بيروت

 

وهي
مدينة فينيقية قديمة على الجانب الشمالي من نتوء صخري من جبل لبنان يبرز في البحر
المتوسط مكونا خليجاً إلى الشمال منه. يرتبط بأسطورة مار جر جس والتنين، ولذلك
يسمى خليج " سان جورج ". وتقع المدينة على بعد نحو 25 ميلا إلى الشمال
من صيدون، وعلى بعد نحو 12 ميلا إلى الجنوب من نهر ليكوس الشهير أو نهر الكلب،
الذي توجد عند مصبه التماثيل المنحوتة في الصخر لملوك مصر وبابل وأشور القدماء.
ولا تذكر بيروت مطلقا في الكتاب المقدس، وإن كان البعض يزعمون أنها هي "
بيروثاي " (2 صم 8: 8) أو " بيروثة " (حز 47: 16). ولكن المواضع
المرتبطة بهاتين المدينتين تستبعد هذا الاحتمال تماماً. والمدينة قديمة جداً وكانت
من أعظم مواني الفينيقيين، إذ كانت تنافس ببلوس في الشمال، وصور وصيدون في الجنوب.

وتذكر
بيروت كثيراً في النقوش المصرية منذ القرن الخامس عشر قبل الميلاد في غزوات تحتمس
الثالث. كما يرد اسمها في رسائل تل العمارنة (حوالي 1400 ق.م) حيث كان يحكمها في
ذلك الوقت حاكم مصري اسمه " أمونيرا " الذي أجار " ريب _ أدو
" حاكم ببلوس من قبل مصر، عندما طرده الحثيون من مدينته. وكانت بيروت ميناء
هاماً في عصور الإمبراطوريات الأشورية والبابلية والفارسية، وكذلك في عصر السلوقين،
ولكنها لم تلعب في التاريخ الفينيقي دوراً هاماً مثلما لعبت صور وصيدون. وقد
استولى عليها تريفون فى صراعه لأعتلاء العرش في 140 ق.م وقد احتل ماركوس أغريباس
_ أحد قواد أوغسطس _ ميناء
بيروت في 15 ق. من جعل منها منطقة عسكرية رومانية. وفي أيام هيرودس الكبير، انعقدت
في بيروت محكمة من مائة وخمسين قاضياً برئاسة ساترنينوس _ أحد القناصل الرومانيي
السابقين – للنظر في أتهام هيرودس لابنيه الأسكندر وأرستوبولس، حيث حكمت المحكمة
الرومانية بإعدامهما.

هل تبحث عن  قاموس الكتاب المقدس معجم الكتاب المقدس م مرهج الباني ي

وقد
بنى فيها أغريباس الأول والثاني مسارح، كما احتفل فيها تيطس القائد الروماني،
باستيلائه على أورشليم، وبعيد ميلاد أبيه الامبراطور فسباسيان. وأنشئت في بيروت
مدرسة كبيرة للقانون الروماني كان يؤمها آلاف الطلبة في عصر جستنيان. ثم حدثت
زلزلة في 551 م دمرتها تماما، وظلت مهجورة فترة من الزمن. وما زال بها الكثير من
أطلال المعابد والمباني العامة من العصر الروماني. وقد نهضت بعض الشيء في زمن
الحروب الصليبية. وهي الآن عاصمة لبنان، وإحدى المدن الرئيسية على الساحل الشرقي
للبحر المتوسط.

 

 

 

 

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي