تقوع

 

اسم
عبري لعل معناه " نصب الخيام "، ويطلق على:

برية
تقوع: وهي منطقة محجرة قاحلة على بعد نحو اثني عشر ميلا من أورشليم. ويقول د.جورج
آدم سميث، إنها تمتد نحو خمسة عشر ميلا إلى الشرق في خلاء موحش حتى تنحدر إلى
البحر الميت.

وكانت
هناك زراعات شحيحة في بعض الوديان حيث كانت توجد أثار من التربة الخصبة التي كانت
تغطي تلال يهوذا وقتما كانت تكسوها الغابات. وكانت المنطقة تنتج الزيتون والجميز (عا
7: 14)، وكان يضرب بها المثل قديما في إنتاج الزيت والعسل. ولا بد أن الرعاة
والقطعان أيضاً، كانوا يحتمون في الكهوف الكثيرة. وفي بعض المناطق كان البدو سكان
الخيام ينتجون نوعا من الدخن.

وفي
برية تقوع صرف داود عند هروبه من الملك شاول الذي كان يطارد وقتا طويلا (1 صم 23: 26).
وفي برية تقوع هزم يهوشافاط ملك يهوذا العمونيين وحلفاءهم الذين كانوا قد زحفوا
على يهوذا قادمين من عين جدي وعندما رأي شعب يهوذا أن الغزاة قد تفرقوا وسقطت
جثثهم على الأرض ولم ينفلت أحد، دعوا اسم ذلك المكان " وادي بركة " (2
أخ 20: 20 30)
.

وإلى
تلك البرية جاء يوحنا المعمدان يكرز بالتوبة، ووجد في مظاهرها صورا للدينونة: "
يا أولاد الأفاعي من أراكم أن تهربوا من الغضب الآتي " (مت 3: 7). كما إلى
تلك البرية جاء الرب يسوع ليجرب من إبليس، وخرج من التجربة ظافرا منتصرا، رغم
وجوده مع الوحوش (مرقس 1: 13)
.

وعندما
قاد بكيديس قائد جيش الملك ديمتريوس، جيشه ضد المكابيين، هرب الأخوان سمعان
ويوناثان إلى برية تقوع (1 مك 9: 33)
.

هل تبحث عن  قاموس الكتاب المقدس معجم الكتاب المقدس س سيف 1

مدينة
تقوع: تذكر تقوع مرارا في الكتاب المقدس، وقد عاش كل من ارميا وعاموس في تقوع. فقد
ولد عاموس في تقوع في القرن الثامن قبل الميلاد، ودعاه الرب ليتنبأ لشعب إسرائيل (المملكة
الشمالية). ومن يقرا نبوة عاموس، يدرك أن النبي قد سما إلى الأعالي وعاش متطلعا
إلى "أفاق بعيدة

".

وتقع
مدينة تقوع في يهوذا على بعد عشرة أميال إلى الجنوب من أورشليم، على بعد خمسة
أميال إلى الجنوب من بيت لحم، على مرتفع من الأرض يعلو حتى آلفين وسبعمائة قدم،
ومنها يمكن رؤية جيل الزيتون، وكذلك جبل نبو عبر البحر الميت، والذي من فوقه رأى
موسى ارض الموعد (تث 34: 1 4). كما تطل المدينة على صحراء تغطيها التلال. وتعكس
أقوال عاموس النبي (4: 13، 5: 8) المناظر التي كانت تتراءى لعيون رعاه تقوع. وتقع
المدينة بين واديين يجريان في برية يهوذا في انحدار شديد نحو البحر الميت.

وقد
تأسست مدينة تقوع منذ أيام غزو بني إسرائيل لأرض كنعان، فقد أسسها اشحور، أخو كالب
غير الشقيق (1 أخ 2: 24، 4: 5). ونقرا في الإصحاح الرابع عشر من سفر صموئيل الثاني
قصة المرأة التقوعية الحكيمة التي أرسلها يوآب إلى داود الملك لكي تحتال عليه
لإرجاع أبشالوم. كما اشترك بعض التقوعيين الغيورين في بناء السور الذي لم يشأ
عظماؤهم أن يشتركوا معهم في بنائه. ولا يمكن الجزم بما إذا كانوا تقوعيين أصلا، أو
أن هذا اللقب أطلق عليهم بعد استقرارهم في أورشليم (نح 3: 5 و 27). ولم تذكر تقوع
بين المدن التي استوطنت بعد العودة من السبي في الإصحاح الثاني من سفر عزرا. وينسب
إلى تقوع أحد أبطال داود الثلاثين، وهو "عبرا بن عقيش التقوعي " (2 صم
23: 26)
.

هل تبحث عن  م التاريخ كنيسة الكاثوليك تاريخ الكنيسة الغربية 39

وقد
أدرك رحبعام بن سليمان، ملك يهوذا، أهمية المدينة فقام بتحصينها (1 أخ 11: 6، وكما
يذكر يوسيفوس في تاريخه) فهي في موقع استراتيجي هام، ومركز حربي للدفاع عن أورشليم
وظلت دفاعاتها قائمة حتى أيام ارميا، فكان يضرب فيها بالبوق للإنذار بأي هجوم (ارميا
6: 1)
.

كما
كان لتقوع أهميتها في القرن الأولى للمسيحية، وكذلك في العصور الوسطى. وقد أقام
فيها في بداية القرن السادس، رجل اسمه سابا " ديرا " وبعد موته سرعان ما
اصبح هذا الدير مثار نزاع بين الأرثوذكس وأصحاب عقيدة الطبيعة الواحدة. ويذكر أحد
الرحالة المدعو " وليبولد
" (Willebod) بعد ذلك بقرنيين من الزمان،
أنه كان بتقوع كنيسة وقبر لأحد الأنبياء. وفي أيام الصليبيين كان يعيش في تقوع عدد
كبير من المسيحيين. وقد دمرها الأتراك في 1138 م، وهرب السكان إلى كهف كبير. وقد
حقق " اسحق تشلو

" (Chelo)
في 1134م، موقع قبر النبي عاموس. والتقاليد
العديدة تؤيد هذا الموقع لقبر النبي. وهناك تقليد بان نثنائيل كان أحد أطفال بيت
لحم الذين أمر هيرودس بذبحهم، ولكن أبواه هربا إلى تقوع.

اغلب
الظن أن تقوع المذكورة في أخبار الأيام الأول (2: 24، 4: 5) هي مدينة تقوع وليس
اسم شخص، فعبارة " اشحور أبا تقوع " تعني على الأرجح انه هو مؤسسها.

 

 

 

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي