بئر
يعقوب

 

نقرأ
في إنجيل يوحنا: إن الرب يسوع " ترك اليهودية ومضى أيضاً إلي الجليل. وكان
لابد له أن يجتاز السامرة. فأتى إلي مدينة من السامرة يقال لها سوخار بقرب الضيعة
التي وهبها يعقوب ليوسف ابنه، وكانت " هناك بئر يعقوب " (يو 4: 3 – 6)
.

1- موقعها: عندما جاء يعقوب إلى شكيم في طريق عودته
من فدان أرام، " نزل أمام المدينة (أي إلى الشرق منها) وابتاع قطعة الحقل التي
نصب فيها خيمته " (تك 33: 18 و 19)، ولاشك في أنها السهم الذي وهبه يعقوب
لابنه يوسف (تك 48: 22) فكلمة " شكيم " في العبرية معناها " سهم
" أو " نصيب " ويقول يعقوب إنه أخذها من الأموريين بسيفه وقوسه،
وعند نقطة انفتاح طريق شكيم إلى الشرق، قرب الطرف الشمالي للوادي، يقع قبر يوسف (كما
يقولون)، وعلى الجانب الآخر من الوادي، قرب قاعدة جبل جرزيم، توجد البئر التي تعرف
إلي اليوم باسم " بير يعقوب "، وهو موقع ينطبق تماماً على ما جاء
بالإنجيل. وتتفرع الطريق القادمة من الجنوب، إلى فرعين نحو الشرق قليلاً. فأحد
الفرعين يأخذ اتجاه الغرب عبر ممر شكيم، بينما يتوجه الثاني إلي الشمال، والأرجح
أن هذين الطريقين يسيران في نفس الممرات القديمة، ولاشك في أنهما كانا طريقين
مطروقين كثيراً في أيام الرب يسوع على الأرض، ولكنا لا نستطيع أن نجزم في أي طريق
منهما سار، ولكن البئر تقع في الزاوية بينهما ويمكن الوصول إليها بسهولة من أي
الطريقين.

2- لماذا حفرت: نقرأ في الإصحاح الرابع من إنجيل
يوحنا أن يعقوب هو الذي حفر البئر (يو 4: 12)، ولكن العهد القديم لا يذكر شيئاً عن
ذلك. ويتساءل المرء عن سبب حفر تلك البئر مع وجود البئرين الغزيرين " عين
عسكر وبلاتا " ولكن يجب أن نتذكر أن في الشرق كانت ثمة قوانين صارمة تحكم
موضوع استخدام المياه، وبخاصة عند وجود قطعان كبيرة. فلعل شراء الأرض لم يتح
ليعقوب كميات المياه التي يحتاج إليها، فكان من المحتمل حدوث منازعات بين رعاة
القطعان، فيحتمل، لذلك، أن يعقوب قد حفر البئر طلباً للسلام ولكي يحتفظ بحريته
واستقلاله.

هل تبحث عن  الكتاب المقدس كينج جيمس إنجليزى KJV عهد قديم سفر هوشع Hosea 12

3- إجماع التقليد: يتفق اليهود والسامريون
والمسلمون والمسيحيون علي نسبة هذه البئر لأبينا يعقوب، ولا يوجد أي سبب قوي للشك
في ذلك. وعندما يقف الإنسان على حافة البئر في ظل جبل جرزيم، يدرك على الفور كيف
كان من الطبيعي أن يقول عنه الرب " هذا الجبل “ (يو 4: 21)
.

4- وصفها: ظلت البئر بدون وقاية، بين خرائب كهف
تعلوه قبوة على عمق أقدام تحت سطح الأرض. ويقول عنه ماجور أندرسون إن له فتحة ضيقة
بالكاد تسمح بمرور جسم إنسان وهو مرفوع الذراعين، وهذا العنق الضيق الذي يبلغ طوله
نحو أربع أقدام، يؤدى إلى البئر ذاتها، وهى أسطوانية الشكل يبلغ قطرها نحو سبع
أقدام ونصف القدم. وفم البئر مع الجزء العلوي ظاهرة البناء، واضح أن البئر محفورة
في طبقات من رواسب الطمي، تتخللها قطاعات من الحجر الجيري، إلي أن نصل إلي القاع
من الحجر الجيري الصلد. وتبدو حوائط البئر من الداخل مبطنة " بطبقة مبنية
". ولابد أن البئر كانت قديماً أكثر عمقاً مما هي الآن، فقد سقطت فيها الكثير
من الأحجار وغيرها من الرواسب، فلا يزيد عمقها الآن عن 75 قدماً. وهى لا تستمد
مياهها من أي عين، أو عن طريق اتصالها بأي مجرى مائي سطحي، ولكنها تعتمد على مياه
الأمطار والرشح، وعليه فمن المحتمل أنها لم تمتلئ مطلقاً بالماء حتى الحافة. وتقول
المرأة السامرية " البير عميقة ". وسكان نابلس الحاليين يستعذبون مياه
البير الخفيفة بالمقابلة مع مياه الينابيع المجاورة الثقيلة أو " العسرة
" وتظل المياه بالبير حتى نهاية مايو، ثم تنضب إلي أن يأتي موسم الأمطار
التالي، ولذلك فإن مياهها تختلف عن " المياه الحية " في الينابيع
الدائمة.

هل تبحث عن  الكتاب المقدس كتاب الحياة عهد قديم سفر الأمثال 31

ومن
روايات الرحالة، نعلم أنه قد بنيت فوقها على توالي العصور كنائس، ويحتمل أن البئر
قد دمرت في زمن الحروب الصليبية في 1187 م، وقد وجد في 1881 حجر لعله كان الغطاء
الأصلي للبير (9 بوصة 3 قدم × 7 بوصة 2 قدم × 6 بوصة 1 قدم) وقطر الفتحة في الحجر
هو 13 بوصة، وفي جوانبه ثلم أحداثتها الحبال التي كان يرفع بها الماء.

5- حالتها الراهنة: منذ سنوات اشترت سلطات الكنيسة
اليونانية قطعة الأرض المحيطة بالبئر، وأقيم حولها سور، وبنيت كنيسة صغيرة فوق
البئر، وشيدت كنيسة كبيرة بجوارها.

 

 

 

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي