأبوكريفا" – أعمال بولس
).

 

 

 

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي