جفنة

 

اولا:
الجفنة هي الكرمة، ومن معاني " الجفن " في اللغة العربية، اصل الكرم او
قضبانه او هو ضرب من العنب. وتوجد جملة كلمات في العبرية للدلالة على الكرمة، هي:

(1) " جفن " وهي نفس الكلمة في العربية، وتعني كرمة العنب
المزروعة، وتسمى ايضا " جفنة الخمر " (عد 6: 4، قض 13: 14)، وهي نفس
الكلمة العبرية المترجمة إلي " يقطينة " برية (2 مل 4: 39). وترد كلمة
" جفنة " في العبرية 56 مرة فى العهد القيدم.

(2) كرم " سورق " (إش 5: 2، إرميا 2: 21) أي الكرمة المنتقاة او
المختارة، وكان وادي سورق (قض 16: 4) يشتهر باجود انواع الكروم، وهي نفس الكلمة
المستخدمة في نبوة يعقوب لابنه يهوذا (تك 49: 11). ويبدو ان الكلمة العبرية تشير
إلي العنب الاسود الذي كان حسب التقليد اليهودي، عنبا حلو المذاق جدا وبدون بذور.

(3) " نزير " وهى كلمة " نذير " العربية، وقد استخدمت
وصفا للكرم في عبارة " الكرم المحول " (لا 25: 5 و 11) أي الكرمة التي
لم تشذب أغصاتها. ولعل فى ذلك تشبيها لها بخصل الشعر التي كان يتميز بها الرجل
النذير (انظر عد 6: 5، قض 13: 5)
.

(4) " عنب " وهي كلمة شائعه في جميع اللغات السامية (كما هي في
العربية) وهي تعني العنب بعامة (تك 40: 10، تث 32: 14، إش 5: 2 الخ) و" دم
العنب " (تك 49: 11) , و " الحصرم " وهو العنب غير الناضبح (أي 15:
33 , إش 8: 5) إرميا 31: 29 و 30، حز 18: 2). والعنب الردىء (إش 5: 2 و 4، نش 7: 8
و9)
.

(5) " كرم " وهي نفس الكلمة في العربية وترد في (نش 2: 15، 31: 5) كما تستخدم كلمة
" كراميم " جمع " كرام " في العبرية (2 مل 25: 12، 2 أ خ 26: 10،
إش 61: 5… الخ)
.

هل تبحث عن  الكتاب المقدس بولسية عهد جديد رسالة بطرس الرسول الأولى 03

(6) " إشكول " أي عنقود العنب الناضج (انظر تك 40: 10، 13: 23
و 24).

(7) " قعال الكروم " وهو زهرها وله رائحة عطرية (نش 2: 13 و 15،
7: 12)
.

ثانيا:
الكلمة في اليونانية: (1) " أمبلوس ") وتعني الكرمة (مت 26: 29، مرقس 14:
25، لو 22: 18، يو 15: 1 و 4 و5، يع 3: 12، رؤ 14: 19)
.

(2)
بتروس

( b) ومعناها عناقيد " في عناقيد كرم الأرض
" (رؤ 14: 18
).

ثالثا
الكروم وأهميتها: فلسطين من البلاد التي إشتهرت بزراعة الكروم منذ أقدم العصور
التاريخية، كما تشهد بذلك معاصر العنب الموجودة في المراكز الحضارية القديمة وفيما
حولها. ويحتمل أن القدماء عنوا بزراعة الكروم كمصدر للسكر، إذا كان عصير العنب
يتحول بالغليان إلي سائل غليظ القوام يطلق عليه " عسل العنب " أو "
الدبس "، وهو بلا شك العسل الذي تردد ذكره كثيرا في العهد القديم، وكان مصدرا
رئيسيا للسكر قبل العصور التي تم فيها استخراج السكر من القصب. وكل أسفار العهد
القديم تبين لنا أن فلسطين كانت تعتمد اعتمادا كبيرا على الكروم ومنتجاتها، فكان
الناس يشربون الخمر علامة على الفرح والبهجة، كما كانوا يعتبرون الكرم من أفضل عطايا
الله (قض 9: 13، مز 10: 15). لكن كان على النذير أن " لا يأكل من كل ما يعمل
من جفنة الخمر من العجم حتى القشر " (عد 6: 4، قض 13: 14)
.

وكانت
الأرض التي وعد الله بها بني إسرائيل أرض " كرم وتين ورمان. " (تث 8: 8)،
فقد ورثوا كروما لم يغرسوها (تث 6: 11، يش 24: 13، نح 9: 25). وتشير بركة يعقوب
لابنه يهوذا إلي صلاحية أرضه للكروم (تك 49: 11)
.

وعند
سبي قادة الشعب إلي بابل، ترك الفقراء في البلاد ليقوموا على رعاية الكروم (2 مل
25: 12، إرميا 52: 16) حتى لا تتحول الأراضي الزراعية إلي صحراء جرداء، ولكن
الأجانب، " بنو الغريب " هم الذين يقومون بهذه الخدمة الوضيعة (إش 61: 5)
.

هل تبحث عن  الكتاب المقدس بولسية عهد جديد سفر رؤيا يوحنا اللاهوتى 17

رابعا
زراعة الكروم: لم تكن المناطق الجبلية من اليهودية والسامرة تصلح لزراعة الحبوب،
ولكن كانت تجود به زراعة الكروم، فكانت تجمع منها الحجارة أولا وتستعمل في بناء
سياج لحماية الكروم، أو في إقامة برج يشرف منه الحارس على كل الكرم (إش 5: 2، مت
21: 33). وكان بكل مزرعة كروم قديما معصرة تحفر في الصخر. وغالبا ما كانت جذوع
الكروم ترتكز على الأرض، وكانت الأغصان حاملة العناقيد تستند على الحوائط (تك 49: 22).
وفي بعض المناطق كانت الجذوع نرفع إلي نحو قدم أو أكثر على قوائم خشبية. وفي أحيان
قليلة كانت الأغصان تتسلق الإشجار القربية منها. كما كانت ترفع أمام المنازل على
عريش يقام فوق أعمدة مكونة شبه مظلة (1 مل 4: 25)
.

وزراعة
الكروم تتطلب عناية مستمرة حتى لا يضعف إنتاجها.

وبعد
موسم الأمطار، كان السياج يحتاج إلي ترميم ما حدث به من ثغرات، كما كان يجب أن
تحرث الأرض وتنظف من الأعشاب، وهذا على النقيض من كرم الرجل الكسلان والناقص الفهم
(أمثال 24: 30 و 31). وفي أوائل الربيع يجب أن تشذب الكروم، فتقطع الأغصان الجافة
والتي لا تحمل ثمرا (لا 25: 3 و 4، إش 5: 6) وتجمع وتحرق (يو 15: 6). وعندما تنضج
حبات العنب، يجب حراستها من الثعالب وبنات آوي (نش 2: 15) ومن الخنازير البرية في
بعض الأماكن (مز 80: 13)، وكان الحارس يقف أحد الأبراج ليراقب مساحة كبيرة. وعندما
يحل موعد جني العنب، كانت تأتي أسرة المالك بأجمعها وتقيم تحت مظلة تقام فوق أحد
الأبراج الكبيرة وتظل الأسرة هناك حتى ينتهى جني كل العنب، وكان موسم جني العنب
موسما للفرح والبهجة (إش 16: 10)
.

وكان
يترك نثار الكرم لفقراء القرية أو المدينة (لا 19: 10، تث 24: 21، قض 8: 2، إش 17:
6، 24: 13، إرميا 49: 9، ميخا 7: 1). وكانت مزارع الكروم تبدو في الصيف كالخمائل
الخضراء اليانعة في وسط الأرض الجرداء، أما في فصل الخريف فكانت الأوراق تبدو
صفراء ذابلة وقد انتثر ماعظمها وأصبح المكان موحشا (إش 34: 4
).

هل تبحث عن  كتب أبوكريفا كتب نقد إنجيل برنابا إنجيل برنابا هل هو إنجيل صحيح 04

خامسا
المعنى المجازي للكرمة: إن جلوس " كل واحد تحت كرمته وتحت تينته " (1 مل
4: 25، ميخا 4: 4، زك 3: 10) دليل على السلام والازدهار والرخاء القومى. لأن غرس
الكروم وجني ثمارها كانا يعنيان الاستقرار الطويل الأمد (2 مل 19: 29، مز 107: 37،
65: 21، إرميا 31: 5، حز 28: 26، عا 9: 14)
.

اما
ان تغرس الكروم، ولا يجني اصحابها الثمار، فكان يعتبر كارثة (تث 20: 6، انظر ايضا
1 كو 9: 7)، وعلامة على عدم رضى الله (تث 28: 30، عاموس 5: 11، صفنيا 1: 13)
.

كما
كان الامتناع عن غرس الكروم دليلا على ان الاقامة في ذلك المكان لم تكن اقامة لزمن
طويل (إرميا 35: 7)
.

وكان
ازدهار الكروم لسنين كثيرة دليلا على بركة الله (لا 26: 5). وتشبه الزوجة الناجحة
بالكرمة المثمرة (مز 128: 3). وكان عدم انتاج الكرمة علامة على غضب الله (مز 78: 47،
إرميا 8: 13، يؤ 1: 7)
.

وقد
تكون الكرمة غير المثمرة امتحانا لايمان الانسان وثقته في الله (حب 3: 17). ويقول
يعقوب عن يوسف ابنه انه: " غصن شجرة مثمرة.. اغصان قد ارتفعت فوق حائط "
(تك 49: 22)
.

وقد
شبه اسرائيل " بكرمة " (إش 5: 1 5) اخرجها الرب من مصر (مز 80: 8، إرميا
2: 21، 12: 10، مع ما جاء في حزقيال 15: 2 و 6، 17: 6)

وفي
فترة متاخرة كانت تصور اوراق الكروم وعناقيد العنب على العملة اليهودية كما على
المباني اليهودية.

وقد
ذكر الرب يسوع المسيح الكرمة في ثلاثة من امثاله (مت 20: 1 16، 21: 28 و 33 43).
وتعليم الرب عر الكرمة الحقيقية (يو 15) جعل من الكرمة رمزا مقدسا في المسيحية.

 

 

 

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي