تحية

 

التحية
هي إلقاء السلام، ولها جملة صور في الكتاب المقدس:

(1) تحية مكتوبة في مستهل الرسائل: كما في رسالة الملك أحشويرش للولاة في
عبر النهر (عز 17: 4)، ورسالة الولاة إلى داريوس الملك (عز 7: 5)، ورسالة الملك
نبوخذ نصر لكل شعوب الامبراطورية، ورسالة الملك داريوس لهم أيضاً (دانيال 1: 4،25:
6
).

وكان
الرسول بولس يستهل رسائله عادة بعبارة: "نعمة لكم وسلام من الله أبينا و الرب
يسوع المسيح" (رومية 7: 1، 1كو3: 1، 2كو2: 1 … الخ)، أو "نعمة ورحمة
وسلام من الله أبينا و المسيح يسوع ربنا" (1تي2: 1، 2تي2: 1، تي4: 1). ويستهل
يعقوب رسالته بالقول: "يعقوب … يهدي السلام"(يع 1: 1). ويكتب الرسول
بطرس: "لتكثر لكم النعمة و السلام" (1بط 2: 1، 2بط 2: 1). ويكتب الرسول
يوحنا إلى السيدة المختارة وأولادها: "تكون معكم نعمة ورحمة وسلام من الله
الآب ومن الرب يسوع المسيح ابن الآب بالحق والمحبة" (2يو3). ويكتب يهوذا: "لتكثر
لكم الرحمة و السلام و المحبة" (يهوذا2
).

كما
استهل الرسل والمشايخ رسالتهم إلى الكنائس بعد أول مجمع عقد في أورشليم بالقول: "الرسل
والمشايخ والاخوة يهدون سلاماً إلى الاخوة" (أع23: 15). كما كتب كلوديوس
ليسياس قائلاً "كلوديوس ليسياس يهدي سلاماً الي العزيز فيلكس الوالي"
(أع26: 23
).

وكانت
الرسائل أيضاً تختم بتحية خاصة، فيختم الرسل والمشايخ رسالتهم للكنائس بالقول: "كونوا
معافين" (أع29: 15). ويختم الرسول بولس رسالته الأولى إلى الكنيسة في كورنثوس
بالقول: "نعمة الرب يسوع المسيح معكم" (1كو 23: 16)، و"نعمة ربنا
يسوع المسيح و محبة الله وشركة الروح القدس مع جميعكم" (2كو14: 13). ويوجه
الرسول في غالبية رسائله تحياته وسلامه إلى العديدين من الأشخاص (رو 5: 16-23، 1كو
19: 16و20، 2كو 3: 3، في 21: 4و22، كو10: 4و15)، و"سلام على الاخوة و
محبة" (أف 23: 6). ويكتب الرسول بطرس: "سلام لكم جميعكم" (1بط14: 5).
ويختم الرسول يوحنا رسالته إلى غايس الحبيب بالقول"سلام لك. يسلم عليك
الأحباء. سلم على الأحباء بأسمائهم" (3يو15
).

هل تبحث عن  قاموس الكتاب المقدس معجم الكتاب المقدس أ أغابس س

(2) تحية رسمية للملوك: كان الشعب يحيى الملك عند اعتلائه العرش بالهتاف
"ليحي الملك" (1صم 24: 10،1مل 24: 1و39، 2مل 12: 11). كما كانت توجه مثل
هذه التحية عند مخاطبة الملك، فعندما دخلت بثشبع الى الملك داود لتذكره بوعده بأن
يؤول الملك الى ابنها سليمان، "خرت على وجهها إلى الأرض وسجدت للملك وقالت: ليحي
سيدي الملك داود إلى الأبد" (1مل 31: 1)، أو"عش أيها الملك إلى
الأبد" (دانيال 4: 2). أو "ليحي الملك إلى الأبد" (نح 3: 2
).

وبعد
أن وضع العسكر إكليل الشوك على رأس الرب يسوع، استهزأوا به قائلين: "السلام
يا ملك اليهود (مت من 29: 27، مر قس 8: 15،يو 3: 19
).

(3) التحية عند اللقاء: بإلقاء السلام، وقد يصحب ذلك الإيماء بالرأس أو
اليد أو الانحناء أو المصافحة باليد. فالرجل الذي كان على بيت يوسف حيا أخوه يوسف
بالقول: "سلام لكم" (تك23: 43). كما أن يوسف "سأل عن سلامتهم و قال:
"أسالم أبوكم الشيخ؟ " (تك 27: 43). وأرسل داود غلمانه ليسألوا باسمه عن
سلامة نابال، قائلين له: "حييت و أنت سالم و بيتك سالم و كل مالك سالم"
(1صم 5: 25 و6). وقد حيا بوعز الحصاد ين بالقول: "الرب معكم . فقالوا لهم
يباركك الرب" (راعوث 4: 2، انظر أيضاً مز 8: 129
).

وكان
الفريسيون يحبون التحيات في الأسواق (مت 7: 21، مر قس 38: 12، لو43: 11، 46: 20).
وقد أمر الرب يسوع تلاميذه قائلاً: "أي بيت دخلتموه فقولوا أولاً سلام لهذا
البيت، فان كان هناك ابن السلام يحل سلامكم عليه، وإلا فيرجع إليكم " (لو 5: 10،
انظر أيضاً مت 12: 10و13
).

هل تبحث عن  الكتاب المقدس كتاب الحياة عهد قديم سفر أخبار الأيام الثانى 33

وقد
حيا ملاك الرب جدعون بالقول: "الرب معك يا جبار البأس" (قض 12: 6). وحيا
الملاك جبرائيل العذراء مريم بالقول: "سلام لك أيتها المنعم عليها. الرب معك.
مباركة أنت في النساء" (لو28: 1)، "فقامت مريم في تلك الأيام وذهبت …
وسلمت على أليصابات، فلما سمعت أليصابات مريم، ارتكض الجنين في بطنها" …
وقالت لمريم: "حين صار صوت سلامك في أذني ارتكض الجنين بابتهاج في بطني"
(لو39: 1و45
).

وعندما
وقف الرب يسوع في وسط التلاميذ بعد القيامة، قال لهم: "سلام لكم" (لو36:
24، يوحنا19: 20و26)، وهي نفس التحية التي حيا بها مريم المجدلية و مريم الأخرى
عند القبر (مت 29: 28
).

ويبدو
أن هذه التحيات كانت تستغرق – في بعض الأحيان – وقتاً ثميناً، فعندما كان الأمر
يقتضي العجلة و الإسراع، لم يكن الوقت يتسع لها (انظر 2مل 29: 4، لو4: 10
).

وقد
أمر الرسول يوحنا: "إن كان أحد يأتيكم ولا يجئ بهذا التعليم فلا تقبلوه في
البيت ولا تقولوا له سلام، لأن من يسلم عليه يشترك في أعماله الشريرة"
(2يو10و11
).

(4) القبلة: لا شك في أن القبلة هي أقوى تعبير عن مشاعر الصداقة و الحب، من
مجرد إلقاء السلام أو المصافحة باليد. وأول مرة تذكر فيها القبلة في الكتاب المقدس
هي عندما التقى يعقوب براحيل ابنة خاله لابان، فهاجت عواطفه، "فقبّل يعقوب
راحيل ورفع صوته و بكى" (تك 11: 29). وعندما جاء يثرون حمو موسى إليه في
البرية، استقبله موسى بحفاوة "وسجد وقبّله وسأل كل واحد صاحبه عن
سلامته" (خر 7: 18
).

وتقول
عروس النشيد عن حبيبها: "ليقبّلني بقبلات فمه" (نش 2: 1). ويوصي الرسول
بولس المؤمنين قائلاً: "سلموا بعضكم على بعض بقبلة مقدسة" (رو16: 16،
1كو20: 16، 2كو12: 13، 1تس26: 5). وكذلك يوصيهم الرسول بطرس(1بط 5: 14
).

هل تبحث عن  الكتاب المقدس يسوعية كاثوليكية عهد قديم سفر أستير 01

ولكن
هناك قبلات غادرة خادعة كما يقول الحكيم: "أمينة هي جروح المحب، وغاشة هي
قبلات العدو" (أم 6: 27)، فعندما التقى يوآب بعماسا، بادره بالقول: "أسالم
أنت يا أخي، و أمسكت يد يوآب اليمنى بلحية عماسا ليقبله" فضربه يوآب بالسيف
"في بطنه فدلق أمعاءه إلى الأرض ولم يثن عليه فمات" (2صم8: 20 -10
).

و
أكبر مثال للقبلة الغادرة هي قبلة يهوذا الإسخريوطي للرب يسوع، فقد أعطى يهوذا
علامة للقوة التي جاءت معه للقبض علي يسوع، هذه العلامة قائلاً: "الذي أقبّله
هو هو أمسكوه. فللوقت تقدم إلى يسوع وقال السلام لك يا سيدي. وقبّله" (مت 48:
26و49، مرقس 44: 14 -46)، "فقال له يسوع يا يهوذا أبقبلة تسلم ابن الإنسان؟
" (لو48: 22
).

 

 

 

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي