توبة

 

تستخدم
جملة كلمات في العهدين القديم والجديد، تعبيرا عن "التوبة
".

أولا
في العهد القديم:

 تستخدم
الكلمة العبرية " ناحام
" (Naham) وهي تتضمن معنى "يلهث، يتنهد،
يحزن، ياسف "، وتترجم عادة في العربية " بكلمة " ندم " أو
" حزن " أو " تاسف " منسوبة إلى الله عندما يجرى قضاء كان
مؤجلا، أو يتحول عن إجراء قضاء انذر به، بعد أمكن تحقق الغرض منه، وهو التوبة
والرجوع ألواح (انظر تك 6: 6 و 7، خر 32: 14، قض 2: 18، 1 صم 15: 11، 2 صم 24: 16،
1 أخ 21: 15، ارميا 18: 8 و 10، 26: 3 و 13 و 19، 42: 10، يوئيل 2: 13 و 14، عاموس
7: 3 و 6، يونان 3: 9 و 10، 4: 2)، كما يؤكد الكتاب أيضاً أمكن الله لا يمكن أن
" يندم

"
(عدد 23:
19، اصم 15: 29، مز 110: 4، ارميا 4: 28، حز 14: 14، هوشع 13: 14، ملاخي 3: 6) فهو
" التي ليس عنده تعيير ولا ظل دوران " (يع 1: 17). ولكن قلما تستخدم
كلمة " ناحام " منسوبة إلى الانسان(انظر خر 13: 17، قض 21: 6 و 15، 1 مل
8: 47، أيهما 42: 6، ارميا 8: 6، حز 14: 6، 18: 30)
.

(2) إليه الكلمة العبرية التي تستخدم كثيرا في العهد القديم للتعبير عن
توبة الانسان فهي كلمة " شوبه
" (Shubh)، وتترجم عادة في العربية بكلمة " رجع " للدلالة على
الرجوع أو التحول عن الخطية إلى الله، فهذا هو أسلوب العهد القديم في التعبير عن
" التوبة " من نحو الله، عيني الرجوع للرب من كل القلب والنفس والقدرة (انظر
2 مل 17: 13، 23: 25، 2 أخ 6: 26، 7: 14، 15: 4، 30: 6، نح 1: 9، مز 78: 34، أش 19:
22، 60: 7، ارميا 3: 12 و 14 و 22، 18: 8، حزقيال 18: 11، 33: 11 و 14، دانيال 9: 13،
هو 14: 1 و 2، يوئيل 2: 13، يونان 3: 10، زك 1: 3 و 4، ملاخي 3: 7)
.

وعندما
ينسب الندم إلى الله سواء فيما يتعلق بالقضاء أو بالرحمة، فان ذلك يرتبط بتغير في
علاقته بالناس، فالله ثابت لا يتغير في ذاته وكمالاته وأغراض، لكن ما يتغير هو
موقفه من الناس فيما يتعلق بأجراء القضاء على الخطبة من التمهل والأناه إلى الغضب،
وفيما يتعلق بالرحمة من الغضب إلى الإحسان والبركة. ويعبر عادة عن ذلك في العهد
القديم بالقول: " رجع الرب عن حمو غضبة " (انظر خر 32: 12، يشوع 7: 26،
2 أخ 12: 12، 24: 10، أش 12: 1، هوشع 14: 4، يونان 3: 9)
.

هل تبحث عن  قاموس الكتاب المقدس معجم الكتاب المقدس ز زرع ع

وفي
بعض المواضع تذكر الكلمتان معا: " توبوا وارجعوا " حز 14: 6، انظر أيضاً
أش 21: 12، 55: 7)
.

 

 

ثانيا
في العهد الجديد: هناك ثلاث كلمات في اليونانية للتعبير عن التوبة:

 التوبة
بمعني الحزن والندم: وهي كلمة " ميتاميلوماي
" (Metamelomai) وتعني
الإحساس بالحزن والندم عيني شبيهه بكلمة " ناحام " العبرية، فهي تدل على
جانب الانفعال العاطفي من التوبة، وقد يؤدي هذا الإحساس إلى توبة حقيقية أو إلى
مجرد الندم (مت 21: 29 و 32، 27: 3)، فيهوذا ندم بمعني حزن، لكنه لم يندم بمعني
الرجوع عن الخطية. وهذا ما فعله حزن، لكنه لم يندم بمعني الرجوع عن الخطية. وهذا
ما فعله أيضاً عيسو (عب 12: 17). ويستخدم الرسول بولس نفس الكلمة للتعبير عن موقفه
من الكورنثوسيين (2 كو 7: 8)
.

(2) التوبة بمعني تغيير الفكر: وهي كلمة " ميتانو " (Metanoeo) وهي تعبر
تعبيرا قويا عن التغيير الروحي الذي يحدث برجوع الخاطئ إلى الله، فالكلمة تعني: الحصول
على فكر جديد أي تغيير الفكر أو الهدف من نحو الخطية، عيني تقابل الكلمة العبرية
" شوبة " أي " الرجوع "، قد استخدمها بهذا المعني يوحنا
المعمدان والرسل (مت 3: 2، مرقس 1: 15، أع 2: 38)، وهي وثيقة الصلة في الحياة
المسيحية بالإيمان، فهو العامل فيها (أع 20: 21)، كما إنما ترتبط بالتجديد (أع 3: 19)
وبالاختبارات والبركات الروحية التي لا يمنحها إلا الله وحده، مثل مغفرة الخطايا (لو
24: 47، أع 5: 31). وتضاف " المعمودية " أحيانا إلى " التوبة
" على أساس أن المعمودية هي شهادة علنية صريحة على تغيير العلاقة مع الخطية
ومع الله (مرقس 1: 4، لو 3: 3، أع 13: 24، 19: 4) والتوبة كاختبار حيوي، لا بد أن
تظهر في الثمار الصالحة التي تليق بالحياة الروحية الجديدة (مت 3: 8)
.

التوبة
بمعنى الرجوع: والكلمة اليونانية المستخدمة هي " ابستريفو
" (Epistrepho) وهي كثيرا
ما تستخدم في سفر الأعمال لأبراز الجانب إيجابى من التغيير الذي تتضمنه "
التوبة " في العهد الجديد، أي للدلالة على الرجوع إلى الله، ذلك الرجوع الذي
يعني في جانبه السلبي التحول عن الخطية. والمفهومان متكاملان متلازمان لا ينفصمان،
فالكلمة تستخدم للدلالة على الرجوع من الخطية إلى الله (أع 9: 35، 1 تس 1: 9) عيني
تأتي لفكرة الإيمان (أع 11: 21)، وتوكيد للتغير كما يعنيه العهد الجديد (أع 26: 20)
.

هل تبحث عن  قاموس الكتاب المقدس معجم الكتاب المقدس س سفر عزرا الثالث ث

وثمة
صعوبة بالغة فبالإضافة التعبير عن المعنى الحقيقي لتغيير الفكر بالنسبة للخطبة في
الكثير من الترجمات. ففي الترجمة اللاتينية، ترجمت كلمة "التوبة "
بكلمتي " بونيتنيتام اجير
" (Poenitentiam Agere) التأكد
تعنى الآسي والحزن " وتعذيب الذات " اكثر مما تعني تغيير الفكر أو الهدف،
مما أدى إلى المفهوم الخاطئ للتوبة في الكنيسة اللاتينية، باعتبارها الحزن على
الخطبة اكثر منها تغيير الفكر وترك الخطية كالمفهوم الأساسي لها في العهد الجديد.
وكل تحريضات الأناجيل في العهد القديم. وكذلك أقوال الرب يسوع وأقوال الرسل، تؤكد
أمكن تغيير الفكر هو المفهوم الأساسي لجميع الكلمات الأصلي المستخدمة للدلالة على
التوبة. إليه الحزن المصاحب لها فهو نابع عن طبيعة التغيير نفسه.

ثالثا
العناصر السيكولوجية:

 العنصر
العقلي: فالتوبة هي تعيير فكر الخاطئ مما يدفعه إلى الرجوع عن طرقة الردية وحياته
الشريرة، فالتغيير الملازم للتوبة هو تغيير جذري عميق، لدرجة يؤثر معها في كل
الطبيعة الروحية، ويمتد إلى جميع جوانب الشخصية، فالعقل يجب أن يوجه، والعاطفة
تتحرك، والإرادة تعمل. فعلم النفس (السيكولوجي) يرى أن التوبة لا بد أن تكون عميقة
وشخصية وشاملة. والعنصر العقلي يقوم على أساس أن الأموية كائن عاقل، والله يريدنا
أن نخدمه خدمة عاقلة. فيجب على الانسان أن يدرك أن الخطية شنيعة شناعة مطلقة، وان
ناموس الله كامل لا رحمة فيه، وان الانسان خاطئ أعوزه مجد الله القدوس (أيهما 42: 5
و 6، مز 51: 3، رو 3: 20)
.

(2) العصر العاطفي: قد يكون هناك إدراك للخطية دون التخلي عنها كشيء شنيع
بغيض، فيه أهانه لله وخراب للإنسان. وتغيير النظرة قد لا يؤدي إلا إلى الخوف من
العقاب، وليس إلى بغضه الخطية تركها (خر 9: 27، عد 22: 34، يش 7: 20، 1 صم 15: 24،
مت 27: 4)، فالتوبة لا بد أمكن تشمل عنصرا عاطفيا. وان كان الشعور ليس مرادفا
للتوبة، إلا انه قد يكون الحافز القوي للتحول الصادق عن الخطية، فالتائب لا يمكن
أن يكون بطبيعة الحال متبلد الإحساس غير مبال بشيء، إذ يجب أمكن يحدث تغيير
فبالإضافة الموقف العاطفي، إذا كانت التوبة نار التنور التوبة كما يعنيها العهد الجديد.
وهناك نوع من الحزن يؤدي إلى التوبة، ونوع آخر ليس فيه إلا الندم والحسرة. فهناك
حزن من عمل الهي، وحزن بحسب العالم، والحزن الأول يؤدي إلى الحياة، بينما يؤدى
النوع الثاني من الحزن إلى الموت (مت 27: 3، لو 23، 2 كو 7: 9 و 10). فلابد أن
يكون هناك إدراك للخطبة في تأثيرها على الانسان وفي علاقتها بالله، قبل أن يكون
هناك تحول قلبي عن الخطية والشعور الملازم للتوبة يتضمن التبكيت على الخطية
الشخصية والالتجاء المخلص الصادق إلى الله طلبا للصفح والغفران على أساس رحمته (مز
51: 1 و 2 و 10 14)
.

هل تبحث عن  قاموس الكتاب المقدس معجم الكتاب المقدس ق قاب 1

 العنصر
الإرادي: أن أهم عناصر التوبة من الناحية السيكولوجية، هو العنصر الإرادي أو
الاختياري، وهو ما يعبر عنه في العهد القديم بكلمة " يرجع "، وفي العهد
الجديد " بالتوبة " أو " الرجوع "، فالكلمات الأصلي سواء في
العبرية أو اليونانية، تركز بشدة على الإرادة وتغيير الفكر أو تغيير الهدف، لان
الرجوع الكامل الصادق إلى الله، يتضمن إدراك طبيعة الخطية، والوعي القوي بالمذنوبية
الشخصية (ارميا 25: 5، مرقس 1: 15، أعمال 2: 38، 2 كو 7: 9 و 10). والتوبة تستلزم
الإرادة الحرة والمسئولية الشخصية. ولاشك في أن الناس جميعا مطالبون بالتوبة، كما
انه من الجلي الواضح أن الله يأخذ دائما المبادرة في التوبة وحل المشكلة يرتبط
بالدائرة الروحية، فالظواهر الطبيعية لها أصولها في العلاقات السرية بين الانسان
والله، ولا يمكن أن يكون ثمة بديل خارجي للتغيير الداخلي، فيجب عدم الخلط بين لبس
المسوح وندم النفس، وبين العزم القاطع على ترك الخطية والرجوع إلى الله، فما يطلبه
الله في كلا العهدين بالضرورة ليس هو التضحية المادية، بل التغيير الروحي (مز 51: 17،
أش 1: 11، ارميا 6: 20، هوشع 6: 6)
.

والتوبة
شرط للخلاص، ولكنها ليست أساس استحقاقه. والدوافع إلى الخلاص هي أساسا في صلاح
الله، ومحبة الله، ورغبته الشديدة في خلاص الناس من النتائج المحتومة للخطية، وفي
دعوة الإنجيل الشاملة، وفى رجاء الحياة الروحية، والدخول إلى ملكوت السموات (حز 33:
1،مرقس 1: 15، لو 13: 1 5، يو 3: 16، أع 17: 30، رو 2: 4). والتطوبيات الأربع
الأولى في الأشياء الخامس من إنجيل متى (مت 5: 3 6). هي سلم سماوية تعبر عليها
النفس التائبة من سلطان الظلمة إلى ملكوت الله، فالوعي بالفقر الروحي الذي يهبط
بالكبرياء عن عرشها، وإدراك الانسان لعدم استحقاقه، مما يدفعه إلى الحزن،
والاستعداد العميق للخضوع لله في أتضاع صادق، والرغبة العميقة التي تدفع إلى الجوع
والعطش للبر. كل هذه هي بعض اختبارات الشخص التي يهجر الخطية تماما ويرجع بكل قلبه
إلى الله الذي يمنح التوبة للحياة.

 

 

 

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي