ثياتيرا

 

كانت
ثياترا مدينة غنية في الجزء الشمالي من مقاطعة ليديا من الولاية الرومانية في آسيا
الصغرى، على نهر ليكوس. وكانت قريبة جدا من حدود ميسيا، حتى أن الكثيرين من الكتاب
القدامى نسبوها إلى مقاطعة ميسيا. وتاريخها القديم يحوطه الغموض، فقد كانت قديما
مدينة صغيرة قليلة الأهمية، إلى أن عاد بناءها سلوقس نيكاتور (301 281 ق.م) وكانت
تقع على طريق فرعي بين برغامس وساردس، وليس على طريق من الطرق الرئيسية للتجارة الإغريقية،
ولكنها كونت ثروتها من استثمار وادي ليكوس، فنمت وأصبحت مركزا تجاريا هاما، ولكنها
لم ترتفع إلى منزلة عاصمة.

ومعنى
" ثياتيرا " هو " قلعة ثيا "، وكان يطلق عليها أسماء أخرى مثل
بلوبيا، و " سميراميس ". وكانت قبل عصر سلوقس نيكاتور، تعتبر مدينة
مقدسة حيث كان يوجد بها معبد الإله " تيريمنوس
" (Tyrimnos) اله الشمس
عند الليديين. وكانت تقام فيها حانات الألعاب. ويظهر هذا الإله على عملات ثياتيرا
القديمة، على صورة فارس يحمل فاسا حربيا ذا راسين شبيه بالمرسوم على قبور الحثيين.
وكانت ترتبط به إحدى الإلهات قليلة الأهمية، اسمها " بورتين " كما كان
بثياتيرا معبد آخر للإله " سامبث
" Sambethe كانت تقيم فيه نبية يظن البعض أنها
هي المشار إليها بإيزابيل في سفر الرؤيا (2: 20) كانت تنطق بلسان ذلك الإله وتبلغ
أقواله للعابدين.

وقد
اشتهرت ثياتيرا بشكل خاص بالنقابات التي تكونت بها لمختلف الحرف من صناع الصوف
والكتان والجلود والبرونز، والأواني الخزفية، والخبازين، والصباغين وغيرهم. ويبدو
أن هذه النقابات كانت في ثياتيرا اكثر تنظيما منها في سائر المدن القديمة. فكان كل
صانع ينتمي إلى نقابة، وكان لكل نقابة ممتلكاتها التي تحمل اسمها. وكانت تتعاقد
على الأعمال الكبرى ولها نفوذ قوي. وكانت من أقوى النقابات، نقابة " النحاسين
". وكذلك نقابة " الصباغين " الذين يعتقد انهم استبدلوا صبغة
القرمز المأخوذة من أصداف الأسماك، بصبغة أرجوانية مأخوذة من جذور نبات الفوة
" madder ", وكانت
" ليدية " بياعة الأرجوان في فيلبي من ثياتيرا أصلا (أع 16: 14) ولعلها
كانت تنتمي إلى نقابة الصباغين. ويسمى لون هذه الصبغة الآن باللون " الأحمر
التركي ". وكانت هذه النقابات ترتبط ارتباطا شديدا بديانة المدينة، فكانت
تقيم احتفالات ومهرجانات تتميز بالمجون والإباحية، لذلك وقفت هذه النقابات في وجه
المسيحية. ويبدو مما جاء في سفر أعمال الرسل (19: 10) أن الرسول بولس قد كرز هناك
في أثناء أقامته الطويلة في أفسس، وأن كان الجزم بهذا غير ممكن. ولكن الثابت أن
المسيحية وصلتها في زمن مبكر. وكان من مبادئ الكنيسة في ذلك العهد أن لا ينتمي
مسيحي لأي نقابة من النقابات، فكان ذلك دافعا قويا إلى مقاومة النقابات لها.

هل تبحث عن  تفسير الكتاب المقدس تفاسير أخرى عهد جديد رسالة يوحنا الرسول الأولى دك وودورد د

وتقوم
في مكان ثياثيرا الآن مدينة صغيرة تعرف باسم " أق حصار " على خط السكة
الحديد الفرعي بين مانيزيا وسوما. " واق حصار " معناها في التركية
" القلعة البيضاء " وتوجد بالقرب منها أطلال القلعة التي اشتقت المدينة
منها اسمها. واغلب مبانيها من الطين، ولكن مازالت توجد بها بقايا بعض المباني التي
أقامها الإمبراطور كاراكلا. ويوجد على الجزء المرتفع من المدينة أطلال معبد وثني
قديم. ويشاهد في حوائط البيوت بقايا أعمدة محطمة وتوابيت وأحجار منقوش عليها بعض
الكتابات. واغلب سكانها من اليونان والأرمن بينهم بعض اليهود. وتوجد أمام المدينة في
الصيف بركة أسنة من مياه نهر ليكوس الذي يسميه الأتراك الآن " غريدوك كابا
". واهم صناعة فيها الآن هي صناعة السجاد.

 

 

 

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي