جبل
جلبوع
وقد
يكون معنى جلبوع " العين المتفجرة ". ولا يذكر هذا الجبل الأشياء
بالارتباط بمقتل الملك شاول وأولاده الثلاثة يوناثان وابيناداب وملكيشوع (1 صم 31:
1، 2 صم 1: 6 و 21، 21: 12). وهو عبارة عن سلسلة من الجبال يبلغ طولها نحو ثمانية
أميال، وعرضها من ثلاثة أميال إلى خمسة، إلى الشرق من وادي يزرعيل على الحدود بين
السامرة والجليل. وترتفع أعلى قمة فيه وهي قمة " الشيخ برقان " إلى 1696
قدما فوق سطح البحر، ولكنها تنحدر انحدارا شديدا إلى الشرق نحو الأردن على عمق نحو
ألفا قدم من القمة. أما السفوح الغربية فتنحدر انحدارا متدرجا إلى سهل يزرعيل الذي
يعلو عن سطح البحر بنحو 300 قدم. وعلى هذه السفوح الغربية سقط شاول وأولاده. وقد
حشد الفلسطينيون جيوشهم للحرب عندما زحف الإسرائيلي نحو السهل وهددوا بقطع طريق
الفلسطينيين نحو البحر (وهو الطريق الأعظم للتجارة بين مصر ودمشق) وعندما هجم
الفلسطينيون هرب رجال إسرائيل وجرح شاول جرحا خطيرا، راي معه أن يقتل نفسه، افضل
من أن يقع في أيدي أعدائه الألداء (وهذه إحدى المرات القليلة التي تذكر فيها حادثة
انتحار في الكتاب المقدس).
وقد
وقعت بالقرب من هذا الجبل الكثير من المواقع الحاسمة في التاريخ، ففي مجدو أحرز
تحتمس الثالث اعظم انتصاراته على الكنعانيين، وكانت المعركة ضد سيسرا في هذه
المنطقة، وكان لنهر قيشون الذي ينبع من جبال جلبوع دور في انتصار بني إسرائيل (قض
5: 21)، بالقرب منه أيضاً هزم جدعون المديانيين، (قض 6: 33). وعنده أيضاً قتل نخو
ملك مصر يوشيا ملك يهوذا، وهو في طريقه لنصرة ملك أشور (2 مل 23: 29).
وكانت
يزرعيل العاصمة الصيفية لبيت عمري ملك إسرائيل (1 مل 18: 45، 2 مل 9: 15) وكانت
تقع على جزء ناتىء من جبل جلبوع، وعلى ارتفاع نحو مائتي قدم من السهل، وتتحكم في
طريق البحر (بين مصر ودمشق) والطريق من البحر المتوسط إلى الأرجوان. وفيها أيضاً
قتل ياهو يورام ملك إسرائيل وأمه ايزابل، ومن هناك طارد اخزيا ملك يهوذا وقتله (2 مل 9، هوشع 1: 4).
ويطلق
على جبل جلبوع الآن اسم " جب فقوع " وتحت سفوحه الشمالية توجد "
عين جلود " التي يرجح أنها هي " عين حرود ". كما يوجد إلى الغرب
قرية " جلبون " التي يتردد في اسمها صدى الاسم القديم للجبل (جلبوع).
