جبل
عيبال

 

و
" عيبال " كلمة عبرية معناها " عيب أو عار " ويسميه العرب
الآن " الإسلامية " ويقع إلى الشمال من وادي شكيم مقابل جبل جرزيم في
جنوبى الوادي. ويرتفع جبل عيبال إلى 1.402 من الأقدام فوق سطح البحر المتوسط.
ويزعم السامريون أن جبل جرزيم أعلى ارتفاعا من جبل عيبال، بينما الواقع ا ن عيبال
يعلو اكثر من 200 قدم عن جرزيم. ويمر بين الجبلين واد ضيق هو الشريان الوحيد
للانتقال بين الشرق والغرب، وتقع مدينة نابلس في عنق الوادي عند طرفه الغربي
والأرجح أن مدينة شكيم كانت تقع إلى الغرب منها. ويجد الصاعد من نابلس إلى السفوح
السفلي من عيبال أنها مكسوة بالحدائق والبساتين التي تجري فيها جداول المياه
الغزيرة التي تسيل من الينابيع في أسفل جرزيم، وتنشر الخصب والجمال، فالكروم وأشجار
التين والزيتون تنمو بغزارة. اما السفوح العليا فتغطيها الصخور الوعرة التي لا
تنمو بها الا الأشواك. اما المنظر من فوق القمة العريضة فبالغ الروعة، مما يعوض
المشاهد عن تعبه في تسلق الجبل، فإلى الغرب عبر التلال وسهل شارون بشاطئه الرملي
الذهبي، تمتد إلى ما لا نهاية صفحة زرقاء من مياه البحر المتوسط ما بين يافا
والكرمل. ومن الكرمل إلى جلبوع يبرز حرمون الصغير وتابور بين سهل ازدرالون (يزرعيل)
الرحب الخصب، ومرتفعات الجليل حيث توجد مدينة الناصرة على مشارف السهل، وتمتد هذه
المرتفعات حتى تتصل بمناكب جبل لبنان في الشمال. وينتقل البصر من قمة حرمون
المغطاة بالثلوج عبر الجولان وجبل جلعاد إلى جبل أين في الشرق وأمامه المنحدرات
الشديدة للضفة الشرقية لوادي الأردن. كما تظهر ارض موآب فيما وراء البحر الميت،
وتحجب المرتفعات المحيطة بأنواع رؤية ما وراءها إلى الجنوب.

هل تبحث عن  قاموس الكتاب المقدس معجم الكتاب المقدس ع عجائز عجائزية ة

ويبدو
هذا الجبل للمشاهد من بعيد انه يزدحم بالمقدسات الدينية، فعلى قمته توجد قبة
" الولي " التي يقولون أن رأس يوحنا المعمدان مدفونة تحتها. كما توجد
أطلال كنائس وأديرة مسيحية. وقد كشفت الحفريات الأثرية في منطقة شكيم عن انها زخرت
بالسكان منذ منتصف الألف الرابعة قبل الميلاد، ولكن بلغت أوج مجدها في أيام ملوك
إسرائيل في السامرة
.

وقد
لعبت سفوح عيبال وجرزيم دورا خالدا في تاريخ بني إسرائيل، فبعد أن غزا يشوع
المنطقة الوسطى من فلسطين , قاد الشعب إلى هناك، واقام مذبحا في جبل عيبال من
حجارة صحيحة لم يرفع عليها أحد حديدا، واصعدوا عليه محرقات وذبائح سلامة، وكتب على
الحجارة اما حفرا عليها أو نقشا في طبقة الكلس التي كساها بها نسخة من الناموس. ثم
تنفيذا لما أمر به الرب على فم موسى وقف نصف الأسباط على سفوح جبل جرزيم ونصفهم
الآخر على سفوح جبل عيبال، وقرا الذين على جبل جرزيم البركات، وقرا الذين على جبل
عيبال اللعنات (تث 11: 29 و 30
27، 28، يش 8: 30 35). وظل هذا الجبل بقمته الشامخة في قلب البلاد، يذكر
المشاهدين، القريبين والبعيدين، بالعهد الذي قطعة آباؤهم مع الرب. ولا شك أن تكوين
المنطقة والسفوح المتقابلة في هذا الوادي الضيق كانت تسمح للصوت أن يصل إلى أبعد
مدى لسمع كل الشعب ما يقال.

كما
كانت للجبل أهمية حربية كبيرة يدل عليها وجود أطلال قلعة كبيرة على قمته.

 

 

 

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي