اسم

 

الاسم
هو ما يعرف به الشئ أو الشخص، ويستدل به عليه، وهو لازم لتحديد الشخص أو الشئ
(انظر تك 2: 19و 20
).

أولاً:
الاسم فى العهد القديم:

(1) اطلاق الاسم:

(I) على شخص: أول ما يفكر فيه الوالدان بالنسبة لوليدهما هو اختيار اسم له .
ويبدو أن عادة اليهود – بعد عصر إبراهيم – قد جرت على أن يؤجلوا ذلك إلى اليوم
الثامن عند ختان الولد (انظر لوقا 1: 59، 2: 21
).

ويذكر
فى العهد القديم نحو 2.400 شخص تحت نحو 1.400 اسم مختلف، إذ أن الكثير منها قد
أطلق على أكثر من شخص . وفى نحو ست وأربعين حالة، ذكر صراحة أن الوالدين هما
اللذان أطلقا الاسم على وليدهما . وقامت الأم بذلك فى ثماني وعشرين حالة (انظر تك
4: 25، 16: 11، 19: 37و 38، 29: 32و 33و 35، 30: 6و 8و 11و 13و 18و 20و 24، 35: 18،
قض 13: 24، 1صم 1: 20، 4: 21 … الخ). وقام الأب بذلك فى ثماني عشرة حالة (تك 5: 3،
16: 15، 21: 2، 2صم 12: 24، 1أخ 7: 23، أيوب 42: 14، إش 8: 3، هوشع 1: 4و 6و 9 …
الخ). وفى حالات قليلة قام آخرون بتسمية المولود، كما سمت ابنة فرعون
"موسي" (خر 2: 10)، وسمت جارات نعمى "عوبيد" الذى ولدته راعوث
لبوعز (راعوث 4: 17) . كما أمر الرب بالاسم فى بعض الحالات، سواء قبل الولادة أو
بعدها، مثل "إسماعيل" (تك 16: 11)، و "اسحق" (تك 17: 19)، و
"يديديا" (أي المحبوب – 2صم 12: 25)، و "يوشيا" (1مل 13: 2)،
و "عمانوئيل" (إش 7: 14)، و "مهير شلال حاش بز" (إش 8: 1)، و
"يزرعيل ولورحامة ولوعمي" (هوشع 1: 4و 6و 9)، و "يوحنا"
المعمدان (لو 1: 13)، والرب "يسوع" (مت 1: 21
).

كان
الاسم عادة إما تعبيراً عن أمنيات الوالدين، أو تخليداً لحدث معين أو مناسبة معينة
. ويبدو أنه كان من الشائع عند العبرانيين تسمية المولود على اسم الجد، ونرى ذلك
بتكرار الأسماء، كما فى أبياثار، وأخيمالك، وأبياثار الثاني وأخيمالك الثاني (1صم
21: 1، 22: 22.9، 2صم 8: 17)، ومعكة أم أبشالوم، ثم معكة زوجة رحبعام (2صم 3: 3،
1مل 15: 2)، وثامار أخت أبشالوم ثم ثامار ابنة أبشالوم (2صم 13: 1، 14: 27)،
ومفيبوشث بن يوناثان وحفيد شاول الملك، ومفيبوشث ابن شاول من سريته رصفة (2صم 9: 6،
21: 7و 8) وأخزيا بن أخآب، وأخزيا بن يورام (1مل 22: 40، 2مل 8: 24)، ويورام بن
أخآب ملك إسرائيل، ويورام بن يهوشافاط ملك يهوذا (2مل 8: 16-24) . كما نرى ذلك فى
اعتراض جيران وأقرباء أليصابات وزكريا عند تسمية "يوحنا" المعمدان،
بقولهم: "ليس أحد فى عشيرتك تسمى بهذا الاسم" (لو 1: 58-61
).

(II) تسمية مكان: كان الكثير من أسماء البلدان والمواقع فى أرض كنعان، أقدم
من زمن دخول بني إسرائيل إليها، كما يتضح ذلك من خطابات تل العمارنة التى أرسلها ملوك
مدن كنعان إلى مصر، وكذلك من نقوش تحتمس الثالث وأمنحتب الثاني وسيتي الأول ورمسيس
الثاني ومرنبتاح على حوائط معبد الكرنك . ففي القائمة التى سجلها تحتمس الثالث –
فقط – توجد أسماء نحو خمسين اسم مكان من الأمكنة المذكورة فى العهد القديم.

وكثيراً
ما يرجع العهد القديم بهذه الأسماء إلى من أسس المدينة أو من فتحها (انظر تك 4: 17،
10: 8و 9، عد 32: 42، تث 3: 14، يش 19: 47 … ألخ) . وعندما أوشك يوآب أن يستولي
على ربة بني عمون، أرسل إلى داود قائلاً: "انزل على المدينة وخذها لئلا آخذ
أنا المدينة فيدعى باسمي عليها" (2صم 12: 28
).

(2) تغيير الاسم:

هناك
أكثر من عشر حالات لتغيير الاسم فى العهد القديم، بسبب علاقات أو ارتباطات أو
وظائف جديدة . فكان الله يطلق أسماء جديدة على بعض أناسه المختارين، فغّيَّر اسم
أبرام إلى إبراهيم (تك 17: 5)، واسم ساراي إلى سارة (تك 17: 15)، واسم يعقوب إلى
إسرائيل (تك 32: 28، 35: 10) . وغيَّر فرعون اسم يوسف إلى صفنات فعنيح (تك 41: 45)،
وغَّير فرعون نخو اسم ألياقيم إلى يهوياقيم (2مل 23: 34) . وغَّير نبوخذ نصر اسم
متنيا إلى صدقيا (2مل 24: 17) . وغَّير رئيس خصيان ملك بابل أسماء دانيال وحننيا
وميشائيل وعزريا إلى بلطشاصر وشدرخ وميشخ وعبدنغو (دانيال 1: 7
).

هل تبحث عن  قاموس الكتاب المقدس معجم الكتاب المقدس ر رعلايا 1

ويذكرنا
هذا بالاسم الجديد الذي سيعطى لأورشليم فى المستقبل (إش 62: 2) . كما أن الرب
سيسمى "عبيده اسماً آخر" (إش 65: 15، انظر أيضاً رؤ 2: 17
).

(3) أهمية الاسم:

كما
ذكرنا آنفاً، للاسم دلالة أعمق من مجرد عنوان مميز، وكان بنو إسرائيل يدركون أهمية
الاسم، واستخدامهم للأسماء يبين ذلك:

(I) الاسم والشخصية: إن الاسم فى العبرانية، يتضمن مفهوم الشخصية، ولذلك
يقول المرنم: "ويبتهج بك محبو اسمك" (مز 5: 11)، و "أرنم لاسم الرب
العلي" (مز 7: 17) . فمعرفة اسم الشخص هى معرفة جوهره، فالمؤمنون هم
"العارفون" اسم الله (مز 9: 10) . كما يقول الله: "أرفعه لأنه عرف
اسمي" (مز 91: 14
).

وكان
تغيير الاسم يتضمن تغيير ماهية الشخص وخدمته، فلم يكن الاسم يدل على الروابط
الوثيقة بين الاسم والشخص وشخصيته فحسب، بل كان يدل أيضاً على ارتباط الشخص باسمه،
حتى إن قطع الاسم أو محوه، كان معناه ابادة الشخص نفسه أو المكان ذاته (انظر 1صم
24: 21، 2مل 14: 27، مز 83: 4، إش 14: 22، صف 1: 4) . فوجود الإنسان فى صورته الأرضية
يرتبط باسمه، ومحو الاسم معناه محو الشخص من الحياة بالموت.

ويظهر
هذا الارتباط بأكثر وضوح فى استخدام صيغة الجمع "أسماء" للدلالة على
"الأشخاص" (انظر عد 1 ك 2و 8و 20، 3: 40و 41، 26: 53، وأيضاً أع 1: 15،
18: 15، رؤ 3: 4، 11: 13
).

وكثيراً
ما حارب إسرائيل وتصرفوا بأسم الله، أي كممثلين له . وكان "اسم الله" –
فى هذه الأحوال – أكثر من مجرد موافقته على عمل معين، بل كان القوة وراء هذا العمل،
فكان إسرائيل ينجح، لأن "الاسم" هو الذى عمل وانتصر (مز 44: 5، ميخا 4: 5،
5: 3) . فاسم الله يسند ويدافع ويخبئ ويعزي البار، وكل من يركض إليه (مز 20: 1، أم
18: 10). كما أن التكلم باسم الرب كان يعني أن المتكلم يمثل الرب، وكأن الرب نفسه
هو الذى يتكلم (انظر تث 18: 19، إرميا 26: 20، 44: 16
).

بل
إن أسماء المدن تدل على أهميتها، فمثلاً "أورشليم" تدعى "مدينة
العدل" (إش 1: 26)، و "مدينة الرب" (إش 60: 14)، و
"حفصيبة" أي "مسرتى بها" (إش 62: 4)، و "المطلوبة"
(إش 62: 12)، وهى أسماء جديدة لمدينة قديمة، تضفي عليها كرامة جديدة.

(ب) الاسم والسلطان: عندما يطلق أحدهم اسماً على آخر، فإنه بذلك يدل
على وجود علاقة سيادة عليه، أو امتلاك له . وهذا ما حدث فى جنة عدن، عندما
"خلق الله الإنسان على صورته … وباركهم الله وقال لهم: أثمروا وأكثروا
وأملأوا الأرض وأخضعوها وتسلطوا على سمك البحر وعلى طير السماء وعلى كل حيوان يدب
على الأرض" (تك 1: 28) . وأحضر الله كل هذه "إلى آدم ليرى ماذا يدعوها،
وكل ما دعا به آدم ذات نفس حية فهو اسمها" (تك 2: 20و19) . وكان هذا الحق
مستمداً من سلطان الله الذى خلق السموات والأرض ودعاها أيضاً (تك 1: 1و5و8و10) .
وسمَّي آدم زوجته "امرأة" (تك 2: 23) . ولم يستطيع المرنم أن يضبط نفسه
وهو يتأمل عظمة الإنسان كسيد على خليقة الله، فهتف: "أيها الرب سيدنا، ما
أمجد اسمك فى كل الأرض!" ومع ذلك فقد جعل كل شىء تحت قدمي الإنسان (مز 8: 1و6
).

وكل
ما يمتلكه الإنسان، يطلق عليه اسماً، سواء كان مدينة استولى عليها (2صم 12: 28)،
أو أرضه (مز 49: 11)، أو زوجاته (إش 4: 1). بل إن الأبناء لهم أهميتهم بالنسبة
لحفظ اسم الإنسان (مز 72: 17) . والأمر بأن يتزوج الأخ أرملة أخيه الذى لم يعقب
نسلا، إنما كان "لئلا يُمحى اسمه من إسرائيل" (تث 25: 5-10، راعوث 4: 5
).

هل تبحث عن  شبهات الكتاب المقدس عهد قديم سفر التثنية أقيم لهم نبياً من وسط إخوتهم مثلك ك

كما
أن الله لم يدعُ النجوم والكواكب بأسماء فحسب (مز 147: 4، إش 43: 1)، بل دُعي
باسمه على تابوت العهد (2صم 6: 2)، وعلى الهيكل (إرميا 7: 10)، وعلى أورشليم
(إرميا 25: 29، دانيال 9: 18)، وعلى إسرائيل (2أخ 7: 14، إش 63: 19) . ويعد الله
شعبه بأنه سوف "يضع اسمه" على المكان الذي يختاره "لسكناه"، و
"ليحل اسمه فيه" (تث 12: 5و11) . وقد وعد الرب إسرائيل بذلك قبل دخولهم
إلى أرض كنعان، وكان ذلك استمراراً للوعد القديم: "فى كل الأماكن التى فيها
أصنع لاسمى ذكراً آتي إليك وأباركك" (خر 20: 24
).

ويرتبط
بمفهوم السلطان، فكرة الحماية، فما يمتلكه الله أو الإنسان، لابد أن يكون تحت
حمايته (انظر 1مل 8: 43، 2أخ 7: 14، إرميا 7: 10و11و14و30، 14: 9، 34: 15، دانيال
9: 18و19، عا 9: 12
).

(ج) الاسم والشهرة: قد ينمو الاسم ويكبر ويمتد . وسواء كان مدحاً أو ذماً، فهو امتداد للشخص نفسه
. فقد يكتسب الاسم شهرة وصيتاً ومجداً، فنقرأ فى سفر التكوين (6: 4) عن الطغاة
الذين دخلوا على "بنات الناس وولدن لهم أولاداً . هؤلاء هم الجبابرة الذين
منذ الدهر ذوو اسم" (أي شهرة) . كما أن بناة البرج فى بابل كان الدافع لهم هو
أن: "نصنع لأنفسنا اسماً" (تك 11: 4) . وقد وجد موسي مقاومة من
"مئتين وخمسين رؤساء الجماعة … ذوي اسم" أي مشهورين (عد 16: 2) . وقال
"جميع الشعب الذين فى الباب والشيوخ" الذين شهدوا زواج بوعز وراعوث: "اصنع
ببأس فى أفراته وكن ذا اسم فى بيت لحم" (راعوث 4: 11) . كما قيل عن بعض رؤوس
بيوت آباء نصف سبط منسي إنهم: "رجال جبابرة بأس وذو اسم" (1أخ 5: 24) .
وعلى نفس القياس، فإن الذين "بلا اسم" هم المحتقرون الذين لا شهرة لهم
ولا صيت لهم (أيوب 30: 8) . و "الصيت (الاسم الطيب) أفضل من الغنى
العظيم" (أم 22: 1)، كما أنه "خير من الدهن الطيب" (جا 7: 1).
وتقول عروس النشيد: "اسمك دهن مهراق، لذلك أحبتك العذارى" (نش 1: 3) .
واشاعة "اسم ردئ" على شخص هو اساءة للشخص نفسه (تث 22: 14و19
).

ثانياً:
فى العهد الجديد:

عندما
يذكر "الاسم" فى العهد الجديد، كثيراً ما يكون ذلك اقتباساً من العهد
القديم، وهكذا ينطبق عليه ما سبق أن ذكرناه (انظر مت 6: 9، 12: 31، 23: 39، يو 17:
6و26، أع 2: 21، رو 15: 9، عب 2: 12
).

(1) الاسم والشخصية:

فتستخدم
صيغة الجمع "أسماء" للدلالة على أشخاص (أع 1: 15، رؤ 3: 4، 11: 13) .
كما يستخدم الاسم للدلالة على عمل الشخص مثل اسم يوحنا "المعمدان" (لو 1:
13و 59-63)، و "يسوع" الذي معناه "مخلص" "لأنه يخلص شعبه
من خطاياهم" (مت 1: 21) . ويسوع له "اسم فوق كل اسم لكي تجثو باسم يسوع
كل ركبة ويعترف كل لسان" (فى 2: 9و10
).

كما
يدل تغيير الاسم على تغيير الصفة أو العمل أو المكانة، كما تغير اسم سمعان إلى
بطرس (مت 16: 17و18)، وشاول إلى الاسم الروماني "بولس" (أع 13: 9)،
ويعقوب ويوحنا – ابني زبدي – إلى "بوانرجس" أي "ابني الرعد"
(مرقس 3: 17
).

(2) الاسم والسلطان:

اسم
يسوع يدل على سلطانه الذى أعطاه للناس حتى يمكنهم أن يصنعوا به آيات وعجائب، وأن
يكرزوا به، وأن يصلوا به للآب . وعندما يُسألون "بأي قوة وبأي اسم صنعتم
هذا؟" يكون الجواب دائماً: "باسم يسوع المسيح" (انظر مت 7: 22،
مرقس 9: 39، لو 24: 47، أع 4: 7، 16: 18، 19: 17). فاسم يسوع له من القوة والسلطان،
أن يبرر الخطاة (أع 10: 43، 1كو 6: 11)، ويغفر لهم خطاياهم (1 يو 2: 12
).

(3) الاسم والشهرة:

هل تبحث عن  قاموس الكتاب المقدس معجم الكتاب المقدس ن نوفح 1

وهو
استخدام نادر فى العهد الجديد، والاشارات الوحيدة فى هذا المعنى هى: مرقس 6: 14،
لو 6: 22، رؤ 3: 1.

(4) اسم المسيح:

(I) الإيمان باسمه: (انظر يو 1: 12، 2: 23، 3: 18، 1يو 3: 23، 5: 13) . كما
يستخدم "الإيمان باسمه" بمعنى الإيمان بابن الله، يسوع (يو 3: 16و18، 1
يو 5: 10و13). فالاسم هنا هو الشخص نفسه، والإيمان بالاسم هو قبوله كالمسيا وقبول
عمله،، وبذلك يصبح للمؤمن به، حق الدخول فى علاقة جديدة مع الآب السماوي (يو 1: 12
).

(II) المعمودية باسمه: هناك أربعة مواضع تذكر فيها المعمودية "باسم
الرب يسوع المسيح" (أع 2: 38، 8: 16، 10: 48، 19: 5) . ومرة تذكر
"المعمودية ليسوع المسيح" (رو 6: 3)، ومرة "بالمسيح" (غل 3: 27)
. وقد أمر الرب التلاميذ أن يعمدوا "باسم الآب والأبن والروح القدس" (مت
28: 19) . والمعمودية "ليسوع المسيح" معناها أن الشخص عند اعترافه
بالإيمان "بالرب يسوع المسيح"، يتحد بشخص المسيح، وما المعمودية إلا
صورة خارجية لهذا الاتحاد، فكانت المعمودية هي بداية التلمذة للمسيح . والمعمودية
"باسم الآب والابن والروح القدس" – وليس بأسماء .. – تدل على وحدة
اللاهوت وملئه . وفى سفر أعمال الرسل (2: 38) يجمع بين التوبة والمعمودية، مما يدل
على أن أساس كل منهما هو "اسم يسوع المسيح
".

(ج) الصلاة باسمه: علَّم الرب يسوع التلاميذ أن يصلوا قائلين: "ليتقدس
اسمك " (مت 6: 9، انظر أيضاً إش 29: 23، حز 36: 23) . كما أن على المؤمنين أن
يصلوا "باسمه" (يو 14: 13, 14، 15: 16، 16: 23و26)، مما يعني التوسل
باسمه، اعترافاً بأن يسوع هو ابن الله الوحيد المرسل منه . والصلاة بأسم ييسوع، هى
صلاة تتفق مع طبيعة المسيح وفكره . وكما يقول يعقوب: "طلبة البار تقتدر
كثيراً فى فعلها" (يع 5: 16)، أي أن الصلاة الحارة بقوة الروح القدس، هى صلاة
مقتدرة . وليس معنى هذا أن الاسم تعويذة سحرية تُختم بها الصلاة، بل هي اعتراف
بشخص الرب وسلطانه وارادته ومقاصده التى يتضمنها الاسم . ونجد الوحدة بين الآب
والابن فى هذا الاسم فى إنجيل يوحنا: "ومهما سألتم باسمي فذلك افعله ليتمجد
الآب بالابن . إن سألتم شيئاً باسمي فإني أفعله" (يو 14: 13و14
).

(د) عمل المعجزات باسمه: عندما عمل التلاميذ "باسم يسوع" أي
بقوته وسلطانه، وجدوا أن الشياطين والأرواح الشريرة تخضع لهذا الاسم (مت 7: 22، لو
9: 49، 10: 17) . وقد امتدت هذه القوة خارج دائرة التلاميذ (مرقس 9: 38، 16: 17)
فبهذا الاسم نال الناس الشفاء والقوة (أع 3: 6، 14: 10) ونجد فى سفر أعمال الرسل
(4: 7) أن القوة والاسم لهما نفس المضمون كما فى المزمور (54: 1) وكان المرضى
يمسحون بالزيت باسم الرب (يع 5: 14)، ولا يعني هذا استخدام الاسم مجرد
"وصفة"، بل يجب على من يستخدمه أن يكون قد ارتبط به الايمان، فقد أقسم
المعزِّمون من اليهود على الذين بهم أرواح شريرة باسم يسوع، ولكنهم حصلوا على
نتائج عكسية (أع 19: 13-16
).

(ه) الاضطهاد من أجل اسمه: قد يتعرض المؤمنون للاضطهاد من أجل اسمه،
أي لأنهم يعترفون بإيمانهم بيسوع المسيح رباَّ ومخلصاً (مت 10: 22، 19: 29، 24: 9،
مرقس 10: 29، 13: 13، لو 6: 22، 21: 12و17، أع 5: 41، 9: 16، 15: 26) . وفى إنجيل
مرقس (10: 29) يجمع بين "لأجل الإنجيل"، و "لأجله" (أي لأجل
اسمه)، بينما فى سفر أعمال الرسل (5: 41)، وفى رسالة يوحنا الرسول الثالثة (7) نجد
أن الاسم يعنى تحمل الاهانة والآلام كمسيحي (انظر 1بط 4: 14و16
).

(و) المناداة بالاسم: كان محتوى وموضوع الكرازة هو "اسم يسوع
المسيح"، فهكذا فعل فيلبس (أع 8: 12)، وبولس (أع 9: 27، رو 1: 15) وكل
الكارزين (3يو7) . فكان "يكرز باسمه بالتوبة ومغفرة الخطايا لجميع
الأمم" (لو 24: 47) . وقال الرب عن شاول الطرسوسي: "هذا لي إناء مختار
ليحمل اسمي أمام أمم وملوك وبني إسرائيل" (أع 9: 15). ويوصي الرسول بولس
المؤمنين "باسم ربنا يسوع المسيح" (2تس 3: 6، 1كو 1: 10، 5: 4)، فكل شيئ
يرتكز على شخص المسيح وسلطانه ورسالته.

 

 

 

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي