ثمر

Fruit

مقدمة

أولاً:
واجب الإثمار

ثانياً:
تعاون الإنسان مع الله

1. الله سيد الحياة:

2. الماء المحيي:

3. دور الإنسان:

ثالثاً:
ثمار جيّدة وثمار رديئة

رابعاً:
مائية المسيح وثمر الروح

 

 

مقدمة

إن
لفظ ثمرة، سواء أخذناه بالمعنى الحقيقي، الخصب (مثل ثمرة البطن: لوقا 1: 42)، أو
بالمعنى المجازي، النتيجة التي نحصل عليها (مثلاً ثمرة الأعمال: ارميا 17: 10).
لنشير به إلى ما ينتجه كائن حي، وبتعبير أدقّ ما ينتجه المخلوق، لأن الله، وإن غرس
وزرع على نحو الإنسان، إلا أنه لا يقال إنه يأتي بثمر: وإنما يحصد الثمار التي
ينبغي أن تُظهر مجده.

أولاً:
واجب الإثمار

إن
الفعل الخلاّق الذي وضع في كل كائن بذرة، حياة، هو بركة منتصرة. فينبغي أن تُنبِتَ
شجراً مثمراً تخرج ثمراً بحسب صنفها (تكوين 1: 11- 12). والحيوانات والإنسان
يتلقون الأمر: "أنموا وأكثروا!" (تكوين 1: 22 و28
).

فالحياة
تزرع في الأرض فتخرج هي خصوبة وفيرة. من علامات الحياة أن كل من يزرع يحصد الثمار
(إشعيا 37: 30، 1 كورنتس 9: 7، 2 تيموتاوس 2: 6). و لذا فإن الله يطلب ثماراً من
كرمته: إن كل تهاون مُعاقب عليه (يهوذا 12). إن الأغصان غير المثمرة تلقى في النار
وتحرق (يوحنا 15: 6، راجع متى 3: 10). وتسلّم الكرمة إلى كرامين آخرين (متى 21: 41-
43). ولم يعد للتينة العقيمة حق بعد في تعطيل الأرض (لوقا 13: 6- 9). أخيراً،
طبقاً لنظام شرقي قديم خاص بالأمور التجارية، للمالك الحق في معاقبة ذاك الذي لم
يحترم العقد: "تاجروا بها (أي بالوزنات) إلى أن أعود" (لوقا 19: 13
).

ثانياً:
تعاون الإنسان مع الله

1. الله سيد الحياة:

إلا
أن الله لا يُطالب مخلوقاته بثمار دون أن يزوّدهم بالوسيلة. على أن الإنسان، وهو
يتعاون على الإثمار بجهده، يجب أن يعترف بأن الثمرة هي أولاً من عمل الله. فقد كلف
آدم بزرع ثم بجني ثمار أشجار عدن حيث وضعه الله. إلا أنه حُرِّم عليه أن يمدّ يده
إلى ثمرة شجرة الحياة (تكوين 3: 22)، كما لو كان ينبّه عليه فيما ينبّه، بأنه هو
تعالى وحده مصدر الحياة.

هل تبحث عن  قاموس الكتاب المقدس معجم الكتاب المقدس ف فيشون 2

وإنّ
على إفرائيم (ويعني اسمه "الذي جعل يوسف يثمر". (تكوين 41: 52) على مدى
تاريخه، أنه يدرك أنه إذا ما أتى بثمر، فالفضل يرجع إلى الله، السرْوَة الخضراء،
شجرة الحياة الحقيقة (هوشع 14: 9). ولذا ينبغي لإسرائيل أن يُقدِّم بواكير ثماره
كعلامة لاعترافه بالجميل (تثنية 26: 2)، وينبغي بنوع خاص أن يلجأ إلى الحكمة
الإلهية، التي تُبشّر أزهارها بثمار عجيبة (سيراخ 24: 17
).

2. الماء المحيي:

في
جنة عدن ذاتها، لكي ينبت العشب، كان أيضاً لا مناص من أن ينزل الله المطر ويصنع
إنساناً ليفلح الأرض (تكوين 2: 5). فتبعاً للرمزية في الكتاب لا تستطيع الأرض،
بعمل من الإنسان، أن تنتج ثمرها ما لم تسقِ المياه البذرة. فبدون ماء تلبث الأرض
عقيمة؛ إنها الصحراء، كما في سدوم، حيث النباتات تعطي ثمراً لا ينضج (حكمة 10: 7)
.

فمن
دون يهوه، الصخرة الأمينة الوحيدة، لا يستطيع الإنسان أن يأتي بثمر، "وعنبه
عنب سم" (تثنية 32: 33)؛ ومن ثمّ فإن من واجبه أن يصلي مثل إيليا، لكي، بفضل
المطر، "تُعطي الأرض ثمرها" (يعقوب 5: 17 – 18
).

حينئذ
تقبل الأرض بركة الله، وتُخرج نباتاَ مفيداً (عبرانيين 6: 7- 8)، والبار أشبه ما
يكون "بشجرة زرعت على مجرى الماء" (إرميا 17: 8، مزمور 1: 3)، "لا
يزال يأتي بثمر في شيخوخته" (مزمور 92: 14- 15
).

3. دور الإنسان:

لئن
ارتبط الماء قبل كل شيء بالله، فاختيار الأرض والعناية بها أمرهما منوط بالإنسان.
إن القمح المزروع، في وسط الشوك، لا يصل إلى النضج (لوقا 8: 14)، وهو يأتي بثمر
أكثر أو أقل تبعاً لجودة الأرض التي سقط فيها (متى 13: 8). على أية حال فإن النمو
لا يرتبط أولاً بجهود الإنسان: لأن الأرض "من نفسها" (باليونانية
automate) تثمر ثمرها
(مرقس 4: 26- 29
).

هل تبحث عن  قاموس الكتاب المقدس معجم الكتاب المقدس ت تلغث فلناسر ر

لا
شك في أن الأمر قد تطلّب مشقة لإنبات الحكمة، إلا أنه يمكن الاطمئنان لثمارها
الرائعة (سيراخ 6: 19). إن في ذلك درساً في آن معاً، عن المشقة في العمل، وعن
الصبر المطلوب في انتظار الثمرة.

ثالثاً:
ثمار جيّدة وثمار رديئة

بما
أن آدم قد رفض أن يقبل من الله وحده ثمرة الحياة التي كانت مُعدَّة له، فإنه يرى
نفسه مُلزماً بأن يحرث أرضاً ملعونة، بدلاً من أشجار الجنة "الحسنة المنظر
والطيّبة المأكل" (تكوين 2: 9)، فتخرج له شوكاً وحسكاً (تكوين 3: 18
).

وعندما
يذوق آدم من شجرة معرفة الخير والشر، يدّعي أنه يحدد بنفسه ما هو صالح وما هو شرير.
فتصبح أفعاله ملتبسة حتى في عينيه نفسيهما. إلا أن الله الذي يفحص الكلى والقلوب،
يُحكم على كرمته إسرائيل من ثمارها. لقد كان ينتظر منها عنباً، فإذا به لا يجد فيها
إلا حصرماً (إشعيا 5: 1 – 7
) .

إن
الثمرة تُظهر نوعية الحديقة، وهكذا الكلمة، فإنها تعبّر عن أفكار القلب (سيراخ 27:
6). إن يوحنا المعمدان يدين أيضاً وَهْمَ أولئك الذين كانوا يفخرون بأنهم أبناء
إبراهيم، ولا يأتون بثمار جيّدة (متى 3: 8- 10
).

ويعلن
يسوع: "إن الشجرة تعرف من ثمارها" ويكشف وراء القشرة الغريبة، عصارة
ملعونة (متى 12: 33- 35)؛ فهو يعلِّم تلاميذه كيف يميّزون الأنبياء الكذبة: "من
ثمارهم تعرفونهم. أَيُجْنَى من الشوك عنَب، أو من العُلَّيق تين؟" (متى 7: 16
).

إذن،
وبوجه أعم، ثمة التباس في قلب الإنسان الذي قد "يثمر ثماراً للموت"، في
حين يجب "أن يثمر ثماراً للحياة" (رومة 7: 4- 5
).

رابعاً:
مائية المسيح وثمر الروح

هل تبحث عن  قاموس الكتاب المقدس معجم الكتاب المقدس أ آصيل 2

إلا
أن المسيح قد أزال هذا الالتباس. وعاش في حكم "شريعة إعطاء الثمار التي
أعلنها على العالم: "إن لم تقع الحبة من الحنطة في الأرض وتَمُتْ، تَبْقَ
وحدها. وإذا ماتت، أخرجت حباً كثيراً" (يوحنا 12: 24). وقد قَبِل ساعة
التضحية فمجّده الآب. وبذا صارت الشريعة الطبيعية، عن طريق المسيح، "شريعة
الوجود المسيحي". "أنا الكرمة الحق وأبي هو الكرّام، كل غصن متى لا
يُثمِر، يقطعه" (يوحنا 5: 1- 2)، لأنه لابد لإعطاء الثمر من أن يبقى على
الكرمة (15: 4)، أي أن نكون أمناء للمسيح.

إن
الاتحاد بالمسيح يجب أن يكون خصباً وسخياً: "كل غصن يُثمر يُقضِّبه الآب
ليكثر حمله" (15: 2): تلك هي الطريقة الإلهية، الوفرة، التي تفترض أن يتطهّر
التلميذ باستمرار ويبدي الصبر (لوقا 8: 15) إذ ذاك سيبلغ نضجه كاملاً: "ثمر
البر الذي نحمله من فضل يسوع، تمجيدا وتسبيحاً لله" (فيلبي 1: 11، راجع يوحنا
15: 8
).

وإذن
فإن النُبُوّة عن الأزمنة الأخيرة قد تمت. فكرمة إسرائيل، اليانعة فيما مضى
(حزقيال 17: 8)، ثم اليابسة فيما بعد (19: 10- 14، راجع هوشع10: 1، إرميا 2: 21)،
تُعطي من جديد ثمرها، والأرض إتاءها (زكريا 8: 12
) .

يمكننا
أن ننتعش بالحكمة (سيراخ 1: 16)، بل أن نصير بها أيضاً ينبوع حياة: "إن ثمرة
البر تلد شجرة الحياة" (أمثال 11: 30). ويتيح لنا العهد الجديد أن نحدّد بدقة
فيما يقوم بالضبط ثمر الروح، الذي تحمله مائية المسيح: إنه ليس كثيراً، ولكنه
يتكاثر، إنه المحبة التي تتفتّح بكل أنواع الفضائل (غلاطية 5: 22- 23). على أن
المحبة ليست "ثمرة حلوة في حلق العروس فحسب" (نشيد 2: 3)، بل المحبوب
نفسه يستطيع "أن يدخل جنته ويذوق ثمارها اللذيذة" (نشيد 4: 16
) .

وعن
آخر الأزمنة، كان النبي قد استشف أن انتظام الفصول (تكوين 8: 22، أعمال 14: 17)
سيتجدّد: إن الأشجار المغروسة على شاطئ النهر الذي ينبع من جانب الهيكل، ستعطي كل
شهر ثمارها (حزقيال 47: 12). وكتاب الرؤيا، إذ يربط بين هذه الرؤيا ورؤيا الفردوس،
لم يعد يتأمل بعد سوى شجرة حياة واحدة، تلك التي صارت شجرة الصليب، القادرة على
شفاء الوثنيين أنفسهم (رؤيا 22: 2)
.

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي