اسبانيا

 

تقع
اسبانيا في أقصى الطرف الجنوبي الغربي من قارة أوربا وكانت تسمي تبعاً لسكانها
الأولين: أيبريا وليجوريا وكليكا . وكان يطلق عليها في العصور التاريخية "
هسبانيا " ولا يعلم أصل هذا الاسم . وقد غزت اسبانيا قبائل أوربية من أصل
هندي، كما غزتها قبائل من أفريقيا عبر مضيق جبل طارق، وقد حدث هذا بصورة خاصة في
العصور الوسطى . ويحتمل أن سفن كريت زارت ميناء ترشيش على الساحل الجنوبي لشبه
جزيرة أيبريا (اسبانيا والبرتغال) في منتصف الألف السنة الثانية قبل الميلاد، ولا
شتهارها بالقصدير أصبحت مركزاً هاماً للتجار الفينيقيين من صور، وأسسوا ميناء قادس
لتكون قاعدة لهم . ثم حلت قرطاجنة الفينيقية محل ترشيش، ومنها وصل الفينيقيون إلى
كل شبه الجزيرة، واقتصرت المستعمرات اليونانية على الركن الشمالي الشرقي حيث تقع
مارسيليا . وبعد حرب قرطاجنة الأولى مع روما (الحرب البونية الأولي،
264 – 241 ق . م)
جعلت قرطاجنة من اسبانيا قاعدة لجيوشها في أوربا، وهو ما حاولت روما أن تحول دونه .
وفي الحرب البونية الثانية (218 – 201 ق . م) بدأ هانيبال زحفه لغزو روما من
اسبانيا، ولكي تدافع روما عن نفسها، كان عليها أن تقضي أولاً على قوة قرطاجنة في
شبه الجزيرة الاسبانية، ثم اخضاع كل اسبانيا، للقضاء على القرطاجنيين نهائياً (1
مك 8: 3) وقد استغرق ذلك من روما نحو قرنين من الزمان .
ولعل اسبانيا كانت أسرع جميع
مقاطعات الامبراطورية الرومانيةفي الازدهار اقتصادياً وثقافياً . وقد قسم أوغسطس
قيصر شبه الجزيرة إلى ثلاث مقاطعات هي: هسبانيا وباتيكا ولويزتانيا، وكان عدد كبير
من كتَّاب ذلك العصر – كما كان أيضاً الامبراطوريان تراجان وهارديان – من اسبانيا
.

هل تبحث عن  ئلة مسيحية صلاة اليوم الثالث لوفاة أحد الأشخاص ص

 

 

كل
ذلك يفسر لنا لماذا كان الرسول بولس يتطلع لزيارة اسبانيا (رو 15: 24 و 28)، وكان
يتوقع معاونة الإخوة في رومية في ذلك . ولعل وجهة بولس كانت زيارة المدن اليونانية،
" إلا أنها كانت خطوة جديدة ولعله كان يتطلع من وراء اسبانيا إلى غاليا
(فرنسا حالياً) وربما إلى ألمانيا وبريطانيا، وبذلك يخطو إلى النصف الآخر من
الامبراطورية الرومانية
" .

 

وليس
لدينا خبر يقين عن اتمام بولس لرحلته إلى اسبانيا، فلم يذكر شئياً عن ذلك في
رسائله الرعوية، ولعله رجع عن عزمه، ولكن أكليمندس الروماني (95 م) يقول إن بولس
وصل إلى الحدود الغربية، ولا شك أن المقصود بذلك ليس رومية، بل أعمدة هرقل (جبل
طارق)، وثمة اشارة لذلك في أعمال بطرس (من القرن الثاني)، والقصاصة الموراتورية
أكثر وضوحاً، ولكن لعلهما يستندان على ما جاء في رومية 15 . وأقدم التقاليد
الاسبانية ترجع إلى عصور متأخرة، فلا يعتمد عليها، كما أن النظرية الكاثوليكية،
تتجه إلى إثبات أن كل كنائس الغرب قد أسسها نواب الرسول بطرس
.

 

 

 

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي