تقوى

Piete

مقدمة

العهد
القديم

1. القوى في العلاقات البشرية:

2. التقوى في علاقاتنا بالله:

العهد
الجديد

1. قوى المسيح:

2. تقوى المسيحي:

 

 

مقدمة

التقوى،
في عرف المعاصرين، هي الأمانة في أداء الواجبات الدينية، المقتصرة غالباً على
الرياضات التقوية. وأما في الكتاب المقدس، فلها معنًى أوسع، فهي تشمل أيضاً علاقات
الإنسان بسائر البشر.

العهد
القديم

1. القوى في العلاقات البشرية:

ثير
التقوى (في العبرية: "حيسيدد
" hesed) أولاً إلى العلاقات المتبادلة بين
الأقارب (تكوين 47: 29) والأصدقاء (1 صموئيل 20: 8)، والحلفاء (تكون21: 23). إنها
رباط يستوجب مساعدة متبادلة فعّالة وأمينة.

وتدل
عبارة "صنع حيسيد/ إيميت" على أن التقوى تظهر في الأعمال. وفي مزدوج
كلمتي "حيسيد/ إيميت" أي "تقوى/ أمانة" (تكوين 24: 49، أمثال
20: 28، مزمور 25: 10)، يتداخل اللفظان: فيشير ثانيهما إلى استعداد في النفس بدونه
لا يستقيم الصلاح، الذي يعبّر عنه اللفظ الأول، بمعناه كاملاً. وفي السبعينية حيث
يترجم حيسيد بلفظ

eleos (=
شفقة)، يبدو أن جوهر التقوى قوامه الصلاح الرحيم.

2. التقوى في علاقاتنا بالله:

إن
هذا الرباط البشري القوي إلى هذا الحد القائم في لفظ "حيسيد" يبيح لنا
إدراك ذلك الرباط الذي أقامه الله بينه وبين شعبه، بموجب العهد. ومقابل تقوى الله،
أي إزاء حبه الرحيم لإسرائيل، بِكره (خروج34: 6، راجع 4: 22، إرميا 31: 3، إشعيا
54: 10)، ينبغي التجاوب بتقوى أُخرى، هي تعلَّق إسرائيل البَنَوي، الذي تترجمه
طاعته الأمينة، وعبادته بمحبة (راجع تثنية 10: 12- 13
).

هل تبحث عن  هوت عقيدى أسرار الكنيسة السبعة الأسرار 09

بالنتيجة،
من هذه المحبة البادية نحو الله، ينبغي أن تنشأ محبة أخوية بين البشر، بالاقتداء
بصلاح الله وباهتمامه بالمساكين. ومن ثم فإن ميخا، في تعريفه للتقوى الحقيقية،
يجمع بينها وبين العدالة والمحبة والتواضع (ميخا 6: 8
).

وهذا
التعريف هو تعريف الأنبياء والحكماء. فعند هوشع،لا تقوم التقوى على ممارسة الطقوس،
بل على المحبة الدافعة لها (هوشع 6: 6= متى 9: 13)، التي لا تنفصل عن البر (هوشع
12: 7) والأمانة، نحو الشريعة (هوشع 2: 21-22، 4: 1- 2
).

عند
إرميا إن اللله يقدّم لنا نفسه كمثال للتقوى والعدالة (إرميا 9: 24). وعند غيرهما،
تكون التقوى ممتهنة متى كان الفقراء مضطهدين والعدالة مهدورة (ميخا 7: 2، إشعيا 57:
1، مزمور 12: 2-6
).

العبادة
من جانب الإنسان التقي (بالعبرية حاسيدد، وباليونانية
hosios أو euseebes، يُعبّر عنها في المزامير بتسبيح مُحبّ، كله ثقة وفرح (مزمور 31: 24،
149)، يبدي تعظيماً لتقوى الله (مزمور 103). ومع ذلك فإن هذه العبادة لا تكون
مقبولة إلاّ إذا اقترنت بالأمانة (مزمور 50
).

ويعطي
الله الحكمة (سيراخ 43: 33 33) للأتقياء الذين لا يفصلون العبادة عن المحبة (سيراخ
35: 1- 10)، ويستخلصون الفائدة من كل الخيرات التي خلقها الله (سيراخ 39: 27). هذه
التقوى الكاملة، هي التي كانت، في عهد المكابيين، تحيي الحسيدين (من حسيديم: "أتقياء"؛
1 مكابيين 2: 42): إنهم يكافحون في سبيل إيمانهم حتى الموت، والتقوى التي تجعلهم
أقوياء إنما تقوم على يقين من أمر القيامة (2 مكابيين 12: 45). تلك هي أيضاً
"التقوى الأعظم قدرة من كل شيء" التي تتغنى الحكمة بنصرها في الدينونة
الأخيرة (حكمة 10: 12، راجع تعارض لفظَيْ بار وشرير في حكمة 2 إلى 5). و بمثل هذه
التقوى سيتجلّى المسيح الذي سيقيم على الأرض ملكوت الله (إشعيا 11: 2، السبعينية
(eleos).

هل تبحث عن  تفسير الكتاب المقدس تفاسير أخرى عهد قديم سفر المزامير بروس أنيستى 46

العهد
الجديد

1. قوى المسيح:

إن
انتظار الذين كانوا يرغبون في "خدمة الله بالتقوى
(hosiotes) والبر"،
مستجاب بقوى

elose
الله بإرساله المسيح) لوقا 1: 75 و78). فالمسيح هو "التقي"
الأعظم (أعمال 2: 27، 13: 35:
hosios، مزمور 16: 10، حاسيد).

وتقواه
البَنَوية تجعله يُتمّم إرادة الله أبيه (يوحنا 8: 29، 9: 31) في كل شيء، وتقوده
نحو تعلقه الكامل به (عبرانيين 10: 5- 10). وتُلهمه بصلاة نِزَاعه الحارّة. و
بتقدمة ذبيحة آلامه التي بها يقدسنا (مرقس 14: 35- 36//). وإذ هو على هذا النحو
الكاهن الأعظم التقي، الذي كنا نحتاج إليه (عبرانييِن 7: 26)، فقد استجابه الله
"بسبب تقواه" (5: 7). ولذا فإن سر المسيح يُسمى "سر التقوى"
(1 تيموتاوس 3: 16:
euseebeia)، إن فيه تُحقّق تقوى الله قصدها الخلاصي، وفيه تجد تقوى المسيح
ينبوعها ومثالها.

2. تقوى المسيحي:

منذ
ذلك الوقت رضي الله عن الناس الذين من كل أُمة بصلواتهم وصدقاتهم النابعة عن مخافة
الله، فكانوا يشتركون في التقوى اليهودية، في كلا عنصريها الأساسيين، عنصر العبادة
الإلهية، وعنصر ممارسة البر، أمثال اليهودي سعمان (لوقا 2: 25)، والرجال الذين
قصدوا إلى أورشليم بمناسبة العنصرة (أعمال 2: 5)، وقائد المئة كورنيليوس (أعمال 10:
2 و4 و22 و34- 35
).

وقد
تجددت هذه التقوى بيسوع المسيح وبهبة الروح. ونشاهد في سفر الأعمال بعضاً من هؤلاء
الرجال الأتقياء

(eulaabes)
مثل حنانيا (أعمال 22: 12)، أو المسيحيين الذين يقبلون لدفن اسطفانوس
(أعمال 8: 2
).

فبحسب
أسلوب بولس، أصبح باعث عبادتهم الآن روح بنوية تجاه الله (راجع غلاطية 4: 6).
وبرهم هو بر الإيمان الذي يعمل بالمحبة (غلاطية 6: 5
).

هل تبحث عن  قاموس الكتاب المقدس معجم الكتاب المقدس ذ ذوات النفخ خ

تلك
هي تقوى

(hosiotes)
الإنسان الجديد، التقوى المسيحية الحقيقية (أفسس 4: 24) التي يحث
عليها بولس بدلاً من الممارسات الباطلة الناتجة عن تقوى كاذبة ومحض بشرية (كولسي 2:
16- 23)، فبواسطتها تُقدَّم لله عبادة مرضية، بتقوى
(eulabes) وورع
(عبرانيين 12: 28
).

وفي
الرسائل الراعوية، وفي رسالة بطرس الثانية، تدخل التقوى
(eulabeia) في عداد
الفضائل الأساسية، التي على الراعي، رجل الله، أن يتحلّى بها (1 تيموتاوس 6: 11،
تيطس 1: 8). وهي أيضاً ضرورية لكل مسيحي (تيطس 2: 12، 2 بطرس 1: 6- 7
).

وهناك
ميزتان من ميزاتها يشار إليهما إشارة خاصة. فأولاً التحرر من حب المال، والاقتناع
بالضروري، على النقيض من التقوى الكاذبة المتهافتة على المكاسب، وبمكسبها، الذي هو
تلك الحرية بذاتها (1 تيموتاوس 6: 5- 10). ثم إنها تُعطي القوة لاحتمال الاضطهادات،
التي هي نصيب أولئك الذين تتمثّل تقواهم بتقوى المسيح (2 تيموتاوس 3: 10- 12
).

ودون
هذا التجرد وهذا الثبات، فلن يكون لنا إلا مظاهر التقوى (3: 5). ويعد الله أصحاب
التقوى الحقيقية بأن يعضدهم في تجارب الحياة، كما يعدهم بالحياة الأبدية (2 بطرس 2:
9، 1 تيموتاوس 4: 7- 8
).

بهذا
المفهوم، تدل التقوى أخيراً على الحياة المسيحية بكل متطلباتها (راجع 1 تيموتاوس 6:
3، تيطس 1: 1): وتتجاوب مع حب ذاك الذي هو "التقيُّ الوحيد" (رؤيا 15: 4
hosios). فعلى
المسيحي أن يقتدي به، وبذلك يكشف لإخوته وجه أبيهم السماوي.

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي