التلمود

ينقسم
التلمود إلى قسمين رئيسين هما: (المشنا) و (الجمارا) وتعريفهما كالآتي:

(1)
– المشْنا (المشْنة): ومعناه (التكرار) أو (الشريعة المتكررة)، وهو بمثابة المتن،
وهو عبارة عن مجموعة من الشرائع والتقاليد والروايات اليهودية المختلفة المروية
على الألسنة لقرون عديدة إلى أن دوّنها الحاخام (يهوذا هاناسئ) في نهاية القرن
الثاني بعد الميلاد (200م).

ويزعم
اليهود بأن تلك الشرائع والروايات قد تلقاها موسى من الله ثم نقلها موسى مشافهة
إلى هارون ويوشع واليعازر الذين نقلوها بدورهم إلى الأنبياء الذين نقلوها أيضاً
إلى أحبار اليهود علمائهم وتناقله بعد ذلك الأجيال من الأحبار جيلاً بعد جيل عن
طريق المشافهة إلى أن جمعها ودوّنها الحاخام (يهوذا هاناسئ)، ولذلك فإن اليهود
يسمون المشنة ب(التوراة الشفوية) أو (الشريعة الشفاهية) وقد كتبت باللغة العبرية.

 

وتنقسم
المشنا إلى ستة أقسام كالآتي:

 

1-
كتاب (زراعيم) أي البذور أو الإنتاج الزراعي: ويحتوي على (11) فصلاً يتضمن
القوانين الدينية الخاصة بالأرض والزراعة، ويبدأ بتحديد الصلوات المفروضة والبركات
أو الأدعية.

 

2-
كتاب (مُوعد) أي العيد، ويحتوي على (12) فصلاً يتضمن الأحكام الدينية والفرائض
الخاصة بالسبت وبقية الأعياد والأيام المقدسة.

 

3-
كتاب (ناشيمْ) أي النساء، ويحتوي على (7) فصول، فيه النظم والأحكام الخاصة بالنساء
كالزواج والطلاق.

 

4-
كتاب (نزيقين) أي الأضرار أو الجنايات، ويحتوي على (10) فصول، ويشتمل على جزء كبير
من الشرائع المدنية والجنائية، بما في ذلك القصاص والعقوبات والتعويضات.

 

5-
كتاب (قُدَّاشيم) أي المقدسات، ويحتوي على (11) فصلاً، وفيه الشرائع الخاصة
بالقرابين وخدمة الهيكل.

 

6-
كتاب (طهاروت) أي الطهارة، ويحتوي على (12) فصلاً، يتضمن الأحكام الخاصة بما هو
طاهر وما هو نجس، وما هو حلال وما هو حرام من المأكولات والمشروبات وغيرها.

هل تبحث عن  تفسير الكتاب المقدس القس أنطونيوس فكرى عهد قديم سفر راعوث 00

 

وبذلك
يكون المشنا مكوّناً من (63) فصلاً، وعندما أكمل الحاخام يهوذا هناسي تقييد المشنا
في القرن الثاني الميلادي، فقد تركزت جهود أحبار اليهود على شرحه وتبسيط واستنباط
الأحكام منه، ومن تلك الشروحات والحواشي الكثيرة على المشنا تكوّن القسم الثاني من
التلمود وهو (الجمارا).

 

(2)
– الجمارا (الجمارة): ومعناه (التكملة) أو (الإكمال).

وهو
عبارة عن مجموعة شروحات وتعليقات واستنباطات ومناقشات الأحبار على (المشنا)
وأساطير وخرافات وأقوال مروية عن حاخامات اليهود من طائفة الربانيين في موضوعات
شتى وعصور مختلفة منذ القرن الثالث الميلادي إلى نهاية القرن الخامس الميلادي. وقد
كتبت باللغة الآرامية.

والجمارا
نوعان: جمارا بابل، وجمارا أورشليم، وهذا التقسيم يرجع إلى اختلاف مركز البحث
العلمي والديني لليهود ومكان تمركز أحبارهم.

جمارا
بابل: – فهو عبارة عن شروحات وحواشي أحبار اليهود على (المشنا) في بابل (العراق)
-حيث استمر تجمع اليهود هناك كجالية أجنبية منذ السبي البابلي- من سنة 219 ق.م.
إلى سنة 500م.

جمارا
أورشليم: – فهو عبارة عن شروحات وحواشي أحبار اليهود على (المشنا) في أورشليم
(فلسطين) -ممن بقي هناك من فلول اليهود أو ممن جاؤا إليها متسللين- من سنة 219ق.م
إلى سنة 759م.

 

وبناءاً
على ذلك فقد ظهر تلمودان هما: –

الأول:
تلمود بابل: وهو مكوّن من (المشنا) و (جمارا بابل) ويسمى أيضاً بالتلمود الشرقي،
وهو المتداول بين اليهود والمراد عند الإطلاق.

الثاني:
تلمود أورشليم: وهو مكوّن من (المشنا) و (جمارا أورشليم). ويسمى أيضا بالتلمود
الغربي.

ويتميز
التلمود البابلي عن الأورشليمي أنه يغطي بشرحه كل نص المشنا (الأقسام أو الكتب
الستة)، أما التلمود الأورشليمي فإنه ظل ناقصاً لا يشرح إلا بعض المشنا (الثلاثة
كتب الأولى)، كما أن أحبار اليهود في بابل كانوا يحظون بثقة أرسخ من ناحية التبحر
في الفكر اليهودي مما كان يحظى به أحبار اليهود في فلسطين. لذلك فإن التلمود
البابلي يتمتع بتقدير أعظم في أعين اليهود من التلمود الأورشليمي، وهو المتداول
بين اليهود والمراد عند الإطلاق.

هل تبحث عن  ئلة مسيحية الديانة المسيحية والفرعونية ة


طبعات التلمود:

طبع
التلمود طبعات كثيرة أهمها الطبعة الأولى الكاملة للتلمود البابلي بمدينة البندقية
(فبنيسيا بإيطاليا) في اثنى عشر مجلداً من القطع الكبير من سنة 520م إلى سنة 1523م
.

وطبع
كذلك تلمود أورشليم في مدينة البندقية سنة 1523-1524م في مجلد واحد ضخم .

ولما
نشر التلمود في طبعته الأولى واطلع عليه النصارى أفزعهم ما فيه من السباب والشتائم
ضد المسيح والنصارى وما فيه من العقائد الأخرى الخطيرة، فثاروا ضد اليهود
واضطهدوهم، فقرر أحبار اليهود حينئذ تحريف التلمود بأن تترك مكان الألفاظ المسيئة
لمشاعر النصارى على بياض أو تعوض بدائرة بشرط أن هذه التعاليم لا تعلّم إلا في
مدارسهم فقط، لذلك جاءت الطبعات التالية للطبعة الأولى ناقصة وفيها تحريفات كثيرة،
يقول محررو دائرة المعارف اليهودية العامة: إن أحد أهم الأسباب لعدم بقاء مخطوط
كامل(لتلمود بابل) هو التعصب الديني المغالي للمسيحية في العصور الوسطى، الذي دفع
الكثيرين إلى إشعال النيران -أحياناً- في العربات المحمّلة بالتلمود المطبوع أو
المخطوط. ا.ه.

ويجري
في إسرائيل إعادة طبع النسخة العبرية الأصلية من تلمود بابل بإشراف الحاخام آدين
شتاينز التز، وسيطبع منها – كما أعلن – ستة آلاف نسخة فقط، مما يدل على حرص
القائمين على الدين اليهودي على المحافظة على سرية التلمود.

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي