جبل
هور

(1) جبل على حدود أرض أدوم نزل عند سفوحه بنو إسرائيل في طريقهم من قادش
إلي أرض الموعد، وفي جبل هور قال الرب لموسى وهارون، أنه من أجل خطيتهم عند ماء
مريبة، سيموت هارون " لأنه لا يدخل الأرض التي اعطيت لبني إسرائيل "
وامره أن ياخذ هارون و ألعازر ابنه و يصعد بهما إلي جبل هور , وأن يخلع عن هارون
ثيابه ويلبسها لالعازار ابنه، فيضم هارون إلي قومه ويموت هناك. ففعل موسى كما أمر
الرب وصعدوا إلي جبل هور أمام أعين كل الجماعة، فخلع موسى عن هارون ثيابه وألبسها
ألعازار ابنه، فمات هارون هناك على رأس الجبل. وكان هارون ابن مئة وثلاث وعشرين
سنة حين مات في جبل هور، وذلك في السنة أربعين لخروج بني إسرائيل من أرض مصر (عد
33: 38 40). ويذكر سفر التثنية أن هارون مات في " موسير " و هناك دفن (تث
10: 6)، ولا يعرف شىء عن موقع موسير.

و
يقول يوسيفوس أن جبل هور كان أحد الجبال المحيطة ببترا. وجبل النبي هارون يرتفع
نحو 4.800 قدم و يقع في منتصف الطريق من الطرف الجنوبي للبحر الميت و الطرف
الشمالي لخليج العقبة، وهو أعلى جبل فى أدوم، و يوجد على قمته قبر يقال أنه قبر
هارون، بينما الواضح أن جزءه الأعلى على الاقل يرجع إلي ما بعد الفتح الاسلامي.

ولكن
هناك ما يدعو للشك في أن جبل النبي هارون هو جبل هور، و ذلك أنه في وسط أدوم و ليس
على تخومها كما يذكر عن جبل هور، كما أنه يبعد كثيراً إلي الشرق من قادش كما أن
الجبل أعلى من أن يستطيع الشعب في أسفله أن يروا ما يجري فوق قمته، علاوة على أن
وعورة سفوحه لا تجعل من السهل على الرجال الثلاثة الصعود إليه. ثم حيث أن أدوم رفض
أن يسمح لبني إسرائيل بالعبور في أرضه، وخرج بقوة كبيرة للقاء بني إسرائيل، فتحول
إسرائيل عنه، فمن غير المحتمل أن ينزل بنو إسرائيل عند جبل في وسط أدوم.

والأرجح
أن جبل هور هو جبل " ماديرا " أو " مادورا " الذي يقع على بعد
نحو خمسة عشر ميلاً إلي الشمال الشرقي من قادش على التخم الشمالي الغربي لادوم.
وطبيعته الطبوغرافية تجعل من الميسور لبني إسرائيل أن يروا ما كان يجري على قمته،
و هو على الطريق المباشر من شرق قادش إلي مواب.