بوطيولي

 

اسم
لاتيني معناه " ينابيع الكبريت " (أع 28: 13)، وتدعى حالياً
"بزؤولي ". وهي ميناء على ساحل كامبانيا الذي كان يحتل مركزاً متوسطا
على الشاطىء الشمالي بفجوة في خليج نابلي، يحميها من الغرب شبه جزيرة ببيه ورأس
ميسنوم وكانت أصلاً مستعمرة كمدينة كومي اليونانية المجاوره لها.

وأول
حادثة محددة التاريخ ترتبط بيطبولي، هى المقاومة التي أبدتها فرقة رومانية فأجبرت
هانيبال على الارتداد عن أسوارها في 214 ق.م. وهكذا فشلت خطة القرطجنيين في تأمين
قاعدة بحرية لضمان مواصلاًتهم وامداداتهم. وقد تأسست مستعمرة رومانية فيها في 194
ق.م. وبذلك أصبحت بوطيولي أول ميناء روماني على خليج نابلي. ويرجع أزدهارها
ونشاطها التجاري إلى توفر الأمان فيها، وعدم صلاحية الساحل القريب من روما. وهكذا
أصبحت بوطيولي الميناء الرئيسي للعاصمة، قبل تشييد كلوديوس قيصر للميناء الصناعي
في بورتس أوغسطس، وقبل أن يجعل تراجان من مصب نهر التيبر مرفأ رئيسياً للتجارة عبر
البحار.

وكانت
أهم الواردات لبوطيولي هى الحبوب والسلع الشرقية القادمة من الإِسكندرية وغيرها من
مواني الشرق. وكان الشرقيون يكونون عنصراً بارزاً من سكانها.

ومما
زاد فى توفر الأمان فى الميناء، إقامة حاجز كان طوله أكثر من 418 ياردة، يتكون من
أرصفة ضخمة تربط بينها أقواس معمارية متينة البنيان، ومازالت توجد بقايا ضخمة من
هذا الحاجز. وكان الجزء الأكبر من شاطىء البحر على امتداد نحو 4 / 1 1 الميل إلى
الغرب من الحاجز مخصصاً للتجارة. ويقال إنه فى أوج ازدهارها فى عهد كلوديوس ونيرون،
كانت المدينة تضم نحو 100.000 نفس.

والمدينة
تقع فى تكوين بركاني، وسميت بوطيولي لوجود الآبار الكبريتية أو الآبار ذات الطبيعة
البركانية التي تكثر في المنطقة. وكان التراب البركاني المسمى الآن "
بوزولانا " يختلط بالأحجار الجيرية مكوناً مادة أسمنتية شديدة الصلابة صمدت
أمام تأثير مياه البحر.

والبقايا
الضخمة من مدرج المسرح الذي كانت أبعاده 160 × 126 ياردة فى الفضاء المحصور بين
الأسوار الخارجية، 75 × 45 ياردة داخل حلبة المسرح خير شاهد على ازدهار المدينة فى
ذلك العصر.

وأصبحت
المنطقة المحيطة ببوطيولي وبييه، المنتجع المفضل عند الأشراف الرومانيين. ومازالت
ترى أنقاض الكثير من الفيلات القديمة رغم أن مياه البحر قد غطتها إلى حد ما. وقد
اختيرت فيلا شيشرون فى منطقة بوطيولي لتكون مدفناً لهادريان. وكان جزء من الخليج
المحصور بين بوطيولي وبييه، وهو المكان الذى وقع عليه اختيار نيرون لتنفيذ محأولة
القضاء على حياة أمه فى سفينة مصممة على أن تتحطم أجزاؤها في أثناء نقلها لأمه،
أغربيينا، إلى فيلتها بالقرب من بحيرة لوكرين.

وقد
وجد الرسول بولس جماعة من المؤمنين في بوطيولي عندما مرَّ بها فى طريقة إلى رومية،
ومكث عندهم سبعة أيام (أع 28: 13، 14) وكان الطريق بين بوطيولي ورومية يبلغ في ذلك
الوقت نحو 142 ميلاً.

 

 

 

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي