بال
والتنين

 

بيل
أو بعل والتنين

تشكل
هذه القصة الجزء الثالث من الاضافات الأبوكريفيةإلى سفر دانيال النبي، فهي تظهر في
المخطوطات اليونانية، ولكنها لا تظهر في المخطوطات العبرية، أما الاضافتان الأولى
والثانية فهما ترنيمة الفتية الثلاثة في أتون النار، ثم قصة سوسنة. وقد اعتبر مجمع
ترنت (1545 – 1563) هذه القصص الثلاث قانونية، وأنها جزء أصيل من سفر دانيال، وقد
دافع أوريجانوس عن صحتها.

1- موقعها من السفر وعناوينها: توضع قصة " بال
والتنين " في المخطوطات اليونانية في نهاية سفر دانيال بدون أي عنوان منفصل،
أما في المخطوطات المأخوذة عن تاودوسيون، فلها عنوان " رؤيا 12 " فهي
جزء من رؤيا دانيال الثانية عشرة والأخيرة. أما في الفولجاتا اللاتينية فهي تشكل
الأصحاح الرابع عشر وبدون عنوان. أما في المخطوطة السبيعنية فلها عنوانها: "
من نبوة حبقوق بن يشوع من سبط لاوي "، وليس ثمة ريب في أنه حبقوق النبي صاحب
السفر المسمى باسمه في الكتاب المقدس. أما في البشيطة السريانية فلقصة " بال
" عنوان هو " بال الوثن "، أما قصة التنين فتبدا هكذا: " ثم
يعقب ذلك التنين ". ولاتعترف الكنائس البروتستنتية بهذه الإضافات الثلاث.

2- مخطوطاتها:

أ-في
اليونانية: لاتوجد القصة في المخطوطات السبعينية إلا في مخطوطة كيسيانوس (نسبة إلى
العائلة التي تمتلك المخطوطة)، وكذلك في مخطوطة من ترجمة تاودوسيون، والأرجح أنها
تنقيح للسبعينية وبها الكثير من الألفاظ العبرية مما حمل البعض على القول بوجود
أصل عبري استعان به المترجم. وقد فضلت الكنائس المسيحية ترجمة تاودوسيون على
الترجمة السبعينية، وقد ترجمها تاودوسيون فيما بين 100 – 130 م، وجعل قصة بال
والتنين جزءاً من النص.

هل تبحث عن  الكتاب المقدس أخبار سارة عربية مشتركة عهد قديم سفر إرميا 42

ب-
في السريانية: هناك مخطوطتان،أولاهما السداسية المأخوذة عن أوريجانوس، وثانيتهما
هي البشيطة، وهي تتفق أحياناً مع تاودوسيون وأحياناً مع السبعينية، وأحياناً تختلف
عنهما كليهما.

ج
– في اللاتينية: هناك نسخة لاتينية تنهج نهج تاودوسيون إلى أبعد الحدود، ثم هناك
الفولجاتا التي ترجمها جيروم.

د
– في الأرامية: توجد القصة في نسخة أرامية من أخبار يرحمئيل، نشرها جاستر مدعيا
انها النص الاصلي.

3- المؤلف وعصره وموطنه: لانعلم شيئاً على وجه
اليقين عن المؤلف او موطنه أو تاريخ تاليفه لقصة " بال والتنين "، فلو
ان الأصل كان بالعبرية أو الأرامية، لكانت بابل هي أرجح الأماكن، ولو كان ما
بالسبعينية هو الأصل لكان من المحتمل ان الكاتب عاش في مكان ما من الشرق الأوسط.
ويكاد يكون من المؤكد ان القصة وضعت في أثناء القرن الثاني قبل الميلاد.

4- الغرض منها: من مجرد قراءة القصة، يتضح أن
الكاتب قصد إلى السخرية من عبادة الأوثان، كما لعله أرادأن يشيد ببراعة دانيال في
كشف الخبايا ودرايته بالكيمياء، وتكاد تنحصر أهميتها في تسلية القاريء.

5- محتوياتها:

أ
– بال (بيل – بعل) وتؤكد السبعينية أنها مأخوذة عن نبوة حبقوق كما تجعل من دانيال
كاهناً ونديماً لملك بابل. وتبدأ نسخة تاودوسيون بموت الملك أستياجس واعتلاء كورش
الفارسي العرش. وتذكر ان دانيال كان يعيش مع الملك. وموجز القصة هو:

كان
لأهل بابل صنم اسمه " بال " كانت تقدم له كل يوم كميات كبيرة من الطعام
تتكون من السميذ والخراف (أربعة حسب السبعينية، وأربعين حسب تاودوسيون). وكان
الملك يتعبد لبال، وسأل دانيال لماذا لايسجد هو له أيضاً، فأجابه دانيال بأنه
لايعبد إلا الإله الحي خالق السموات والأرض، فقال الملك أتحسب أن " بالا
" ليس حياً وهو يأكل ويشرب كل هذه الكميات يومياً، فواجهه دانيال بالقول إن
" بالا " ليس إلا صنماً من طين ونحاس، لايستطيع أن يأكل شيئًا. فغضب
الملك ودعا كهنته وهددهم بالموت أن لم يقولوا من الذي يأكل كل هذا الطعام، فقالوا
له " بال " فطلب دانيال أن يثبت للملك أن " بال " لايأكل،
فذهب الجميع إلى هيكل " بال ", ووضعت كميات الطعام على مائدة بال "
(ويقول تاودوسيون إن الكهنة – وكانوا سبعين – كان لهم مدخل سري يدخلون منه كل يوم
ويلتهمون الطعام). وعندما خرج الجميع، أمر دانيال غلمانه فاتوا برماد وذروه في
الهيكل، ثم أغلقت الأبواب وختمت بخاتم الملك.

هل تبحث عن  م المسيح المسيح حياته وأعماله 08

وفي
الصباح التإلي، فتحت الأبواب – بعدأن تأكدوا من سلامةأختامها – ونظروا وإذا الطعام
قد اختفي، فهتف الملك ظافراً، لكن دانيال أشار إلى آثارأقدام على الرماد مما جعل
الكهنة يعترفون بالحقيقة، فقتلهم الملك وأسلم " بالا " إلى يد دانيال
فحطمة هو وهيكله.

ب-
التنين: كان أهل بابل يعبدون تنيناً عظيماً، فسأل الملك دانيال عن التنين وهل يقدر
أن يقول عنه أنه مجرد صنم من نحاس، فهو حّي يأكل ويشرب، فطلب دانيال أن يسمح له
الملك بقتل التنين بلا سيف ولاعصا، فسمح له الملك بذلك، فصنع دانيال خليطاً من
الزفت والشحم و الشعر وطبخها معا، واطعمها للتنين فانشق. فهدد أهل بابل الملك
فأسلم إليهم دانيال فألقوه في جب به سبعة من الأسود، وكان يقدم لها كل يوم جثتان (وتقول
السبعينية أنهما من جثث المجرمين المحكموم عليهم بالإعدام) وشاتان (كما يقول
تاودوسيون). وفي اليوم السادس جاء ملاك بحقوق من فلسطين ومعه طعام، وبعد أن أكل
دانيال، وأعاد الملاك حبقوق إلى موطنه، وأخرج الملك دانيال من الجب وألقي الذين
سعوا به إلى الهلاك في الجب فافترستهم الأسود في الحال.

 

 

 

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي