بعشا
اسم
عبري لعل معناه " جرأة "، أو قد يكون اشتقاقاً من كلمة تؤدي معنى "
المزعج "، ويرى البعض أنها اختصار لاسم " بعل شمس " أي "
الشمس رب ". وهو ثالث ملوك إسرائيل (909 886 ق.م.) بعد انقسام المملكة، ومؤسس
الأسرة الملكية الثانية في المملكة الشمالية، وملك أربعا وعشرين سنة في ترصة (امل
15: 33).
ويقول
الرب على فم هوشع النبي عن اسرائيل (المملكة الشمالية) إنهم " أقاموا ملوكاً
وليس مني " (هو 8: 4)، أي ليس من اختيار الرب ولا بناء على مشورته. وكان بعشا
بن أخيا من سبط يساكر من بيت وضيع حتى قال له الرب على فم ياهو بن حناني الرائي: "
إني قد رفعتك من التراب وجعلتك رئيساً على شعبي " (امل 16: 2).
وتاريخ
مملكة يريعام (إسرائيل) عبارة عن سلسلة من الانقلابات العسكرية حتى إنه تقلبت على
الحكم تسع أسرات، وكان بعشا أول من قام بانقلاب على سيده ناداب بن يريعام وقتله
وملك عوضاً عنه.
وبعد
مقتل ناداب قام بعشا بإجراءين لتأمين عرشه، وقد فشل في كليهما، وكان الإجراء الأول
هو القضاء على بيت يربعام، فقد " ضرب كل بيت يربعام. لم يبق نسمة ليربعام حتى
أفناهم " (امل 15، 27 29)، ولكن بعد موت بعشا، ملك ابنه أيله سنتين فقط، ثم
" فتن عليه عبده زمري رئيس نصف المركبات، وهو في ترصة يشرب ويسكر في بيت أرصا..
وملك عوضاً عنه، وعند تملكه.. ضرب كل بيت بعشا. لم يبق له بائلاً بحائط مع أوليائه
وأصحابه " (امل 16: 9 11)، وهكذا خاب تخطيطه، وقضى على بيته، كما سبق أن قضى
هو على بيت يربعام.
أما
الإجراء الثاني فكان محاولة بناء الرامة ليحاصر آسا ملك يهوذا، حتى اضطر آسا إلى
أن يجرد الهيكل مما فيه من الذهب والفضة ليدفعها ليد بنهدد بن طبريمون ملك آرام
لينقض عهده مع بعشا ملك إسرائيل، حتى يصعد عن آسا (امل 15: 18و 19)، فاضطر بعشا
إلى أن يكف عن بناء الرامة ويعود إلى عاصمتة ترصة. وقد أمر آسا رجاله "
فحملوا كل حجارة الرامة واخشابها التي بناها بعشا، وبنى بها الملك آسا جبع بنيامين
والمصفاة " (امل 15: 22). " واستمرت الحرب بين آسا ملك يهوذا وبعشا ملك
إسرائيل كل أيامهما " (امل 15: 32).
ومع
أن الرب استخدم بعشا في تنفيذ حكمه على بيت يربعام (امل 15: 29، 30) إلا أن بعشا
استجلب غضب الرب عليه بسيره في طريق يربعام رغم تحذير ياهو بن حناني الراثي له (امل
15: 34، 16: 1 7)، وهو الغضب الذي استجلبه أيضاً أخآب الملك على بيته، فأصاب بيته
ماأصاب بيت يربعام بن نباط وبيت بعشا بن أخيا (امل 21: 22، 2 مل 9: 9).
