بليعال

 

المعتقد
عموماً هو أن هذه الكلمة مكونة من كلمتين عبريتين أولاهما بمعنى " بلا
"أو " بدون " والثانية بمعني "فائدة " فيكون معنى الكلمة
"بلافائدة
" أي" لانفع فيه أو شرير.

وفي
استعمال العهد القديم لها، لا يوجد ما يدل على أنها اسم علم. ويعتبرها التلمود
كلمة مركبة بمعنى " بدون نير "، وإن كان الكثيرون لا يقبلون هذا التفسير
ويرىآخرون أنها صفة لمن طرح عنه نير السماء، وهكذا أصبح جامحاً بلا قانون أو
خارجاً على القانون. وكثيراً ما تترجم في العربية إلى " لئيم
".

واستعمالها
في العهد القديم يكاد يقترن دائماً بكلمة ابن أو بنت أو رجل أو نبي، فمثلاً نجد
" ابنة بليعال " (اصم 1: 16)، " رجل بليعال " (2صم 16: 7).
وتترجم في العربية " بالرجل اللئيم " (اصم 25: 17، 25، 30: 22، امثال 6:
12). و " شاهد بليعال " او " بنو لئيم " (تث 13: 13). وتطلق
عبارة " بني بليعال " على اشر الناس وافسقهم (قض 19: 22، 20: 13، 1 صم 2:
12، 10: 27، 1مل 21: 10، 13، 2 أخ 13: 7)
.

وتترجم
بمعان أخرى في أربعة مواضع مختلفة، فتترجم " الهلاك " في المزمور (18: 4)
حيث يقول " سيول الهلاك " وهي في العبرية " سيول بني بليعال "،
وكذلك في " المشير بالهلاك " (ناحوم 1: 11)، والمهلك
(ناحوم 1: 15)، و "
أمررديء أو امر بليعال " (مز 41: 8)
.

وفي
الكتابات اليهودية في العصور المتأخرة، أصبحت كلمة " بليعال " تستخدم
علماً على " الشيطان " وكذلك على " ضد المسيح " أو "
المسيح الكذاب "، كما في الكتب الأبوكريفية: " اليوبيل " و "
صعودإشعياء " والأقوال السبليانية فنقرأ في كتاب " اليوبيل " (1: 20)
أن موسى صلَّى قائلاً: " اخلق في شعبك روحاً مستقيماً ولا تدع روح بليار (أي
بليعال) يسيطر عليهم ليشتكي عليهم أمامك ". ويرى بعض المفسرين أن كلمة
"بليعال
" في نبوة ناحوم (1: 15) والمترجمة " المهلك "، تستخدم للدلالة على
قوة شريرة بشرية أو شيطانية. وفي الترجمة اللاتينية المعروفة بالفولجاتا جاءت
العبارة " رجلا بليعال "، مترجمة إلى " رجلين شيطانيين " (1
مل 21: 13)
.

هل تبحث عن  م التاريخ تاريخ إنشقاق الكنائس كنيسة أنطاكية النسطورية 05

وقد
استخدم الرسول بولس كلمة " بليعال " (2كو 6: 15) بمعناها الشائع عند
يهود عصره، حيث كما سبق القول كانت تطلق على الشيطان أو ضد المسيح، فيقول: "
أي اتفاق للمسيح مع بليعال؟ "، وقد جعل هذا بعض المفسرين يجمعون بين "
بليعال " هذا و " إنسان الخطية ابن الهلاك " (2 تسى 2: 3)، حيث أن
العبارة اليونانية

" "
لإِنسان الخطية " تعني " الذي بلا قانون " وهي
المرادف " لبليعال "، ولكن ليس معنى هذا أن المقصود " بإنسان
الخطية " هو الشيطان، بل المقصود به هو " ضد المسيح
".

 

 

 

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي